[٢]
أيام العرب قبل الإسلام
كان لأيّام العرب دور في صياغة تاريخ العرب قبل الإسلام، فقد شكّلت هذه الأيام مراحل فاصلة في التاريخ، وهذه الأيام تُعالج الكثير من الأحداث سواء في الحرب أو في السلم، فهي تروي قصصًا دارت وكان لها أثر في نفوس العرب بعد الإسلام كان فيها عبرة للجيل الذي جاء من بعد العرب، وهذه الأيام تُعتبر مرجعًا في تاريخ العرب قبل الإسلام، ومن هذه الأيام: يوم ذي قار، يوم حليمة، يوم طِخفة وغيرها من الأيّام التي روت قصص من تاريخ العرب قبل الإسلام.
العرب قبل الإسلامية
أُطلقت لفظة عرب منذ القديم على القبائل التي سكنت شبه الجزيرة العربية حتى قبل ظهور الإسلام فيها، وأطلق على تاريخ العرب في تلك الفترة "التاريخ الجاهلي" ليفصل هذه الفترة عن فترة ظهور الإسلام. موطن العرب قبل الإسلام
تعتبر شبه الجزيرة العربية الموطن الأساسي للعرب، وهي تعد أكبر شبه جزيرة في العالم يحدها من الشرق الخليج العربي، ومن الغرب البحر الأحمر، ومن الجنوب المحيط الهندي ومن الشمال يحدها خطٌ وهميٌّ يمتد من خليج العقبة حتى مصب شط العرب في الخليج العربي، ويعتقد بأن العرب سكنوا شمال هذا الخط منذ مئات السنين واستقروا في البادية ووصلوا إلى أطراف الشام، وسكنوا أيضًا في فلسطين وطور سيناء حتى بلغوا ضفاف النيل الشرقية. أصول العرب وطبقاتهم
اتفق المؤرخون على تقسيم العرب إلى عربٍ عاربة، وعربٍ متعربة، وعربٍ مستعربة، ومن حيث النسب إلى قسمين: قحطانية، منازلهم الأولى في اليمن، وعدنانية، منازلهم الأولى في الحجاز. مواضيع مقترحة
واتفقوا على أن القحطانيين هم عربٌ منذ خلقهم الله تعالى، خلقوا يتكلمون اللغة العربية ويفهمونها، فهم الأصل، أما العدنانيون فهم فرعٌ من القحطانيون أخذوا العربية عنهم وبلسانهم تكلم أبناء إسماعيل بعد هجرتهم إلى الحجاز، ومن طبقات العرب العاربة كان قوم عاد، وثمود، وطميم، وجديس، وأميم، وجاسم، وعبيل، وعبد ضخم، وهم من أقدم طبقات العرب على الإطلاق.
المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام Pdf
وكان عمرو بن الجموح t يعبد في جاهليته صنمًا من خشب صنعه بيده. ولننتبه! فهؤلاء هم الذين سيصبحون بعد ذلك أعظم علماء في الأرض، وأعظم فاتحين لها، وأعظم مجاهدين فيها، وأعظم دعاةٍ على ظهرها، ثمّ سيكونون بعد ذلك أسبق أهل الأرض إلى الجنة؛ وذلك حتى ترى عظمة هذا الدين وإعجازه في تغيير الشخصيات. الحالة الأخلاقية عند العرب قبل الإسلام شناعة الأدواء الأخلاقية المتفشية في جزيرة العرب: (أ) تفشي شرب الخمر لأبعد درجة، حتى كتبت فيه أشعار تصفه، وتصف مجلسه بأدق التفاصيل، مع أنه كان يؤدي إلى كثير من النزاعات بين الناس. (ب) تفشي الميسر أيضًا بصورة واسعة، وكثيرًا ما أورث الناس البغضاء والشحناء، لذا يقول الله I: { إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ العَدَاوَةَ وَالبَغْضَاءَ فِي الخَمْرِ وَالمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} [المائدة: 91]. (جـ) كما كان الربا عندهم من المعاملات الأساسية وقالوا: { إِنَّمَا البَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا} [البقرة: 275]. النكاح في الجاهلية كان للزنا صور بشعة في المجتمعات العربية قبل الإسلام، وتصف ذلك السيدة عائشة -رضي الله عنها- كما جاء في صحيح البخاري، فتقول: "النكاح في الجاهلية كان على أربعة أنحاء: * فنكاح منها نكاح الناس اليوم، يخطب الرجل إلى الرجل وليته أو ابنته فيصدقها ثم ينكحها.
اخلاق العرب قبل الاسلام
ذات صلة صفات العرب مقال عن حال العرب قبل الإسلام
صِفات العرب قَبْل الإسلام
اتَّصفَ العرب قَبل مجيء الإسلام بمجموعةٍ من الصِّفاتِ الحسنةِ، منها: [١] [٢]
الصدق
تميَّز العرب قبلَ الإسلام بالصدق، ونفورهم من الكذب، وقد كانت هذه إحدى أهمّ الصفات التي تميَّز بها الرسول -عليه الصلاة والسلام-، وصاحبه أبي بكر الصديق. الكرم
وهيَ إحدى الصفات المُتأصِّلة في العرب قَبل الإسلام، فقد كانوا يُكرمونَ الضيف بحُسن الاستقبال، والطعام، وقد كانوا يُوقِدونَ النار في الليل؛ حتى يستدلَّ المسافرونَ على بيوتهم، علماً بأنّهم كانَوا يطلقون عليها اسم "نار الضيافة"، ومن أشهر الشخصيّات العربيّة التي ارتبطَ اسمها بالكرم حاتم الطائيّ. العِزّة
فقد كانَ العرب قبلَ الإسلام يرفضونَ العيش بذلّ، ويعتزّون بحرّيتهم، ويرفضون الظُّلمَ. حُسن الجِوار
كانَ العرب يُؤدّونَ حقّ الجار كجزءٍ من خِصالهم النبيلة التي كانوا يحرصونَ عليها، فكانوا يُقدِّمون الحماية، والإغاثة لجيرانهم، ويَعدّونه جزءاً من شَرَفهم. الصَّبر
تُعَدّ الظروف المعيشيّة للعرب في شبه الجزيرة العربيّة ظروفاً قاسيةً، وهذا ما وَلَّد فيهم قوّةً وصَبْراً على تحمُّلِ مختلفِ المصاعبِ التي قد يواجهونها، كالجوع، والسفرِ الطويل، وغيرها.
* ونكاح آخر كان الرجل يقول لامرأته إذا طهرت من طمثها: أرسلي إلى فلان فاستبضعي منه، ويعتزلها زوجها، ولا يمسها أبدًا حتى يتبين حملها من ذلك الرجل الذي تستبضع منه، فإذا تبين حملها أصابها زوجها إذا أحب، وإنما يفعلون ذلك رغبة في نجابة الولد، فكان هذا النكاح هو نكاح الاستبضاع (وتخيلوا أن رجلاً يفقد مروءته وغيرته، فيرسل زوجته إلى هذا الفعل الشنيع). * ونكاح آخر يجتمع الرهط ما دون العشرة، فيدخلون على المرأة كلهم يصيبها فإذا حملت ووضعت ويمرّ عليها ليالٍ بعد أن تضع حملها، أرسلت إليهم فلم يستطع رجل منهم أن يمتنع، حتى يجتمعوا عندها تقول لهم: قد عرفتم الذي كان من أمركم وقد ولدت فهو ابنك يا فلان، تسمي من أحبت باسمه فيلحق به ولدها لا يستطيع أن يمتنع منه الرجل. * ونكاح رابع يجتمع الناس الكثير، فيدخلون على المرأة، لا تمتنع ممَّن جاءها، وهنّ البغايا كنّ ينصبن على أبوابهن رايات تكون علمًا (الرايات الحمر)، فمن أرادهن دخل عليهن، فإذا حملت إحداهن ووضعت حملها جمعوا لها، ودعوا لها القافة (الرجال الذين يستطيعون تمييز الوالد للولد عن طريق الشبه) ثم ألحقوا ولدها بالذي يرون، فالتاط به (التصق به) ودُعي ابنه لا يمتنع من ذلك.
7895 - حدثني محمد بن سنان قال: حدثنا أبو بكر الحنفي ، عن عباد ، عن الحسن في قوله: " إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله " ، قال: إن يقتلوا منكم يوم أحد ، فقد قتلتم منهم يوم بدر. 7896 - حدثنا بشر قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله: " إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله " ، والقرح الجراحة ، وذاكم يوم أحد ، فشا في أصحاب نبي الله صلى الله عليه وسلم يومئذ القتل والجراحة ، فأخبرهم الله عز وجل أن القوم قد أصابهم من ذلك مثل الذي أصابكم ، وأن الذي أصابكم عقوبة. [ ص: 238]
7897 - حدثني المثنى قال: حدثنا إسحاق قال: حدثنا ابن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع في قوله: " إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله " ، قال: ذلك يوم أحد ، فشا في المسلمين الجراح ، وفشا فيهم القتل ، فذلك قوله: "إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله " ، يقول: إن كان أصابكم قرح فقد أصاب عدوكم مثله يعزي أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ويحثهم على القتال. 7898 - حدثني محمد بن الحسين قال: حدثنا أحمد بن المفضل قال: حدثنا أسباط ، عن السدي: " إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله " ، والقرح هي الجراحات. 7899 - حدثنا ابن حميد قال: حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق: "إن يمسسكم قرح " أي: جراح "فقد مس القوم قرح مثله " ، أي: جراح مثلها.
تفسير: (إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس ...)
[٥]
أنَّ الابتلاء لا يقتضي سخط الله على المبتلى، والعطاء لا يقتضي رضاه على المُعطى. [٥]
أنَّ نصر الله للكافرين إنَّما هو نصرٌ ظاهري، أمَّا في الحقيقة فهو غلبة واستدراجًا لهم. [٦]
أنَّ وراء كلِّ ابتلاء للمسلم خير عظيم وحكمة بالغة. [٥]
أنَّ الأيام دولٌ بين النَّاس، وهذا يعلِّم المسلم عدم ظلم الغير وعدم الشماتة بمن أصابته مصيبة. [٥]
أنَّ الأخذ بالأسباب من الأمور التي ينبغي للمسلم أن يراعيها، فلا ينبغي له الركون إلى إيمانه وترك العمل. [٥]
المراجع [+] ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن النواس بن سمعان الأنصاري، الصفحة أو الرقم:805، حديث صحيح. ↑ "سورة آل عمران" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-16. بتصرّف. ^ أ ب سورة آل عمران، آية:140
^ أ ب "تفسير: (إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس... ) " ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-16. بتصرّف. ^ أ ب ت ث ج ح "آل عمران 140" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-16. بتصرّف. ^ أ ب " تفسير قوله تعالى إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-16. بتصرّف. ↑ "غزوة أحد.. انتصار أم هزيمة" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-16. بتصرّف.
وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا - مع القرآن - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
( إن يمسسكم قرح) قرأ حمزة والكسائي وأبو بكر " قرح " بضم القاف حيث جاء ، وقرأ الآخرون بالفتح وهما لغتان معناهما واحد كالجهد والجهد وقال الفراء القرح بالفتح: الجراحة وبالضم: ألم الجراحة هذا خطاب مع المسلمين حيث انصرفوا من أحد مع الكآبة والحزن ، يقول الله تعالى: ( إن يمسسكم قرح) يوم أحد ، ( فقد مس القوم قرح مثله) يوم بدر ، ( وتلك الأيام نداولها بين الناس) فيوم لهم ويوم عليهم ، أديل المسلمون على المشركين يوم بدر حتى قتلوا منهم سبعين وأسروا سبعين ، وأديل المشركون من المسلمين يوم أحد حتى جرحوا منهم سبعين وقتلوا خمسا وسبعين.
{إِن يَمۡسَسۡكُمۡ قَرۡحٞ فَقَدۡ مَسَّ ٱلۡقَوۡمَ قَرۡحٞ مِّثۡلُهُۥۚ وَتِلۡكَ ٱلۡأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيۡنَ ٱلنَّاسِ وَلِيَعۡلَمَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمۡ شُهَدَآءَۗ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (140) { إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس} تسلية عمَّا أصاب المسلمين يوم أُحُد من الهزيمة بأن ذلك غير عجيب في الحرب ، إذ لا يخلو جيش من أن يغلب في بعض مواقع الحرب ، وقد سبق أنّ العدوّ غُلب. والمسّ هنا الإصابة كقوله في سورة [ البقرة: 214] { مستهم البأساء والضراء} والقَرح بفتح القاف في لغة قريش الجرح ، وبضمِّها في لغة غيرهم ، وقرأه الجمهور: بفتح القاف ، وقرأه حمزة والكسائي ، وأبو بكر عن عاصم ، وخلف: بضمّ القاف ، وهو هنا مستعمل في غير حقيقته ، بل هو استعارة للهزيمة الَّتي أصابتهم ، فإنّ الهزيمة تشبّه بالثلمة وبالانكسار ، فشبّهت هنا بالقرح حين يصيب الجسد ، ولا يصحّ أن يراد به الحقيقة لأنّ الجراح الَّتي تصيب الجيش لا يعبأ بها إذا كان معها النصر ، فلا شكّ أنّ التسلية وقعت عمّا أصابهم من الهزيمة. والقوم هم مشركو مكة ومن معهم. والمعنى إن هُزِمتم يوم أُحُد فقد هزم المشركون يوم بدر وكنتم كفافاً.