وقال قرينه هذا ما لدي عتيد
الواو واو الحال والجملة حال من تاء الخطاب في قوله: لقد كنت في غفلة من هذا [ ص: 310] أي يوبخ عند مشاهدة العذاب بكلمة لقد كنت في غفلة من هذا ، في حال قول قرينه هذا ما لدي عتيد. وهاء الغائب في قوله " قرينه " عائدة إلى كل نفس أو إلى الإنسان.
" وقرين " " فعيل " بمعنى مفعول ، أي مقرون إلى غيره. وكأن فعل قرن مشتق من القرن بالتحريك وهو الحبل وكانوا يقرنون البعير بمثله لوضع الهودج ، فاستعير القرين للملازم. وهذا ليس بالتفات إذ ليس هو تغيير ضمير ولكنه تعيين أسلوب الكلام وأعيد عليه ضمير الغائب المفرد باعتبار معنى نفس أي شخص ، أو غلب التذكير على التأنيث. فصل: إعراب الآيات (20- 23):|نداء الإيمان. واسم الإشارة في قوله " هذا ما لدي " إلخ ، يفسره قوله ما لدي عتيد. و ( ما) في قوله " ما لدي " موصولة بدل من اسم الإشارة. و " لدي " صلة ، و " عتيد " خبر عن اسم الإشارة. واختلف المفسرون في المراد بالقرين في هذه الآية على ثلاثة أقوال: فقال قتادة والحسن والضحاك وابن زيد ومجاهد في أحد قوليه: هو الملك الموكل بالإنسان الذي يسوقه إلى المحشر أي هو السائق الشهيد. وهذا يقتضي أن يكون القرين في قوله الآتي قال قرينه ربنا ما أطغيته بمعنى غير معنى القرين في قوله: وقال قرينه هذا ما لدي عتيد.
الباحث القرآني
ابن عاشور: وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ (23( الواو واو الحال والجملة حال من تاء الخطاب في قوله: { لقد كنت في غفلة من هذا} [ ق: 22] أيْ يوبخ عند مشاهدة العذاب بكلمة { لقد كنتَ في غفلة من هذا} ، في حال قول قرينه { هذا ما لدي عتيد}. وهاء الغائب في قوله: { قرينه} عائدة إلى { كل نفس} [ ق: 21] أو إلى الإنسان. وقرين فَعيل بمعنى مفعول ، أي مقرون إلى غيره. وكأنَّ فعلَ قَرَنَ مشتق من القَرَن بالتحريك وهو الحبل وكانوا يقرنون البعير بمثله لوضع الهودج ، فاستعير القرين للملازم. إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة ق - قوله تعالى وقال قرينه هذا ما لدي عتيد - الجزء رقم27. وهذا ليس بالتفات إذ ليس هو تغيير ضمير ولكنه تعيين أسلوب الكلام وأعيد عليه ضمير الغائب المفرد باعتبار معنى { نفس أي شخص ، أو غلب التذكير على التأنيث. واسم الإشارة في قوله: هذا ما لديّ} الخ ، يفسره قوله: { ما لدي عتيد}. و { مَا} في قوله: { مَا لدي} موصولة بدل من اسم الإشارة. و { لدي} صلة ، و { عتيد} خبر عن اسم الإشارة. واختلف المفسرون في المراد بالقرين في هذه الآية على ثلاثة أقوال: فقال قتادة والحسن والضحاك وابن زيد ومجاهد في أحد قوليه هو المَلَك الموكل بالإنسان الذي يسوقه إلى المحشر أي هو السائق الشهيد. وهذا يقتضي أن يكون القرين في قوله الآتي { قال قرينه ربنا ما أطغيته} [ ق: 27] بمعنى غير معنى القرين في قوله: { وقال قرينه هذا ما لدي عتيد}.
فصل: إعراب الآيات (20- 23):|نداء الإيمان
وقال مجاهد: يقول هذا الذي وكلتني به من بني آدم قد أحضرته وأحضرت ديوان عمله. وقيل: المعنى: هذا ما عندي من العذاب حاضر. وعن مجاهد أيضا: قرينه الذي قيض له من الشياطين. الطبرى: القول في تأويل قوله تعالى: وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ (23) يقول تعالى ذكره: وقال قرين هذا الإنسان الذي جاء به يوم القيامة معه سائق وشهيد. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة (وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ) الملك. حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله (وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ)... إلى آخر الآية, قال: هذا سائقه الذي وُكِّل به, وقرأ (وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ). وقوله (هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ) يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل قَرينِ هذا الإنسان عند موافاته ربه به, ربّ هذا ما لديّ عتيد: يقول: هذا الذي هو عندي معدّ محفوظ. الباحث القرآني. * ذكر من قال ذلك: حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله (هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ) قال: والعتيد: الذي قد أخذه, وجاء به السائق والحافظ معه جميعا.
إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة ق - قوله تعالى وقال قرينه هذا ما لدي عتيد - الجزء رقم27
13-02-2014, 02:14 PM #2
جزاك الله خيرا
الاوسمة لهذا الموضوع لبعض,
أدى,
المصير,
اليوم,
العرب,
النار,
اتجاه,
جبار,
يتجاوز,
يشهد,
جهنم,
يوم,
يقول,
زيادة,
سعيد,
عليه,
عليهم,
إلى,
هذا,
ولا معاينة الاوسمة
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة ق - الآية 23
وعن مجاهد أيضاً: أن القرين شيطان الكافر الذي كان يزين له الكفر في الدنيا أي الذي ورد في قوله تعالى: { وقيّضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم} [ فصلت: 25]. وعن ابن زيد أيضاً: أن قرينه صاحبه من الإنس ، أي الذي كان قرينَه في الدنيا. وعلى الاختلاف في المراد بالقرين يختلف تفسير قوله: { هذا ما لدي عتيد} فإن كان القرين الملَكَ كانت الإشارة بقوله { هذا} إلى العذاب الموكَّل به ذلك المَلكُ؛ وإن كان القرين شيطاناً أو إنساناً كانت الإشارة محتمِلة لأن تعود إلى العذاب كما في الوجه الأول ، أو أن تعود إلى معاد ضمير الغيبة في قوله: { قرينه} وهو نفس الكافِر ، أي هذا الذي معي ، فيكون { لديَّ} بمعنى: معي ، إذ لا يخلو أحد من صاحببٍ يأنس بمحادثته والمراد به قرين الشرك المماثل. وقد ذكر الله من كان قريناً للمؤمن من المشركين واختلاف حاليهما يوم الجزاء بقوله { قال قائل منهم إني كان لي قرين يقول أئِنّك لمن المصدقين} الآية في سورة الصافات ( 51 ، 52 (. وقول القرين هذا ما لدي عتيد} مستعمل في التلهف والتحسر والإشفاق ، لأنه لما رأى ما به العذاب علم أنه قد هُيّىء له ، أو لمَّا رأى ما قدم إليه قرينه علم أنه لاحِق على أثره كقصة الثورين الأبيض والأحمر اللذين استعان الأسد بالأحمر منهما على أكل الثور الأبيض ثم جاء الأسد بعد يوم ليأكل الثور الأحمر فَعَلا الأحمر ربوة وصاح ألا إنما أكلت يومَ أكل الثور الأبيض.
وقَدْ ذَكَرَ اللَّهُ مَن كانَ قَرِينًا لِلْمُؤْمِنِ مِنَ المُشْرِكِينَ واخْتِلافَ حالَيْهِما يَوْمَ الجَزاءِ بِقَوْلِهِ ﴿قالَ قائِلٌ مِنهم إنِّي كانَ لِي قَرِينٌ يَقُولُ أئِنَّكَ لَمِنَ المُصَدِّقِينَ﴾ [الصافات: ٥١] الآيَةُ في سُورَةِ الصّافّاتِ. وقَوْلُ القَرِينِ ﴿هَذا ما لَدَيَّ عَتِيدٌ﴾ مُسْتَعْمَلٌ في التَّلَهُّفِ والتَّحَسُّرِ والإشْفاقِ، لِأنَّهُ لَمّا رَأى ما بِهِ العَذابَ عَلِمَ أنَّهُ قَدْ هُيِّئَ لَهُ، أوْ لَمّا رَأى ما قَدَّمَ إلَيْهِ قَرِينُهُ عَلِمَ أنَّهُ لاحِقٌ عَلى أثَرِهِ كَقِصَّةِ الثَّوْرَيْنِ الأبْيَضِ والأحْمَرِ اللَّذَيْنِ اسْتَعانَ الأسَدُ بِالأحْمَرِ مِنهُما عَلى أكْلِ الثَّوْرِ الأبْيَضِ ثُمَّ جاءَ الأسَدُ بَعْدَ يَوْمٍ لِيَأْكُلَ الثَّوْرَ الأحْمَرَ فَعَلا الأحْمَرُ رَبْوَةً وصاحَ: ألا إنَّما أُكِلْتُ يَوْمَ أُكِلَ الثَّوْرُ الأبْيَضُ. وتَقَدَّمَ مَعْنى "عَتِيدٌ" عِنْدَ قَوْلِهِ تَعالى: ﴿إلّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ [ق: ١٨]، وهو هُنا مُتَعَيِّنٌ لِلْمَعْنى الَّذِي فَسَّرَ عَلَيْهِ المُفَسِّرُونَ، أيْ مُعَدٌّ ومُهَيَّأٌ.
إعراب الآيات (6- 11): {أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّماءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْناها وَزَيَّنَّاها وَما لَها مِنْ فُرُوجٍ (6) وَالْأَرْضَ مَدَدْناها وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (7) تَبْصِرَةً وَذِكْرى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (8) وَنَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكاً فَأَنْبَتْنا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ (9) وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ (10) رِزْقاً لِلْعِبادِ وَأَحْيَيْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذلِكَ الْخُرُوجُ (11)}. الإعراب: الهمزة للاستفهام التقريعيّ الفاء عاطفة (إلى السماء) متعلّق ب (ينظروا)، (فوقهم) ظرف منصوب متعلّق بحال من السماء (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب حال من الضمير الغائب في (بنيناها)، (ما) نافية (لها) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (فروج) مجرور لفظا مرفوع محلا مبتدأ مؤخّر. جملة: (ينظروا) لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أغفلوا فلم ينظروا... وجملة: (بنيناها) في محلّ جرّ بدل من السماء. وجملة: (زيّناها) في محلّ جرّ معطوفة على جملة بنيناها. وجملة: (ما لها من فروج) في محلّ جرّ معطوفة على جملة بنيناها. 7- 8- الواو استئنافيّة (الأرض) مفعول به لفعل محذوف تقديره مددنا، (فيها) متعلّق ب (ألقينا) والثاني متعلّق ب (أنبتنا)، (من كلّ) نعت لمفعول أنبتنا المحذوف أي أنبتنا نباتا من كلّ زوج، أو أنواعا من كلّ زوج (تبصرة) مفعول مطلق لفعل محذوف، (لكلّ) متعلّق ب (ذكرى).. وجملة: مددنا (الأرض) لا محلّ لها استئنافيّة.