|| ليلة القدر ( فيها يفرق كل أمر حكيم) || الشيخ: عبد الرزاق البدر || - YouTube
تفسير قوله تعالى فيها يفرق كل أمر حكيم - إسلام ويب - مركز الفتوى
فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) وقوله: ( فيها يفرق كل أمر حكيم) أي: في ليلة القدر يفصل من اللوح المحفوظ إلى الكتبة أمر السنة ، وما يكون فيها من الآجال والأرزاق ، وما يكون فيها إلى آخرها. وهكذا روي عن ابن عمر ، وأبي مالك ، ومجاهد ، والضحاك ، وغير واحد من السلف. وقوله: ( حكيم) أي: محكم لا يبدل ولا يغير
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الدخان - الآية 4
تاريخ النشر: الأربعاء 27 ذو القعدة 1431 هـ - 3-11-2010 م
التقييم:
رقم الفتوى: 142127
23878
0
267
السؤال
ما المراد بالأمر في قوله سبحانه في سورة القدر: من كل أمر ـ وفي قوله في سورة الدخان: فيها يفرق كل أمرحكيم؟ وهل سميت ليلة القدر بذلك، لأنها الليلة التي ابتدأ بها تقدير دينه وتحديد الخطة لنبيه في دعوة الناس؟ أم هناك معان أخرى لتسميتها بليلة القدر؟. الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالمراد بالأمر في قوله تعالى: فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ. {الدخان: 4}. قال الماوردي في النكت والعيون: في تأويل: كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ـ أربعة أوجه:
أحدها: الآجال والأرزاق والسعادة والشقاء من السنة إلى السنة، قاله ابن عباس. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الدخان - الآية 4. الثاني: كل ما يقضى من السنة إلى السنة، إلا الشقاوة والسعادة، فإنه في أم الكتاب لا يغير ولا يبدل، قاله ابن عمر. الثالث: كل ما يقضى من السنة إلى السنة إلا الحياة والموت، قاله مجاهد. الرابع: بركات عمله من انطلاق الألسن بمدحه وامتلاء القلوب من هيبته، قاله بعض أصحاب الخواطر. اهـ. ولا تعارض بين هذه الأقوال، وقد أسند الإمام الطبري نحوها عن جماعة من التابعين، ثم قال: وعنى بقوله: فيها يفرق كل أمر حكيم ـ في هذه الليلة المباركة يقضى ويفصل كل أمر أحكمه الله تعالى في تلك السنة إلى مثلها من السنة الأخرى.
السليمان يوضح معنى قوله تعالى عن ليلة القدر فيها يفرق كل أمر حكيم
( بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره) عليه أن يتلمس الهدى بنفسه دون حاجة إلى وسيط والله يهدي من يشاء..
مرة أخرى أقول: ما موقع القرآن من الإعراب في قلوبنا? إنها لفرصة ذهبية أن نجعل هذا الشهر للقرآن وحده نتبارك بتلاوته ونصحح مفاهيمنا بمعانيه ونزين أخلاقنا بخلقه ونفرمت عقولنا بهداه.
فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) وقوله ( فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) اختلف أهل التأويل في هذه الليلة التي يُفرق فيها كلّ أمر حكيم, نحو اختلافهم في الليلة المباركة, وذلك أن الهاء التي في قوله (فِيهَا) عائدة على الليلة المباركة, فقال بعضهم: هي ليلة القدر, يقضي فيها أمر السنة كلها من يموت, ومن يولد, ومن يعزّ, ومن يذل, وسائر أمور السنة. السليمان يوضح معنى قوله تعالى عن ليلة القدر فيها يفرق كل أمر حكيم. * ذكر من قال ذلك: حدثنا مجاهد بن موسى, قال: ثنا يزيد, قال: أخبرنا ربيعة بن كلثوم, قال: كنت عند الحسن, فقال له رجل: يا أبا سعيد, ليلة القدر في كلّ رمضان؟ قال: إي والله, إنها لفي كلّ رمضان, وإنها الليلة التي يُفرق فيها كل أمر حكيم, فيها يقضي الله كلّ أجل وأمل ورزق إلى مثلها. حدثني يعقوب, قال: ثنا ابن علية, قال: ثنا ربيعة بن كلثوم, قال: قال رجل للحسن وأنا أسمع: أرأيت ليلة القدر, أفي كل رمضان هي؟ قال: نعم والله الذي لا إله إلا هو, إنها لفي كل رمضان, وإنها الليلة التي يُفرق فيها كل أمر حكيم, يقضي الله كلّ أجل وخلق ورزق إلى مثلها. حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال عبد الحميد بن سالم, عن عمر مولى غفرة, قال: يقال: ينسخ لملك الموت من يموت ليلة القدر إلى مثلها, وذلك لأن الله عزّ وجلّ يقول: ( إِنَّا أَنـزلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ) وقال ( فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) قال: فتجد الرجل ينكح النساء, ويغرس الغرس واسمه في الأموات.
حدثني محمد بن معمر, قال: ثنا أبو هشام, قال: ثنا عبد الواحد, قال: ثنا عثمان بن حكيم, قال: ثنا سعيد بن جبير, قال: قال ابن عباس: إن الرجل ليمشي في الناس وقد رُفع في الأموات, قال: ثم قرأ هذه الآية ( إِنَّا أَنـزلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) قال: ثم قال: يفرق فيها أمر الدنيا من السنة إلى السنة. وأولى القولين في ذلك بالصواب قول من قال: ذلك ليلة القدر لما قد تقدّم من بياننا عن أن المعني بقوله ( إِنَّا أَنـزلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ) ليلة القدر, والهاء في قوله (فِيهَا) من ذكر الليلة المباركة. وعنى بقوله ( فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) في هذه الليلة المباركة يُقْضَى ويُفْصَل كلّ أمر أحكمه الله تعالى في تلك السنة إلى مثلها من السنة الأخرى, ووضع حكيم موضع محكم, كما قال: الم * تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ يعني: المحكم.