الخطبة الأولى:
إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له وليًّا مرشدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وتابعيهم وسلم تسليمًا كثيرًا.
قال تعالى ثم تولى إلى الظل معنى تولى في الآية - موقع المرجع
أما بعد: فاتقوا الله عباد الله لعلكم تفلحون. أيها المسلمون: وحين تَنْكَسِفُ شمسُ الفضيلةِ في بعضِ النفوسِ، تضيقُ ذَرْعاً بِكُلٍ مَعْرُوْفٍ يَعْرِضُ لها. فتَتَمَعَّرُ له وُجُوْهُها. تَمْنَعُ الفضلَ أن تبذُلَه، وتُمسِكُ المعروفَ أن تُسْدِيَه، وتبخلُ بأدنى نَفعٍ تقدِرُ عليه. جموعٌ مَنُوعٌ، شحيحٌ هَلُوعٌ {يُراؤونَ ويَمْنَعُونَ الماعُوْن}
لهُ خُلُقٌ لَمْ يُسْقَ بماءِ الإيمان، ولَه نَفْسٌ لم تَنْهَلْ مِنْ مَعِيْنِ الفَضِيْلَة. أنى لها أنْ تُدرِكَ منازِلَ الفضلِ، وأنى لها أن ترتقي لمقامِ الإحسان. عن أبي هريرةَ رضي الله عنه أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يمنعُ أحدُكُمْ جارَهُ أنْ يَغْرِزَ خَشَبَةً في جِدَارِهِ) ثم يقولُ أبو هريرة: (ما لي أراكم عنها معرضين، والله لأرمين بها بين أكتافكم) رواه البخاري ومسلم
إن نفسَ الكريمِ.. أعظمَ ما تُسَرُّ، حينَ تسعى في نفعِ مسلمٍ، أو دَفعِ ضُرٍّ عنه. فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير. تَسعى في النَّفعِ بطيبِ نفسٍ، وكريم خُلُق. لا يُقْعِدُها عن المعروف أَنْ قُوبِلَ من لئيمٍ بالإساءة. مُحتسبةً الأجرَ على رَبها. قال يارسولَ الله: إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ، وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ؟!
فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير
وحقيقة الذود طرد الأنعام عن الماء ؛ ولذلك سموا القطيع من الإبل الذود فلا يقال: ذدت الناس ، إلا مجازا مرسلا ، ومنه قوله في الحديث فليذادن أقوام عن حوضي الحديث. والمعنى في الآية: تمنعان إبلا عن الماء. وفي التوراة: أن شعيبا كان صاحب [ ص: 100] غنم وأن موسى رعى غنمه. فيكون إطلاق " تذودان " هنا مجازا مرسلا ، أو تكون حقيقة الذود طرد الأنعام كلها عن حوض الماء. وكلام أيمة اللغة غير صريح في تبيين حقيقة هذا. قال تعالى ثم تولى إلى الظل معنى تولى في الآية - موقع المرجع. وفي سفر الخروج: أنها كانت لهما غنم ، والذود لا يكون إلا للماشية. والمقصود من حضور الماء بالأنعام سقيها. فلما رأى موسى المرأتين تمنعان أنعامهما من الشرب سألهما: ما خطبكما ؟ وهو سؤال عن قصتهما وشأنهما إذ حضرا الماء ولم يقتحما عليه لسقي غنمهما. وجملة " قال ما خطبكما " بدل اشتمال من جملة ووجد من دونهم امرأتين تذودان. والخطب: الشأن والحدث المهم ، وتقدم عند قوله تعالى قال ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه ، فأجابتا بأنهما كرهتا أن تسقيا في حين اكتظاظ المكان بالرعاء ، وأنهما تستمران على عدم السقي كما اقتضاه التعبير بالمضارع إلى أن ينصرف الرعاء. والرعاء: جمع راع. والإصدار: الإرجاع عن السقي ، أي حتى يسقي الرعاء ويصدروا مواشيهم ، فالإصدار جعل الغير صادرا ، أي حتى يذهب رعاء الإبل بأنعامهم فلا يبقى الزحام.
الباحث القرآني
وذُكِر أن نبيّ الله موسى عليه السلام قال هذا القول, وهو بجهد شديد, وعَرَّض ذلك للمرأتين تعريضا لهما, لعلهما أن تُطعماه مما به من شدّة الجوع. وقيل: إن الخير الذي قال نبي الله ( إِنِّي لِمَا أَنْـزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ) محتاج, إنَّمَا عنى به: شَبْعَةٌ من طعام. الباحث القرآني. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن حميد, قال: ثنا يعقوب, عن جعفر, عن سعيد, عن ابن عباس, قال: لما هرب موسى من فرعون أصابه جوع شديد, حتى كانت تُرى أمعاؤه من ظاهر الصِّفاق; فلما سقى للمرأتين, وأوى إلى الظلّ, قال: ( رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْـزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ). حدثنا ابن حميد, قال: ثنا حكام, قال: ثنا عنبسة, عن أبي حصين, عن سعيد بن جُبَيْر, عن ابن عباس, في قوله: وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ قال: ورد الماء وإنه ليتراءَى خُضرةُ البقل في بطنه من الهُزال, ( فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنـزلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ) قال: شَبعةُ. حدثني نصر بن عبد الرحمن الأوْدِيُّ, قال: ثنا حَكَّام بن سلم, عن عنبسة, عن أبي حُصَين, عن سعيد بن جُبَيْر, عن ابن عباس, في قوله: وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ قال: ورد الماء, وإن خُضرة البقل لتُرى في بطنه من الهُزال.
ورضي اللهُ عنِ الصِّدِّيقِ أبي بكر.. أثنى عليه رَبُّه، ووعده الجزاءِ الأوفى.. بأنْ يُعطِيَهُ من النعيمِ حتى يرضى.. أنفقَ أموالاً في شراءِ المماليكِ المستضعفين، الذين لا يُرجى منهم نفعٌ، ولا يُقبلُ لهم شَفعٌ، ولا يُدَّخَرُونَ لِمُلِمَّةٍ.. اشتراهُم لِيُعْتِقَهُم مِن الرِّقِّ ويُخَلِّصَهُم من أذى المشركين، ( وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى * وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِعْمَةٍ تُجْزَى * إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى)[الليل: 17-21]، وكُلُّ مَن يبتغي بإحسانِ.. وَجْهَ رَبِّهِ الأعلى، فلسوفَ يرضى. اللهم أصلح لنا سرائرنا، وأخلص لنا أعمالنا، وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك..
وقد قيل في شعر المتنبي كلام كثير، قاله شراح ديوانه، وقاله المفسرون لشعره، وقاله الدارسون لشاعريته والباحثون عن مواطن العبقرية في كلماته وأبياته والخارجون على إجماع الذوق العربي هجوما على المتنبي الإنسان والمتنبي الشاعر.
الشعر الحر الكاتب بشير رجب الاسطى الاصيبعي: قراءة في قصيدة المتنبي بم التعلل لا اهل ولا وطن
والظلم من شيم النفوس فإن تجد
ذا عفة فلعلة لا يظلم
المتنبى
وقفت رغم الجروح المدمية.. وآبتسمت..
يآ ليت كل النفوس: تجآزي الطيب / طيب! آو ليتني قبل أبدا بـ بعض الأشياء.. سلمت..
مآ عآد للجرح: يآ عوج ألمحآني " طبيب! من آكثر مآ آحسن ظني بـ البشر.. وآنصدمت..
27-04-2009, 02:22 AM
# 4:: عضوهـ مؤسسة::
تسلم والله
وربي يعطيك العاافيه
02-05-2009, 12:13 PM
# 5
تاريخ التسجيل: 10 - 4 - 2008
الدولة: اليمـ Y e M e Nــن
المشاركات: 7, 712
معدل تقييم المستوى: 22
موضوع رااااائع لك مني جزيل الشكر اخي المدير
03-10-2009, 06:48 PM
# 6::: مـــشير:::
تاريخ التسجيل: 29 - 6 - 2009
المشاركات: 14, 052
معدل تقييم المستوى: 28
تسلم والله ع الطرح المميز شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك... لك مني أجمل تحية. الشعر الحر الكاتب بشير رجب الاسطى الاصيبعي: قراءة في قصيدة المتنبي بم التعلل لا اهل ولا وطن. تشلسي عشقي وذوقي... تشلسي دم بعروقي
اهداف دروجبا