2017/01/02 | 9:09 صباحًا قال تعالى: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا﴾. إنّ كلمة (أَقْوَمُ) صيغة أفعل تفضيل، بمعنى الأكثر ثباتاً واستقامة واعتدالاً، فالقرآن الكريم هو كذلك من جميع جوانب الوجود والحياة، وهو من أعظم النِّعم على البشريّة الّتي لو قضى الإنسان عمره كاملاً في السّجود شكراً لله تعالى ما أدّى حقّ هذه العطيّة الإلهيّة الخالدة. والقرآن هو الميزان الّذي على وفاقه تحصل البشرى والفوز بالجنّة، وعلى شقاقه يقع الخسران ودخول النار. : إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ : - منتدى الكفيل. إنّ القرآن هو الثقل الأكبر الّذي أُمرنا بالتمسّك به، والسير على هديه، فعن النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّي قد تركت فيكم الثقلين، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي، وأحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله؛ حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي؛ أهل بيتي". وهو منار الحكمة، وربيع القلوب، وحبل الله المتين، ومنهج التعاليم الإلهيّة الّتي تصنع الإنسان وتربّيه. عن أمير المؤمنين عليه السلام في صفة القرآن: "جعله الله ريّاً لعطش العلماء، وربيعاً لقلوب الفقهاء، ومَحاجّاً لطرق الصلحاء، ودواءاً ليس بعده داء، ونوراً ليس معه ظلمة".
إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم
وأما ما يتعلق بالدنيا ومعاملة الناس بعضهم لبعضٍ؛ فقد هدى القرآن فيها إلى أحسن السبل وأيسرها وأنفعها، في السياسة والاقتصاد والأخلاق والمطاعم والمشارب واللباس والعلاقات الأسرية والاجتماعية والدولية، في أحكامٍ تفصيليةٍ لبعضها، وقواعد عامةٍ تنتظم جميعها، فلا يقع المهتدي بالقرآن في تخبطات البشر، ولا يجرّ إلى أهوائهم: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) [الإسراء:9]، وقد جيء بصيغة التفضيل (أَقْوَمُ) لتدل على أنه لا يمكن أن يساوى مع غيره أبدًا، وذكرت الصفة (أَقْوَمُ) ولم يذكر موصوفٌ لإثبات عموم الهداية بالقرآن للتي هي أقوم في كل شيءٍ. لقد تكرر وصف القرآن بأنه هدىً في آياتٍ كثيرةٍ: (هُدًى لِلْمُتَّقِينَ) [البقرة:2]، (هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ) [النمل:2] (هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ) [لقمان:3]، (هُدًى وَذِكْرَى لأُولِي الأَلْبَابِ) [غافر:54]، (وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) [النحل:102]، (هَذَا هُدًى) [الجاثيةٌ:11]... ومثلها آياتٌ كثيرةٌ، لكنّ الملاحظ فيها جميعًا أنّ وصف القرآن بالهداية لم يحدّد في مجالٍ معينٍ ولا زمانٍ معينٍ، ولم يذكر له معمولٌ، وإنما كان بهذا الإطلاق والعموم؛ ليدل على أنه هدىً في كل شيءٍ، وأن من اهتدى بالقرآن في أي مجالٍ من مجالات الدنيا والآخرة فإنه يُهدى للأصوب والأقوم والأحسن.
: إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ : - منتدى الكفيل
ويقيناً إذا كان القرآن الكريم يهدي للتي هي أقوم
فستكون المهدوية الخاتمة قطعاً هي المنهج الأقوم
في كل أبعاد الحياة البشرية وهي أحقُّ مَن تُتَبع. كما الله تعالى:
(( أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ)) يونس35
وأخيراً إنَّ مفهوم وصيغة:: أقوم::
في الآية الشريفة فيه إشارة إلى أنَّ الإسلام هو آخر دين إلهي حق. وأنَّ النبي الأكرم الخاتم محمد: صلى الله عليه وآله وسلم:
هو آخر الأنبياء. والإمام المهدي:عليه السلام:بحكم الإعتقاد وتطبيق التفسير المأثور عن المعصومين
هو آخر الأئمة المعصومين:عليه السلام:
والمستند في ذلك هو أنَّ صيغة أقوم بوصفها أفعل تفضيل تمثل أعلى درجات التفضيل مفهوما وقيمة ودلالة وقصدا. خطبة عن فضائل القرآن (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم. وليس بعد صيغةالتفضيل: أقوم:
من درجةٍ مراحليةٍ في التفضيل. والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي: النجف الأشرف.
خطبة عن فضائل القرآن (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم
موقع مـداد علمي شرعي ثقافي غير متابع للأخبار و المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما
تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر
المصدر.
ص499 - كتاب أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن ط عطاءات العلم - قوله تعالى إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم - المكتبة الشاملة
حسب القرآن عظمة، وكفاه منزلة وفخراً، أنّه كلام الله العظيم، ومعجزة نبيّه الكريم، وأن آياته هي المتكفّلة بهداية البشر في جميع شؤونهم وأطوارهم في أجيالهم وأدوارهم، وهي الضمينة لهم بنيل الغاية القصوى والسعادة الكبرى في العاجل والآجل:
{ إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتي هِيَ أَقْوَمُ} و{ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}(1) و{ هذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ}(2). ان هذا القران يهدي للتي هي اقوم ويبشر. وقد ورد في الأثر عن النبي(ص): «فضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه»(3). نعم من الخير أن يقف الإنسان دون ولوج هذا الباب، وأن يكل بيان فضل القرآن إلى نظراء القرآن وهم أهل بيت النبي(ص)، فإنّهم أعرف الناس بمنزلته، وأدلّهم على سموّ قدره، وهم قرناؤه في الفضل، وشركاؤه في الهداية، أما جدّهم الأعظم فهو الصادع بالقرآن، والهادي إلى أحكامه، والناشر لتعاليمه. وقد قال(ص):«إنّي تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض»(4). فالعترة هم الأدلاء على القرآن، والعالمون بفضله، فمن الواجب أن نقتصر على أقوالهم، ونستضيء بإرشاداتهم.
وعلا -سبحانه وتعالى عن ذلك علوًا كبيرًا- وجعلوا الكامل لأنفسهم كما قال: {وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ} أي: وهو البنات. وقال: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (٥٨)} إلى قوله {سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (٥٩)} وقال: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلًا - أي: وهو الأنثى- ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (١٧)}. وكل هذه الآيات القرآنية تدل على أن الأنثى ناقصة بمقتضى الخلقة والطبيعة، وأن الذكر أفضل وأكمل منها {أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ (١٥٣) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (١٥٤)} {أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِنَاثًا.. } الآية والآيات الدالة على تفضيله عليها كثيرة جدًا. ومعلوم عند عامة العقلاء: أن الأنثى متاع لابد له ممن يقوم بشئونه ويحافظ عليه. وقد اختلف العلماء في التمتع بالزوجة: هل هو قوت؟ أو تفكه؟ وأجرى علماء المالكية على هذا الخلاف حكم إلزام الابن بتزويج أبيه الفقير، قالوا: فعلى أن النكاح قوت فعليه تزويجه؛ لأنه من جملة القوت الواجب له عليه، وعلى أنه تفكه لا يجب عليه على قول بعضهم.
شعب الإيمان
الجامع المصنف لشعب الإيمان
معلومات الكتاب
المؤلف
أبو بكر البيهقي
الموضوع
حديث نبوي
مأخوذ عن
المنهاج المصنف في شعب الإيمان لصاحبه أبو عبد الله الحسين بن الحسن الحليمي [1]
تعديل مصدري - تعديل
شعب الإيمان أو الجامع لشعب الإيمان كتاب للبيهقي (384 هـ- 458 هـ) [2] في بيان شعب الإيمان التي أشار إليها رسول الله ﷺ بقوله: الإيمان بضع وسبعون شعبة، والحياء شعبة من الإيمان. رواه مسلم. منهج البيهقي في كتابه [ عدل]
مادة الكتاب موضوعة بحسب شعب الإيمان، ابتدأها بـباب ذكر الحديث الذي ورد في شعب الإيمان واختتمها بـالباب السابع والسبعين من شعب الإيمان. وقد جمع البيهقي لكتابه (10756) حديثا منها المرفوع وغير المرفوع، ومنهج البيهقي في شعب الإيمان: أنه يورد النص بسنده ثم يعزوه إلى الصحيحين أو أحدهما إن ورد فيهما. وأحيانا يذكر النص بسنده ثم يعقبه بسند آخر لمزيد من التوضيح. وهو كذلك يحكم على بعض الأحاديث وعلى الرواة جرحا وتعديلا ، فتارة يصدر حكمه هو، وأحيانا ينقل الحكم عن سابقيه. [3]
وقد قال في مقدمة شعب الإيمان: [4] وأنا على رسم أهل الحديث أحب إيراد ما أحتاج إليه من المسانيد والحكايات بأسانيدها، والاقتصار على ما لا يغلب على القلب كونه كذبا، ففي الحديث الثابت عن سيدنا المصطفى - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «من حدث بحديث وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين».
من شعب الإيمان حسن الظن بالله
والتوحيد هو الأساس الذي يبنى عليه الدين ، فإن مثل كلمة التوحيد في الدين كمثل الأصول للأشجار والأساس للبنيان ، قال الله تعالى: { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ}[إبراهيم:24]. – ومن فوائد هذا الحديث: أهمية الإحسان إلى عباد الله بجميع وجوه الإحسان المهيأة والمتيسرة للمرء وأن هذا باب من أبواب الرفعة عند الله سبحانه وتعالى ، ومن ذلك إماطة الأذى عن الطريق ، أي عن طريق المسلمين. وإماطة الأذى عن الطريق طريق المسلمين عملٌ يسير لكن ثوابه عند الله سبحانه وتعالى ثواب عظيم وهي صدقة من مميط الأذى عن الطريق على إخوانه المسلمين ، وإماطة الأذى عن الطريق صدقة. وهذه الخصلة هي أيضًا من الدلائل على تفاوت الناس في الإيمان وشعبه وخصاله ، لأنك إن نظرت إلى حال الناس مع هذه الشعبة من شعب الإيمان تجد أنهم في الجملة ثلاثة أقسام:
1. قسم يضع الأذى في الطريق. 2. وقسم يدع الأذى في الطريق. 3. وقسم يميط الأذى عن الطريق ؛ وهو خير الناس وأفضلهم وأنفعهم لعباد الله. وقد جاء في الصحيح عن نبينا عليه الصلاة والسلام (( أن رجلًا مر بغصن شجرة ذي شوك في طريق المسلمين فقال والله لا أدع هذا في طريق المسلمين فيؤذيهم ؛ فنحَّاه عن الطريق فشكر الله عمله فأدخله الجنة)).
من امثلة شعب الايمان المتعلقة بقول اللسان
هذه الثلاثة نماذج للسلوك الرباني النوراني: لا إله إلا الله ونورانيتها -وللتهذيب الوجداني: الحياء والخير الذي يأتي به- وللمشاركة الفعلية في الحياة العامة الجماعية: إماطة الأذى عن طريق المسلمين). ولم يرد في الأحاديث حصر هذه الشعب، وقد اجتهد بعض العلماء في عدها، ولكن لا يجزم بأنها هي المقصودة على وجه التحديد في الحديث. قال الحافظ ابن حجر -في الفتح (1/52)- وَلَمْ يَتَّفِق مَنْ عَدَّ الشُّعَب عَلَى نَمَط وَاحِد، وَأَقْرَبهَا إِلَى الصَّوَاب طَرِيقَة اِبْن حِبَّانَ، لَكِنْ لَمْ نَقِف عَلَى بَيَانهَا مِنْ كَلامه… وَهَذِهِ الشُّعَب تَتَفَرَّع عَنْ أَعْمَال الْقَلْب، وَأَعْمَال اللِّسَان، وَأَعْمَال الْبَدَن). وقد ألف الكثير من العلماء الأفاضل في هذا الشأن، فقد ألف في شعب الإيمان الإمام الحافظ أبو عبد الله الحليمي، والإمام الحافظ عبد الله البيهقي وغيرهما كثير، رضي الله عن الجميع. ورضي الله عنا إذ نلتمس على أثرهم المنهاج النبوي للتربية والتنظيم والجهاد في جمع شعب الإيمان وترتيبها وتنسيقها. ألفوا شعب الإيمان وهم رجال الحديث والفقه على نسق وافق قصدهم من جمع حديـث رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقديمه -كما فعل الحليمي في كتابه الذي طبع أخيرا والذي نقل عنه علماؤنا كثيرا عبر الأجيال- ككل متماسك يصور حياة الإيمان في قلب المؤمن وقالبه وفي المجتمع).
الحياء شعبة من شعب الايمان
الحمد لله. مراتب وشعب الإيمان
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ - أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ - شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ رواه البخاري (9) ومسلم (35) واللفظ له. هذا الحديث بيّن أن للإيمان شعبا وخصالا عديدة، لكن لم يبين حكم كل شعبة منها، بل أشار إلى أنها على مراتب. هل مراتب الإيمان كلها واجبة ؟
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:
" في رواية مسلم من الزيادة: ( أعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق)، وفي هذا إشارة إلى أن مراتبها متفاوتة " انتهى. "فتح الباري" (1 / 53). وكونها معدودة في الإيمان: لا يلزم منها أنها واجبة كلها؛ لأن لفظ "الإيمان" إذا أطلق يدخل فيه كل أعمال البر والخير الواجبة والمستحبة. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
" فلفظ " الإيمان " إذا أطلق في القرآن والسنة يراد به ما يراد بلفظ " البر " وبلفظ " التقوى " وبلفظ " الدين " كما تقدم؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم بيّن أن: ( الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ) ؛ فكان كل ما يحبه الله يدخل في اسم الإيمان " انتهى.
ولَمَّا كان القوم تختلف مقاماتُهم في هذه الكلمة، وأنَّ أفضلَهم مَن قالَها بصدقٍ ويقينٍ، كانتْ أعمالهم تختلف بحسبها في قلوبهم، ولهذا يصلِّي الشخصان، ويصوم المكلفان، ويحجان ويتصدَّقان، وهكذا في سائر أعمال البرِّ، فتجد أحدهم عمله كله في الدرجات العُلى، والآخر في أدنَى الدرجات، ورُبَّما كان جُهد الأول وسَعيه أقلَّ من الآخر، لكنَّه عملٌ بيقينٍ وصِدق؛ خوفًا من الله، ورجاءَ ما عنده - سبحانه وتعالى - وأما الآخر، فليس عنده ذلك التصديق واليقين الذي عند الأول، فكان بين عمليهما كما بين السماء والأرض. وهذه الشعبة العظيمة تمحقُ الكفر وتُزيله وتحرقه ، فضدُّ هذه الشُّعْبة الكفر بالله - عزَّ وجلَّ - فكما أنَّ الإيمان شُعَب فالكفر كذلك، وشُعَب الإيمان الطاعات، وشُعَب الكفر المعاصي والبدع التي هي بريده، والوسيلة والطريق إليه، ولهذا كانت هذه الكلمة هي الفَيصل بين الإسلام والكفر، وبين أهل الجنة والنار، وعليها قامَ سوق الجنة والنار، وعليها انْقَسَم الخَلق إلى شَقِي وسعيد، وبها تُفتح الجنة. وهذه الكلمة العظيمة مَن قالَها، استحقَّ أُخوَّة الإيمان، وإنْ كان من أبعدِ الناس، ومن أباها استحقَّ العداوة، وإنْ كان أقربَ الناس؛ لأنَّ ذلك علا بإيمانه على كلِّ شيءٍ، فكان أقربَ من كلِّ قريب.