وتسمى فترات القيظ الشديدة بالوغرات: قالوا: "والوغرة عند طلوع الشعرى، وقد وغرنا وغرة شديدة... وأوغرنا أصابنا الحر الشديد" (المرزوفي، الأزمنة والأمكنة). لكن علي أن أقول إنه ليست الشعرى العبور وحدها ممثلة القيظ. فهناك الهقعة، وهي ثلاثة نجوم تسمى رأس الجوزاء، وطلوعها دليل على قدوم الصيف والشعرى تطلع بعدها "وطُلُوعِ الشِّعْري على أثْرِ طُلُوعِ الهقْعةَ" (الزبيدي، تاج العروس). كما أن هناك العذارى وهي: "خمسةُ كواكبَ تحت الشِّعْرى العَبُور وتسمى العَذارى وتطلع في وسط الحر" (لسان العرب). إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة العاديات - قوله تعالى والعاديات ضبحا - الجزء رقم32. هذه هي نجوم الحر والقيظ والوغرات. وهن يقدحن الحر ويورينه: «في هذا الفصل وغرات: وهي الحرور. منها وغرة الشعرى، ووغرة الجوزاء، ووغرة سهي، أولها أقواها حراً [أي وغرة الشعرى]؛ يقال إن الرجل في هذه الوغرة يعطش بين الحوض والبئر، وإذا طلع سهيل ذهبت الوغرات" (القلقشندي، صبح الأعشى). إذن، فالموريات هن النجوم اللواتي يورين القيظ وقدح لهيبه، لا الخيل التي تقدح شرر الحجر بحوافرها. وإذا صح هذا نكون قد قطعنا خطوات في فهم الآيات الملغزات في سورة العاديات. الكاتب: زكريا محمد المصدر: الأخبار اللنانية
- بسم الله الرحمن الرحيم والعاديات ضبحا
- إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة العاديات - قوله تعالى والعاديات ضبحا - الجزء رقم18
- إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة العاديات - قوله تعالى والعاديات ضبحا - الجزء رقم32
- المقصود بقوله تعالى: {والذين يكنزون الذهب والفضة}
- دور الذهب والفضة.. كأثمان للأشياء وأصل المال في الفقه الإسلامي - إسلام أون لاين
- تفسير: (يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل)
بسم الله الرحمن الرحيم والعاديات ضبحا
القول في تأويل قوله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه: وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1) اختلف أهل التأويل في تأويل قوله: ( وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا) فقال بعضهم: عُني بالعاديات ضبحا: الخيل التي تعدو, وهي تحمحم. *ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, في قوله ( وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا) قال: الخيل, وزعم غير ابن عباس أنها الإبل. حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء, جميعا عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, في قول الله: ( وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا) قال ابن عباس: هو في القتال. حدثنا هناد, قال: ثنا أبو الأحوص, عن سماك, عن عكرِمة في قوله: ( وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا) قال الخيل. إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة العاديات - قوله تعالى والعاديات ضبحا - الجزء رقم18. حدثني يعقوب, قال: ثنا ابن علية, قال: أخبرنا أبو رجاء, قال: سُئل عكرِمة, عن قوله: ( وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا) قال: ألم تر إلى الفرس إذا جرى كيف يضبح؟ حدثني إبراهيم بن سعيد الجوهري, قال: ثنا سفيان, عن ابن جُرَيج, عن عطاء, قال: ليس شيء من الدوابّ يضبح غير الكلب والفرس. حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء, جميعا عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, في قوله الله: ( وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا) قال: الخيل تضبح.
إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة العاديات - قوله تعالى والعاديات ضبحا - الجزء رقم18
المسألة الثانية: ذكروا في انتصاب ( ضبحا) وجوها:
أحدها: قال الزجاج: والعاديات تضبح ضبحا. وثانيها: أن يكون ( والعاديات) في معنى والضابحات ، لأن الضبح يكون مع العدو ، وهو قول الفراء. وثالثها: قال البصريون: التقدير: والعاديات ضابحة ، فقوله: ( ضبحا) نصب على الحال.
إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة العاديات - قوله تعالى والعاديات ضبحا - الجزء رقم32
لعل الآيات 1-5 من سورة العاديات هي الأشد غموضاً في القرآن كله: "والعاديات ضبحاً. فالموريات قدحاً. فالمغيرات صبحاً. فأثرن به نقعاً. فوسطن به جمعاً". إنها اللغز المطلق تقريباً. وقد انقسم القدماء بشأن "العاديات" و"المغيرات" إلى قسمين: واحد يقول إن العاديات هي الخيل وآخر يقول إنها الإبل وإن الأمر يتعلق بطبيعة العدو. فمن قال الخيل، اعتقد أن الآيات تتحدث عن الحرب. فالضبح صوت الخيل أو صوت تنفسها في جريها. لكنه ليس صوتها وحدها، فصوت الكلاب والثعالب أيضاً يدعى ضبحاً. بسم الله الرحمن الرحيم والعاديات ضبحا. ابن عباس: "ليس شيء من الدواب يضبح غير الفرس والكلب والثعلب. وقيل: كانت (الخيل) تكعم لئلا تصهل، فيعلم العدوّ بهم؛ فكانت تتنفس في هذه الحال بقوة". (تفسير القرطبي). أما الكعام فشيء يجعل على فم البعير: "كَعَمَ البعير يَكْعَمُه كَعْماً... : شدَّ فاه" (لسان العرب). غير أن لسان العرب، يوسع دائرة الضبح إلى حد بعيد: "ضَبَحَ الأَرنبُ والأَسودُ من الحيات والبُومُ والصَّدَى والثعلبُ والقوسُ يَضْبَحُ ضُباحاً: صَوَّت" (لسان العرب). وهو ما يزيد الأمر غموضاً. أما من قال الإبل، فقد ربط الأمر بالحج لا بالحرب. فالمسلمون لم يكونوا يملكون في وقت نزول الآيات خيلاً يحاربون من على ظهورها، قال الشعبي: "تمارى علي وابن عباس في العاديات، فقال علي: هي الإبل تعدو في الحج.
إذ للنجوم طلوع وسقوط. وسقوطها هو انطفاؤها قبل الفجر وظهورها بالعشية. قال الشاعر في وصف قصر المتوكل: وإذا غارت الكواكب صبحاً فهو الكوكب الذي لا يغور أما طلوع الكواكب فهو ظهورها عند الفجر وقبل طلوع الشمس. بذا فالحديث يجري في ما يبدو عن سقوط نجوم محددة. أي أن "المغيرات" هنا تعني: النجوم التي غارت أي سقطت. وهو ما يعني الهويان: "والنجم إذا هوى". ونحن نعلم أن الأنواء، أي الأمطار، مرتبطة بسقوط النجوم لا بطلوعها عموماً. ولعل لهذا علاقة بما جاء في القواميس: "وغارَهُم الله بخير ومطَرٍ يَغِيرُهم غَيْراً وغِياراً ويَغُورهم: أَصابهم بمَطر وخِصْب، والاسم الغِيرة. وأَرض مَغِيرة، بفتح الميم، ومَغْيُورة أَي مَسْقِيَّة. يقال: اللهم غِرْنا بخير وعُرْنا بخير. وغارَ الغيثُ الأَرض يَغِيرها أَي سقاها. وغارَهُم الله بمطر أَي سقاهم، يَغِيرهم ويَغُورهم" (لسان العرب). وإذا صح هذا، فعلينا في ما يبدو أن نفهم ما يأتي بعد المغيرات على أن له علاقة ما بالمطر أيضاً: "فأثرن به نقعاً. فوسطن به جمعاً». والحق أن هناك ما يؤيد هذا. فالنقع هو محبس الماء ومجتمعه: "يقال: استنقَعَ الماءُ إِذا اجتمع في نِهْيٍ أَو غيره، وكذلك نَقَعَ يَنْقَعُ نُقُوعاً... والمَنْقَعُ، بالفتح: المَوْضِعُ يَسْتَنْقِعُ فيه الماءُ، والجمع مَناقِعُ" (لسان العرب).
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله: ( وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا) قال: هي الخيل, عدت حتى ضبحت. حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة, في قوله ( وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا) قال: هي الخيل تعدو حتى تضبح. حدثنا ابن حميد, قال: ثنا مهران, عن سفيان, عن سعيد, عن قتادة مثل حديث بشر, عن يزيد؛ حدثنا أبو كُرَيب, قال: ثنا وكيع, قال: ثنا سعيد, قال: سمعت سالما يقرأ: ( وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا) قال: هي الخيل عدت ضبحا. قال: ثنا وكيع, عن واصل, عن عطاء ( وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا) قال: الخيل. قال: ثنا وكيع, عن سفيان بن عيينة، عن عمرو, عن عطاء, عن ابن عباس, قال: ما ضبحت دابة قط إلا كلب أو فرس. حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا) قال: هي الخيل. حدثني سعيد بن الربيع الرازي. قال: ثنا سفيان بن عيينة, عن عَمْرو, عن عطاء, عن ابن عباس, قال: هي الخيل. وقال آخرون: هي الإبل. *ذكر من قال ذلك: حدثني أبو السائب. قال: ثنا أبو معاوية, عن الأعمش, عن إبراهيم, عن عبد الله ( وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا) قال: هي الإبل. حدثنا أبو كُرَيب, قال: ثنا وكيع, عن الأعمش, عن إبراهيم, عن عبد الله, مثله.
الإسلام يحرم اكتناز الذهب والفضة ويهدد من يفعل ذلك بعذاب أليم، يقول تعالى
"والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم، يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ماكنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون. التوبة/ 34:35. تفسير: (يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل). هذا هو الإسلام
وهؤلاء هم المسلمين
ولا يكتفي القرآن بمجرد التحذير من كنز الأموال وإنما يضع التشريعات التي تمنع تركز الثروة في أيدي الأÛe;أغنياء فما يفيء إلى بيت المال – أو ما يأتي إلى خزانة الدولة يوزع على المحتاجين فقط دون الأغنياء يقول تعالى" ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فالله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب. جاء ذلك توجيهاً للنبي عليه السلام بشأن الفيء أو الإيراد الذي يأتي بدون حرب وذلك بتوزيعه على الفقراء والمحتاجين دون الأغنياء حتى لا يتركز المال في يد الأغنياء ويحتكروا الثروة وجاءهم الأمر بأن يأخذوا ما يأتيهم به الرسول من هذا الفيء وأن ينتهي من ليس له حق فيه عن المطالبة به. ونقرأ في آية أخرى
" والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم "
أي جعل الله حق معلوم في أموال كل شخص للسائل والمحروم ، وجعل من المسلم المقتدر يتحسس حتى من لا يسأل ،فمن الممكن أن يكون هناك محتاج ولكنه متعفف عن السؤال وجاء هذا في قوله تعالى "لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ.
المقصود بقوله تعالى: {والذين يكنزون الذهب والفضة}
فقال عمر: أنا أفرج عنكم، قال: فانطلقوا وانطلق عمر واتبعه ثوبان، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عمر: يا نبي الله، قد كَبُرَ على أصحابك هذه الآية. فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله لم يفرض الزكاة إلا ليطيِّب بها ما بقي من أموالكم، وإنما فرض المواريث في أموال تبقى بعدكم» قال: فكبر عمر، ثم قال له النبي صلى الله عليه وسلم: «ألا أخبرك بخير ما يكنزه المرء؟ المرأة الصالحة، إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته». وبناء على ذلك:
أولاً: من أدَّى زكاة ماله لا يعدُّ كانزاً للمال مهما كثُر، وهو ليس مشمولاً بهذا الوعيد، لأن الوعيد لتارك الزكاة، وليس لتارك صدقة النافلة. دور الذهب والفضة.. كأثمان للأشياء وأصل المال في الفقه الإسلامي - إسلام أون لاين. ثانياً: إذا حوَّلت الذهب والفضة إلى أوراق نقدية فإن الزكاة واجبة عليك في الأوراق النقدية، وزكاة زكاة الذهب والفضة، أي ربع العشر (2. 5%). ثالثاً: إذا حوَّلت الذهب والفضة أو الأوراق النقدية إلى عقارات بقصد التجارة فتجب فيها زكاة العروض التجارية، التي هي نفس زكاة الذهب والفضة والأوراق النقدية، أي ربع العشر (2. 5%). أما إذا حُوِّل المالُ إلى عقارات بقصد الاستفادة من ريعها، فإن الزكاة تجب في الغلة فقط دون العقار، إذا تحقَّقت فيها شروط الزكاة.
دور الذهب والفضة.. كأثمان للأشياء وأصل المال في الفقه الإسلامي - إسلام أون لاين
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
المراجع:
تفسير: (يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل)
والأدلة في ذلك كثيرة من الكتاب والسنة. 09-04-2021, 10:25 PM
المشاركه # 3
الكبائـــــــــــــــــــــــــــــــــر – منـــــــــــــــــــــــــــع الزكـــــــــــــــــــــــــاة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ما من صاحب كنز لا يؤدي زكاته إلا أحمي عليه في نار جهنم. فيجعل صفائح. فيكوى بها جنباه وجبينه. حتى يحكم الله بين عباده. في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة. المقصود بقوله تعالى: {والذين يكنزون الذهب والفضة}. ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار
رواه مسلم
09-04-2021, 10:36 PM
المشاركه # 4
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 291
الآن قليل اللي يكنز الذهب هاللحين يكنزون الاراضي التي ساوي الآف الجنيهات الذهبية ويقولك مافيها زكاة
اراضي قيمتها ملايين الريالات ويقولك مافيها زكاة!!!!!! 09-04-2021, 10:37 PM
المشاركه # 5
حكـــــــــــــــــــــــــــم تأخيـــــــــــــر الزكـــــــــــــــاة:
الزكاة ركن من أركان الإسلام، وعبادة من العبادات العظام، وهي قرينة الصلاة في القرآن، فالصلاة أداء حق الخالق، والزكاة أداء حق المخلوق، فمن أخرهما عند وجوبهما فقد ظلم نفسه، وعصى ربه، وتعرض لسخطه. الزكاة كغيرها من أعمال الخير تكون في الزمن الفاضل أفضل، لكن متى وجبت الزكاة، وتم الحول، وجب على الإنسان أن يخرجها ولا يؤخرها؛ لأن الأصل في الواجبات القيام بها فوراً، وإذا طرأت على المسلمين حاجة، أو فاقة، أو حلت بهم نكبة، فالأفضل تقديم زكاة ماله؛ لحسن موقعها، وبالغ نفعها، وعظيم ثوابها.
البقرة273" أي أنك تعطي من يسألك ومن لا يسألك ( أي أنك تبحث حالته دون أن يدري بذلك)..
أنظروا إلى عظمة القرآن الذي يفرض علينا ليس فقط أعطاء السائل المحتاج فقط بل عليك أيضا أن تبحث على المحتاج المتعفف غير السائل..
ونقرأ في قوله تعالى أيضا
"زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ "آل عمران14. وقد أخبرنا الله تعالى أن حب هذا المال يعتبر من الشهوات الدنيوية وأنه متاع الحياة الدنيا وأنه لا يغني في الآخرة وأن المتاع الحقيقي هو في الآخرة
هذا هو الإسلام.. ولكن حال المسلمين شيء أخر..!! * في القرن الأول الهجري، بل بعد الفتوحات الإسلامية صار بعض الصحابة أعجوبة في اكتناز الأموال حسبما نقرأ في كتب التراث فيذكر(ابن سعد) في (الطبقات الكبرى) أن الزبير بن العوام ترك عند وفاته ما قيمته (52 مليون دينار) بالإضافة إلى سيولة مالية قدرها (35, 2 مليون دينار) مع عمائر بمصر والإسكندرية والكوفة والبصرة والمدينة!!
وأما الكَنز: فقال ابنُ عمر: هو المالُ الذي لا تؤدى منه زكاته، وقال أيضًا: ما أُدِّي زكاتُه فليس بكنز، وإن كان تحتَ سبع أرَضين، وما كان ظاهرًا لا تؤدَّى زكاته فهو كنز. ورَوى البخاريُّ عن خالد بن أسلم قال: خرَجنا مع عبدالله بن عمر فقال: هذا قبل أن تنزل الزكاة، فلما نزلَت جعَلها الله طُهرًا للأموال، وكذا قال عمر بن عبدالعزيز، وعِراكُ بن مالك؛ نسَخها قولُه تعالى: ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ ﴾ [التوبة: 103]، وروى الإمامُ أحمدُ عن ثوبان قال: "لما نزل في الفضَّة والذهب ما نزل قالوا: فأيُّ المال نتَّخذ؟ قال عمر: أنا أعلم ذلك لكم، فأَوْضع على بعيرٍ فأدرَكه، وأنا في أثَره، قال: يا رسول الله، أيَّ مالٍ نتخذ؟ قال: ((ليتَّخذ أحدُكم قلبًا شاكرًا، ولسانًا ذاكرًا، وزوجةً تُعين أحدَكم في أمر آخرته))، ورواه الترمذي، وابن ماجه، وقال الترمذي: حسن. وقوله تعالى: ﴿ يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ ﴾؛ أي: يقال لهم هذا الكلام تبكيتًا وتقريعًا وتهكمًا، كما في قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ * ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ ﴾ [الدخان: 48، 49]؛ أي: هذا بذاك، وهو الذي كنتم تكنزون لأنفسكم، ولهذا يقال: من أحب شيئًا وقدَّمه على طاعة الله، عذِّب به.