تفسير و معنى الآية 81 من سورة يونس عدة تفاسير - سورة يونس: عدد الآيات 109 - - الصفحة 218 - الجزء 11. ﴿ التفسير الميسر ﴾
فلما ألقَوا حبالهم وعصيَّهم قال لهم موسى: إنَّ الذي جئتم به وألقيتموه هو السحر، إن الله سيُذْهب ما جئتم به وسيُبطله، إن الله لا يصلح عمل مَن سعى في أرض الله بما يكرهه، وأفسد فيها بمعصيته. ﴿ تفسير الجلالين ﴾
«فلما ألقوا» حبالهم وعصيهم «قال موسى ما» استفهامية مبتدأ خبره «جئتم به السحر» بدل وفي قراءة بهمزة واحدة إخبار فما اسم موصول مبتدأ «إن الله سيبطله» أي سيمحقه «إن الله لا يصلح عمل المفسدين». فلما القوا قال موسى ما جئتم به السحر. ﴿ تفسير السعدي ﴾
فَلَمَّا أَلْقَوْا حبالهم وعصيهم، إذا هي كأنها حيات تسعى، ف قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ أي: هذا السحر الحقيقي العظيم، ولكن مع عظمته إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ فإنهم يريدون بذلك نصر الباطل على الحق، وأي فساد أعظم من هذا؟! ! وهكذا كل مفسد عمل عملاً، واحتال كيدًا، أو أتى بمكر، فإن عمله سيبطل ويضمحل، وإن حصل لعمله روجان في وقت ما، فإن مآله الاضمحلال والمحق. وأما المصلحون الذين قصدهم بأعمالهم وجه الله تعالى، وهي أعمال ووسائل نافعة، مأمور بها، فإن الله يصلح أعمالهم ويرقيها، وينميها على الدوام، فألقى موسى عصاه، فتلقفت جميع ما صنعوا، فبطل سحرهم، واضمحل باطلهم.
موقع هدى القرآن الإلكتروني
وقراءة أبي عمرو " آلسحر " على الاستفهام على إضمار مبتدأ والتقدير أهو السحر. ويجوز أن يكون مبتدأ والخبر محذوف ، التقدير: السحر جئتم به. ولا تكون ( ما) على قراءة من استفهم بمعنى الذي ، إذ لا خبر لها. وقرأ الباقون ( السحر) على الخبر ، ودليل هذه القراءة قراءة ابن مسعود: " ما جئتم به سحر ". وقراءة أبي: " ما أتيتم به سحر "; ف ( ما) بمعنى الذي ، و ( جئتم به) الصلة ، وموضع ( ما) رفع بالابتداء ، و ( السحر) خبر الابتداء. ولا تكون ( ما) إذا جعلتها بمعنى ( الذي) نصبا لأن الصلة لا تعمل في الموصول. وأجاز الفراء نصب السحر بجئتم ، وتكون ( لا) للشرط ، و ( جئتم) في موضع جزم بما والفاء محذوفة; التقدير: فإن الله سيبطله. ويجوز أن ينصب ( السحر) على المصدر ، أي ما جئتم به سحرا ، ثم دخلت الألف واللام زائدتين ، فلا يحتاج على هذا التقدير إلى حذف الفاء. موقع هدى القرآن الإلكتروني. واختار هذا القول النحاس ، وقال: حذف الفاء في المجازاة لا يجيزه كثير من النحويين إلا في ضرورة الشعر; كما قال:من يفعل الحسنات الله يشكرهابل ربما قال بعضهم: إنه لا يجوز ألبتة. وسمعت علي بن سليمان يقول: حدثني محمد بن يزيد قال حدثني المازني قال سمعت الأصمعي يقول: غير النحويون هذا البيت ، وإنما الرواية:من يفعل الخير فالرحمن يشكرهوسمعت علي بن سليمان يقول: حذف الفاء في المجازاة جائز.
السؤال: أولى الرسائل وردت من المستمعة مهدية بنت صدام من العراق، تقول في رسالتها: ما هو العمل لإبطال السحر بارك الله فيكم؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله وخيرته من خلقه، وأمينه على وحيه، نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله، وعلى آله وأصحابه ومن سلك سبيله واهتدى بهداه إلى يوم الدين. أما بعد:
فعلاج السحر يكون بشيئين:
أحدهما: الرقى الشرعية. قال موسى ما جئتم به السحر ان الله سيبطله. والثاني: الأدوية المباحة التي جربت في علاجه. ومن أنجع العلاج وأنفع العلاج الرقى الشرعية، فقد ثبت أن الرقية يرفع الله بها السحر، ويبطل بها السحر. وهناك نوع ثالث وهو: العثور على ما فعله الساحر من عقد أو غيرها وإتلافها، كذلك من أسباب من زوال السحر وإبطاله. فمن الرقى التي تستعمل أن يرقى المسحور بفاتحة الكتاب وآية الكرسي، و قل يا أيها الكافرون ، قل هو الله أحد ، و قل أعوذ برب الفلق ، و قل أعوذ برب الناس ، مع آيات السحر التي جاءت في سورة الأعراف وسورة يونس وسورة طه. وهي في سورة الأعراف قوله سبحانه: وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ [الأعراف:117-119].