علم التاريخ هو واحد من أهم الحقول المعرفية التي اهتم بها العرب، وقد تجلى هذا الاهتمام في وفرة المصنفات التاريخية، وتنوع مناهج الكتابة التاريخية واتخاذها صورًا غير معهودة لدى الأمم والأقوام الأخرى، وفي السطور التالية أتطرق إلى نشأة علم التاريخ لدى العرب، وخصائص الكتابة التاريخية وصورها مع ذكر المصنفات الدالة عليها. نشأة وتطور علم التاريخ
ظهرت بوادر اهتمام العرب بعلم التاريخ منذ عصر ما قبل الإسلام، ونتج عن ذلك ظهور شكلين من أشكال المعرفة التاريخية وهما:
– الأنساب، وهي نوع من التاريخ يقوم على تتبع نسب القبائل العربية، وقد بالغ العرب في حفظ شجرة نسب القبيلة وتلقينها لأبنائهم جيلا بعد جيل حتى لا يختلط نسبها بأنساب القبائل الأخرى. منهج التاريخ الفلسفي (عين2021) - منهج تدوين التاريخ عند المسلمين - التاريخ - ثاني ثانوي - المنهج السعودي. – وأيام العرب ، ويقصد بها أخبار القبائل والحروب التي خاضتها القبائل، وهي بمثابة سجل مفاخر القبيلة وبطولاتها، والغرض منها تعزيز الشعور بالهوية لدى أبناء القبيلة. وبظهور الإسلام اتخذ الاهتمام بالتاريخ منحى جديدا فلم تعد القبيلة صلب العملية التاريخية ومحورها وإنما الدين، وفي كنف الدين نما علم التاريخ وتطور فكان أول اشتغال للمسلمين به مع حاجتهم إلى معرفة سيرة نبيهم صلى الله عليه وسلم وتوفر لهذا الغرض رجال عكفوا على جمع أخبار السيرة وتدوينها وأقدم من كتب في ذلك عروة بن الزبير بن العوام (ت: 93ه) وأبان بن عثمان بن عفان (ت:105)، ثم انتهى علم السيرة والمغازي إلى رجلين من الموالي هما محمد ابن اسحق (ت: 152ه) ومحمد بن عمر الواقدي (ت:207ه).
- منهج التاريخ الفلسفي (عين2021) - منهج تدوين التاريخ عند المسلمين - التاريخ - ثاني ثانوي - المنهج السعودي
منهج التاريخ الفلسفي (عين2021) - منهج تدوين التاريخ عند المسلمين - التاريخ - ثاني ثانوي - المنهج السعودي
اخبار الفتوح والأمم المجاورة
إن إتساع الفتوح كان سبب واضح في أن يتم إتساع نطاق البحث التاريخي؛ فلقد كان يتم تدوين أخبار الفتوح وتاريخ الأمم المجاورة، والسيرة النبوية وأحوال العرب والحوادث التاريخي، والتي كان لها دور كبير في التاريخ الإسلامي، وفي معرفة الطريقة التي تمت بها مختلف الفتوحات بغرض نشر الدين الإسلامي في العالم أجمع. الرحلات والترجمة
بعد أن أنتهت حركة الفتوح وهذا كان سبب في طمأنة المسلمين في الأماكن المختلفة، فإن كان سبب في إنتشار مجموعة من طلاب العلم في البلاد، وهذا كان سبب في مشاهدة المعالم في مختلف البلاد وإخبار العلماء بماء رأوه، وزيادة حركة الترجمة كانت سبب في التدوين التاريخي، وهذا كان سبب في أن يتم نقل العديد من الكتب التاريخي من خلال اللغات الأخرى، كما أن هذا الأمر قد ساعد المدونين على الأستفادة من الوثائق الرسمية الصادرة من الدولة. تواريخ المدن
إن التفكك الذي أصاب الأمة الإسلامية بداية من القرن الثالث الهجري كان له تأثير واضح على التدوين التاريخي، حيث أنه في هذه الفترة حدث تفكك سياسي كان سب في تفكك المدن إلى دويلات صغيرة، وكان هذا سبب في شيوع ظاهرة التدوين التاريخي الغير شائع في هذه الفترة، وظهرت تواريخ محلية، وكان يتم كتابة تراجم إلى مختلف طبقات العلماء في كل إقليم، ومن أشهر هذه الكتب هو كتاب تاريخ دمشق وكتاب تاريخ دمياط وغيرها من الكتب التي لا حصر لها.