- وفضل طلب العلم يشمل بقاع الأرض كلها ، والرحلة في طلبه لم تكن لبلدٍ واحدٍ دون
غيره ، بل كانت لأصقاع الدنيا ؛ قال عبد الله بن عبيد بن عمير: " كان يقال: العلم
ضالة المؤمن يغدو في طلبه ، فإذا أصاب منه شيئا حواه " رواه ابن أبي شيبة في المصنف
(8/322). - ولا نعلم حديثاً صحيحاً يذكر فضل طلب العلم في المدينة النبوية ، وقد وردت روايات
في فضل طلب العلم في المسجد النبوي في المدينة النبوية ، لكنها ضعيفة لا تصح. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ: ( مَنْ جَاءَ مَسْجِدِي هَذَا لَمْ يَأْتِهِ إِلَّا لِخَيْرٍ
يَتَعَلَّمُهُ أَوْ يُعَلِّمُهُ فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ
اللَّهِ ، وَمَنْ جَاءَ لِغَيْرِ ذَلِكَ فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الرَّجُلِ يَنْظُرُ
إِلَى مَتَاعِ غَيْرِهِ). رواه أحمد ( 14 / 257) وابن ماجه ( 223). والحديث صححه الشيخ الألباني في " صحيح الترغيب " ( 87) ، والراجح: أنه ضعيف ،
وقد أعلَّه الدراقطني ، وضعَّفه شعيب الأرنؤوط. حديث طلب العلم فريضة على كل مسلم. سئل الإمام الدارقطني – رحمه الله -:
عن حديث المقبرى عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من جاء مسجدي
هذا لم يأته إلا لخير يتعلمه أو يعلِّمه: فهو بمنزلة المجاهد في سبيل الله).
طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة
كان للعلم في " عقولهم " هذا المدلول الشامل.. فهو ليس علم الأرض وحدها. وليس علم السماء وحدها. وليس علم النظريات وحدها أو علم التطبيقات. ولكنه ذلك كله، مشمولاً بالعقيدة ومرتبطاً بالله. ومن ثم امتدت " العلوم " في نظرهم حتى شملت المعرفة كلها. فمنها علوم الدين من فقه وشريعة وتوحيد وكلام. ومنها علوم اللغة. وعلوم الفلك والطبيعة والكيمياء والرياضيات.. إلى آخر ما كان معروفاً يومئذ من العلوم. ولم يكن العرب ـ قبل الإسلام ـ أمة علم، ولم يكن تراثهم يحمل شيئاً ذا قيمة من المعرفة. طلب العلم فريضة على كل مسلم الدرر السنية. إنما كان همهم الشعر والبراعة اللغوية.. ولكن الهزَّة الجبارة التي أحدثها الإسلام في نفوسهم، والطاقة العجيبة التي جمعها في كيانهم، وأطلقها ـ من بعد ـ في فجاج الأرض، قد حوّلتهم إلى قوة هائلة تضرب في كل ميدان؛ في ميدان العقيدة، وميدان الحرب، وميدان السياسة، وميدان المعرفة كذلك. لقد أحسوا بالرغبة الشديدة في المعرفة تتأجج في كيانهم؛ المعرفة من كل لون. وفي كل ميدان. فشرَّقوا وغربوا يطلبون العلم، ويستحوذون على كل ما يجدون منه في الطريق، ويتفتحون لذلك كله، ويهضمونه ويمثلونه ويصبغونه بصبغتهم الإسلامية التي تربط الحياة كلها برباط العقيدة.
حديث طلب العلم فريضة على كل مسلم
يوجد سبعة أشياء تدمر الإنسان: السياسة بلا مبادئ, المتعة بلا ضمير, الثروة بلا عمل, المعرفة بلا قيم, التجارة بلا أخلاق, العلم بلا انسانية, العبادة بلا تضحية. ثلاثة تقوي أضعف الأمم: العقيدة الصالحة ، والعلم النافع ، والأخلاق القوية ، وثلاثة تضعف اقوى الأمم: تبذل المراة ، وطغيان الحاكم ، واختلاف الشعب. اطلبوا العلم فإن عجزتم فأحبوا أهله فإن لم تحبوهم فلا تبغضوهم. إني لآمركم بالأمر وما أفعله ولكني أرجو فيه الأجر. 3- طلب العلم فريضة والرد على من حقر شأنه ونَفّرعنه - موقع د. علي بن يحيى الحدادي : موقع د. علي بن يحيى الحدادي. العلم ثلاثة أشبار:من تعلم الشبر الأول تكبر, ومن تعلم الشبر الثاني تواضع, ومن تعلم الشبر الثالث علم أنه لم يعلم شيئاً. قال أُبي بن كعب رضي الله عنه: تعلموا العلم، واعملوا به، ولا تتعلموه لتتجمل به، فإنه يوشك إن طال بكم زمان، أن يتجمل بالعلم كما يتجمل الرجل بثوبه. قال ابن عمر رضي الله عنه: لا يكون الرجل من العلم بمكان، حتى لا يحسد من فوقه، ولا يحقر من دونه، ولا يبتغي بالعلم ثمنًا. العلم والورع والاعتدال هي الصفات اللازمة لمن يتعرض للفتوى والتحدث باسم الشرع، خصوصا في هذا العصر، فالعلم هو العاصم من الحكم بالجهل، والورع هو العاصم من الحكم بالهوى، والاعتدال هو العاصم من الغلو والتفريط. الجهل يولد الثقة على نحو أكثر مما تفعل المعرفة: إنهم أولئك الذين لا يعرفون سوى القليل، وليس أولئك الذين يعرفون الكثير، يؤكدون أن هذه أو تلك المشكلة لن يتم حلها عن طريق العلم.
طلب العلم فريضة على كل مسلم الدرر السنية
………………………..
الهوامش:
رواه ابن ماجه. رواه أحمد عن أنس بن مالك. من حديث رواه ابن عبد البر عن معاذ بن جبل رضي الله عنه. رواه ابن عبد البر عن معاذ: الترغيب والترهيب ج 1 ص 58 رقم 8. المصدر:
محمد قطب، "قبسات من الرسول"، ص35-43. اقرأ أيضا:
العلم والتزكية
العلم قبل الطريق
قواعدٌ مرشدة في طلب العلْم
ثمرة العلْم واليقين
طلب العلم فريضه على كل مسلم ومسلمه
كانت التعاليم التي استقوها من الله ومن الرسول، صلى الله عليه وسلم، هي التي تظلل حياتهم وتسيطر على مشاعرهم. وكانت المعرفة في وجدانهم فريضة يؤدونها، بدافع الفريضة وفي صورة الفريضة. كان للعلم في نفوس الناس قداسة كقداسة العقيدة. قداسة تشمل المعلم كما تشمل الطلاب. كلاهما يحس بالرهبة، ويحس بالتقوى، ويحس بالنظافة، ويحس بالراحة والفرحة في رحاب الله. إنه واجب مقدس، يؤدَى من الداخل؛ يؤدى من الأعماق. الأستاذ يحصّل العلم لأنه فريضة، ويؤديه إلى الناس لأن أداءه فريضة كذلك. والطلاب يسعون إلى طلبه، كما يسعون إلى المسجد للصلاة. كلاهما مخلص وكلاهما نظيف. والمحصول العلمي الذي خلفه أولئك المسلمون ـ سواء أعجبَنا اليوم ونحن ننظر إليه بعقلية المعارف الحديثة أم لم "نتفضل" عليه بالإعجاب ـ محصول يشهد بالجهد الصادق العنيف الذي بذل فيه..
لم يكن واحد يؤلف ليكسب..! يكسب الشهرة أو يكسب النقود..! أدعية لطلب العلم | المرسال. وإنما يؤلف لأنه بحَث وجدَّ واستنبط، فوصل إلى "شيء" فأذاعه على الناس. و"الانقطاع" للعلم كان وحده دليلاً على هذا الصدق الذي لا تفسده الأغراض. خصائص ميزت العلم عند المسلمين
ولم يكن الصدق والإخلاص هما السمة الوحيدة في "علم" المسلمين.
ما قُرِن شيء إلى شيء أفضل من إخلاص إلى تقوى، ومن حلم إلى علم، ومن صدق إلى عمل، فهي زينة الأخلاق، و منبت الفضائل. إذا رأيت العلماء على أبواب الملوك، فقل بئس الملوك، وبئس العلماء، وإذا رأيت الملوك على أبواب العلماء، فقل نعم الملوك، ونعم العلماء. الناس إلى العلم أحوج منھم إلى الطعام، والشراب، لأن المرء يحتاج إلى الطعام، والشراب في اليوم مرة أو مرتين، وحاجته إلى العلم بعدد أنفاسه. طلب العلم فريضه على كل مسلم ومسلمه. العلم أفضل من المال، تفانى الناس في جمع الأموال، وأقبلوا على أنواع الاستثمارات، والعلم يحكم في المال، والمال لا يحكم في العلم، والعلم يكون مع صاحبه إلى القبر، والمال يفارق صاحبه إذا خسره في صفقة، العلم يكثر بالنفقة ويزداد يترسخ، والمال ينقص إذا أنفقت منه إلا إذا كان في سبيل الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تجلسوا عند كل عالم إلا إلى عالم يدعوكم من خمس إلى خمس: من الشك الى اليقين ومن الرياء الى الاخلاص ومن الرغبة الى الزهد ومن الكبر الى التواضع ومن العداوة الى النصيحة " تلقطْ شذورَ العلمِ حيثُ وجدتَها … وسلْها ولا يخجلْكَ أنكَ تسألُ … إِذا كنتَ في إِعطائِكَ المالَ فاضلاً … فإِنكَ في إِعطائكَ العلمَ أفضلُ.
غير أنه وجَب التنبيهُ إلى أن التبحُّرَ في العلوم الشرعية هو فرض كفاية لا يلزم عامة الناس، بل يكفيهم تعلُّمُ فرائض دينهم دون غيرهم من الفقهاء والعلماء، لكن لا شك أن الفضلَ يزيدُ ويجعل كلَّ مَن سلك طريق الطلب والتخصص في العلوم الشرعية ينال منازلَ عليا تفُوقُ بلا شك منزلةَ العوام، فهم أئمةٌ ومربُّون، ويَهدُون الناس إلى الطريق المستنير، وهم ورثة الأنبياء؛ كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم.
[ ص: 664] [ ص: 665] [ ص: 266] [ ص: 667] بسم الله الرحمن الرحيم
القول في تأويل قوله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه: ( إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا). يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: إذا جاءك نصر الله يا محمد على قومك من قريش ، والفتح: فتح مكة ( ورأيت الناس) من صنوف العرب وقبائلها أهل اليمن منهم ، وقبائل نزار ( يدخلون في دين الله أفواجا) يقول: في دين الله الذي ابتعثك به ، وطاعتك التي دعاهم إليها أفواجا ، يعني زمرا ، فوجا فوجا. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ما قلنا في قوله: ( إذا جاء نصر الله والفتح):
حدثني الحارث ، قال: ثنا الحسن ، قال: ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قول الله: ( إذا جاء نصر الله والفتح): فتح مكة. حدثني يونس ، قال: أخبرنا ابن وهب ، قال: قال ابن زيد ، في قول الله: ( إذا جاء نصر الله والفتح) النصر حين فتح الله عليه ونصره. حدثني إسماعيل بن موسى ، قال: أخبرنا الحسين بن عيسى الحنفي ، عن معمر ، عن الزهري ، عن أبي حازم ، عن ابن عباس ، قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة ، إذ قال: " الله أكبر ، الله أكبر ، جاء نصر الله والفتح ، جاء أهل اليمن " ، قيل: يا رسول الله ، وما أهل اليمن ؟ قال: " قوم رقيقة قلوبهم ، لينة طباعهم ، الإيمان يمان ، والفقه يمان ، والحكمة يمانية ".
تفسير سوره اذا جاء نصر الله والفتح للاطفال
حدثنا ابن حميد ، قال: ثنا مهران ، عن سفيان ، عن عاصم ، عن أبي رزين ، عن ابن عباس ، قال: قال عمر رضي الله عنه: ما هي ؟ يعني ( إذا جاء نصر الله والفتح) قال ابن عباس ، ( إذا جاء نصر الله) حتى بلغ: ( واستغفره) إنك ميت ( إنه كان توابا) فقال عمر: ما نعلم منها إلا ما قلت. قال: ثنا مهران ، عن سفيان ، عن عاصم ، عن أبي رزين ، عن ابن عباس قال: لما نزلت ( إذا جاء نصر الله والفتح) علم النبي أنه نعيت إليه نفسه ، فقيل له: ( إذا جاء نصر الله والفتح) إلى آخر السورة. حدثنا أبو كريب وابن وكيع ، قالا ثنا ابن فضيل ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال: لما نزلت ( إذا جاء نصر الله والفتح) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نعيت إلي نفسي ، كأني مقبوض في تلك السنة ". حدثني محمد بن سعد ، قال: ثني أبي ، قال: ثني عمي ، قال: ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، في قوله: ( إذا جاء نصر الله والفتح) قال: ذاك حين نعى له نفسه يقول: إذا ( رأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا) يعني إسلام الناس ، يقول: فذاك حين حضر أجلك ( فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا). حدثني أبو السائب وسعيد بن يحيى الأموي ، قالا ثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن مسلم ، عن مسروق ، عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول قبل أن يموت: " سبحانك اللهم وبحمدك ، أستغفرك وأتوب إليك " قالت: فقلت: يا رسول الله ما هذه الكلمات التي أراك قد أحدثتها تقولها ؟ قال: " قد جعلت لي علامة في أمتي إذا رأيتها قلتها ( إذا جاء نصر الله والفتح) إلى آخر السورة ".
إذا جاء نصر الله والفتح
[ ص: 670]
حدثني يحيى بن إبراهيم المسعودي ، قال: ثني أبي ، عن أبيه ، عن جده ، عن الأعمش ، عن مسلم ، عن مسروق ، قال: قالت عائشة: ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أنزلت عليه هذه السورة ( إذا جاء نصر الله والفتح) لا يقول قبلها: سبحانك ربنا وبحمدك ، اللهم اغفر لي ". حدثنا ابن وكيع ، قال: ثنا ابن نمير ، عن الأعمش ، عن مسلم ، عن مسروق ، عن عائشة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، مثله. حدثنا ابن وكيع ، قال: ثنا جرير ، عن منصور ، عن أبي الضحى ، عن مسروق ، عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: " سبحانك اللهم وبحمدك ، اللهم اغفر لي " يتأول القرآن. حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال: ثنا ابن علية ، عن داود ، عن الشعبي ، قال داود: لا أعلمه إلا عن مسروق ، وربما قال عن مسروق ، عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول: " سبحان الله وبحمده ، أستغفر الله وأتوب إليه " فقلت: إنك تكثر من هذا ، فقال: " إن ربي قد أخبرني أني سأرى علامة في أمتي ، وأمرني إذا رأيت تلك العلامة أن أسبح بحمده ، وأستغفره إنه كان توابا ، فقد رأيتها ( إذا جاء نصر الله والفتح) ".
اذا جاء نصر الله والفتح تفسير
وهذا هو المنهج الروحي الأخلاقي الذي يريد الله من الإنسان المؤمن أن يلتزمه في حركته العملية، فيكون التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير سبيله إلى تعميق إحساسه بالصلة الوثيقة التي تربطه، كما تربط الكون كله، بالله. وذكر بعض المفسرين في وجه مناسبة الأمر بالتسبيح والحمد للموضوع فقال: «لما كان هذا النصر والفتح إذلالاً منه تعالى للشرك وإعزازاً للتوحيد، وبعبارة أخرى، إبطالاً للباطل وإحقاقاً للحق، ناسب من الجهة الأولى تنزيهه تعالى وتسبيحه، وناسب من الجهة الثانية ـ التي هي نعمة ـ الثناء عليه تعالى وحمده، فلذلك أمره بق وله: {فَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ} [4]. كيف نفهم توجيه الخطاب بالاستغفار إلى النبي المعصوم؟ وأمّا الاستغفار، فقد يكون التفاتاً إلى كلِّ التاريخ الذي عاش فيه المسلمون في حركة الصراع، مما قد يكونون قد أخطأوا فيه، أو أذنبوا في تجاوز بعض حدود الله، ليقف الجميع بين يدي الله في موقف الفتح والنصر وانفتاح الواقع على الإسلام كله، ليستغفروه من ذنوبهم الماضية، ليتوب عليهم، امتناناً منه ورحمةً، على أساس جهدهم الذي قدّموه في سبيل الله في نتيجته الكبيرة بفتح مكة. وإذا كان النبي(ص) لم يقم بذنب في كل مسيرته على أساس عصمته وكماله، فقد يكون الخطاب له، من خلال أنه قائد المسلمين، في ما تمثله القيادة من عنوان القاعدة، فيخاطبهم الله باسمه، لأنه يتحمّل مسؤوليتهم في العنوان العام.
إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون
وقد يكون الأمر بالاستغفار الذي هو سببٌ للتوبة، من خلال ما يمثله من حالة العبودية المنسحقة الخاضعة لله، التي تعيش هاجس الخوف من تهاويل الذنب من خلال النقص الذاتي، حتى لو لم يكن هناك ذنب، وتتطلب التوبة الإلهية باعتبار أنها مظهر المحبة التي يمنحها الله للتوّابين، فهي تنطلق من موقع إيحاء المعنى، لا من خلال حرفيته، والله العالم. وقد نحتاج إلى إبداء ملاحظة حول الروايات التي استوحى منها بعض الصحابة من السورة، أن الله ينعي للنبي نفسه، فقد لا نجد فيها هذا الظهور، ولكن ربما كان هناك بعض الإيحاء الذي يجتذب الإحساس، باعتبار أن ذلك دليلٌ على استكمال مهمته، في شمول الإسلام للمنطقة كلها، وفي كلمات التسبيح والحمد والاستغفار التي قد توحي بأنها الكلمات التي يحتاج الإنسان إليها ليقابل وجه ربه، والله العالم. ــــــــــــــــــــــ
(1) ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، دار إحياء التراث العربي، ج:4، ص:945. (2) (م. س)، ج:4، ص:945. (3) مجمع البيان، ج:10، ص:844. (4) تفسير الميزان، ج:20، ص:436.
وقد يستطيع العاملون في سبيل الله استيحاء مضمونها في مسيرتهم الطويلة نحو الهدف الكبير، وهو دخول الناس في الإسلام، وحركتهم في خطّه، والتفافهم حول شعاراته وفتح الأبواب المغلقة عنه، ليبقى الأمل حيّاً في قلوبهم، ولتستمر القوّة في مواقفهم، والثبات في مواقعهم، حتى تأتي ساعة نصر الله والفتح ودخول الناس في دين الله أفواجاً، وانطلاق حركتهم في ساحة المسؤولية في أجواء الصراع. ـــــــــــــــــــــ
الآيــات
{إِذَا جَآءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً* فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوِابَا} (1ـ3). * * *
مناسبة النزول جاء في أسباب النزول عن عائشة ـ في ما رواه الإمام أحمد ـ قالت: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) يكثر في آخر أمره من قوله: «سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه» وقال: «إن ربي كان أخبرني أني سأرى علامةً في أمتي، وأمرني إذا رأيتها أن أسبّح بحمده وأستغفره إنه كان توّاباً، فقد رأيتها {إِذَا جَآءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ* وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً* فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إ ِنَّهُ كَانَ تَوّابَا} [1].