كما أنه من الأسباب التي خلق الله الإنسان لأجلها هي تعمير الأرض، واستخلافه عليها، فهذه هي أمانة الله للإنسان، فقد قال الله تعالي في كتابه الكريم " وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً " الأية 30 من سورة البقرة، فذكر في تفسير الأية أن الله خلف الإنسان في الأرض أي جعله خلف بعد خلف وجيلا بعد جيل. فقد ذكر الله في أية أخري أنه جعلنا خلائف في الأرض، والهدف من ذلك هو تعمير الأرض، فقد أشار الله لكونه قد عرض الأمانة على السماء والأرض والجبال فرفضن حملها، والوحيد الذي قبلها كان الإنسان فق كان ظالما لنفسه، جاهلا بما فيه الخير له، وذلك كان في سورة الأحزاب في الأية رقم 72، فكانت الأمانة هي العبادات والفرائض التي فرضها الله وأشفق من ثقلها ومسئوليتها السموات والأرض والجبال وحملها الإنسان.
شمولية العبادة ومقاصدها
خطبة عن مفهوم العبادة بعنوان "الإفادة في تحقيق العبادة" من خطب الجمعة للشيخ محمد نبيه يوضح فيها تعريف العبادة وأهميتها وما هي أنواع العبادة ويبين شروط قبول العبادة. العبادة في الإسلام
إنَّ للعبادة في الإسلام منزلةً رفيعةً، ومكانةً جليلة، تجعل الحديثَ عنها في غاية الأهمِّيَّة، ولا يُستثنى مِن ذلك زمانٌ أو مكانٌ أو إنسانٌ؛ قال تعالى في سورة الذاريات: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ). (سورة الذاريات)
قال الشافعي رحمه الله: خلق الله تعالى الخلق لعبادته. وقال بن جرير الطبري – رحمه الله -: أي: لعبادتنا والتَّذلُّل لنا. ولمَّا كانت صُور العبادات وأشكالُها توقيفيَّةً، يُرجع في بيانها إلى الشَّارع الحكيم، احتاج البَشرُ إلى الأنبياء والمرسَلين – عليهم الصَّلاة والسَّلام – الذين يَتلقَّوْن عن الله – سبحانه – أوامرَه ونواهيَه عن طريق الوحي. قال تعالى: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ غ– فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ غڑ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ).
(صحيح البخاري:1)
وما رواه مسلم عن أبي هريرة من قوله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلاثًا، ويَكْرَهُ لَكُمْ ثَلاثًا، فَيَرْضَى لَكُمْ: أنْ تَعْبُدُوهُ، ولا تُشْرِكُوا به شيئًا، وأَنْ تَعْتَصِمُوا بحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا ولا تَفَرَّقُوا). (صحيح مسلم:1715)
وقد صلى معاذ بن جبل رضي الله عنه إماما بالناس، فأطال في القراءة، فأخبروا النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له: "يَا مُعَاذُ، أَفَتَّانٌ أَنْتَ؟ فَلَوْلاَ صَلَّيْتَ بِـ "سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ"، "وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا"، "وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى"، فَإِنَّهُ يُصَلِّى وَرَاءَكَ الْكَبِيرُ، وَالضَّعِيفُ، وَذُو الْحَاجَةِ" البخاري. وعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نرفق بمن في البيت، فلا ندخل عليهم بصلف وكبرياء، فرضا للهيبة الزائدة، وإثباتا للذات بلا فائدة، إلا الكبر والتجبر. نماذج من ذكر ه. قال أبو حازم قال: "السيئ الخُلُق، أشقى الناس به نفسُه التي بين جنبيه، هي منه في بلاء، ثم زوجته، ثم ولده، حتى إنه ليدخل بيته، وإنهم لفي سرور، فيسمعون صوته فينفرون عنه، فَرَقاً منه، وحتى إن دابته تحيد مما يرميها بالحجارة، وإن كلبه ليراه فينزو على الجدار، حتى إن قطه ليفر منه". يُبكَى علينا ولا نَبكِي على أحد * لنحن أغلـظُ أكبـاداً من الإبلِ
أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان نهاية في الرحمة والرفق والتواضع. فعن طلحة بن نافع عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: أَخَذَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم بِيَدِي ذَاتَ يَوْمٍ إِلَى مَنْزِلِهِفَقَالَ: هَلْ مِنْ غَدَاءٍ أَوْ مِنْ عَشَاءٍ؟".
نماذج من الخوف من الله تعالى
قال: مرَّت بي آية من كتاب الله - عز وجل -: {وَبَدَا لَهُم مِنَ اللهِ مَا لَم يَكُونُوا يَحتَسِبُونَ} [سورة الزمر: الآية 47]، فبكى أبو حازم معه، فقال بعض أهله لأبي حازم: جئنا بك لتفرّج عنه فزدته. [أحسن المحاسن، لأبي إسحاق الرقِّي: ص 177].
ص514 - كتاب تفسير القرآن الكريم اللهيميد من الفاتحة إلى النساء - وقد ذكر الله تحريمه في عدة آيات - المكتبة الشاملة
أرق القلوب قلب يخشى الله، وأعذب الكلام ذكر الله. إن للقلوب صدأ كصدأ الحديد، وجلاؤها الاستغفار وذكر الله. وإن ضاقت في عينيك الدنيا فلك في ذكر الله والاستغفار فرجاً كبيراً. ليس يتحسر أهل الجنّة على شيء إلّا ساعة مرت بهم ولم يذكروا الله تعالى فيها. ما تنعم المتنعمون بمثل ذكر الله تعالى. إنّ العبد ليأتي يوم القيامة بسيئات أمثال الجبال فيجد لسانه قد هدمها من كثرة ذكر الله تعالى. من استطاع ألّا يبيت إلّا طاهراً ذاكراً مستغفراً فليفعل فإنّ الأرواح تبعث على ما قبضت عليه. ما أعلم معصية أقبح مِن ترك ذكر الله تعالى. وأفضل الذكر وأنفعه ما واطأ فيه القَلب اللسان، وكان من الأذكار النبوية وشهد تفكر الذاكر معانيه ومقاصده. من علامات النفاق ثقَل الذكر على اللسان، فتب إلى الله تعالى يخف الذكر على لسانك. إِنّ مثل أهل الذكر والغفلة كمثل النور والظلمة. إنّ في الدنيا جنّة من لم يدخلها لم يدخل جنّة الآخرة، قالوا: وما هي يا إمام؟ قال: محبة الله تعالى وذكره. ص514 - كتاب تفسير القرآن الكريم اللهيميد من الفاتحة إلى النساء - وقد ذكر الله تحريمه في عدة آيات - المكتبة الشاملة. أقلل الكلام إلّا من تسعة: تكبير، وتهليل، وتسبيح، وتحميد، وسؤالك الخير، وتعوذك من الـشر، وأمرك بالمعروف، ونهيِك عن المنكر وقراءتك القرآن. من أكثر من ذكر القبر وجده روضة من رياض الجنّة، ومن غفل عن ذكره وجده حفرة من حفر النّار.
ص29 - كتاب غيث القلوب ذكر الله تعالى - نماذج من حياة الذاكرين - المكتبة الشاملة
وقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله الخروج للجهاد، يبتغي بذلك الجنة، فقال له صلى الله عليه وسلم: "أَحَيَّةٌ أُمُّكَ؟". قال: نَعَمْ يَا رَسُولَ الله. قَالَ: "وَيْحَكَ، الْزَمْ رِجْلَهَا فَثَمَّ الْجَنَّةُ" صحيح سنن ابن ماجة. وفي صحيح البخاري أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: ﴿ إِنَّا كُنَّا نَقْرَأُ فِيمَا نَقْرَأُ مِنْ كِتَابِ الله أَنْ لاَ تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ، فَإِنَّهُ كُفْرٌ بِكُمْ أَنْ تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ ﴾. وقال بِشر: "مَا من رجل يقرب من أمِّه حَيْثُ يسمع كَلَامهَا، إِلَّا كَانَ أفضل من الَّذِي يضْرب بِسَيْفِهِ فِي سَبِيل الله. وَالنَّظَر إِلَيْهَا أفضل من كل شَيْء". وجاء رجلٌ عبدَ الله بنَ عمر ـ رضي الله عنهما ـ يسأله عن الكبائر، فقال له ابن عمر: "أَتَفْرَقُ من النار، وتحب أن تدخل الجنة؟ فقال: إي والله. قال: أَحيٌّ والداك؟ قال: عندي أمي. قال: فوالله، لو أَلَنْتَ لها الكلام، وأطعمتها الطعام، لتدخلَن الجنة ما اجتنبتَ الكبائر" صحيح الأدب المفرد. نماذج من ذكر الله تعالي we heart. وكان طلْقُ بن حبيب مِن العلماء العُبَّاد، وكان يُقبِّل رأسَ أمِّه، وكان لا يمشي فوقَ ظهْر بيت وهي تحته إجلالاً لها.
ذكر نماذج من عذاب النار
فقالها، فبشَّره بالجنَّة، فقال أصحابُه: يا رسول الله، أمن بيننا؟ فقال: أو ما سمعتم قوله - تعالى -: {ذَلِكَ لِمَن خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ} [سورة إبراهيم، الآية 14]. [حياة الصحابة عن الترغيب: 2/688]
من بكاء الصحابة خَوفاً من الله
قرأ عمر بن الخطاب - رضي الله تعالى عنه -: {إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ * مَّا لََهُ مِن دَافِعٍ, } [سورة الطور، الآية 7-8]، فربا منها ربوةً عيد منها عشرين يوما. * عن نافع، قال: ما قرأ ابن عمر - رضي الله عنهما - هاتين الآيتين قطٌّ من آخر سورة البقرة إلاَّ بكى: {وَإِن تُبدُوا مَا فِي أَنفُسِكُم أَو تُخفُوهُ يُحَاسِبكُم بِهِ اللهُ} [سورة البقرة: الآية 284]. ثم يقول: إنَّ هذا الإحصاء شديد. * أخرج ابن سعد عن مسلم بن بشير، قال: بكى أبو هريرة - رضي الله تعالى عنه - في مرضه، فقيل له: ما يبكيك، يا أبا هريرة؟ قال: أَمَا إنِّي لا أبكي على دنياكم هذه، ولكني أبكي لبُعد سفري وقلَّةِ زادي. ذكر نماذج من عذاب النار. أصبحت في صعود مهبطة على جنَّة ونار، فلا أدري إلى أيِّهما يُسلَك بي. [حياة الصحابة: 2/693 695 696]
الخوف من الله
* قال أنس رضي الله - تعالى -عنه -: دخلتُ حائطاً أي بستاناً فسمعت عمر رضي الله - تعالى -عنه يقول، وبيني وبينه جدار: عمرَ بن الخطَّاب أمير المؤمنين، بخٍ, ، لتتَّقِيَنَّ الله ابنَ الخطاب أو ليُعذِّبَنَّك.
لقد كان من وفاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن أحدهم يسقط سوطه وهو راكب على دابته، فينزل ليأخذ سوطه ولا يطلب من أحد أن يناوله؛ لأنه بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على ألا يسأل الناس شيئًا أعطوه، أو منعوه. هذه هي الطاعة، وهذا هو الوفاء، وبمثل هؤلاء تسعد البشرية وتصل إلى مدارج الرقي وسمو الأخلاق، لقد كان جيلًا قرآنيًّا فذًّا، لم تعرف البشرية جيلًا كذلك الجيل، ولا صفوة كتلك الصفوة أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ [الأنعام: 90] أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَابِ [الزمر: 18]) [4113] ((العهد والميثاق في القرآن الكريم)) لناصر العمر (ص 235). وفاء أبي بكر رضي الله عنه: وفاؤه بديون النبي صلى الله عليه وسلم ووعوده: عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: ((قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم لو قد جاء مال البحرين لقد أعطيتك هكذا وهكذا ثلاثًا، فلم يقدم مال البحرين حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما قدم على أبي بكر أمر مناديًا فنادى من كان له عند النبي صلى الله عليه وسلم دين، أو عدة فليأتني، قال جابر: فجئت أبا بكر فأخبرته أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: لو جاء مال البحرين أعطيتك هكذا وهكذا ثلاثًا، قال: فأعطاني.
اللهم إنا نسألك النجاة من النار والفوز بدار القرار... إلخ.