خرج الشيخ عدنان إلى السعودية لتجديد معاملة إقامته فيها، وفي هذا الوقت كانت المظاهرات قد بلغت أوجها في سوريا، ومع وجود السقا في السعودية كان النظام قد حمّله مسؤولية ما يحدث بالنسبة لبيانات المشايخ والتجييش ضد النظام وأن بيته كان مقرًا لهذه الأمور، وتم تعميم اسمه على المنافذ الحدودية كاملة. بحسب الدالاتي فقد كان رؤساء الفروع الأمنية يشتمون الشيخ كثيرا ويعتبرونه "شيخا من شيوخ الفتنة"، ومنذ ذلك الحين لم يعد الشيخ إلى سوريا وأصبح مهجرًا. المجلس الإسلامي السوري
كان الشيخ عدنان السقا أحد مؤسسي المجلس الإسلامي السوري في تركيا، وهو المجلس الذي يضم الدعاة والمشايخ السوريين المناهضين لحكم نظام بشار الأسد، وفي تعريف المجلس فهو "هيئة مرجعية شرعية وسطية سورية، تسعى إلى جمع كلمة العلماء والدعاة وممثلي الكيانات الشرعية، وتوجيه الشعب السوري، وإيجاد الحلول الشرعية لمشكلاته وقضاياه، والحفاظ على هويته ومسار ثورته"، وفي السياق أصدر المجلس الإسلامي بيانا نعى فيه الشيخ عدنان السقا معزيا أهله ومحبيه. بيان علماء حمص كُتب في بيته.. من هو الشيخ عدنان السقا؟. إلى ذلك نعى الشيخ سارية الرفاعي عضو رابطة علماء الشام الشيخ السقا، قائلا: "أنعى اليكم وفاة العالم الجليل صاحب الوجه الأنور والقلب الأصفى والكلمةِ الجريئة في الحق الشيخ عدنان السقا"، وقد كان الشيخ السقا أحد الأشخاص الذين أحيوا فكرة رابطة علماء الشام، حيث قامَتْ الرابطة في دمشق في النصف الأول من القرن العشرين، وجمعت علماء الشام في حينها.
وفاة الشيخ "عدنان السقا" متأثراً بـ"كورونا" في اسطنبول | زمان الوصل
الهجرة الأولى
وُلِدَ الشيخ عدنان السقا في حمص عام 1942م، ودرس في مدارسها قبل أن يدخل كلية الشريعة بجامعة دمشق وتخرج فيها عام 1966، وفي عام 1995 حصل على شهادة الماجستير في الدراسات الإسلامية من جامعة بنجاب في باكستان. إضافة إلى تحصيله الشرعي الأكاديمي، تتلمذ السقا على يد مشايخ عدّة ولعل من أبرزهم، مفتي حمص محمد طيب الأتاسي، ومحمود جنيد وعبد العزيز عيون السود والشيخ علي الطنطاوي. وفاة الشيخ "عدنان السقا" متأثراً بـ"كورونا" في اسطنبول | زمان الوصل. درّس السقا في الثانويات العامة والشرعية في سوريا وغيرها، وكان خطيبا ومدرّسا وإماما في مسجد الهدى بمدينة جدة لمدة عشرين عاماً، كما كان خطيبا وإماما لجامع قباء بحمص، وفي جامع النوري الكبير بنفس المدينة، وعمل أستاذا لمادة الدعوة في معهد الفتح الإسلامي بدمشق، كما كان السقا عضوا لمجلس الإدارة في جمعية علماء حمص. في حديثه لتلفزيون سوريا يقول محمود الدالاتي أحد علماء حمص وأحد الملازمين للشيخ السقا، "الشيخ عدنان كان من زمن الثمانينيات يخطب خطبا يحارب فيها الظلم ويتكلم بأمور العامة، ولم يكن مؤيدا للنظام ولم يكن يدعو لحافظ الأسد، ولم يكن له دور بالفعاليات التي يقيمها المشايخ الرسميون من مسيرات أو وجود في المناسبات الرسمية للنظام، فكان مغضوبا عليه من النظام حينئذ".
بيان علماء حمص كُتب في بيته.. من هو الشيخ عدنان السقا؟
حصل السقا على الماجستير في الدراسات الإسلامية من جامعة بنجاب بلاهور في باكستان عام 1995، وكان قد تتلمذ على عدد كبير من المشايخ والدعاة منهم: محمد طيب الأتاسي (مفتي حمص)، الشيخ محمود جنيد، الشيخ محمد الهاشمي. ومارس الداعية الحمصي العمل الدعوي والتربوي والتعليمي في الثانويات العامة والشرعية، والمعاهد الشرعية في عدد من مدن العالم الإسلامي. وفي الأعوام التي سبقت انطلاقة الثورة السورية كان السقا خطيباً ومدرّساً وإماماً في مسجد الهدى في حيّ الأندلس بجدة قرابة عشرين عاماً. وبعدها تولى الخطابة والإمامة في جامع قباء بحمص، وفي جامع النوري الكبير، كما كان خطيباً لسنوات في جامع العنابة ومصطفى باشا والخيرات والباشات وجامع عثمان وغيرها. جالست الكثير من الدعاة فلم أجد أكثر سماحة ولا فكاهة ولا لطفا واستعابا ولا شجاعة من الشيخ المربي عدنان السقا. الشّيخ عدنان السّقّا؛ رحيلٌ ليسَ كأيّ رحيل. رحم الله شيخنا ومربينا والعزاء الخالص لأهله وتلامذته والأمة الإسلامية بفقد هذا الرجل الثائر الحر وإنا لله وإنا إليه راجعون. — عباس شريفة (@abbas_sharifeh) January 9, 2021
حسبنا الله ونعم الوكيل، إنا لله وإنا إليه راجعون،اليوم ترثيك حمص وسوريا وترثيك المنابر وكنتَ فارسها،وترثيك قلوب المحبين،وتبكيك عيونهم،وتشهد لك ألسنتهم بالثناء الجميل.
الشّيخ عدنان السّقّا؛ رحيلٌ ليسَ كأيّ رحيل
دين رئيس الجمهورية الإسلام. 2. الفقه الإسلامي مصدر رئيسي للتشريع"
وكان روّاد هذه المعركة العلماء في عدد من المدن السوريّة، وقد تنوّع حراكهم فيها بين إصدار البيانات والخطب المنبريّة وقيادة المظاهرات. وفي حمص كان الشّيخ عدنان السّقّا من أبرز الذين ألقَوا خطبًا ناريّةً تحرّض الشّارع على رفض هذا التّعديل الدّستوريّ إلى جانب العديد من خطباء حمص آنذاك ومنهم؛ الشّيخ محمّد علي مشعل، والشّيخ محمود سويد، والشّيخ وصفي المسدّي، والشّيخ ممدوح جنيد، والشّيخ عبد الغفّار الدّروبي. كما تقدّم الشّيخ عدنان السّقّا مع ثلّة من هؤلاء العلماء المظاهرات في حمص المطالبة برفض هذه التّعديلات التي كانوا يرون فيها اعتداء على الهويّة الإسلاميّة لسوريا وشعبها. ومع بداية أحداث الثمانينات والصّراع بين حافظ الأسد وجماعة الإخوان المسلمين في سوريا واستفحال الظلم؛ كان الشّيخ عدنان السّقّا لسانًا ناطقًا بالحقّ معلنًا رفضه للظّلم، فلاحقه نظام حافظ الأسد وضيّق عليه ممّا اضطرّه للهجرة من سوريا فانتقل إلى جدّة ليعيش فيها داعيًا ومدرّسًا ومربيًّا إلى أواسط التّسعينات فعاد إلى حمص مع موجة عودة شريحة من العلماء المبعدين؛ فالتفّ النّاس حوله من جديد وغدا الاسم الأبرز والداعية الأشهر والمربّي الأكثر تلاميذًا في مدينة الحجارة السّود.
شهد اليوم السبت 9\1\2021 وفاة الشيخ محمد عدنان السقا أحد أبرز علماء مدينة حمص. وتوفي الشيخ السقا إثر إصابته بفايروس كورونا المستجد كوفيد 19. ويقيم الشيخ محمد عدنان فهمي السقا في مدينة إسطنبول التركية ويعتبر أحد أهم علماء مدينة حمص السورية. ويعد الشيخ السقا من أبرز الذين أيدوا الثورة السورية منذ انطلاقها عام 2011. ولكنه اضطر لمغادرة مدينة حمص بسبب الملاحقات الأمنية. وتحدثت مصادر أن الشيخ السقا أصيب بفايروس كورونا منذ عشرة أيام وبعد معاناة مع المرض توفي اليوم السبت. وأفادت المصادر بأن الشيخ قد اتخذ كافة التدابير الوقائية حيث التزم منزله منذ ظهور الفيروس إلا أنه أصيب بشكل مفاجئ ليتوفى بعد ذلك نتيجة مضاعفات الفيروس. من هو الشيخ محمد عدنان السقا؟
هو الشيخ الداعية الخطيب الأديب المحب محمد عدنان بن فهمي السقا ، وُلِدَ في حمص عام 1942م. ويحمل الثانوية العامة الفرع العلمي، وكان مؤهلاً لدخول كلية الطب، ولكنه آثر وأحبَّ أنْ يدخل كلية الشريعة بجامعة دمشق، لمحبته للعلم الشرعي وتخرج منها عام 1966م. وحصل على شهادة الماجستير في الدراسات الإسلامية من جامعة بنجاب بلاهور في الباكستان عام 1995 م. كما تتلمذ على عدد كبير من المشايخ والدعاة منهم: الشيخ محمد طيب الاتاسي مفتي حمص والشيخ محمود جنيد والشيخ علي الطنطاوي.
فيمكن بسهولة فهم العبارة بشكل لا ينافي دعاوى الدين ولا يقلل من شخصية عابس، وذلك من عدة وجوه:
منها: أن هذه الشجاعة والجرأة التي أقدم عليها عابس، تبدو للآخرين جنوناً، فمن لا يعرف ما يفعل حب الحسين (عليه السلام) وماذا يعني الولاء له، يسمي ما أقدم عليه عابس جنوناً، وهو غاية العقل والتسليم والاستماتة في الحق، فقوله (حب الحسين أجنني) أي دعاني ذلك الحب إلى ما تسمونه جنوناً. ومنها: أن هذا تشبيه، وهو أيسر الأمور، والتشبيه مجازي ليس على نحو الحقيقة، أي يشبه فعل المجنون، والتشبيه بحيث يكون هناك صفة مشتركة بين الأمرين من أي جهة من الجهات ولو كانت شكلية، وقد عرف العرب أن الاستماتة في القتال وعدم الاكتراث يشبهونه بالمجنون وهو ليس كذلك، أي يقوم بأفعال إذا رآها غيره يراها جنوناً وهي ليست كذلك. ”حُبُّ الحُسينِ أَجَنَّنِي“.. عقيدة وليس وهمًا - شبكة أم الحمام. لقد جاء في المحيط في اللغة: واسْتَمَاتَ قيل: هو الذي يَتَجَانُّ وليس بمَجْنُوْنٍ. والمُسْتَقْتِلُ في الحَرْبِ. وفي لسان العرب: واسْتَماتَ الرجلُ إِذا طابَ نَفْساً بالموت. والمُسْتَمِيتُ: الذي يَتَجانُّ و ليس بمَجْنون. فإن عابس بين شبيب لمّا استمات في القتال بالصورة التي أجمعت عليها كتب المقاتل حيث رمى درعه وألقى مغفره، يمكن أن يشبّه بالجنون وهو غاية العقل، ولا بأس في ذلك.
”حُبُّ الحُسينِ أَجَنَّنِي“.. عقيدة وليس وهمًا - شبكة أم الحمام
هذا، وهنالك وجوه أخرى، منها أخلاقي، ومنها معارفي، لا مجال لذكرها، فلم أر من داع للتعصّب في رفض مقولة (حب الحسين أجنني) من ناحية المعنى مادام لها جهات يمكن فهمها فهماً صحيحاً، وهكذا فهمها الكثير من العلماء والفقهاء الذين تناقلوها جيلاً بعد جيل. ولا يعني كل ما ذكرناه أنه يسوغ لنا كموالين للإمام الحسين (عليه السلام) أن نتجاوز حدود الشريعة ونور العقل وبصيرة الحكمة في تصرفاتنا. ونسأل الله التوفيق والسداد. السيد محمود الموسوي
وتزخر آيات القرآن الكريم بالعديد من أساليب التعبير المجازي كقوله «جل شأنه»: يدُ الله فوقَ أيديهم/ واعتصموا بحبل الله/ كالحمار يحمل أسفارًا، وغيرها من الآيات الشريفة، وهذا السياق القرآني المجازي استخدم لبيان إيضاح الصورة أو الفكرة أو الحدث بصورة أعمق للمتلقي. وعندما نرى أو نسمع أن هناك بعض الأشخاص قد أدوا فعلًا ما أو قالوا أمرًا ما في شأن شخص سواء أ كان خيرًا أم شرًّا، ووضعوا أقوالهم في جمل فيها نوع من التعابير المجازية، لا يتطابق مع الحالة الذي تم ذكرها، هذا لا يعني أنهم خرجوا عن النص أو عن الحالة الطبيعية، بل أرادوا إيضاح حجم الحدث/ الأحداث بإيقاع يتناسب مع حجم الرسالة التي يحملها الآخر، كما صنع رسول الله وهو أصدق الصادقين حين قال لعمه أبي طالب: "يا عم! والله لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته". ﴿ الغدير، الشيخ الأميني، 7/ 359 ﴾. وهذا التصور والفهم لا يبعد عما كان يصنعه محبو وعشاق الإمام الحسين ، فكل محب وعاشق له حرية التعبير في كيفية إيضاح هذه الأحاسيس والمشاعر القلبية الإيمانية والإنسانية تجاه من يعشقه ويوده، فلا يسيء الآخرون الظن به؛ أن سلوكهم هؤلاء لا يتوافق مع العقل أو مع الفطرة السوية، إذ يعدُّ هذا النوع من التعبير عن المشاعر «في نظر بعضهم» نوعًا من أنواع الاضطرابات النفسية أو ضربًا من الجنون، أي عدم القدرة على السيطرة على العقل، مما ينتج عنه مجموعة من السلوكيات الشاذة وغير الطبيعية.