وقال الأوزاعي: "أراد بالمشاحن هاهنا صاحب البدعة". وبهذا يتبين أن الشحناء التي تحول بين العبد وبين مغفرة الذنوب في تلك اليلة ليست هي العداوة والبغضاء التي تكون لأجل الله تعالى كبغض أهل المعاصي المصرين عليها أو المجاهرين بها فهذه لا تدخل في الحديث بل هي دين يتدين المرء به وتدخل ضمن البراء بدرجاته ولقد صح عن الحبيب صلى الله عليه وسلم قوله: « أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله ». أما الشحناء المقصودة فهي التي لأجل حظوظ النفس وشهواتها، والتي تحدث على أساس بغيض من الحقد والكراهية السوداء، ويالها من مشاعر قاسية، وبخلاف كونها تحرم المرء من هذه الفرصة السنوية للمغفرة المجانية فإن صدر الحاقد دائما ما يكون ضيقاً حرجًا مليئًا بالحزن يمزقه اللهاث المسعور ويسيل لعاب طمعه على ما فُضل به غيره، وهو لا يرتاح أبداً لأنه يرى أن الكل لا يستحقون ما هم فيه بينما هو وحده من يستحق. ألا تحبون أن يغفر الله لكم - منتديات الشعر السلفي بإشراف الشاعر ابي رواحة الموري. ولو أنه انشغل بأداء ما عليه واجتهد ثم ترك النتائج لمن يخفض ويرفع ومن بيده الضر والنفع لارتاح وأراح أما لو ظل يمد عينيه إلى ما تمتع به غيره من عرض الدنيا الزائل فإنه سيظل في ذلك العذاب طويلاً إلا لو جرب يومًا أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، وهو بالمناسبة شعور أجمل بكثير من الحقد والكراهية والشحناء.
وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم
فقط هناك شرطان ينبغي أن يتحققا فيمن تشملهم تلك المغفرة الواسعة:
الإيمان بالله
ثم سلامة الصدر وترك الشحناء والبغضاء والحقد والغل والكراهية
حين سمع الصديق أبو بكررضي الله عنه هذا السؤال القرآني كانت إجابته المباشرة: "بلى واللّه إنا نحب أن تغفر لنا يا ربنا". وبالفعل ترجم الصديق تلك الإجابة عمليًا وعفا عن مسطح. رجل أنفق عليه الصديق أعواماً وقيل أنه قد تربى في حجره يتيماً ثم يكون المقابل أن يخوض في عرض ابنته وزوجة نبيه مع من خاضوا في الإفك المبين ومع ذلك يتناسى الصديق كل هذا ليعود إلى عطائه والإغداق على مسطح من جديد ويعفو.. أمر مذهل يقف المرء أمامه طويلاً مشدوهًا متأملاً كيف فعلها؟! كيف استطاع تحملها وحمل نفسه عليها وإنها لكبيرة إلا على من وفقه الله لاحتمالها؟! العفو عن المقدرة.. «أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ». كيف قابل هذه الإساءة البشعة بإحسان فضلا عن صفح وغفران؟! أمر مذهل حقاً، لكنه على إدهاشه وروعته لا يفترض أن يكون خاصًا بسيدنا أبي بكر، بل ربما لا أكون مبالغاً لو قلت بيقين جازم أنني لا أتصور مسلمًا صحيح الإسلام تام الأهلية يعي معنى هذا السؤال ثم يملك أن يجيب بإجابة غير تلك التي أجاب بها الصديق رضي الله عنه، وهل يتصور أحد أن تكون إجابة مسلم عن هذا السؤال: نعم يا رب لا نحب أن تغفر لنا؟!
العفو عن المقدرة.. «أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ»
قالت: فقال أبو بكر: والله إني لأحب أن يغفر الله لي، فرجَّع إلى مسطح نفقته التي كان يُنْفِق عليه، وقال: والله لا أنـزعها منه أبدا. حدثني عليّ، قال ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: ( وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ) يقول: لا تقسموا ألا تنفعوا أحدا. حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: ( وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ)... إلى آخر الآية، قال: كان ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رَمَوا عائشة بالقبيح، وأفشَوا ذلك وتكلموا به، فأقسم ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيهم أبو بكر، ألا يتصدّق على رجل تكلم بشيء من هذا ولا يصله، فقال: لا يُقْسِم أولو الفضل منكم والسعة أن يصلوا أرحامهم، وأن يعطوهم من أموالهم كالذي كانوا يفعلون قبل ذلك. فأمر الله أن يُغْفَر لهم وأن يُعْفَى عنهم. وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم. حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ): لما أنـزل الله تعالى ذكره عذر عائشة من السماء، قال أبو بكر وآخرون من المسلمين، والله لا نصل رجلا منهم تكلم بشيء من شأن عائشة ولا ننفعه، فأنـزل الله ( وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ) يقول: ولا يحلف.
ألا تحبون أن يغفر الله لكم - منتديات الشعر السلفي بإشراف الشاعر ابي رواحة الموري
بقلم |
محمد جمال حليم |
السبت 26 مايو 2018 - 12:25 م
العفو قبل أن يكون من أخلاق المسلمين ، فهو من شيم العرب التي تعارفوا عليها قبل الإسلام وبعده، والعفو خير كله، والعافي أجره عند الله عظيم؛ لذلك كان من أعظم الخصال التي ينبغي أن يتحلى المسلمون خصوصًا في شهر رمضان الكريم.. لذلك فإن الخلق بحاجة إلى التسامح والعفو حاجتهم إلى الطعام والشراب إذ الثاني قوام البدن والأول قوام الروح وقد زكى الله النفس بالبلاء وأعطاها فسحة بالعفو وغشاها بالرحمة.. قال تعالى: ﴿وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ﴾ [الشورى: 30]. خلق العفو فالعفو من الأخلاق الجميلة ، والصفات الحميدة التي أمر الله بها نبيه وعباده المؤمنين، قَالَ تَعَالَى: ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِين﴾ [الأعراف: 199]. وقَالَ تَعَالَى: ﴿وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ﴾ [آل 159]. وقَالَ تَعَالَى: ﴿وَلاَ يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيم ﴾ [النور: 22].
قال: فالتزمه حسن، وبكى حتى رثى له ثم قال: لا جرم، لا نحدث في أمر تكرهه، فقال علي: وأنت في حل مما قلت لي]] *
فهلا عفونا – أيها المحبون لله تعالى ولرسوله - عن من وقعت بيننا وبينه خصومة - خاصة وان كان الأمر لا يستحق أو لأجل حظ دنيوي - رجاء ما عند الله تبارك وتعالى وتداركنا الأمر قبل فوات الأوان ؟!... قال تعالى: { فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} [الشورى: 40]
أسأل الله تعالى أن يوفقني وإياكم لما يحب ويرضاه وأن يجنبنا ما يبغضه منا وينهاه. هذا والله تعالى أعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. ________________________________
• سير أعلام النبلاء (ج:4، ص:397).
يقول فضيلة الشيخ الدكتور عطية صقر – رحمه الله تعالى -:
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية، وكل عين زانية" رواه النسائي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما، ورواه الحاكم أيضا وقال: صحيح. كما رواه أبو داود و الترمذي بلفظ "كل عين زانية والمرأة إذا استعطرت فمرت بالمجلس كذا وكذا" يعني زانية، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وفي المأثور: خير عطر المرأة ما ظهر لونه وخفي ريحه. حديث الرسول عن عطر النساء - اكيو. يفهم من هذا أن وصف المرأة بأنها زانية أي تشبها، يقوم على وضعها العطر بقصد أن يجد الناس ريحها، وهذا واضح لا يشك أحد في أنه مذموم، فالقصد به حينئذ الفتنة والإغراء، ولا يكون كذلك إلا إذا كان العطر نفاذًا أو قويًا، أما الخفيف الذي لا تجاوز رائحته مكانة إلا قليلاً، والذي لا يقصد به الإغراء، بل إخفاء رائحة العرق مثلا فلا توصف المرأة معه بأنها كالزانية، وذلك لانتفاء القصد ومع ذلك نرى انه مكروه على الأقل، فإن الرائحة حتى لو كانت خفيفة فسنجد من يتأثر بها من الرجال الذين تزدحم بهم الطرق والأسواق والمواصلات. فأولى للمرأة الحرة العفيفة أن تبتعد عن كل ما يثير الفتنة من قريب أو بعيد.
حديث الرسول عن عطر النساء - اكيو
البحث في:
١
السؤال: هل يجوز للمراة ان تتعطر بحيث يشم عطرها رجال الاجانب؟
الجواب: اذا كان ذلك بقصد اثارة الرجل الاجنبي وافتتانه فلا يجوز وكذلك اذا كان يترتب عليه الافتتان والاثارة ايضاً لا يجوز واما في غير هاتين الصورتين فلا بأس. ٢
السؤال: تضع كثير من الطالبات العطور وبعض مساحيق التجميل على وجوههن فهل هذا جائز ؟
الجواب: لا يجوز. حديث عطر المرأة. ٣
السؤال: تتردد بعض النساء لشراء العطور الزيتية ولكي تعرف علماً نوعية العطر نضع على يد هذه المرأة مقدار قليل من هذا العطر بواسطة قطعة من البلاستك وبدون ملامسة فهل في هذه الصيغة إشكال مع العلم ان نوعية هذا العطور زيتي واحتمال بقائه لفترة وان هذه المرأة لا تستطيع التعرف على نوعية العطر إلاّ بوضع هذا المقدار القليل ؟
الجواب: هذا لا ضير فيه في حدّ ذاته نعم لابدّ للمرأة أن تراعي مسح العطر عن يدها لئلاّ يشمّه الاجنبي إذا كان في ذلك ما يثير الشهوة ويوجب الفتنة وإلاّ لم يجب. ٤
السؤال: هل يجب على من تبيع العطور ان تذكّر جميع النساء بحرمة وضع العطر امام الرجال الاجانب مع العلم ان بعض النساء لا يراعين بعض هذه المسائل او يكن متبرجات ؟
الجواب: يجب احياناً من باب وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عند توفر شروطه ويجب احياناً أخرى من باب وجوب تعليم الجاهل مع توفّر شروطه او كان بصدد الاستعلام.
عطر المرأة المسلمة .. واحكامه
الحمد لله. أولا:
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ فَمَرَّتْ عَلَى قَوْمٍ لِيَجِدُوا مِنْ رِيحِهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ) رواه الإمام أحمد (19212) والنسائي (5126) وحسنه الألباني في صحيح الجامع. وأما الرجال فلا يمنعون من ذلك ، بل يستحب للرجل أن يستعمل الطيب في كل أحواله ، ويتأكد استحبابه يوم الجمعة والعيد ، وفي مجامع الناس من المساجد والمصليات ونحوها. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الطيب ويستعمله. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( حُبِّبَ إِلَيَّ النِّسَاءُ وَالطِّيبُ وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ) رواه أحمد (11885) النسائي (3940) وصححه الألباني. عطر المرأة المسلمة .. واحكامه. والفرق بين المرأة والرجل: أن المرأة الأصل في حقها القرار في بيتها ، واستعمال الزينة فيه ، حيث لا يحصل بها فتنة ، ولا يترتب عليها مفسدة ، وأما الرجل فإنه يخرج من بيته ، ويعمل ، ويضرب في الأرض ، ويختلط بالناس في المجامع والأسواق وغيرها. ثم إن فتنة الرجل بالمرأة أشد من فتنة المرأة بالرجل ، وإذا تعلق بامرأة أمكنه أن يسعى في طلبها ، والتحيل لفتنتها ، وعادة المرأة أن تكون مطلوبة لا طالبة ، وإذا قدر أنها وقع في نفسها شيء من رجل: فإن ما فطرت عليها من الحياء والتعفف ، يمنعا - غالبا - من ذلك الطلب ، ثم إن قرارها في بيتها ، وقلة خروجها مخالطتها للرجال: يحول دون هذه الفتنة ، أو دون العمل بمقتضاها.
منع المرأة من الطيب خارج بيتها - الإسلام سؤال وجواب
أما إذا تعطرت المرأة أمام محارمها أو في مجتمع نسائي فلا حرج عليها وهو من النوع المباح لها. وإذا تتطيبت المرأة لزوجها، فهذا مندوب تؤجر عليه المرأة وتمدح له، وهو من قيامها بحق زوجها من الزينة. أما إذا تعطرت المرأة أمام الأجانب، ولم تقصد الفتنة، بل لقصد دفع عرقها أو مراعاة صورة المسلمة في أحسن هيئة وحال، فحينئذ لا نرى به بأسًا، ولكننا نرى أنه ينبغي أن يكون من غير الفوَّاح (قوي الرائحة) أو اللافت للانتباه، فلا يشمه إلا من يخالطها عن قرب، ويكون غير ظاهر ظهورًا يلفت الأنظار، وليس كالتي إذا مرت بطريق الناس يشم الناس ريحها عن بُعْدٍ، فإن هذا النوع محظور، ويشهد له ما جاء عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، قَالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ ﷺ: «إِنَّ خَيْرَ طِيبِ الرَّجُلِ مَا ظَهَرَ رِيحُهُ وَخَفِيَ لَوْنُهُ، وَخَيْرَ طِيبِ النِّسَاءِ مَا ظَهَرَ لَوْنُهُ وَخَفِيَ رِيحُهُ». منع المرأة من الطيب خارج بيتها - الإسلام سؤال وجواب. رواه الترمذي والنسائي. ومعنى خفي ريحه، أي كان يسيرًا، لا أنه معدوم الريح مطلقًا، ومن زعم ذلك فقد غلط؛ ومما يدلل على وضعها الطيب لغير الزوج، ما صح في الحديث من وضعها بعد توفي زوجها كما جاء عن أم عطية مرفوعًا: «لاَ تَحِدُّ امْرَأَةٌ عَلَى مَيِّتٍ، فَوْقَ ثَلاَثٍ، إِلاَّ عَلَى زَوْج، فَإِنَّهَا تَحِدُّ عَلَيْهِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا، وَلاَ تَلْبَسُ ثَوْبًا مَصْبُوغًا، وَلاَ ثَوْبَ عَصْبٍ، وَلاَ تَكْتَحِلُ، وَلاَ تَمْتَشِطُ، وَلاَ تَمَسُّ طِيبًا إِلاَّ عِنْدَ طُهْرِهَا حِينَ تَطْهُرُ، نُبَذًا مِنْ قُسْطٍ وَأَظْفَارٍ».
قال: فإني سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: "أيما امرأة تطيبت، ثم خرجت إلى المسجد، لم تقبل لها صلاة حتى تغتسل". [1]
2ـ وعن زينب الثقفية امرأة عبد الله بن مسعود – رضي الله عنها – قالت: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إذا شهدت إحداكن إلى العشاء، فلا تمس طيبا". [2]
أما حديث أبي هريرة الأول فهو ضعيف، وإن مال الشيخ الألباني لتصحيحه، فقد ضعفه معظم العلماء الذين خرجوه. والحديث الآخر ففي صحيح مسلم فهو صحيح. أما عن موضوعها ومتنها، فهي تتحدث عن عدم تعطر المرأة عند الخروج للصلاة ليلا، فمن الواضح أن جل شراح الحديث ربطوا النهي وعللوه هنا بأمن المرأة وسلامتها، ولا نستطيع أن نجزم بأن النهي هنا عن الخروج متعطرة مرتبط بالذهاب للمسجد فقط، بل مرتبط بتعطرها وخروجها ليلا في وقت لا أمان فيه، ويكثر أهل الشر والفساد آنذاك، ولذا كان النهي عن صلاة العشاء الآخرة، وليس صلاة المغرب، والذي يكون فيه بصيص من الضوء باقيا، بخلاف صلاة العشاء التي هي صلاة عتمة. ومن يرجع لشروح الحديث عند: ابن الملك [3] والمظهري [4] والتوربشتي [5] وابن هبيرة [6] يجد ذلك. 2ـ أحاديث وردت في النهي عن التعطر خارج البيت:
وهناك أحاديث وردت مطلقة بالنهي عن تعطر المرأة خارج منزلها، وهو:عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيما امرأة استعطرت، فمرت بقوم ليجدوا ريحها فهي زانية".