فرمضان فرصة عظيمة لكل مذنب ـ وكلنا ذاك الرجل ـ أن ينطلق في باحة الطاعة الرحبة بعد أن كان في قبضة الشيطان أو كاد، بعد أن فُكَّت عنه القيود، و حُلَّت الأصفاد. ويعجب البعض من جرأة الناس على انتهاك حرمة الشهر المبارك بالولوج إلى سجن المعصية، والتلطخ بأوحال الذنوب، والوقوع في شراك السيئة، وقد فُقد المحرِّض، وزال الموسوس، وغاب المُزين …
فما معنى تصفيد الشياطين وما زال الناس يقعون في الذنوب والمعاصي؟!
استغفروا ربكم ثم توبوا اليه الانبياء
خ- العفو: " وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ... " (النور: من الآية22). د- العمل الصالح: " إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ... استغفروا ربكم ثم توبوا اليه الانبياء. " (هود: من الآية11) 8- تأمل في نفسك – أخي الكريم – ماذا حققت من هذه الأمور التي ذكرتها لك آنفاً؟ هل حققتها جميعاً أم بعضها؟ إنك تنال المغفرة بقدر تحقيقك لها. 9- إن المرء حين يعود إلى القرآن يلحظ معالجته لما يتعلق بالعباد، من جميع الجوانب، لكننا بحاجة إلى أن نجمع الآيات مع بعضها، ونتأمل فيها ونقارن، وعند ذلك نجد أن كل آية قد عالجت جانباً من جوانب الموضوع الذي نتحدث فيه، وهذا يقودنا إلى: 10- ضرورة جمع الآيات في الموضوع الواحد قبل النظر في أي شيء آخر، ثم جمع النصوص الأخرى من أحاديث أو أقوال للسلف أو غير ذلك. اللهم أعنّا على ذكرك وعلى شكرك وعلى حسن عبادتك، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وان استغفروا ربكم ثم توبوا اليه يمتعكم
ومن فوائد الاستغفار: 4- زيادة القوة: ومرة أخرى يخاطب هود – عليه السلام – قومه مبيناً لهم فوائد وفضائل الاستغفار، فيقول: "وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ" (هود:52). قبل أن نتحدث عن القوة التي يعطينا الله إياها، لا بد لنا أن نتصور القوة التي كان عليها قوم هود – عليه السلام – إذ يقول الله عنهم: "فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً... " (فصلت: من الآية15) وفي ذلك دلالة واضحة على أن الله أفاء عليهم بقوة عظيمة، وهذه القوة استخدموها في البطش والاستكبار في الأرض ورد الحق. وعند ذلك لنا أن نتصور كيف كان سيمنحهم الله قوة إضافية على قوتهم، إذا هم استغفروا الله وأنابوا إليه. جريدة الرياض | المصلون يؤدون صلاة الاستسقاء في جميع مناطق المملكة. ومن المهم أن ننظر إلى القوة هنا بمفهومها العام، فهي ليست قوة الأجسام فحسب، بل تتجاوز ذلك إلى أمور أخرى، قال مجاهد: "شدة إلى شدتكم" ، وقال الضحاك: " خصباً إلى خصبكم" ، وقال علي بن عيسى: "عزاً على عزكم... " (الجامع لأحكام القرآن: القرطبي 5/35).
مع الإمام الخامنئي: الاستغفار.. استدعاء الرحمة! كل ما يحتاج إليه الفرد البشري والمجتمع الإنساني من ألطاف إلهية وتفضلات ورحمة ونورانية وهداية إلهية وتوفيق من اللَّه والعون على الأمور والنجاح في الساحات المختلفة؛ تنغلق أبوابها بسبب الذنوب التي نرتكبها. فالذنوب تصبح حجاباً بيننا وبين الرحمة والتفضل الإلهي. والاستغفار يزيل ذلك الحجاب، ويفتح أمامنا سبيل الرحمة والتفضّل الإلهي، تلك هي فائدة الاستغفار. استغفروا ربكم ثم توبوا اليه المخلوقات. - آثار الاستغفار
الاستغفار ينجيكم من الحقارة، الاستغفار ينجينا من القيود والسلاسل والغلّ. الاستغفار يجلي صدأ قلوبكم النورانية التي وهبها اللَّه تعالى لكم ويطهّرها. الاستغفار يعني طلب المغفرة والعفو الإلهي عن الذنوب. إذا تمَّ الاستغفار بشكل صحيح فسينفتح باب البركات الإلهية في وجه الإنسان. لاحظوا آيات القرآن في عدة مواضع قد ذكرت للاستغفار فوائد دنيوية وفوائد أخروية. مثلاً: ﴿ وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ﴾ (هود: 3)، ﴿ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا ﴾ (هود: 52) ومن هذا القبيل. كل تلك الآيات يفهم منها أن السبيل إلى نيل التفضل الإلهي هو الاستغفار، وببركته ينهمر الفضل الإلهي على قلب الإنسان وجسمه وعلى المجتمع الإنساني، لذلك فإن الاستغفار مهم.
خلق الله بني ادم من روي عن أبي هريرة. رضي الله عنه.
الله سبحانه وتعالى خلق بني آدم من
وقد روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خلق الله آدم وطوله ستون ذراعاً. وبعد أن خلق الله هذا الجسد بهذه الصورة، وسواه نفخ فيه الروح كما أخبر الله في كتابه بقوله: فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ [الحجر:29]. وبعد أن خلق الله عز وجل آدم خلق منه حواء، كما قال سبحانه: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا [النساء:1]. وجاءت السنة ببيان شيء من هذا الخلق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: استوصوا بالنساء، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء. رواه البخاري. قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في قوله: خلقت من ضلع. ، قيل: فيه إشارة إلى أن حواء خلقت من ضلع آدم الأيسر. وقيل: من ضلعه القصير. أخرجه ابن إسحاق وزاد اليسرى من قبل أن يدخل الجنة وجعل مكانه لحم، ومعنى خلقت: أي أخرجت كما تخرج النخلة من النواة. انتهى والله أعلم.
خلق الله بني آدم منتديات
وقد كانت معصية آدم عن شهوة لا عن استكبار، لذا أرشده الله إلى التوبة وقبلها منه: { فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم} [البقرة: 37]. فكانت هذه سنة جارية لآدم وذريته من عصى ثم تاب صادقاً تاب الله عليه: { وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون} [الشورى: 25]. ثم أهبط الله آدم وزوجته وإبليس إلى الأرض وأنزل عليهم الوحي وأرسل إليهم الرسل فمن آمن دخل الجنة ومن كفر دخل النار: { قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليم ولا هم يحزنون، والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} [البقرة: 38-39]. ولما أهبط الله الجميع إلى الأرض بدأ الصراع بين الإيمان والكفر بين الحق والباطل بين الخير والشر وسيبقى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها: { قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين} [الأعراف: 24]. والله على كل شيء قدير خلق آدم بلا أب ولا أم وخلق حواء من أب بلا أم وخلق عيسى من أم بلا أب وخلقنا من أب وأم. وقد خلق الله آدم من تراب ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين كما قال سبحانه: { الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين، ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين، ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلاً ما تشكرون} [السجدة: 7-9].
قوله تعالى: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا". قوله تعالى: "(هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده ثم أنتم تمترون). قوله تعالى: (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين). قوله تعالى: ( أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا).