فقد أصفدته كأنك أعطيته ما ترتبط به، كما تقول للمتخذ مالا أصلا يبقى عليه: قد اتخذت عقدة جيدة. [معاني القرآن: 4/333]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {وآخرين مقرنين في الأصفاد}
قال قتادة: (أي: في الأغلال). قال أبو جعفر: يقال صفدت الرجل إذا شددته, وأصفدته: أعطيته. [معاني القرآن: 6/116] تفسير قوله تعالى: {هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (39)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حسابٍ... }. يقول: فمنّ به, أي: أعط، أو أمسك، ذاك إليك. وفي قراءة عبد الله: {هذا فامنن أو أمسك عطاؤنا بغير حساب}: مقدّم, ومؤخّر. [معاني القرآن: 2/405]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( { أو أمسك بغير حسابٍ}: سبيلها سبيلان:
فأحدهما بغير جزاء. والآخر بغير ثواب, وبغير منة, ولا قلةٍ. رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي) - YouTube. [مجاز القرآن: 2/184]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك}: أي فأعط, أو أمسك. كذلك قيل في التفسير سورة المدثر.
رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي) - Youtube
قوله تعالى: قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب [ ص: 584] أخرج ابن أبي شيبة ، وأحمد وعبد بن حميد في "مسنده" والطبراني والحاكم وصححه، والبيهقي في "الأسماء والصفات" عن سلمة بن الأكوع قال: ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا إلا استفتحه بسبحان ربي العلي الأعلى الوهاب. وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير عن قتادة في قوله: رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي يقول: لا أسلبه فيما بقي كما سلبته. وأخرج عبد بن حميد عن الحسن: رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي قال: لا تسلبنيه كما سلبتنيه. دعاء المعجزة يجهله الكثييررررون (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن - YouTube. وأخرج عبد بن حميد عن الحسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: عرض لي الشيطان في مصلاي الليلة كأنه هركم هذا، فأخذته فأردت أن أحبسه حتى [ ص: 585] أصبح فذكرت دعوة أخي سليمان: رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي فتركته. وأخرج عبد بن حميد والبخاري ومسلم والنسائي والحكيم الترمذي في "نوادر الأصول"، وابن مردويه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن عفريتا من الجن جعل يتفلت علي البارحة ليقطع علي صلاتي، وإن الله أمكنني منه، فلقد هممت أن أربطه إلى سارية من سواري المسجد حتى تصبحوا، فتنظروا إليه كلكم فذكرت قول أخي سليمان رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي فرده الله خاسئا.
دعاء المعجزة يجهله الكثييررررون (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن - Youtube
[٥] [٤]
الطبري
إن نبي الله سليمان -عليه السلام- دعا ربّه راغبًا إليه، بأن يستر الله ذنبه الذي أذنبه بينه وبين الله تعالى، ويرجوه بأن لا يعاقبه به، وأن يرزقه مُلكًا لا يُسلب منه ولا يكون لأحدٍ من بعده، وقال بأن لا يُسلب منه كما سلبَهُ منه الشيطان من قبل ذلك، وبهذا قال أهل التأويل. [٦]
القرطبي
دعا سليمان -عليه السلام- أن يغفر الله تعالى ذنبه، ويؤتيه الملك الذي لا يكون لأحدٍ من بعده، وإن قيل كيف يطلب نبي الله سليمان الملك في الدنيا مع أن الله تعالى ذمَّها، وجواب ذلك أن هذا محمولٌ على أداء حقوق الله تعالى، وسياسة ملكه، فهو من يعطي الخلقَ منازلهم ويأمر بإقامة حدوده وتعظيم شعائره وغيرها، ونبي الله سليمان لم يُكن دعائه طلبًا للدنيا ذاتها، فهو نبي والأانبياء من أزهد الناس في الدنيا، لكنَّه طلب مملكتها لله، كما طلب نوح هلاكها لله، فأجابهما الله تعالى فأهلك من عليها بدعاء نوح وأعطى سليمان المُلك بدعائه. [٧]
البغوي
قال عطاء بن أبي رباح: "يريدُ هب لي ملكًا لا تسلبنيه في آخر عمري وتعطيه غيري، كما استلبته فيما مضى من عمري"، وقيل إنَّه سأل الله بذلك ليكون دلالةً على رسالته وتكون معجزة من الله تعالى يؤيده فيها، وقيل سأل ربَّه لهذا لتكون علامة من الله على قبول توبته؛ فالله تعالى استجاب له وأعطاه ملكه وقال مقاتل بن حيان: "كان لسليمان ملكًا ولكنَّه أراد بقول: {لا ينبغي لأحد من بعدي}، تسخير الرياح والطير والشياطين، بدليل ما بعده".
تفسير سورة ص الآية 35 تفسير البغوي - القران للجميع
مسألة: الجزء السابعالتحليل الموضوعي ( قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب ( 35)) ( قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي) قال مقاتل وابن كيسان: لا يكون لأحد من بعدي. أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، حدثنا محمد بن إسماعيل ، حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن محمد بن زياد ، عن أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن عفريتا من الجن تفلت البارحة ليقطع علي صلاتي ، فأمكنني الله منه ، فأخذته فأردت أن أربطه على سارية من سواري المسجد ، حتى تنظروا إليه كلكم ، فذكرت دعوة أخي سليمان " رب هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي " فرددته خاسئا.
فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ (36) فـ { قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} فاستجاب اللّه له وغفر له، ورد عليه ملكه، وزاده ملكا لم يحصل لأحد من بعده، وهو تسخير الشياطين له، يبنون ما يريد، ويغوصون له في البحر، يستخرجون الدر والحلي، ومن عصاه منهم قرنه في الأصفاد وأوثقه.
أجل.. إنّ رجال الحقّ لا تتغيّر أفكارهم وأعمالهم بتغيّر النعم، فهم يتوجّهون إلى الله في حريتهم وسجنهم وسلامتهم ومرضهم وقوّتهم وضعفهم، وبكلمة واحدة في كلّ الأحوال، ولا تغيّرهم حوادث الحياة، فإنّ أرواحهم كالمحيط العظيم لا يؤثّر في هدوئه تلاطم الرياح العاتية. وايوب اذ نادي ربه اني مسني الضر و انت ارحم الراحمين. كما أنّهم لا ييأسون لهول الحوادث المرّة وكثرتها، بل يواجهونها ويصمدون لها حتّى تفتح أبواب الرحمة الإلهيّة، لعلمهم أنّ الحوادث والظروف الصعبة إمتحانات إلهيّة يُعدّها الله لخاصّة عباده ليكونوا أكثر مراناً ومراساً..
2 - المعروف بين المفسّرين في تفسير جملة (آتيناه أهله ومثله معهم) أنّ الله سبحانه أرجع أولاده الهلكى إلى حياتهم الأُولى ورزقه أولاداً آخرين. ونقرأ في بعض الرّوايات: إنّ الله قد ردّ عليه الأولاد الذين هلكوا في هذه الحادثة، وأولاده الذين ماتوا قبلها ( 2). وإحتمل بعضهم أنّ الله قد وهب أيّوب أولاداً وأحفاداً جدداً ليسدّوا مسدّ الأولاد المفقودين ويملأوا الفراغ الذي تركوه. 3 - نقرأ في بعض الرّوايات غير المعتبرة أنّ بدن أيّوب قد تعفّن، نتيجة المرض الشديد، إلى درجة أنّه لم يكن بمقدور الناس أن يقتربوا منه، إلاّ أنّ الرّوايات الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) تنفي هذا المعنى بصراحة، والدليل العقلي يؤكّد هذا المعنى أيضاً، لأنّ النّبي إذا كان في حال منفّرة، فإنّ ذلك لا يناسب منهج رسالته، فكلّ نبي ينبغي أن يكون على حالة تُمكّن الناس من الإتّصال به وملاقاته ليسمعوا كلام الحقّ، أي إنّ للنّبي جاذبية خاصّة.
وايوب اذ نادي ربه اني مسني الضر وانت ارحم الراحمين للزواج
وفي بلاء أيوب عليه السلام ذكرى لكل عابد أن الصبر والاستكانة والثبات والتواضع لله سبحانه حال الأزمات أسباب يُتنزَّل بها رحمة أرحم الراحمين؛ لتكون العاقبةُ الفرجَ والمخرج والراحة.
وايوب اذ نادي ربه اني مسني الضر و انت ارحم الراحمين
لقد أذنبت ذنبا ما أظن أحدا بلغه! فقال أيوب - عليه السلام -: ( ما أدري ما يقولان غير أن ربي - عز وجل - يعلم أني كنت أمر على الرجلين يتزاعمان وكل يحلف بالله - أو على النفر يتزاعمون - فأنقلب إلى أهلي فأكفر عن أيمانهم إرادة ألا يأثم أحد ذكره ، ولا يذكره أحد إلا بالحق) فنادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين إنما كان دعاؤه عرضا عرضه على الله تبارك وتعالى يخبره بالذي بلغه ، صابرا لما يكون من الله تبارك وتعالى فيه. وذكر الحديث. وَأَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وأنت أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ | أحمد الديري - YouTube. وقول سابع عشر: سمعته ولم أقف عليه أن دودة سقطت من جسده فطلبها ليردها إلى موضعها فلم يجدها فقال: مسني الضر لما فقد من أجر ألم تلك الدودة ، وكان أراد أن يبقى له الأجر موفرا إلى وقت العافية ، وهذا حسن إلا أنه يحتاج إلى سند. قال العلماء: ولم يكن قوله مسني الضر جزعا ؛ لأن الله تعالى قال: إنا وجدناه صابرا بل كان ذلك دعاء منه ، والجزع في الشكوى إلى الخلق لا إلى الله تعالى ، والدعاء لا ينافي الرضا. قال الثعلبي سمعت أستاذنا أبا القاسم بن حبيب يقول: حضرت مجلسا غاصا بالفقهاء والأدباء في دار السلطان ، فسألت عن هذه الآية بعد إجماعهم على أن قول أيوب كان شكاية قد قال الله تعالى: إنا وجدناه صابرا فقلت: ليس هذا شكاية وإنما كان دعاء ؛ بيانه فاستجبنا له ، والإجابة تتعقب الدعاء لا الاشتكاء.
قال ابن العربي: وهذا غلو لا يحتاج إليه. العاشر: أنه قيل له سل الله العافية فقال: أقمت في النعيم سبعين سنة وأقيم في البلاء سبع سنين وحينئذ أسأله فقال: مسني الضر. قال ابن العربي: وهذا ممكن ولكنه لم يصح في إقامته مدة خبر ولا في هذه القصة. الحادي عشر: أن ضره قول إبليس لزوجه اسجدي لي فخاف ذهاب الإيمان عنها فتهلك ويبقى بغير كافل. الثاني عشر: لما ظهر به البلاء قال قومه: قد أضر بنا كونه معنا وقذره فليخرج عنا ، فأخرجته امرأته إلى ظاهر البلد ؛ فكانوا إذا خرجوا رأوه وتطيروا به وتشاءموا برؤيته ، فقالوا: ليبعد بحيث لا نراه. وايوب اذ نادي ربه اني مسني الضر و انت ارحم الرحيم. فخرج إلى بعد من القرية ، فكانت امرأته تقوم عليه وتحمل قوته إليه. فقالوا: إنها تتناوله وتخالطنا فيعود بسببه ضره إلينا. فأرادوا قطعها عنه ؛ فقال: مسني الضر. الثالث عشر: قال عبد الله بن عبيد بن عمير: كان لأيوب أخوان فأتياه فقاما بعيدا لا يقدران أن يدنوا منه من نتن ريحه ، فقال أحدهما: لو علم الله في أيوب خيرا ما ابتلاه بهذا البلاء ؛ فلم يسمع شيئا أشد عليه من هذه الكلمة ؛ فعند ذلك قال: مسني الضر ثم قال: ( اللهم إن كنت تعلم أني لم أبت شبعان قط وأنا أعلم مكان جائع فصدقني) فنادى مناد من السماء ( أن صدق عبدي) وهما يسمعان فخرا ساجدين.