يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار ، وذلك دأب الأشقياء الفجار. عمار بن رزيق: عن عمار الدهني ، عن سالم بن أبي الجعد ، جاء رجل إلى ابن مسعود فقال: إن الله قد أمننا من أن يظلمنا ولم يؤمنا من أن يفتننا ، [ ص: 416] أرأيت إن أدركت فتنة ؟ قال: عليك بكتاب الله. قال: أرأيت إن كان كلهم يدعو إلى كتاب الله ؟ قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إذا اختلف الناس كان ابن سمية مع الحق. إسناده منقطع. نبذة مختصرة عن فضائل عمار بن ياسر ، رضي الله عنهما . - الإسلام سؤال وجواب. قال عمار الدهني: عن سالم بن أبي الجعد ، عن ابن مسعود: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ما خير ابن سمية بين أمرين إلا اختار أيسرهما. رواه الثوري وغيره عنه ، وبعضهم رواه عن الدهني ، عن سالم ، عن علي بن علقمة ، عن ابن مسعود.
نبذة مختصرة عن فضائل عمار بن ياسر ، رضي الله عنهما . - الإسلام سؤال وجواب
وكانت معركة اليمامة، فكان عمار من أبطالها، يقول ابن عمر: " رأيت عمارا يوم اليمامة على صخرة وقد أشرف يصيح: يا معشر المسلمين! أمن الجنة تفرون؟ أنا عمار بن ياسر! هلمَّ إليَّ! وأنا أنْظُرُ إلى أُذنِه قد قُطَعتْ، فهي تَذَبْذَبُ، وهو يقاتل أشدّ القتال، حتى تحقق النصر ". ولما تولى فاروق الإسلام عمر بعث رجالا إلى بلاد الفرس والروم ولاة على الأقاليم، وبعث عمار بن ياسر أميرا على الكوفة، عاش عمار أميرا زاهدا، وحاكما ورعا، يحب رعيته ويرعاها، لا يعرف فظاظة الحكام، ولا إمرة الأمراء. وفي خلافة علي -رضي الله عنه- وقعت الفتنة بين علي ومعاوية -رضي الله عنهما-، وتقابلوا في معركة صفين، وينضم عمار إلى علي، ويتقدم إلى أرض المعركة. قال أبو عبد الرحمن السلمي: سمعت عماراً يقول يومئذ لهاشم: " يا هاشم، تقدم! الجنة تحت الأبارقة، اليوم ألقى الأحبة، محمدا وحزبه، والله لو هزمونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر لعلمنا أنا على الحق وهم على الباطل ". ثم قال:
نحن ضربناكم على تنزيله *** فاليوم نضربكم على تأويله
ضرباً يزيل الهام عن مقيله *** ويذهل الخليل عن خليله
أو يرجع الحق إلى سبيله
ثم تقدم فقاتل وقُتل رضي الله عنه وأرضاه، فحمله علي -رضي الله عنهما- ودفنه في ثيابه، وبهذا ودع عمار الحياة نصيرا للحق، قتيلا بسيف البغي، رضي الله عنه وأرضاه، وجمعنا به في دار الكرامة إخوانا على سرر متقابلين.
حتى كانت واقعة صفين عندما تقابل جيش أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علي مع جيش معاوية بن أبي سفيان ، حيث نزل عمار إلى الميدان لقتال القوم، وهو شيخ في الرابعة والتسعين من عمره وقد نقل ابن الأثير أن عمار خرج إلى الناس يومها وهو يقول (اللهم إنك تعلم أني لو أعلم أن رضاك في أن أقذف بنفسي في هذا البحر لفعلته، اللهم إنك تعلم لو أني أعلم أن رضاك في أن أضع ظبة سيفي في بطني ثم أنحني عليها حتى تخرج من ظهري لفعلت، وإني لا أعلم اليوم عملاً أرضى لك من جهاد هؤلاء الفاسقين، ولو أعلم اليوم ما هو أرضى منه لفعلته، والله لو ضربونا حتى بلغوا بنا سعفات هجر لعلمنا أنا على الحق وأنهم على الباطل). تاريخ الطبري. وقد قاتل حتى قُتل، وقد كان لمقتله أثرٌ كبيرٌ أزال الشبهة عند كثير من الناس، وكان ذلك سبباً لرجوع جماعة إلى أمير المؤمنين والتحاقهم بهاسد الغبة في معرفة الصحابة لابن الاثير ج4 ص 135، ذلك أن الجميع يعلمون أن محمد بن عبد الله رسول الله قال ويح عمّار تقتله الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى جهنم النار ، وذاك دأب الأشقياء الفجار مسند الإمام أحمد بن حنبل، حديث رقم 1411]، فضائل عمار بن ياسر رضي الله تعالى عنه و أرضاه، حمله علي بن أبي طالب] فوق صدره وصلى عليه والمسلمون معه, ثم دفنه في ثيابه.
يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد لما يدعو إليه من الحكم البالغة، وهو إضراب عما تضمنه الشرطية من معنى النفي، لا بحسب منطوقه، بل باعتبار موجبه ومؤداه، أي: لو أن قرآنا فعل به ما ذكر لكان ذلك هذا القرآن، ولكن لم يفعل، بل فعل ما عليه الشأن الآن، لأن الأمر كله له وحده ، فالإضراب ليس بمتوجه إلى كون الأمر لله سبحانه، بل إلى ما يؤدي إليه ذلك، من كون الشأن على ما كان لما تقتضيه الحكمة من بناء التكليف على الاختبار. لو ان قرانا سيرت به الجبال والوديان والصحاري والانهار. أفلم ييأس الذين آمنوا أي: أفلم يعلموا على لغة هوازن، أو قوم من النخع، أو على استعمال اليأس في معنى العلم، لتضمنه له ، ويؤيده قراءة علي ، وابن عباس ، وجماعة من الصحابة، والتابعين رضي الله عنهم. أفلم يتبين بطريق التفسير ، والفاء للعطف على مقدر، أي: أغفلوا عن كون الأمر جميعا لله تعالى فلم يعلموا أن لو يشاء الله على حذف ضمير الشأن، وتخفيف أن لهدى الناس جميعا بإظهار أمثال تلك الآثار العظيمة، فالإنكار متوجه إلى المعطوفين جميعا، أو اعلموا كون الأمر جميعا لله فلم يعلموا ما يوجبه ذلك العلم، مما ذكر فهو متوجه إلى ترتب المعطوف على المعطوف عليه. أي: تخلف العلم الثاني عن العلم الأول. وعلى التقديرين: فالإنكار إنكار الوقوع كما في قوله تعالى: " ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا " لا إنكار الواقع كما في قولك: ألم تخف الله حتى عصيته، ثم إن مناط الإنكار ليس عدم علمهم بمضمون الشرطية فقط، بل مع عدم علمهم بعدم تحقق مقدمها، كأنه قيل: ألم يعلموا أن الله تعالى لو شاء هدايتهم لهداهم، وأنه لم يشأها، وذلك لأنهم كانوا يودون أن يظهر ما اقترحوا من الآيات ليجتمعوا على الإيمان.
لو ان قرانا سيرت به الجبال البركانية
وتقديم المجرور على المبتدأ لمجرد الاهتمام; لأن القصر أفيد ب ( بل) العاطفة. وفرع على الجملتين أفلم ييأس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا استفهاما إنكاريا إنكارا لانتفاء يأس الذين آمنوا ، أي فهم حقيقون بزوال يأسهم وأن يعلموا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا. وفي هذا الكلام زيادة تقرير لمضمون جملة قل إن الله يضل من يشاء ويهدي إليه من أناب. إسلام ويب - تفسير البغوي - سورة الرعد - تفسير قوله تعالى " ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعا "- الجزء رقم4. [ ص: 145] و ييأس بمعنى يوقن ويعلم ، ولا يستعمل هذا الفعل إلا مع أن المصدرية ، وأصله مشتق من اليأس الذي هو تيقن عدم حصول المطلوب بعد البحث ، فاستعمل في مطلق اليقين على طريقة المجاز المرسل بعلاقة اللزوم لتضمن معنى اليأس معنى العلم وشاع ذلك حتى صار حقيقة ، ومنه قول سحيم بن وثيل الرياحي: أقول لهم بالشعب إذ ييسرونني ألم تأيسوا أني ابن فارس زهدم وشواهد أخرى. وقد قيل: إن استعمال يئس بمعنى علم لغة هوازن أو لغة بني وهبيل فخذ من النخع سمي باسم جد وليس هنالك ما يلجئ إلى هذا. هذا إذا جعل أن لو يشاء الله مفعولا ل ييأس ، ويجوز أن يكون متعلق ييأس محذوفا دل عليه المقام. تقديره: من إيمان هؤلاء ، ويكون أن لو يشاء الله مجرورا بلام تعليل محذوفة. والتقدير: لأنه لو يشاء الله لهدى الناس ، فيكون تعليلا لإنكار عدم يأسهم على تقدير حصوله.
لو ان قرانا سيرت به الجبال والوديان والصحاري والانهار
قوله تعالى: ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أي داهية تفجؤهم بكفرهم وعتوهم ، ويقال: قرعه أمر إذا أصابه ، والجمع قوارع; والأصل في القرع الضرب; قال: أفنى تلادي وما جمعت من نشب قرع القواقيز أفواه الأباريق أي لا يزال الكافرون تصيبهم داهية مهلكة من صاعقة كما أصاب أربد ، أو من قتل أو من أسر أو جدب ، أو غير ذلك من العذاب والبلاء; كما نزل بالمستهزئين ، وهم رؤساء المشركين. وقال عكرمة عن ابن عباس: القارعة النكبة. وقال ابن عباس أيضا وعكرمة: القارعة الطلائع والسرايا التي كان ينفذها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لهم. أو تحل أي القارعة. قريبا من دارهم قاله قتادة والحسن. القرآن الكريم - تفسير البغوي - تفسير سورة الرعد - الآية 31. وقال ابن عباس: أو تحل أنت قريبا من دارهم. وقيل: نزلت الآية بالمدينة; أي لا تزال تصيبهم القوارع فتنزل بساحتهم أو بالقرب منهم كقرى المدينة ومكة. " حتى يأتي وعد الله " في فتح مكة; قاله مجاهد وقتادة وقيل: نزلت بمكة; أي تصيبهم القوارع ، وتخرج عنهم إلى المدينة يا محمد ، فتحل قريبا من دارهم ، أو تحل بهم محاصرا لهم; وهذه المحاصرة لأهل الطائف ، ولقلاع خيبر ، ويأتي وعد الله بالإذن لك في قتالهم وقهرهم. وقال الحسن: وعد الله يوم القيامة.
لو ان قرانا سيرت به الجبال المطوية
ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعا أفلم ييأس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا
يجوز أن تكون عطفا على جملة كذلك أرسلناك في أمة; لأن المقصود من الجملة المعطوف عليها أن رسالته لم تكن إلا مثل رسالة غيره من الرسل عليهم السلام كما أشار إليه صفة أمة قد خلت من قبلها أمم ، فتكون جملة ولو أن قرآنا تتمة للجواب عن قولهم لولا أنزل عليه آية من ربه. [ ص: 143] ويجوز أن تكون معترضة بين جملة قل هو ربي وبين جملة أفمن هو قائم على كل نفس كما سيأتي هنالك. لو ان قرانا سيرت به الجبال البركانية. ويجوز أن تكون محكية بالقول عطفا على جملة هو ربي لا إله إلا هو. والمعنى: لو أن كتابا من الكتب السالفة اشتمل على أكثر من الهداية فكانت مصادر لإيجاد العجائب لكان هذا القرآن كذلك ولكن لم يكن قرآن كذلك ، فهذا القرآن لا يتطلب منه الاشتمال على ذلك إذ ليس ذلك من سنن الكتب الإلهية. وجواب لو محذوف لدلالة المقام عليه. وحذف جواب لو كثير في القرآن كقوله ولو ترى إذ وقفوا على النار وقوله ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رءوسهم.
لو ان قرانا سيرت به الجبال المنفرده
وقوله: ( ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريبا من دارهم) أي: بسبب تكذيبهم ، لا تزال القوارع تصيبهم في الدنيا ، أو تصيب من حولهم ليتعظوا ويعتبروا ، كما قال تعالى: ( ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى وصرفنا الآيات لعلهم يرجعون) [ الأحقاف: 27] وقال ( أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون) [ الأنبياء: 44]. قال قتادة ، عن الحسن: ( أو تحل قريبا من دارهم) أي: القارعة. وهذا هو الظاهر من السياق. قال أبو داود الطيالسي: حدثنا المسعودي ، عن قتادة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس في قوله: ( ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة) قال: سرية ، ( أو تحل قريبا من دارهم) قال: محمد صلى الله عليه وسلم ، ( حتى يأتي وعد الله) قال: فتح مكة. وهكذا قال عكرمة ، وسعيد بن جبير ، ومجاهد ، في رواية. وقال العوفي ، عن ابن عباس: ( تصيبهم بما صنعوا قارعة) قال: عذاب من السماء ينزل عليهم ( أو تحل قريبا من دارهم) يعني: نزول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهم وقتاله إياهم. وكذا قال مجاهد ، وقتادة ، وقال عكرمة في رواية عنه ، عن ابن عباس: ( قارعة) أي: نكبة. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الرعد - الآية 31. وكلهم قال: ( حتى يأتي وعد الله) يعني: فتح مكة.
القول في تأويل قوله تعالى: ( ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعا)
قال أبو جعفر: اختلف أهل التأويل في معنى ذلك. فقال بعضهم: معناه: ( وهم يكفرون بالرحمن) ، ( ولو أن قرآنا سيرت به الجبال) ، أي: يكفرون بالله ولو سير لهم الجبال بهذا القرآن. وقالوا: هو من المؤخر الذي معناه التقديم ، وجعلوا جواب "لو" مقدما قبلها ، وذلك أن الكلام [ ص: 447] على معنى قيلهم: ولو أن هذا القرآن سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض ، لكفروا بالرحمن. لو ان قرانا سيرت به الجبال المطوية. ذكر من قال ذلك:
20399 - حدثني محمد بن سعد قال: حدثني أبي قال: حدثني عمي قال: حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله: ( ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى) قال: هم المشركون من قريش ، قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: لو وسعت لنا أودية مكة ، وسيرت جبالها ، فاحترثناها ، وأحييت من مات منا ، وقطع به الأرض ، أو كلم به الموتى! فقال الله تعالى: ( ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعا). 20400 - حدثنا الحسن بن محمد قال: حدثنا شبابة قال: حدثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله: ( ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى) ، قول كفار قريش لمحمد: سير جبالنا تتسع لنا أرضنا فإنها ضيقة ، أو قرب لنا الشأم فإنا نتجر إليها ، أو أخرج لنا آباءنا من القبور نكلمهم!
سورة الرعد الآية رقم 31: قراءة و استماع
قراءة و استماع الآية 31 من سورة الرعد مكتوبة - عدد الآيات 43 - Ar-Ra'd - الصفحة 253 - الجزء 13. ﴿ وَلَوۡ أَنَّ قُرۡءَانٗا سُيِّرَتۡ بِهِ ٱلۡجِبَالُ أَوۡ قُطِّعَتۡ بِهِ ٱلۡأَرۡضُ أَوۡ كُلِّمَ بِهِ ٱلۡمَوۡتَىٰۗ بَل لِّلَّهِ ٱلۡأَمۡرُ جَمِيعًاۗ أَفَلَمۡ يَاْيۡـَٔسِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن لَّوۡ يَشَآءُ ٱللَّهُ لَهَدَى ٱلنَّاسَ جَمِيعٗاۗ وَلَا يَزَالُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوۡ تَحُلُّ قَرِيبٗا مِّن دَارِهِمۡ حَتَّىٰ يَأۡتِيَ وَعۡدُ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُخۡلِفُ ٱلۡمِيعَادَ ﴾ [ الرعد: 31]
Your browser does not support the audio element. ﴿ ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعا أفلم ييأس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريبا من دارهم حتى يأتي وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد ﴾
قراءة سورة الرعد