[٢٢] [٢٣]
الرأي الثاني: ذهب الشافعيّة إلى حُرمة صيام النصف الثاني من شهر شعبان الذي يُعَدّ يوم الشكّ جزءاً منه، ولا يُكره لمن اعتاد أن يصوم صيام السنّة، أو مَن كانت عادته صيام يوم، وإفطار يوم، أو صادف ذلك الصيام يوم الاثنين أو الخميس، أو كان من الصيام الواجب، كالنَّذر، أو الكفّارة، [٢٤] ويُشترَط لتحريمه عدم ثبوت نَذر في ذمّته؛ كمَن نذر أن يصوم يوماً وكان ذلك اليوم بعد النصف من شعبان، أمّا إن كان اليوم هو يوم الشكّ فلا ينعقد الصيام، ويُشرع صيام مَن كان عليه قضاء، أو كفّارة، أو وصلَ صيام ما قبل النصف من شعبان بما بعده. [٢٥]
حُكم الصيام في يوم الشكّ
اختلف الفقهاء في حُكم صيام اليوم الثلاثين من شعبان وضابطه على عدّة أقوال، بيانها فيما يأتي: [٢٦]
الحنفية: ذهبوا إلى أنّ يوم الشكّ هو اليوم الذي يُشَكّ فيه هل هو من رمضان، أم من شعبان، ولا يجوز صيامه إلّا لنافلة، أمّا إن صامه المسلم لصيام واجب، فإنّ ذلك مكروه. المالكية: ذهبوا إلى أنّ يوم الشكّ هو اليوم الثلاثين من شهر شعبان في حال كانت السماء غائمة ولم تثبت رؤية الهلال، ولا يجوز صيامه؛ ليحتاط به المسلم لرمضان، وصيامه مكروه، وإن صامه احتياطاً لرمضان وثبت أنّه رمضان لم يُجزئهُ ذلك عن رمضان؛ لمُخالفة النيّة.
أفضل الصيام بعد شهر رمضان - مقال
وتابع أن من صيام التطوع ما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم وواظب عليه وله حكمه، ومنه ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم مرة او مرتين فقط وله حكمه، لافتا إلى أنه مما ثبت من صيام التطوع النبي صلى الله عليه وسلم صيام أيام الاثنين والخميس، ويوم عاشوراء، ويوم عرفة، و صيام ثلاثة أيام من كل شهر، كما ورد في السنة النبوية المطهرة قول النبي صلي الله عليه وسلم"أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل"، كما كان صلى الله عليه وسلم يصوم أكثر أيام شعبان، مؤكدا الحرص على ما رغب فيه رسول الله صلي الله عليه وسلم.
نقد حديث (أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم...)
السادس: في بعض فتاويه صلى الله عليه وسلم في الصيام ، وما يتعلق به
روى الترمذي واستغربه وابن شاهين في الترغيب عن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الصوم أفضل ؟ قال: شعبان لتعظيم رمضان ، قال: فأي الصدقة أفضل ؟ قال: صدقة رمضان. افضل الصيام بعد رمضان. وروى الإمام أحمد وابن ماجه عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه- قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أي الصلاة أفضل بعد المكتوبة ، قال: الصلاة في جوف الليل ، قال: فأي الصيام أفضل بعد رمضان ؟ قال: شهر الله الذي تدعونه المحرم [ ص: 257]
وروى النسائي عن عائشة - رضي الله تعالى عنها- قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ، فقال: هل عندكم شيء ؟ قلنا: لا ، قال: «فإني صائم». وروى الإمام أحمد عن أم هانئ- رضي الله تعالى عنها- قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بشراب فشرب ثم ناولها فشربت ، فقالت: يا رسول الله ، أما إني كنت صائمة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الصائم المتطوع أمير نفسه إن شاء صام ، وإن شاء أفطر». وروى الدارقطني عن إبراهيم بن عبيد ، قال: صنع أبو سعيد الخدري- رضي الله تعالى عنه- طعاما فدعا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقال رجل من القوم: إني صائم ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صنع لك أخوك ، وتكلف لك أخوك ، أفطر وصم يوما مكانه».
حيث أنه أنزل فيه القرآن الكريم، كما أن الله سبحانه وتعالى قد فرض فيه الصيام، لذا نحن في انتظار مشاركاتكم معنا وتعليقاتكم المميزة.
تاريخ النشر: الثلاثاء 23 ربيع الآخر 1426 هـ - 31-5-2005 م
التقييم:
رقم الفتوى: 62677
24867
0
239
السؤال
أريد أن أسأل عن حكم استعمال المزمار وآلة موسيقية تدعي المجوز واليرغول التي تستعمل في الأفراح لعزف الموسيقى الشعبية (الدبكة وهي موسيقى ورقصة فلسطينية) وكذلك أود أن أسأل عن حكم نوع خاص من بحور الشعر يسمى الحدادة، وفيها يقوم شخص بالغناء بدون استعمال آلات عزف فقط يقوم بالغناء والآخرون يصفقون من ورائه ولا يوجد اختلاط مع النساء فقط صفوف رجال، فما حكم ذلك، أفيدونا أفادكم الله؟ وجزاكم الله خيراً. الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالمزامير هي مما نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف، روى البزار والضياء عن أنس مرفوعاً: صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة: مزمار عند نعمة، ورنة عند مصيبة. الحديث حسنه الألباني. مزمار عند نعمة فمن الله. وما سميته باليرغول أو المجوز فالظاهر أنهما من هذه المزامير المنهي عنها، ولك أن تراجع فيها وفي الدبكة وأحكام الرقص عموماً فتوانا رقم: 51449. وأما الغناء فإذا كان خالياً من آلات موسيقية، ولم يكن فيه اختلاط ولا كلام قبيح، ولم يؤد إلى فتنة أو شيء محرم فلا بأس به، وراجع فيه فتوانا رقم: 7248.
مزمار عند نعمة الحسان
وممَّن نقَل الإجماعَ على ذلك -أيضًا- إمامُ أصحابنا المتأخِّرين أبو الفتح سُلَيْمُ بن أيوبَ الرازيُّ، فإنَّه قال فِي "تقريبه" بعد أنْ أورد حديثًا فِي تحريم الكُوبَة، وفي حديث آخَر: إنَّ اللهَ يَغفِرُ لكلِّ مذنبٍ إلّا صاحب عَرطَبة أو كُوبةٍ، والعَرطَبة: العُود، ومع هذا فإنَّه إجماع". انتهى. وممّن حكى الإجماعَ أيضًا: الفقيه المحدِّث أبو الحسين البغويُّ الشافعيُّ -رحمه الله تعالى- في كتابه "شرح السُّنَّة" (12/383)، فإنّه قال: "وَاتَّفَقُوا عَلَى تَحْرِيم المزامير والملاهي وَالْمَعَازِف". انتهى. وقال الفقيه الحنبليُّ ابن قدامة -رحمه الله- في كتابه: "المغني" (9/132): "آلَةُ اللَّهْوِ كَالطُّنْبُورِ، وَالْمِزْمَارِ، وَالشَّبَّابَةِ… آلَةٌ لِلْمَعْصِيَةِ، بِالْإِجْمَاعِ". انتهى. وقد وردت أحاديثُ في السُّنّة النبويَّة تُبيِّن حُرمَة الاستماع إلى المعازف؛ منها: ما رواه البخاريُّ أنّ النبيَّ ﷺ قال: "لَيَكُونَنَّ مِن أُمَّتي أقوامٌ يَسْتَحِلُّون الخَزَّ والحرير والخمر والمعازف". مزمار عند نعمة الحسان. ومنها: قول النبيِّ ﷺ: "صوتان ملعونان: صوتُ مزمارٍ عند نِعمة، وصوتُ ويلٍ عند مُصيبة". حسَّنَه الحافظ المقدسيُّ في المختارة.
مزمار عند نعمة فمن الله
وأما التصفيق فقد اختلف أهل العلم في حكمه على تفصيل كنا ذكرناه من قبل، فراجع فيه فتوانا رقم: 22647. والله أعلم.
منتديات ستار تايمز