ويردد قول - صلى الله عليه وسلم -: ((انْصُرْ أخَاكَ ظَالماً أَوْ مَظْلُوماً)).. ونحن نقول له: لماذا لا تكمل الحديث يا أخ الإسلام؟ أنا أكمله لك حتى تعرف ما معنى هذه النصرة: قَالَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((انْصُرْ أخَاكَ ظَالماً أَوْ مَظْلُوماً))، فَقَالَ رجل: يَا رَسُول اللهِ، أنْصُرُهُ إِذَا كَانَ مَظْلُوماً، أرَأيْتَ إنْ كَانَ ظَالِماً كَيْفَ أنْصُرُهُ؟ قَالَ: ((تحْجُزُهُ - أَوْ تمْنَعُهُ - مِنَ الظُلْمِ؛ فَإِنَّ ذلِكَ نَصرُهُ))؛ رواه البخاري. فالقصد من الحديث: أن نعين أخونا، ونبعده عن الظّلم، وليس أن نعينه عليه. ويا أيها المسؤول على أموال المسلمين: إذا رأيت أحدًا يتفنن بطريقة وأخرى في نهب أموال المسلمين، ويضعها في غير منافعها، وأنت قادر على منعهم ولم تمنعهم - فقد أعنتهم على الظلم. من أعان ظالما بباطله. وليتذكر من يتصرف بأموال المسلمين بالباطل قول الذي لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحيٌ يُوحى - صلى الله عليه وسلم - فيقول: ((إنَّ رِجَالاً يَتَخَوَّضُونَ في مَالِ الله بغَيرِ حَقٍّ، فَلَهُمُ النَّارُ يَومَ القِيَامَةِ))؛ رواه البخاري. التخوض: التصرف بالباطل. وليتذكر من يسكت على الظالم وهو قادر على تغيير هذا الظلم ولم يغيره، ليسمع إلى سيدنا أبي بكر - رضي الله عنه - بعد أن حمد الله وأثنى عليه، ثم قال: "يا أيها الناس: إنكم تقرؤون هذه الآية?
من أعان ظالما بباطله
من أعان ظالما عند خصومة ظلما وهو يعلم ، فقد برئت منه ذمة الله وذمة رسوله.
فارس الاقصى مشرف عدد المساهمات: 176 تاريخ التسجيل: 09/02/2012 موضوع: من أعان ظالماً بُلِيَ به الإثنين فبراير 13, 2012 7:34 pm من أعان ظالماً بُلِيَ به هذه المقولة لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله والواقع والتاريخ يشهدان بذلك؛ فلو أَجَلْتَ النظر, واعتبرت كثيراً من نهايات الظالمين لرأيت ذلك رأي العين. بل لعلها سُنَّةٌ ماضيةٌ, وعقوبةٌ قدرية تلحق بكل من اتصف بذلك؛ فهذا ابن العلقمي الذي كان أحد أسباب تقويض خلافة بني العباس وذلك بسبب خيانته, وممالأته لهولاكو _ كانت نهايته على يد هولاكو. وهذا ثعلب الصحراء, القائد الألماني رومل الذي لمع نجمه إبان الحرب العالمية الثانية، وكان ذراع هتلر الأيمن, وقائده المظفر _ كانت نهايته على يد هتلر. وها هم قواد الشيوعية من لدن لينين إلى جورباتشوف كلما دخلت أمة لعنت أختها. من اعان ظالم. والأمثلة على ذلك كثيرة, والغرض من ذلك التمثيل لا الحصر. وليس الأمر يقتصر على الإعانة على الظلم بالقتل أو التدمير. بل يدخل في هذا القبيل إعانةُ الظالم على ظلمه في نحو الغيبة, والوقيعة؛ فيُبتلى هذا المعينُ بالظالم؛ حيث تُغرى بينهما العداوة والبغضاء, ويصبح همُّ كلِّ واحدٍ منهما إسقاطَ الآخر. فلا تجزعن من سيرة أنت سرتها ** فأولُ راضٍ سُنَّةً من يسيرها وفي مقابل ذلك من أعان عادلاً على عدله, أو زجر ظالماً عن ظلمه فإن العاقبة تكون حميدة للطرفين، وسينال المعين على الخير جزاء فعله إنْ في الدنيا, أو في الآخرة, أو فيهما جميعاً.