القصيدة تَنِمُّ عن نضوجِ صاحبها وحِكْمته ووقاره؛ بدأها بذكر المحبوبة على عادة العرب في النسيب: ثم يَنتقل إلى وصْف النَّاقة، ثم يُعاتِب إخوانه مِن بني تَغلب؛ لصلَفهم على قومه، ثم يَمدح الملك، ثم يَمدح قومَه. وضَع الحارث نُصْبَ عينَيه غرضًا في قصيدته، تمكَّن مِن الوصول إليه في دَهاء وإيماء وملَقٍ، حتَّى حكَم الملك له ولقومِه بكْر على تَغلِب. يمتاز الحارث بن حلِّزة اليَشكُريُّ بالبديهة، والارتجال وقوة الشاعريَّة، كلُّ ذلك ظهر في تلك القصيدة التي أحكم نظمَها رغم طولها، والتي اشتملتْ على كثير مِن أيام العرب ووقائعهم، حتَّى قال أبو عُمر الشَّيباني: "لو أنه قالها في حَول لم يُلَم".
معلقة الحارث بن حلزة اليشكري - ويكيبيديا
الحارث بن حلزة من شعراء العصر الجاهلي
العصر الجاهلي هو العصر السابق للإسلام، وبالرغم من أنه لا يوجد تحديد دقيق لبداية العصر، فإن أغلب المؤرخين يرجعون أول ما تداول من الشعر الجاهلي إلى 150 – 200 سنة قبل الإسلام. وقد نشأ الشعر الجاهلي في الجزيرة العربية، في بوادي نجد والحجاز والمناطق المحيطة من شمال جزيرة العربية. وكانت العرب قبل الإسلام تعد قول الشعر من المفاخر. وكان الشعر وسيلتهم الإعلامية الأولى، حيث يحتفظ الشعر الجاهلي بأخبار الحروب المشهورة في الجاهلية كداحس والغبراء، ويرسم أسلوب حياة العرب، فينقل كيف كانت تتفاخر القبائل بأنسابها، أو يتفاخر الأفراد بشجاعتهم في القتال وكرمهم في العطاء، ورصدت حتى معالم بيئتهم الجغرافية مثل حومل وعسيب وغيرها من المعالم التي ذكرت في أشعارهم. ونقلت بعض الظواهر الاجتماعية مثل ظاهرة الصعاليك، كما نقلت قصص الحب، والتمايز الطبقي والاختلافات الاجتماعية. شرح معلقة الحارث بن حلّزة. وقد كان سوق عكاظ في الجاهلية، كمهرجان يلتقي فيه الشعراء كل سنة يتنافسون في الشعر ويرون الجديد عنهم، كما احتفى العرب بمجموعة قصائد سميت المعلقات، أشهرها معلقة امرؤ القيس، ومن المعلقات كذلك معلقة الأعشى وزهير بن أبي سلمى وعنترة بن شداد.
شرح معلقة الحارث بن حلّزة
شرح البيت الثاني:
ثم بعدها يقول الشعار حزينًا أن أسماء قد أعلمته بفراقها ثم ذهبت، ويتمنى أن يعلم متى يمكن أن يتجدد بينهم اللقاء. شرح البيت الثالث:
ثم يبدأ بلومها التي ذهبت بعد أن عهدت إليهم بالبقاء بعد أن التقوا ببرقة شَمّاء وخلصاء وهي أقرب الديار لديارهم. آذنتنا ببينها اسماء. شرح البيت الرابع والخامس:
يتذكر الشاعر في البيت الرابع والخامس وعوده هو وأسماء والتي نقضت بها جميعًا بعد أن تعاهدوا على الكثير من الأشياء معًا، ولقد عزمت أسماء الفراق بعد أن تعاهدنا معًا. شرح البيت السادس:
يتعجب الشاعر من عدم وجود أسماء التي عهد إليها بالكثير من الأمور لكنه لا يمتلك إليها سبيلًا للرجوع فيقوم بالبكاء عليها، لكنه يقول أن البكاء لن يعيدها إليه، والمراد هنا أن حزنه قد أذهب عقله وإدراكه بان البكاء لن يحل الأمر، وهذا استفهام يتضمن الجحود. شرح البيت السابع:
المراد أن هندًا قد أشعلت النار بينهم بمرأى من الجميع على بقعة مرتفعة أي أن الجميع قد رأها الجميع بوضوح لكنهم تجاهلوها. شرح البيت الثامن:
ويقول الشاعر أنه قد رأى نار هند مشتعلة من مكان قريب يستطيع أن يصله، لكنه لما أراد أن يذهب إليها ابتعدت تلك المسافة ويقصد أن سبب هذا البعد هو الحروب بينه وبين قبيلة تغلب.
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة ابراهيم - الآية 7
تبدأ معلقة الحارث بن حلزة اليشكري بالأبيات الآتية:
آَذَنَتنا بِبَينِها أَسماءُ رُبَّ ثاوٍ يُمَلُّ مِنهُ الثَواءُ
آَذَنَتنا بِبَينِها ثُمَّ وَلَّت لَيتَ شِعري مَتى يَكونُ اللِقاءُ [1] [2]
شرح آذنتنا بِبَينِها أسماء رب ثاو يُمَلُّ منه الثَواءُ
يقول الحارث بن حلزة اليشكري في بداية معلقته: آَ ذَنَتنا بِبَينِها أَسماءُ رُبَّ ثاوٍ يُمَلُّ مِنهُ الثَواءُ ، ويمكن شرح هذا البيت كما يلي:
أولًا: معاني الكلمات
الإيذان: والمقصود به الإخبار أو الإعلام. البين: المقصود به الفراق. لثواء والثُويّ: يأتي هنا بمعنى الإقامة والثاوِ هو الشخص المقيم، والفعل ثوى من يثوي. معلقة الحارث بن حلزة اليشكري - ويكيبيديا. ثانيًا: شرح البيت
يقول الحارث ابن حلزة في معلقته أن أسماء قد أخبرتهم بأنها سوف تفارقهم أي أنها كانت عازمة على الفراق، ثم يقول رب ثاوٍ يمل منه الثواء أي أن أحد المقيمين قد تمل من إقامته لكن المقصود هنا أنه لن يمل من إقامة أسماء حتى وإن طالت، والتقدير هنا: رب ثاو يمل من ثوائه، ولقد بدأ الشاعر قصيدته بالتحدث عن أسماء ووقوفه على دارها ومدى حزنه لفراقها وبعدها انتقل إلى الغرض من هذه القصيدة وهو تكذيب شاعر بني تغلب عمرو بن كلثوم ولقد جرت عادة شعراء الجاهلية أن يستفتحون قصيدتهم بمثل هذا النوع من الرثاء أو الغزل ويعتمد هذا على المغزى الأصلي من القصيدة.
معلقة الحارث بن حلزة - عالم الأدب
شعراء العصر الجاهلي (400 ~ 610 ميلادية) يعدّ الشعر في العصر الجاهلي شعرًا ناضجًا من حيث اللغة ودقّة التصوير، ولا يمتدّ زمنُه لأكثر من مئتيْ عام قبل الإسلام ،خلّف لنا الشعر الجاهلي المعلقات السبع الشهيرة والتي تعتبر من روائع الشعر العربي. الشعراء المخضرمون (610 ~ 630 ميلادية) ليس هنالك فرقًا كبيرًا بين الشعر الجاهلي والشعر المخضرم حيث الإيجاز وقوة التعبير، وطريقة النظم، فالشعر المخضرم جاهلي في أصله لكنه يمتاز بتلك النفحة الدينية التي نفحه بها الإسلام بعد ظهوره. شعراء صدر الإسلام (630 ~ 662 ميلادية) هو العصر ما بين حكم الرسول والخلفاء الراشدين و بني أمية ،أحدث ظهور الإسلام تحولاً جذرياً في حياة الأمة العربية فكان لابد لهذا الحدث العظيم من أن يعكس صداه القوي في الحياة الأدبية. شعراء العصر الأموي (662 ~ 750 ميلادية) أتاح هذا العصر للشعر والأدب الازدهار والتطور بسبب وجود تغيرات كثيرة سياسية واجتماعية ودينية و نقل الأمويون حاضرة ملكهم إلى بيئة جديدة تغاير بيئة الحجاز هي الشام. شعراء العصر العباسي (750 ~ 1517 ميلادية) يعد أزهى العصور العربية حضارة ورقياً، كما أنه أطولها زمناً ، تأثر فيه الأدب بعوامل مختلفة سياسية وبيئية كان في مقدمة ما تطلع إليه بنو العباس التمركز في حاضرة جديدة بعيداً عن دمشق موطن الأمويين.
شعراء العصر الأيوبي (1174 ~ 1250 ميلادية) هو من عصور الدول المتتابعة اللغة العربية ظلت لغة رسمية للزنكيين والأيوبيين أما الإطار المكاني، فهو موطن حكم هذه الدول، وهو بلاد الشام ومصر، في المقام الأول. شعراء العصر المملوكي (1250 ~ 1517 ميلادية) من عصور الدول المتتابعة أيضا ارتبطت المناسبات التاريخية وآثار مصر في العصر المملوكي ارتباطاً وثيقاً بالشعر كما ازدهر الشعر المترجم في تلك الحقبة. شعراء العصر الأندلسي (756 ~ 1031 ميلادية) كونت صقلية مع بلاد المغرب وشمالي إفريقية والأندلس وحدة ثقافية ذات طابع خاص جوهره التراث الثقافي العربي الإسلامي، وساعد في حفظه كثرة الانتقال والاتصال. شعراء العصر العثماني (1923 ~ 1299 ميلادية) هو عصر الانحطاط الشعري للغة العربية فقد غدت التركية لغة الدولة الرسمية، تأثر بسببها الأدب العربي بعدة عوامل بالرغم من ذلك بزغ فيها شعراء وكتاب حافظوا على اللغة.
كان ضمْن وفدٍ من " بَكْرٍ "، حين ذهبوا إلى " عمرو بنِ هند " ملك الحيرة؛ ليَقضي بينهم وبين " تَغْلِب "، وكان المتحدِّث باسم قوْمه " بكر النُّعمان بن هرم اليَشكُري "، فيما كان متحدِّث تَغْلِب "عمرو بن كُلثوم " سيِّد تَغْلِب وشاعرها.
وقوله وما يخادعون قرأه نافع وابن كثير وأبو عمرو وخلف يخادعون بألف بعد الخاء وقرأه ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب ( يخدعون) بفتح التحتية وسكون الخاء. وجملة وما يخادعون إلا أنفسهم حال من الضمير في يخادعون الأول أي يخادعون في حال كونهم لا يخادعون إلا أنفسهم أي خداعهم مقصور عن ذواتهم لا يرجع شيء منه إلى [ ص: 277] الله والذين آمنوا. فيتعين أن الخداع في قوله ( وما يخادعون) عين الخداع المتقدم في قوله يخادعون الله فيرد إشكال صحة قصر الخداع على أنفسهم مع إثبات مخادعتهم الله تعالى والمؤمنين.
يخادعون الله والذين آمنوا- ما زالت سيطرة الروايات الشيطانية تتحكم في أفكار المسلمين- موقع التنوير
=========================================
بعد أن أعلمنا الله سبحانه في أوائل السورة أحوال المؤمنين، ثم بيّن أحوال الكافرين ذكر الله ـ جلّ شأنه ـ في هذه الآيات أحوال المنافقين، فهم يظهرون الإيمان ويخفون الكفر ويخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم، كما أن عقائد قلوبهم مريضة مليئة بالشكّ والريب، يدّعون الإصلاح وهم في الحقيقة مفسدون، ويزعمون الإيمان وهم في واقعهم مستهزئون. ثمّ يعلمنا سبحانه أنه يستهزئ بهم وأن تجارتهم خاسرة وأنهم في ضلال مبين. وتظهر في هذه الآيات المسائل التالية:
1. ( يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ). المخادعة من المفاعلة في لغة العرب، وهي بين طرفين يخادع كلّ منهما الآخر، فكيف يكون ذلك بين الله سبحانه والمؤمنين من جهة وبين المنافقين من جهة أخرى؟! أصل الخدع (بفتح الخاء وكسرها) هو الإخفاء والإبهام، وهذا ممكن بين المؤمنين والمنافقين فيُظهر المنافق الإسلام ويخفي الكفر عن المؤمنين، وكذلك يمكن أن يخفي المؤمن أعمالا معينة عن الكفار والمنافقين فيوري عليهم لإيهامهم بأمر كما يحدث في الحرب مثلاً "الحرب خدعة" (1) ولكن التساؤل حول مخادعة المنافقين لله سبحانه هو الذي يجب الوقوف عنده.
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة النساء - الآية 142
الخِدَاع مِن خُلُق المنافقين، وهو متأصِّل فيهم، فهم يخادعون الله ويخادعون المؤمنين، ويخادعون أنفسهم، قال تعالى: يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ [البقرة: 9] قال الشوكاني: (والمراد مِن مخادعتهم لله: أنَّهم صنعوا معه صُنْع المخادعين، وإن كان العالم الذي لا يخفى عليه شيء لا يُخْدَع. وصيغة فاعل تفيد الاشتراك في أصل الفعل، فكونهم يخادعون الله والذين آمنوا، يفيد أنَّ الله سبحانه والذين آمنوا يخادعونهم. والمراد بالمخادعة مِن الله: أنَّه لـمَّا أجرى عليهم أحكام الإسلام مع أنَّهم ليسوا منه في شيء، فكأنَّه خادعهم بذلك كما خادعوه بإظهار الإسلام وإبطان الكفر، مُشَاكَلة لما وقع منهم بما وقع منه. والمراد بمخادعة المؤمنين لهم: هو أنَّهم أجروا عليهم ما أمرهم الله به مِن أحكام الإسلام ظاهرًا، وإن كانوا يعلمون فساد بواطنهم، كما أنَّ المنافقين خادعوهم بإظهار الإسلام وإبطان الكفر. والمراد بقوله تعالى: وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم [البقرة: 9] ، الإشعار بأنَّهم لـمَّا خادعوا مَن لا يُخْدَع كانوا مخادعين أنفسهم، لأنَّ الخِداع إنَّما يكون مع مَن لا يَعْرِف البواطن.
ومن القراء من قرأ: " وما يخادعون إلا أنفسهم " ، وكلا القراءتين ترجع إلى معنى واحد.