بسم الله الرحمن الرحيم
صبر جميل
(عسى الله أن يأتيني بهم جميعاً)
قال تعالى: ﴿قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ﴾ [يوسف: 83]. يقين الأنبياء بالله تعالى لا تهزه الكروب، ولا تزعزعه مدلهمّات الخطوب، وهذا ما كان عليه يعقوب عليه السلام، فمع تعاظم الفقد، إلا أن أمله بالله تعالى كان فوق كل شيء، فلم يأمل بعودة بنيامين وحسب؛ بل بعودة أولاده جميعاً. وقد قال عند فقد يوسف: صبر جميل. وقال عند فقد بنيامين: صبر جميل. فما هي عاقبة الصبر الجميل؟
"قال أبو جعفر: في الكلام متروك، وهو: فرجع إخوة بنيامين إلى أبيهم، وتخلف روبيل، فأخبروه خبره، فلما أخبروه أنه سرق. قال: (بل سوّلت لكم أنفسكم أمراً)، يقول: بل زينت لكم أنفسكم أمراً هممتم به وأردتموه. القرآن الكريم - تفسير البغوي - تفسير سورة يوسف - الآية 83. (فصبر جميل)، يقول: فصبري على ما نالني من فقد ولدي، صبرٌ جميل لا جزع فيه ولا شكاية عسى الله أن يأتيني بأولادي جميعاً فيردّهم عليّ. (إنه هو العليم)، بوحدتي، وبفقدهم وحزني عليهم، وصِدْقِ ما يقولون من كذبه (الحكيم)، في تدبيره خلقه. " (1)
__________________________
(1) جامع البيان عن تأويل آي القرآن: ابن جرير الطبري، 16/ 213 - 214، تحقيق: أحمد محمد شاكر، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى، 1420 هـ - 2000 م.
- القرآن الكريم - تفسير البغوي - تفسير سورة يوسف - الآية 83
- الشيخ علي ياسين التهامي
- الشيخ علي ال ياسين
القرآن الكريم - تفسير البغوي - تفسير سورة يوسف - الآية 83
وقد تقدم في " البقرة " أن الصبر عند أول الصدمة ، وثواب من ذكر مصيبته واسترجع وإن تقادم عهدها. وقال جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال: إن يعقوب أعطي على يوسف أجر مائة شهيد ، وكذلك من احتسب من هذه الأمة في مصيبته فله مثل أجر يعقوب - عليه السلام -. قوله تعالى: عسى الله أن يأتيني بهم جميعا لأنه كان عنده أن يوسف - صلى الله عليه وسلم - لم يمت ، وإنما غاب عنه خبره; لأن يوسف حمل وهو عبد لا يملك لنفسه شيئا ، ثم اشتراه الملك فكان في داره لا يظهر للناس ، ثم حبس ، فلما تمكن احتال في أن يعلم أبوه خبره; ولم يوجه برسول لأنه كره من إخوته أن يعرفوا ذلك فلا يدعوا الرسول يصل إليه وقال: " بهم " لأنهم ثلاثة; يوسف وأخوه ، والمتخلف من أجل أخيه ، وهو القائل: فلن أبرح الأرض. " إنه هو العليم " بحالي ، " الحكيم " فيما يقضي.
ثم طلبوا منه بعد أن أخبروه بالبضاعة التي معهم أن يوفي لهم الكيل، أي: يجعله تامًا لا نقص فيه، وطلبوا منه أن يتصدّق عليهم إما بزيادة يزيدها لهم على ما يقابل بضاعتهم، أو بالإغماض عن رداءة البضاعة التي جاءوا بها، وأن يجعلها كالبضاعة الجيدة في إيفاء الكيل لهم بها، وبهذا قال أكثر المفسرين. وقد قيل: كيف يطلبون التصدّق عليهم وهم أنبياء والصدقة محرّمة على الأنبياء. وأجيب باختصاص ذلك بنبينا صلى الله عليه وسلم،: {إِنَّ الله يَجْزِى المتصدقين} بما يجعله لهم من الثواب الأخروي، أو التوسيع عليهم في الدنيا. وقد أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ عن قتادة في قوله: {عَسَى الله أَن يَأْتِيَنِى بِهِمْ جَمِيعًا} قال: يوسف وأخيه وروبيل. وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في الآية قال: يوسف وأخيه وكبيرهم الذي تخلف، وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله: {يا أسفا على يُوسُفَ} قال: يا حزنًا. وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة مثله.
العلامة الشيخ علي ياسين: لضرورة السعي لبناء دولة المواطنة
تاريخ النشر:
15-04-2022
رأى رئيس لقاء علماء صور ومنطقتها العلامة الشيخ علي ياسين العاملي أن قيامة لبنان ليست أمرا مستحيلا مشددا على ضرورة السعي لبناء دولة المواطنة لأنها السبيل الاساسي والعلاجي للكثير من الازمات الموجودة اليوم والتي هي نتيجة دولة الطوائف والمذاهب والمناطق. وتابع العلامة ياسين: إن بداية الاجراءات الاصلاحية يجب ان تكون بمحاسبة الفاسدين ومهربي المال العام وسارقي اموال الناس وودائعهم. كلام العلامة ياسين جاء في خطبة الجمعة في مسجد المدرسة الدينية في مدينة صور حيث اضاف: إننا نستغرب كيف تحركت قضايا مالية تلاحق هذا المسؤول المالي او ذاك المصرف اللبناني في العديد من الدول فيما القضاء في لبنان يقضي وقته بالانتظار وبالاستماع لاملاءات هذا المسؤول او ذاك ولم نسمع عن اي استدعاء لاي مسؤول مالي او محاسبته وكشف من يحميهم من شركائهم السياسيين. واضاف العلامة ياسين: إننا ونحن نستذكر ايام الحرب الاهلية ومأسيها نأسف للاصوات لتي ترتفع هنا وهناك وكأنها تمهد لحرب جديدة مشددين على ضرورة التكاتف الوطني لبناء الثقة ومساعدة الناس على التقرب من بعضها البعض بدل الخطاب التقسيمي الذي نسمعه بكثرة هذه الايام.
الشيخ علي ياسين التهامي
منذ 4 weeks 25 March، 2022 شدد رئيس لقاء علماء صور ومنطقتها العلامة الشيخ علي ياسين العاملي على ضرورة انطلاق العمل الحكومي لحل الاوضاع الاقصادية ونحن على ابواب شهر رمضان والاسراع في قبول العروض المقدمة للبنان من الاصدقاء في ايران وغيرها. وتوجه الى اللبنانيين عامة والمسيحيين بشكل خاص بالتهنئة بمناسبة عيد البشارة، متمنيا ان يكون مناسبة لانطلاقة الحس الوطني الصادق لدى بعض الاطراف للتخلي عن خطاب الفتنة واخراج لبنان من ازماته التي هي بالاساس نتيجة للفساد والطائفية والمناطقية. وتابع العلامة ياسين: إننا نشيد بالموقف الحكيم لقداسة البابا والمتعلق بالدعوة الى الحوار بين المكونات اللبنانية وفي مقدمتها حزب الله كمكون لبناني اساسي قدم الكثير لتحرير لبنان من الاحتلالين الصهيوني والتكفيري ويواصل حمايته للسيادة اللبنانية. اضاف: إننا نشد على ايدي فخامة الرئيس ميشال عون الذي اكد حرصه على سيادة لبنان والحفاظ على قوته المتمثلة بالجيش والشعب والمقاومة عبر نفيه المطلق لصفة الارهاب عن حزب الله، وهذا يؤكد ان سلاح المقاومة هو سلاح للحفاظ على امن وسيادة لبنان وثرواته في مياهه وارضه. ووجه التحية لرجال المقاومة في فلسطين مثمنا العملية البطولية في بئر السبع التي اربكت الوجود الصهيوني الهزيل وارعبت قلوب الصهاينة.
الشيخ علي ال ياسين
فقد عبرت عضوة الكنيست عن حزب العمل يولي تامير عن معارضتها للاغتيال بقولها إن "شارون خطر على إسرائيل، عملية الاغتيال غبية"، فيما عبر رئيس المعارضة آنذاك شيمون بيريز بقوله إن "الاغتيال خطأ، وسيسيء لمكانة إسرائيل، ولا أعتقد أننا سنقضي على "الإرهاب" بتصفية القياديين". وقال عضو الكنيست عن حزب العمل الجنرال عمرام متسناع إننا "استيقظنا على شرق أوسط حزين، أمننا سيكون أسوأ، أنا لا أبكي على ياسين، لكن اغتياله لن يقلل عمليات حماس، هذا صباح تعيس". الشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي الذي خلفه في زعامة حماس قبل أن تغتاله إسرائيل أيضا (مواقع التواصل الاجتماعي)
من جهته، أكد رئيس جهاز الموساد الأسبق أفرايم هاليفي أن "اغتيال ياسين خطأ فاحش للسياسة وللمصالح الإسرائيلية". وانتقد المستشرق غاي باخور الاغتيال لأن "غزة بفضله تحولت برمتها إلى حماس، ومن سعى لتقزيمها منحها بهذا الاغتيال أبعادا وطنية ودينية وتاريخية هائلة". ما مدى تأثر حماس باغتيال الشيخ؟
ليس سرا أن الشيخ مؤسس حماس وزعيمها الروحي ليس قائدا عاديا أو رئيسا تقليديا، وهو ما أدركته إسرائيل ولذلك اغتالته بهدف إحداث إرباك في صفوف الحركة القيادية، والتسبب بخلخلة مفاصلها التنظيمية، أملا منها بأن يسفر غيابه عن انشقاقات في حماس أو اقتتال بين قادتها على تزعمها لوراثة الشيخ.
وأضاف هنية، في البيان الذي وصل وكالة الأناضول: "في ذكرى ياسين، حماس اليوم أكثر عنفوانا وتحديا للمحتل (.. ) ونحن على يقين أننا أقرب للنصر".