تختلف سيرة طه حسين عن غيرها لاعتزازها بالفصحى، تشترك مع الفتى المذكور في عِلّته (بالعمى) لتدرك أنه هو من كان مبصرًا وبقِينا عميانا حينما استشرت أمين المكتبة عن أفضل كتاب لـطه حسين أشار دون تردد نحو كتاب (الأيام) والذي يقع في أحد زوايا المكتبة المُكْتظَّة بالكتب. دومًا ما تعجبني كتب السِّيَر الذاتية، لكونها تحكي الواقع دون إفراطٍ في التفاؤل المُزَيَّف، ولا البقاء في زاوية السَّخط والشكاية، وعلى غير العادة كان كتاب الأيام لعميد الأدب العربي (ذي نصف السيرة) صورةً عن إبداع كامل، وعظمة أخَّاذة، على الرغم أنه لم يحكِ كلَّ قصته منذ عاش حتى آخر أيامه. الفتى الذي أقام في الريف المصري وهو الذي يحلم دومًا في تجاوز مزرعة قصب السكر نحو الضفة الثانية راغبًا في كشف ما وراء المجهول من النهر، يلتمع اسمه ويكون من صفوة القوم وعِلْيَتهم من العلماء، والساسة، ورجال الدين معًا لاحقا في حياته. "طه حسين" الذي نشأ في بيئةٍ تَتَّسم بالعَوَز و الجهل، والتي أَرْدَتْه أعمى بفعل الرمد الذي لم يجد له علاجًا سوى الذهاب لعطار ذهب ببصره وهو ممسك بيد أمه التي تريد نجدته من عِلَّته تلك، لتأسى على حال ابنها مما فعله صنيع العطار الذي وثقت به، فطار بعيني فلذة كبدها.
- الايام طه حسين الجزء الثاني
- طه حسين الأيام
- Pin on جرب قهوةالليمونهدهلضرب الكا فيينوفوائدفقدان الوزن
الايام طه حسين الجزء الثاني
كان یقضي لیله خائفاً مضطرباً
وكان واثقا أنه إن ترك ثغرة في لحافه فلا بد من أن تمتد منها ید عفریت إلى جسمه فتناله بالغمز والعبث. لذلك كان یقضي لیله خائفاً مضطرباً، إلا حین یغلبه النوم، وما كان یغلبه النوم إلا قلیلاً. كان یستیقظ مبكراً أو قل كان یستیقظ في السحر، ویقضي شطراً طویلاً من اللیل في هذه الأهوال والأوجال والخوف من العفاریت، حتى إذا وصلت إلى سمعه أصوات النساء یعدن إلى بیوتهن وقد ملأن جرارهن من القناة وهن یتغنین (االله یالیل االله.... )، عرف أن قد بزغ الفجر ، وأن قد هبطت العفاریت إلى مستقرها من الأرض السفلى، فاستحال هو عفریتاً، وأخذ یتحدث إلى نفسه بصوت عالٍ، ویتغنى بما حفظ من نشید الشاعر، ویغمز من حوله من إخوته وأخواته، حتى یوقظهم واحداً واحداً. اقرأ أيضاً: كيف دافع طه حسين عن الإسلام في رده على أندريه جيد؟
فإذا تم له ذلك، فهناك الصیاح والغناء، وهناك الضجیج والعجیج، وهناك الضوضاء التي لم یكن یضع لها حداً إلا نهوض الشیخ من سریره، ودعاؤه بالإبریق لیتوضأ. حینئذ تخفت الأصوات وتهدأ الحركة ، حتى یتوضأ الشیخ ویصلي ویقرأ ورده ویشرب قهوته ویمضي إلى عمله. فإذا أغلق الباب من دونه نهضت الجماعة كلها من الفراش، وانسابت في البیت صائحة لاعبة حتى تختلط بما في البیت من طیر وماشیة.
طه حسين الأيام
الأيّام (١)، طه حسين | الفصل الخامس - YouTube
كان أحب اللعب إليه الاستماع للقصص والأحاديث في قريته فاستمع إلى قصص
الغزوات والفتوح وأخبار الأنبياء والصالحين والنساء. وحفظ من جده الأوراد
والأدعية كما حفظ القرآن كله في الكتّاب على رجل يسمونه ( سيدنا) وكان ذلك
قبل أن يتم التاسعة من عمره ، فدعاه أبواه شيخا. لكن حفظه للقرآن لم يدم طويلا فقد نسيه حتى إذا أراد منه أبوه ذات يوم أن
يقرأ شيئا من القرآن بحضرة صديقين له فعجز الصبي عن القراءة ووجد في اليوم
التالي أن ( سيدنا) بدأ يعيد له قراءة القرآن ثانية فحفظه في فترة وجيزة
ولكنه نسيه مرة أخرى.... وهكذا!
Top Tweets for #بذرة_خير
Pin On جرب قهوةالليمونهدهلضرب الكا فيينوفوائدفقدان الوزن
• المَنبت الحسن في الغالب لا يولد إلا ثمرةً طيبة وغرسًا مستقيمًا، وإن ذبل زمنًا أو اعوجَّ، فإنه يحنُّ إلى أصله، فينبُت من جديد ويقف يانعًا. • الفطرة السليمة مهما أصابها من تلوُّث فإنها لا تلبث مليًّا حتى تتخلص من تلك اللوثات، وتتجنب القاذورات، وتتطهر من النجاسات. • مَن وقع في تلك القاذورات، وانحرف عن الطريق، وانجرف إلى الموبقات، لا شك أنه كان ضحيَّة عزلة عن الخير، واحتواش من شياطين الجن والإنس؛ ((فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية... ))؛ أخرجه أحمد في مسنده، والترمذي، والحاكم. Pin on جرب قهوةالليمونهدهلضرب الكا فيينوفوائدفقدان الوزن. • هناك تقصير واضح من الدعاة والمجتمع في الوقوف إلى جانب هؤلاء، والصبر على دعوتهم، وتقديم النصح لهم بالحكمة والهَديَّة والصُّحبة والرِّفق. • ومن الدروس المتعلقة أن على المرءِ ألَّا يضعَ نفسه في دائرة القلق، فيجعل لنفسه متَّسعًا من الوقت ليصل إلى مهمَّتِه بلا تأخر أو سرعة، ويضع في حسبانه وقتًا لمفاجآت الطريق من زحام أو تعطل سيارة أو أي عارض آخر، فربما دقائق تتأخَّر فيها عن موعد أو مهمة تُدخِلك في توتر وقلق، وربما بسبب هذا التوتر يُصيبك نوع من الذهول وتشويش الفكر؛ فتخطئ في الطريق، فتزداد بعدًا، أو تضيِّع موعدًا، أو تفوِّت مصلحة، أو تحرج الآخرين أو تحرج نفسك عند الآخرين، فتبدأ تنقص من قدرك عندهم، بترجِّيهم أو بتلمس الأعذار وطلب الشفاعات.
اقترَبْنا من المسجد، أخرجت محفظتي لأعطيَه أجره، فلم أجد صرفًا، قلت له: ليس لدي غير فئة خمسمائة ريال، هل لديك صرف؟
قال: لا. قلت له: إذًا صلِّ معنا، وأحضر لك النقود بعد الجمعة، ولعلك ترجعني إلى البيت. قال: أنا مسافر. قلت له: احضر الجمعة حتى لو كنت مسافرًا. قال: عفوًا أنا جُنُب. قلت له: إذًا انتظرني إلى بعد الصلاة. قال: سأنتظرك بعيدًا عن المسجد حتى لا يراني الناس فيتَّهموني، وربَّما كفَّروني، ثم سكت قليلًا، وقال: سأجعل المشوار لوجه الله. مشروع بذره خير الدعوي المدنية. قلت له: جزاك الله خيرًا، ويسَّر لك أمورك. فقال لي بصوتٍ خافت حزين: بل ادعُ الله لي يا شيخُ بالهداية والصلاح، والله حتى الصلاة ما أصلي! دعوتُ له ونزلت وأنا حزين عليه أنه لا يصلي، ولكن كان شيء في داخلي يقول: لعل الله سخَّره لي ليوصلني حتى أخطب بالناس وتقام الجمعة، ويكون ذلك سببًا في هدايته وصلاحه، بل ربما تأخُّري عن الخروج من المنزل، وانفجار إطار السيارة، وعدم وجود صرف في محفظتي، و... ، كل ذلك تهيئة وسبب لأن ينالَ أجر عمله كاملًا، وأن تتحرك بذرة الخير في قلبه، ويكتب الله له توبةً وصلاحًا بعد ذلك.