ومن ذلك: أن هذه الفريضة: ﴿ أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ﴾ [البقرة: 184]، من: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْءَانُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾ [البقرة: 185]، فلا تضر الصائم بكثرة الجوع والعطش، ولا تحرمه ما أباح الله له من الطيبات، وإنما هي: ﴿ أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ﴾ [البقرة: 184] يتخلص فيها من ضرر فضول الطعام والشراب والوقاع، فيصح جسمه، ويعتدل مزاجة، ويقهر نفسه، ويملك زمامها. وبهذا يتضح أن الله تعالى لم يرد بهذه الفريضة أن يشق على عباده ولا أن يعذبهم، وإنما: ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ﴾ [البقرة: 185]. ودليل ذلك أنه سبحانه لم يجعل هذه الفريضة ضرورة حتمية من أول مرة، وإنما بعد هذا الترغيب خيَّرهم في الصيام والفدية، وأعلمهم أن الصيام خير من الفدية، فقال سبحانه: ﴿ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 184]، فكان من شاء صام، ومن شاء أفطر وأطعم. آيات عن رمضان والصيام. حتى إذا ألفته النفوس، وتعودت عليه أوجب الله عليهم الصيام فقال: ﴿ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ﴾ [البقرة: 185].
ايات قرانية عن رمضان
كما أن الدعاء خلال شهر رمضان المعظم، مستجاب بإذن الله ـ تعالى، إذ جاء عن أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثَلاثَةٌ لا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ الإِمَامُ الْعَادِلُ وَالصَّائِمُ حِينَ يُفْطِرُ وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ يَرْفَعُهَا فَوْقَ الْغَمَامِ وَتُفَتَّحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ وَعِزَّتِى لأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِين". رواه الترمذى. أجمل ادعية في شهر رمضان. وتيسيرا على احبائنا من المسلمين في مصر وجميع دول العالم نقدم لكم مجموعة من الأدعية المستحبة خلال شهر رمضان، ومنها: دعاء" اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم متعني بسمعي وبصري واجعلهما الوارث مني، وانصرني على من يظلمني، وخذ منه بثأري، اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ". وهناك دعاء " اللهم إني أسألك فيه الجنةَ وما قرَّب إليها من قولٍ أو عملٍ، وأعوذ بك مِن النار وما قرَّب إليها من قولٍ أو عملٍ، وأسألك أن تجعلَ كل قضاءٍ قضيتَه لي خيرًا". وأيضا دعاء " اللهم واجعلنا في سائر الشهور والأيام كذلك ما عمرتنا، واجعلنا من عبادك الصالحين الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون، والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة، أنهم إلى ربهم راجعون، ومن الذين يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون".
آيات عن رمضان والصيام
ومن ذلك: أن هذه الفريضة لم تفرض على المخاطبين وحدهم، وإنما فرضت على من قبلهم، مما يوجب التنافس والتسابق في أداء هذه الفريضة، ليكون المخاطبون أكثر من سابقيهم حظًا في الاستجابة والطاعة والامتثال، فيكونوا أكثر أجرًا وأعظم ثوابًا، قال تعالى: (﴿ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا ءَاتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ﴾ [المائدة: 48]. ومن ذلك: ذكر الحكمة العظمى من مشروعية هذه الفريضة، وهي: ﴿ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183]، وهم يعلمون أن التقوى هي سبب الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة ؛ لأنهم يقرءون: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾ [الطلاق: 2، 3]. آيات عن رمضان. ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ﴾ [ الطلاق: 4]. ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا ﴾ [الطلاق: 5]. ويعلمون أن التقوى هي سبب النجاة من النار، كما أنها سبب دخول الجنة ؛ لأنهم يقرءون: ﴿ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا ﴾ [مريم: 71 - 72] ﴿ تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا ﴾ [ مريم: 63]، فمن ثم تهون عليهم هذه الفريضة، بل ويجدون فيها راحة نفوسهم، ولذة قلوبهم.
• قال تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) (القدر: 1-5). • قال تعالى: (أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) (البقرة: 184). يمكنك أيضا قراءة: دعاء العشر الاواخر من رمضان مستجاب باذن الله
تفسير و معنى الآية 13 من سورة النجم عدة تفاسير - سورة النجم: عدد الآيات 62 - - الصفحة 526 - الجزء 27. ﴿ التفسير الميسر ﴾
أتُكذِّبون محمدًا صلى الله عليه وسلم، فتجادلونه على ما يراه ويشاهده من آيات ربه؟ ولقد رأى محمد صلى الله عليه وسلم جبريل على صورته الحقيقية مرة أخرى عند سدرة المنتهى- شجرة نَبْق- وهي في السماء السابعة، ينتهي إليها ما يُعْرَج به من الأرض، وينتهي إليها ما يُهْبَط به من فوقها، عندها جنة المأوى التي وُعِد بها المتقون. إذ يغشى السدرة من أمر الله شيء عظيم، لا يعلم وصفه إلا الله عز وجل. وكان النبي صلى الله عليه وسلم على صفة عظيمة من الثبات والطاعة، فما مال بصره يمينًا ولا شمالا ولا جاوز ما أُمِر برؤيته. لقد رأى محمد صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج من آيات ربه الكبرى الدالة على قدرة الله وعظمته من الجنة والنار وغير ذلك. ﴿ تفسير الجلالين ﴾
«ولقد رآه» على صورته «نزلةً» مرة «أخرى». ﴿ تفسير السعدي ﴾
وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى أي: رأى محمد جبريل مرة أخرى، نازلا إليه. ﴿ تفسير البغوي ﴾
( ولقد رآه نزلة أخرى) يعني: رأى جبريل في صورته التي خلق عليها نازلا من السماء نزلة أخرى ، وذلك أنه رآه في صورته مرتين ، مرة في الأرض ومرة في السماء.
لماذا توقف جبريل عند سدرة المنتهى
[٦]
سبب تسمية سدرة المنتهى
سمّيت سدرة المنتهى بهذا الاسم لأنّه ينتهي إليها علم الملائكة كما قال النووي، ولأنّه لم يجاوزها أحد إلّا رسول الله عليه الصلاة والسلام، وقيل أيضاً في سبب تسميتها بسدرة المنتهى إنّه ينتهي إليها علم كلّ نبي أرسله الله، وما يكون وراءها هو غيب لا يعلمه إلّا الله، وأنّه ينتهي إليها ما يعرج من الأرض فيُقبض منها، وكذلك ينتهي إليها ما يهبط فيُقبض منها. [٦]
المراجع
↑ "تفسير ومعنى سدرة المنتهى في معجم المعاني الجامع" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-21. بتصرّف. ↑ أ. د راغب السرجاني (2017-1-24)، "رسول الله عند سدرة المنتهى " ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-21. بتصرّف. ↑ سورة النجم، آية: 13-18. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 162، صحيح. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن مالك بن صعصعة الأنصاري، الصفحة أو الرقم: 3887، صحيح. ^ أ ب "أخبار الأشجار " ، ،1999-6-30، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-21. بتصرّف.
عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى
حدثنا محمد بن عمارة, قال: ثنا سهل بن عامر, قال: ثنا مالك, عن الزُّبير, عن عديّ, عن طلحة اليامي, عن مرّة, عن عبد الله, قال: لما أُسري برسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى به إلى سدرة المنتهى وهي في السماء السادسة, إليها ينتهي من يعرج من الأرض أو من تحتها, فيقبض منها, وإليها ينتهي ما يهبط من فوقها, فيقبض فيها
إنه فرض عليه وعلى أُمَّته الصلاة!. فرض الصلاة
رفع الله قدر هذه الشعيرة حتى شاء سبحانه
أن يُبَلِّغها إلى رسوله صلى الله عليه وسلم بشكل مباشر دون واسطة، ولم يكن إبلاغها
على الأرض كبقية التشريعات؛ ولكن كان من فوق سبع سماوات، ثم كانت هي الشعيرة الوحيدة
في الدين التي طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم -كما سنرى- تخفيفَها، ليُحسِن المسلمون
أداءها. وكان فرض الصلاة في أول الأمر على المسلمين خمسين صلاة في اليوم لولا موسى
عليه السلام! فجزاه الله عنا خير الجزاء! يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم -كما
جاء في رواية البخاري عن مالك بن صعصعة رضي الله عنه-: "ثُمَّ فُرِضَتْ عَلَيَّ
الصَّلَوَاتُ خَمْسِينَ صَلاَةً كُلَّ يَوْمٍ، فَرَجَعْتُ فَمَرَرْتُ عَلَى مُوسَى،
فَقَالَ: بِمَ أُمِرْتَ؟ قَالَ: أُمِرْتُ بِخَمْسِينَ صَلاَةً كُلَّ يَوْمٍ. قَالَ:
إِنَّ أُمَّتَكَ لاَ تَسْتَطِيعُ خَمْسِينَ صَلاَةً كُلَّ يَوْمٍ، وَإِنِّي وَاللَّهِ
قَدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ، وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ المُعَالَجَةِ،
فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ لأُمَّتِكَ. فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ
عَنِّي عَشْرًا، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي
عَشْرًا، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا،
فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ فَأُمِرْتُ بِعَشْرِ صَلَوَاتٍ
كُلَّ يَوْمٍ، فَرَجَعْتُ فَقَالَ مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ فَأُمِرْتُ بِخَمْسِ صَلَوَاتٍ
كُلَّ يَوْمٍ، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: بِمَ أُمِرْتَ؟ قُلْتُ: أُمِرْتُ
بِخَمْسِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ.