بيان هلاك قوم سبأ وتشاؤم الكُفار وقلة شُكرهم. إثبات الحُجة على عُبدة الأصنام، وبيان طريقة تعامُل الأُمم السابقة مع أنبيائهم. بيان الله -تعالى- لعباده المُتصدقين بالإخلاف، ثُمّ ذكر الحُجة على من أنكر النُبوة، وتمنّي الكافر الرُجوع إلى الدُنيا عند وفاته. قصة سورة سبأ pdf. ترابط السورة بما قبلها
تأتي سورة سبأ في ترتيب المُصحف بعد سورة الأحزاب، وقد ذكر الله -تعالى- في أواخر سورة الأحزاب تساؤُل الناس بإستهزاء عن يوم القيامة، بقوله تعالى: (يَسْئَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ اللَّهِ وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً). [٦] وجاءت سورة سبأ لإثبات يوم القيامة والرد على الكافرين واعتراضاتهم وإبطال حُججهم في إنكارهم له، فقال تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ) ، [٧] وختمت بإثبات ما كانوا عليه من الكِبر والعِناد. [٨]
قصة سبأ التي وردت في السورة
ضرب الله -تعالى- في سورة سبأ مثالاً على من يجحد بنعم الله -تعالى-، فسبأ من الأقوام التي كانت تسكُن اليمن، وأنعم الله -تعالى- عليهم بأراضٍ خصبة، وكانوا يتحكّمون في مياه الأمطار فأنشؤوا سد مأرب، وكانت لهم جنتان عن اليمين وعن الشمال؛ لكثرة الخُصوبة والرخاء والمتاع الجميل.
قصة سورة سبأ Pdf
فسابغات: أي: دروع كوامل. وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ أي: عندما تصنع جرساً وتدخل حلقة في حلقة قدر في السرد، أي: لا تصغر المسمار، فتتقلقل حلقة داخل مسمار، وربما تتفكك تلك الحلقات، ولا تغلظها فتكسر الحلقة، وبالتالي تنكسر الدرع، فلا تصون ولا تحصن المقاتل والمدرع.
كانوا في غبطة عظيمة وعيش رغيد وأيام طيبة. قصة سورة سبأ مكتوبة. ومع تتابع النعم، وتوالي هذه الآلاء، والعيش الرغيد..
مع ذلك كله قابلت قبيلة سبأ الإحسان بالإساءة، والنعمة بالبطر، وكفرو بالنعمة، وسقطوا في أوحال السيئات، ولم يقتصروا على ذلك؟
بل بعد تقارب ما بين قراهم، وطيب ما بينها من البساتين، وأمن الطرقات، سألوا الله أن يباعد بين أسفارهم، وأن يكون سفرهم فيه مشاق وتعب. فسلبوا تلك النعمة العظيمة كما قال الله عنهم: ﴿ فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ ﴾ [سبأ: 16] فلما أعرضوا أهلكهم الله بأن أرسل الى ذلك السد الفئران والجرذ تنخر في ذلك السد في أسفله، حتى إذا ضعف ووهى، وجاءت أيام السيول وفرح الناس بها، إذا بالسيول تصطدم ببناء السد فيسقط، فخربت الأبنية، ونضب الماء عن الأشجار التي عن اليمين والشمال، فيبست وتحطمت، وتبدلت تلك الأشجار المثمرة الأنيقة النظرة ﴿ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ ﴾ [سبأ: 16]. بعد تلك الثمار اليانعة، والفاكهة الطيبة، أبدلوا بشجر الخمط، وهو ثمر مر حامض، لا يمكن أكله. وبعد تلك الأشجار المثمرة أبدلوا بشجر الأثل الذي لا ثمر له.