من شر ما خلق: من كل مخلوق فيه شر. قوله: "من شر ما خلق"، أي: من شر الذي خلق، لأن الله خلق كل شيء: الخير والشر، ولكن الشر لا ينسب إليه، لأنه خلق الشر لحكمة، فعاد بهذه الحكمة خيراً، فكان خيراً. وعلى هذا تكون "ما" موصولة لا غير، أي: من شر الذي خلق، لأنك لو أولتها إلى المصدرية وقلت: من شر خلقك، لكان الخلق هنا مصدراً يجوز أن يراد به الفعل، ويجوز أيضاً المفعول، لكن لو جعلتها اسماً موصلاً تعين أن يكون المراد بها المفعول، وهو المخلوق. وليس كل ما خلق الله فيه شر، لكن تستعيذ من شره إن كان فيه شر، لأن مخلوقات الله تنقسم إلى ثلاثة أقسام هي: شر محض، كالنار وإبليس باعتبار ذاتيهما، أما باعتبار الحكمة التي خلقهما الله من أجلها، فهي خير. خير محض، كالجنة، والرسل، والملائكة فيه شر وخير،كالإنس، والجن، والحيوان. وأنت إنما تستعيذ من شر ما فيه شر. قال ابن القيم رحمه الله: أي من كل شر في أي مخلوق قام به الشر من حيوان أو غيره، إنسياً أو جنياً، أو هامة أو دابة، أو ريحاً أو صاعقة، أو أي نوع من أنواع البلاء في الدنيا والآخرة. و ما ههنا موصولة وليس المراد بها العموم الإطلاقي، بل المراد التقييدي الوصفي، والمعنى: من شر كل مخلوق فيه شر، لا من شر كل ما خلقه الله، فإن الجنة والملائكة والأنبياء ليس فيهم شر، والشر يقال على شيئين: على الألم، وعلى ما يفضي إليه.
اعوذ بالله من شر ما خلق محمود يسمى هذا
الحمد لله. الالتجاء إلى الله تعالى للحماية والوقاية من كل سوء وشر وأذى من أعظم العبادات ، وأفضل الطاعات ، فالله عز وجل يحب المستغيثين به ، الملتجئين إليه ، المستعيذين بعظمته وقدرته. قال الله عز وجل:
( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ. مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ. وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ. وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ. وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) سورة الفلق/1-5. وقوله تعالى: ( من شر ما خلق) جاء بصفة العموم ، فشمل الاستعاذة من كل شر في الحياة الدنيا كالشيطان ووساوسه ، وفي البرزخ كعذاب القبر ، وفي الحياة الآخرة كجهنم. قال الحافظ ابن كثير رحمه الله:
" ( مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ) أي: من شر جميع المخلوقات ، وقال ثابت البناني والحسن البصري: جهنم وإبليس وذريته مما خلق " انتهى.
" تفسير القرآن العظيم " (8/535)
وقال العلامة السعدي رحمه الله:
" أي: ( قل) متعوذًا ( أَعُوذُ) أي: ألجأ وألوذ وأعتصم ( بِرَبِّ الْفَلَقِ) أي: فالق الحب والنوى ، وفالق الإصباح. ( مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ) وهذا يشمل جميع ما خلق الله من إنس وجن وحيوانات ، فيستعاذ بخالقها من الشر الذي فيها ، ثم خص بعدما عم ، فقال: ( وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ) أي: من شر ما يكون في الليل حين يغشى الناس وتنتشر فيه كثير من الأرواح الشريرة والحيوانات المؤذية.
اعوذ بالله من شر ما خلق الله
مقالات متعلقة
تاريخ الإضافة: 25/6/2016 ميلادي - 20/9/1437 هجري
الزيارات: 156459
ما معنى دعاء النبي صلى الله عليه وسلم
((من شر ما خلق وذرأ وبرأ))؟
تأمَّلتُ دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: ((أصبحنا وأصبح المُلك لله، والحمد لله، أعوذ بالله الذي يُمسِك السماء أن تقع على الأرض إلَّا بإذنه، من شرِّ ما خلَق وذرَأ وبرَأ)). وقلت: ما الفرق بين قوله: "خلق - ذرأ - برأ"؟
فرأيتُ أن هذا الدعاء المبارك الذي نردِّده في الصباح والمساء كما علَّمنا نبينا محمدٌ صلى الله عليه وسلم - يتضمَّن معنى الاستعاذة من جميع المخلوقات؛ من إنس، وجن، وهوامَّ، وسِباع، وغيرها من سائر المخلوقات. وبيان ذلك بالآتي:
• من شر ما خلق: معنى الخالق: الذي يُخرِج من العدم إلى الوجود، والخالق: المقدِّر؛ فأنت بهذه الكلمة تستعيذ من شرِّ جميع المخلوقات. • ومعنى ذرَأ ؛ كما قال الراغب: "الذرء: إظهار الله تعالى ما أبداه، يُقال: ذرأ الله الخلقَ؛ أي: أوْجَد أشخاصهم". قال ابن الأثير: "ذرأ: إذا خلقهم، وكأن الذرء مختصٌّ بِخَلْق الذُّرية". ومنه قوله تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [المؤمنون: 79]. فأنت بهذه الكلمة ( ذرأ) تَستعيذ من شرِّ الإنس والجن.
اعوذ بالله من شر ما خلق المسلم
ولهذا كان المراد من كلام المؤلف: الاستعاذة بغير الله، أي: أو صفة من صفاته. وفي الحديث: "أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر"، وهنا استعاذ بعزة الله وقدرته، ولم يستعذ بالله، والعزة والقدرة من صفات الله، وهي ليست مخلوقة. ولهذا يجوز القسم بالله وبصفاته، لأنها غير مخلوقة. أما القسم بالآيات، فإن أراد الآيات الشرعية، فجائز، وإن أراد الآيات الكونية، فغير جائز. أما الاستعاذة بالمخلوق، ففيها تفصيل، فإن كان المخلوق لا يقدر عليه، فهي من الشرك، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "لا يجوز الاستعاذة بالمخلوق عند أحد من الأئمة"، وهذا ليس على إطلاقه، بل مرادهم مما لا يقدر عليه إلا الله، لأنه لا يعصمك من الشر الذي لا يقدر عليه إلا الله، سوى الله. ومن ذلك أيضاً الاستعاذة بأصحاب القبور، فإنهم لا ينفعون ولا يضرون، فالاستعاذة بهم شرك أكبر، سواء كان عند قبورهم أم بعيداً عنهم. أما الاستعاذة بمخلوق فيما يقدر عليه، فهي جائزة، وقد أشار إلى ذلك الشارح الشيخ سليمان في "تيسير العزيز الحميد"، وهو مقتضى الأحاديث الواردة في "صحيح مسلم" لما ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - الفتن، قال: "فمن وجد من ذلك ملجأ، فليعذ به. الفوائد:
1- بيان بركة هذا الدعاء.
اعوذ بالله من شر ما خلق الانسان
قَالَ: فَطَفِئَتْ نَارُهُمْ، وَهَزَمَهُمُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى. معنى أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق
يحتوي دعاء اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق وذرأ وبرأ على كثيرٍ من المعاني الراقية وكثيرٍ من الأمور التي تُحصن الإنسان وتحفظه في دينه ودنياه، فالإنسان في هذه الحياة الدنيا ما عليه إلا أن يسير وِفق ما جاء به الشرع والسُنّة وسيهدأ بالًا ويرتاح فؤاده، ويتضمن الحديث المعاني والقيّم التالية:
أعوذ: وهو دعاء يقوله المسلم لطلب الحماية والوقاية من الله تعالى لحفظه من شرٍ مُحدق، وهو في معناه اللفظي يعني: أحتمي، ألوذ، أستنجد. بكلمات الله: وقد فسرها العلماء بأنها الكلمات الكوْنية التي يأمربها الله تعالى لتدبير شئون الخلق والعباد؛ وبذلك فإن الأمر سيكون بيد الله تعالى ابتداءً وانتهاءً وما على العبد إلا استشعار ذلك المعنى لتمام حفظه من قِبل مولاه عز وجل. التامات: أي الكاملات التي ليس فيهن نقصٌ أو عيب. من شر ما خلق: أي من كل مخلوقٍ فيه شر سواءً كان إنس أوجنّ أو غيرذلك. [1]
وذرأ: أي خلق، أي كل ما قد خلقه الله تعالى، ومنها قوله تعالى:" قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ" (الملك / 34)
وبرأ: تعني أيضًا خلق، ومنها اسم الله تعالى (البارئ)، ومنها قوله تعالى:" فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ" (البقرة / 54).
[2]
شاهد أيضًا: هل يجوز الدعاء للكافر بالشفاء
أدعية للشفاء من المرض
جاء في القرآن الكريم والسنّة النبويّة العديد من الأدعية والأحاديث والآيات التي ينبغي للمسلم أن يدعو بها إن أصابه المرض أو أصاب أحد أقربائه أو أبنائه أو أهل بيته، وهي آيات وأحاديث كثيرة، أمّا الأحاديث فمنها الصحيح ومنها الحسن ومنها دون ذلك، نذكر منها ما يأتي: [3]
من القرآن الكريم: قراءة سورة الفاتحة، وتكرارها سبع مرّات، قراءة آية الكرسي الواردة في سورة البقرة، قراءة المعوذتين؛ وهما: سورتي الفلق والناس، وتكرار كلّ واحدة منهما ثلاث مرّات، وقراءة سورة الإخلاص وتكرارها ثلاث مرّات، وقراءة أول خمس آيات من سورة البقرة. من السنّة النبوية: ا لدعاء بقول: "أعوذُ بكلماتِ اللهِ التاماتِ التي لا يُجاوزُهنَّ برٌّ ولا فاجرٌ من شرِّ ما خلق وذرأَ وبرأَ ومن شرِّ ما ينزلُ من السماءِ ومن شرِّ ما يعرجُ فيها ومن شرِّ ما ذرأ في الأرضِ ومن شرِّ ما يخرجُ منها ومن شرِّ فتَنِ الليلِ والنهارِ ومن شرِّ كلِّ طارقٍ إلّا طارقاً يطرقُ بخيرٍ يا رحمنُ"، والاستغاثة بالله تعالى وكلماته التامّة من غضبه وعقابه ومن الشياطين وهمزهم بقول: "أعوذُ بِكلماتِ اللَّهِ التَّامَّة من غضبِه وعقابِه وشرِّ عبادِه ومن همزاتِ الشَّياطينِ وأن يحضرونِ".
تاريخ النشر: الأربعاء 18 ذو القعدة 1425 هـ - 29-12-2004 م
التقييم:
رقم الفتوى: 57536
111250
0
701
السؤال
السؤال الأول/ما حكم الشرع في سب الحاكم الظالم والدعاء عليه؟
السؤال الثاني/ هل الصحيح أن أقول سيدنا محمدـ صلي الله عليه وسلم ـ أم محمد ـصلي الله عليه وسلم ـ هل يشترط قول سيدنا أم غير صحيحة. ؟
جزاكم الله خيــر..
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الحكام الظلمة كغيرهم من الظلمة عموما الذين جاء الدعاء عليهم في كتاب الله تعالى وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. قال الله تعالى: أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ {هود: 18}. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به. رواه مسلم وغيره. وسب الحكام الظلمة وغيرهم يعرف حكمه من خلال قوله تعالى: لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ {النساء: 148}. حكم الدعاء على الحاكم الظالم - إسلام ويب - مركز الفتوى. وأما الدعاء عليهم فراجع في معرفة حكمه الفتوى رقم: 43333. والله أعلم.
حكم الدعاء على الظالم
السؤال: سماحة الشيخ على بركة الله نبدأ هذا اللقاء بسؤال للسائل إبراهيم حامد من الرياض يقول: كيف يعرف المسلم أن دعوته على الظالم أجيبت أرجو منكم الإفادة؟
الجواب: باسم الله، والحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فالأفضل أن لا يدعو على الظالم بل يسأل الله له الهداية وأن يرده إلى الصواب وأن يعطيه حقه، فإن دعا عليه فلا حرج على قدر مظلمته، وإذا رأى أنه أصيب بما دعا به فهذه علامة أنها أجيبت دعوته، إذا دعا عليه أن الله جل وعلا يصيبه في كذا في ولده في ماله في سيارته يتبين له إذا وقعت حادثة حوادث، لكن ننصحه في مثل هذا أن لا يدعو على الظالم، بل يدعو الله له الهداية ويسأل ربه أن الله يعوضه عما ظلمه، وأن الله يهدي الظالم حتى يعطيه حقه؛ لأن الدعاء عليه نوع انتصار، نوع من الانتصار، نوع من القصاص، فالأفضل ألا يدعو عليه ولكن يدعو له بالهداية وأن الله يرده إلى الصواب وأن الله يهديه حتى يرد إليه حقه. المقدم: جزاكم الله خيراً. حكم الدعاء علي الظالم قال رسول الله. فتاوى ذات صلة
حكم الدعاء على الحاكم الظالم - إسلام ويب - مركز الفتوى
(الآية 43 من سورة الشورى)، (انظر الفواكه الدواني على رسالة أبي زيد القيرواني ج1 ص 183). والأهم من هذا أنه يجوز الدعاء عليه بسوء الخاتمة، كما قال ابن ناجي وغيره (انظر حاشية الصاوي على الشرح الصغير ج1 ص 329) بل إن بعض العلماء توقف في جواز الدعاء على الظالم بالفتنة في دينه وسوء الخاتمة، وقصدوا بذلك الظالم غير المتمرد، أما المتمرد فجائز أن تدعو عليه مع تعليق الدعاء، كأن يقال: «إن كان وقع منه هذا الظلم». حكم الدعاء على الظالم. إذن الأفضل أن يقول: اللهم اكفني شر فلان، أو: إن عبدك فلاناً قد ظلمني وأساء إليّ، وانتهك عرضي أو أخذ مالي، اللهم اكفني ظلمه بما شئت، الله اقطع عني أذيته واكفني شر بليته. عناوين متفرقة
المزيد من الأخبار
حكم الدعاء على الظالم ومعرفة أن الدعوة قد أجيبت
قد يهمك: دعاء للمظلوم يهلك الظالم بسرعة
هكذا قدمنا إليكم الإجابة على سؤال هل يجوز الدعاء على الظلم بالاسم؟ وكافة الضوابط الخاصة بالظلم بكافة أنواعه.
السؤال:
تقول السائلة: لقد ظلمني عدد من الناس، وحينما يبلغ بي الألم النفسي مبلغه أدعو عليهم، وعندما تهدأ نفسي أستغفر الله، وأحاول أن أسامحهم، ولكنني أعود، وأدعو عليهم عندما أفكر بما سببوه لي من آلام، هل لكم من توجيه سماحة الشيخ؟
الجواب:
لا حرج في الدعاء على من ظلم بقدر ظلمه، قال الله تعالى: لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ [النساء:148] فمن ظلم استحق أن يدعى عليه، وإذا سمحت وعفوت فلك أجر عظيم، وإذا دعوت على من ظلمك بقدر ظلمه، وأن الله يجازيه عن ظلمه بما يستحق فلا حرج، وإذا تركت، وعفوت فالأجر أكبر، ولك أجر عظيم إذا عفوت، وصبرت. حكم الدعاء على الظالم ومعرفة أن الدعوة قد أجيبت. نعم. المقدم: أحسن الله إليكم. فتاوى ذات صلة
للفائدة تراجع الفتاوى رقم: 70611 ، 28754 ، 20322. والله أعلم.