لكن عند هذا الحدِّ من الطُّغيان والغطرسة تأخذ السنَّة الإلهيَّة مداها: { فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ * وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ} [إبراهيم: 13، 14]. جاء النصر إذًا وانقلبتِ الموازين لتأخُذَ وضعَها الطبيعيَّ، بعد مصابرة ومثابرة كان للدُّعاة فيها - كما هو مبيَّن في آيِ الذِّكْر الحكيم - استِمْساك وثيقٌ بِحبْل الله، وعملٌ واعٍ بصير على هدى من سُنن الله في الأنفُس والمجتمعات، وإعْراض واضح عن ردود الفعْل الآنيَّة، التي كثيرًا ما تُخالطُها حظوظُ النَّفس فتكون غيْر ذات جدْوى، أو تُفْضي إلى عواقبَ وخيمة، تُصيبُ الدَّعوة ورجالَها ورموزَها وجماهيرَها، واللَّبيب لا يعمِد إلى الصَّخرة الضَّخمة المتجذِّرة، يَضْرِب بالمِعْول لكسْرِها، ولا يستطيع، وإنَّما يجنح إلى إحاطتِها بالحفر العميق الكبير، فتَتَزحزح بعد ذلك بعناء قليل. إنَّه عمل هادئ متواصل، وصبر ساعةٍ، ثمَّ يفرح المؤمنون بنصر الله، وتتجرَّع الحثالة الباغية غصص الخِزْي والنَّدم، وها هو ذا القرآن الكريم يصِف كيْد بطانة السوء، ثم يوجِّه المؤمنين بهذا الهدْي الرفيع: { وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} [آل عمران: 120].
القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة ابراهيم - الآية 12
عن الموسوعة
نسعى في الجمهرة لبناء أوسع منصة إلكترونية جامعة لموضوعات المحتوى الإسلامي على الإنترنت، مصحوبة بمجموعة كبيرة من المنتجات المتعلقة بها بمختلف اللغات. © 2022 أحد مشاريع مركز أصول. حقوق الاستفادة من المحتوى لكل مسلم
«وَمَا لَنَا أَلا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا» - مع القرآن - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
أي: أي شيء يمنعنا من التوكل على الله والحال أننا على الحق والهدى، ومن كان على الحق والهدى فإن هداه يوجب له تمام التوكل، وكذلك ما يعلم من أن الله متكفل بمعونة المهتدي وكفايته، يدعو إلى ذلك، بخلاف من لم يكن على الحق والهدى، فإنه ليس ضامنا على الله، فإن حاله مناقضة لحال المتوكل. وفي هذا كالإشارة من الرسل عليهم الصلاة والسلام لقومهم بآية عظيمة، وهو أن قومهم -في الغالب- لهم القهر والغلبة عليهم، فتحدتهم رسلهم بأنهم متوكلون على الله، في دفع كيدكم ومكركم، وجازمون بكفايته إياهم، وقد كفاهم الله شرهم مع حرصهم على إتلافهم وإطفاء ما معهم من الحق، فيكون هذا كقول نوح لقومه: { يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّـهِ فَعَلَى اللَّـهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنظِرُونِ} الآيات [يونس جزء من الآية: 71]. وقول هود عليه السلام قال: { إِنِّي أُشْهِدُ اللَّـهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ * مِن دُونِهِ ۖ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنظِرُونِ} [هود جزء من الآية: 54، 55].
{ولنصبرن على ما اذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون }..💙 - Youtube
وقد هدانا سبلنا أي الطريق الذي يوصل إلى رحمته ، وينجي من سخطه ونقمته. ولنصبرن ولنصبرن لام قسم; مجازه: والله لنصبرن على ما آذيتمونا به ، أي من الإهانة والضرب ، والتكذيب والقتل ، ثقة بالله أنه يكفينا ويثيبنا. وعلى الله فليتوكل المتوكلون. ﴿ تفسير الطبري ﴾
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره ، مخبًرا عن قِيل الرسل لأممها: ( وما لنا أن لا نتوكل على الله) ، فنثق به وبكفايته ودفاعه إياكم عنَّا ( وقد هدانا سُبُلنا) ، يقول: وقد بَصَّرنا طريقَ النجاة من عذابه ، فبين لنا (7) ( ولنصبرنَّ على ما آذيتمونا) ، في الله وعلى ما نلقى منكم من المكروه فيه بسبب دُعائنا لكم إلى ما ندعوكم إليه ، (8) من البراءة من الأوثان والأصنام ، وإخلاص العبادة له ( وعلى الله فليتوكل المتوكلون) ، يقول: وعلى الله فليتوكل من كان به واثقًا من خلقه ، فأما من كان به كافرًا فإنّ وليَّه الشيطان. «وَمَا لَنَا أَلا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا» - مع القرآن - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام. --------------------الهوامش:(7) انظر تفسير " الهدى " فيما سلف من فهارس اللغة ( هدى). وتفسير " السبيل " فيما سلف من فهارس اللغة ( سبل). (8) انظر تفسير " الأذى " فيما سلف 14: 324 ، تعليق: 1 ، والمراجع هناك.
وقول هود عليه السلام قال: إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا أي: ولنستمرن على دعوتكم ووعظكم وتذكيركم ولا نبالي بما يأتينا منكم من الأذى فإنا سنوطن أنفسنا على ما ينالنا منكم من الأذى، احتسابا للأجر ونصحا لكم لعل الله أن يهديكم مع كثرة التذكير. وَعَلَى اللَّهِ وحده لا على غيره فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ فإن التوكل عليه مفتاح لكل خير. واعلم أن الرسل عليهم الصلاة والسلام توكلهم في أعلى المطالب وأشرف المراتب وهو التوكل على الله في إقامة دينه ونصره، وهداية عبيده، وإزالة الضلال عنهم، وهذا أكمل ما يكون من التوكل. ﴿ تفسير البغوي ﴾
( وما لنا ألا نتوكل على الله) وقد عرفنا أن لا ننال شيئا إلا بقضائه وقدره ( وقد هدانا سبلنا) بين لنا الرشد ، وبصرنا طريق النجاة. ( ولنصبرن) اللام لام القسم ، مجازه: والله لنصبرن ( على ما آذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون). ﴿ تفسير الوسيط ﴾
أى: وما عذرنا إن تركنا التوكل على الله- تعالى- والحال أنه- عز وجل- قد فعل بنا ما يوجب توكلنا عليه، فقد هدانا لأقوم الطرق وأوضحها وأبينها، وهي طريق إخلاص العبادة له والاعتماد عليه وحده في كل شئوننا.
أنا المدينة..! العدد31
شعر: طارق أنور الحريري الحسيني
- المدينة المنورة
أنا المدينة.. من في الكون يجهلني! ؟ أيُجهل النجم في الليل إذا اشتعلا! ؟
أنا المدينة.. من في الكون يجهلني وقد منحت المدى مجداً وصرح علا! إنها المدينة.. - شبكــة أنصــار آل محمــد. ؟
أنا المدينة.. من في الكون يجهلني وفوق أرضي ماء الحق قد هطلا! ؟
أنا المدينة.. قلبي بالهدى غُسلا وهدب عيني بنور المصطفى كُحلا
نثرت وردي على الدنيا يعطرها وما زال بهي الطيب ما ذبلا
تظل شمسي طول الدهر مشرقةً وكوكبي ساطع الأنوار.. ما أفلا
أنا الجميلة.. من في الحسن يقربني وأشرف الخلق وسط القلب قد نزلا!
إنها المدينة.. - شبكــة أنصــار آل محمــد
وتضم المدينة بين أحضانها الكثير من المعالم والآثار،
ولعل أبرزها المسجد النبوي والذي يعد ثاني أقدس المساجد بالنسبة للمسلمين
بعد المسجد الحرام في مكة المكرمة، بالإضافة إلى مقبرة البقيع
والتي تعد المقبرة الرئيسية لأهل المدينة ودفن فيها الكثير من الصحابة ،
ومسجد قباء أول مسجد بني في الإسلام، ومسجد القبلتين، وجبل أحد،
والكثير من الوديان والآبار والشوارع والحارات والأزقة القديمة.
أنا المدينـةُ من في الكــونِ يجهلُني - هوامير البورصة السعودية
فكيف يجهل صرحي وهو حقل هدى! ؟ وأي جفنٍ له أن يجهل المقلا! ؟
كُـلَ البٍـلآدِ إذآ ذُكًـرنَ كَأحًـرفٍ فٍيَ إٍسًمْ المًدٍيَنةٍ لآ خًـلآ مَعَنًـآهـآ '
حًآشًآ مُسمًىْ القُدَسٍ فَهًيْ قًرٍيًبـَةٌَ مٍنًهَـآ وَمًـكًـة إٍنًـهَـآ إٍيًـآهـآ ؛ • • •
لآ فًــرَقَ إٍلآ أَنً ثَــمَّ لَطٍيًـفـةً مَهًمَـآ بًدَتً يَجًلُوَ الظـًلآمَ سَنًـآهـآ '
جَزٍمَ الجًمٍيعُ بًـأنً خًيٍرَ الأرًآضٍ مًـآ قًدْ حًـآزَ ذآتً المُصًطَفًـىْ وَحًوآهًـآ ؛ • • • • • • أًنًآ المًدٍيًنَةَ مًنً فٍيَ الكًـوُنَ يَجًهًلَنٍـيْ وَفوُقَ أَرًضٍيَ مَـآءَ الحًقْ قَـدً هَطًـلآ أَنًآ المًدٍيًنًةَ قًلَبٍـَيْ بـً الهُـًدىْ غُسًـلآً وَهًدَبْ عَيٍنًيْ بَنًوٍرَ المُصًطًفَىْ كُحَـلآ ؛ • • •