ففي ساحة المشهد "الحسيني"، حينما لبى دعوة صديق حميم، للإنشاد في ختام الإحتفال بمولده، رضى الله عنه، أدهش مستمعيه لحلاوة صوته الحاد الذى يلامس السماء، ومنذ تلك الليلة حلق صوته فى سماء العالم العربى، بعدما طلب للتسجيل الأدعية والإبتهالات بصوته، فتهافتت الناس على سماعه إذاعاته وإقتناء تسجيلاته. وسعت إليه الشهرة عام 1967، حينما كثفت الإذاعة إهتمامها بالبرامج الدينية، وكانت الابتهالات ضمن فقراتها الرئيسية، وذاع صيته سريعاً، ودُعي للعديد من الدول المسلمة، من المغرب لأندونيسيا، حتى أصبح ملمحاً مميزاً، مصاحباً، للإحتفالات الدينية، ليرتبط رمضان بصوته، كما أصوات كبار القراء المصريين.
- النقشبندي - مولاي اني ببابك قد بسطت يدي
النقشبندي - مولاي اني ببابك قد بسطت يدي
Last updated سبتمبر 6, 2018 [ads1] كلمات إبتهال مولاى إنى ببابك للنقشبندى مَوّلاي إنّي ببابكَ قَد بَسطتُ يَدي.. مَن لي ألوذُ به إلاك يا سَندي؟ أقُومُ بالليّل والأسّحارُ سَاهيةٌ أدّعُو وهَمّسُ دعائي.. بالدُموُع نَدى بنُورِ وَجهِكَ إني عَائدٌ وجلُ.. ومن يعد بك لن يَشّقى إلى الأبدِ.. مَهما لَقيتُ من الدُنيا وعَارِضه.. فَأنّتَ لي شغلٌ عمّا يَرى جَسدي.. تَحّلو مرارةِ عيشٍ في رضاك.. ومَا أُطيقُ سُخطاً على عيشٍ من الرَغَدِ.. مَنْ لي سِواك؟!.. ومَنْ سِواك يَرى قلبي؟! ويسمَعُه كُلُ الخَلائِق ظِلٌ في يَدِ الصَمدِ.. أدّعوكَ يَاربّ فأغّفر ذلَّتي كَرم.. وأجّعَل شَفيعَ دُعائي حُسنَ مُعْتَقدّي وأنّظُرْ لحالي.. في خَوّفٍ وفي طَمعٍ.. انشودة مولاي اني ببابك. هَلّ يَرحمُ العَبّد بَعْدَ الله من أحدٍ؟ مَوّلاي إنّي ببابكَ قَد بَسطتُ يَدي.. مَن لي ألوذُ به إلاك يا سَندي؟
فقد كان الشيخ سيد معتادا على الابتهال بما يعرفه من المقامات الموسيقية دون ان يكون هناك ملحن، وكان فى اعتقاد الشيخ ان اللحن يفسد حالة الخشوع التى تصاحب الابتهال. ولأن الأمر الرئاسي لا يرفض، حضر النقشبندي علي مضد ذهب عدة أيام إلى مبنى الإذاعة برفقة الحكيم، وظل النقشبندي يردد: "على آخر الزمن يا وجدي، يلحن لي بليغ؟"، معتقداً أن بليغ سيصنع له لحناً راقصاً ولن يتناسب مع جلال الكلمات التي ينطق بها في الأدعية والإبتهالات، وحاول الإعلامي الكبير تهدئته، إلا إنه كان لا يشعر بجدوى ما يحدث، وفكر في الاعتذار، حتى إتفق مع الحكيم على الإستماع لبليغ، وإذا لم يُعجب باللحن الذي سيصنعه، سيرفض الإستمرار. غير أن بليغ كان ذكيا، فلجأ للشاعر عبد الفتاح مصطفى، وطلب منه أن يكتب له نصا دينيا مشحونا بالرضا والتسليم والرجاء والتوكل على الله وغير ذلك من المعاني التي تطغى على يوميات الشعب المصري المتدين، وعندما حصل على النص قال للنقشبندي: "سألحّن لك أغنية تعيش مئة عام". كلمات نشيد مولاى للشيخ النقشبندى. ظل الشيخ النقشبندي طيلة الوقت ممتعضاً، وبعد نصف ساعة من جلوسه مع بليغ في الإستوديو، دخل الحكيم ليجد الشيخ يصفق قائلا: "بليغ ده عفريت من الجن". ليجمع الاستديو الإذاعي بين العملاقين "النقشبندي" و"بليغ"، والذي أستطاع بعد ساعة واحدة من استماع الشيخ للحن "مولاي إني ببابك " أن يجعله يخرج عن صمته معلنا اقتناعة الكامل بذلك العمل، لتكون الصدفة وحدها وراء أشهر أنشاد ديني يتم الاستماع له حتي الآن.