الـفـجـر:05:15 الشروق:06:29 الـظـهر:11:52 العـصر:16:53 المـغرب:17:34 الـعشاء:18:25 الاربعاء 30 شباط
29 جمادى الأوّل - مؤسسة السبطين العالمية
الأجواء العامة
طارد العباسيون ذرية الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام وأتباعهم، ولاحقوهم على امتداد العالم الإسلامي وحاولوا استئصالهم خوفاً من ثوراتهم ومكانتهم ومدى تأثيرهم في قلوب الناس. وقد أحصي الكثير من الشهداء الذين قتلوا ابتداءً من تسلم أبي العباس السفاح السلطة وحتى وفاة الإمام موسى بن جعفر عليه السلام ، وكان أشهرهم الشهيد محمد بن عبد الله بن الحسن النفس الزكية المقتول سنة 145هـ والشهيد الحسين بن علي بن الحسن شهيد فخ الذي استشهد سنة 169هـ، بالإضافة إلى استشهاد الإمام الكاظم عليه السلام نفسه على يد هارون الرشيد سنة 183هـ بعد سنين قضاها يتنقل في سجون هذا الطاغية.
ليلة القدر فرصة للدعاء والذكر - مركز الإسلام الأصيل
ففقد الرشيد صوابه وانتفخت أوداجه وقال: لم قلت أنك أقرب إلى رسول الله منا. فقال عليه السلام: "لو بعث رسول الله حياً وخطب منك كريمتك هل كنت تجيبه إلى ذلك؟". فقال هارون: سبحان الله! وإني لافتخر بذلك على العرب والعجم. زياره الامام الباقر عليه السلام. فقال عليه السلام: "ولكنه لا يخطب مني، ولا أزوجه، لأنه والدنا لا والدكم فلذلك نحن أقرب إليه منكم". 2 - النفوذ إلى السلطة والتأثير من داخلها:
لقد استطاع الإمام أن ينفذ من خلال بعض شيعته إلى مركز القرار ليشكل عيناً تنقل التوجهات للاتقاء منها من جهة ولمحاولة التأثير على تلك القرارات من جهة أخرى، أو على الأقل خدمة المؤمنين ورفع الظلم عنهم بالقدر الممكن، ومن تلك الشخصيات علي بن يقطين، الذي كان وزيراً لهارون الرشيد، وقد قال له الإمام الكاظم عليه السلام "يا علي إن لله تعالى أولياءً مع أولياء الظلمة ليدفع بهم عن أوليائه وأنت منهم يا علي". وكان الإمام عليه السلام حريصاً على أمن علي بن يقطين وعدم كشفه من قبل هارون وأعوانه، ومرة أهدى الرشيد إلى ابن يقطين ثياباً فاخرة فيها دراعة فاخرة فقام من فوره وأهداها إلى الإمام عليه السلام فردها الإمام وكتب إليه: "احتفظ بها ولا تخرجها عنك فسيكون لك بها أن تحتاج معه إليها".
أولويات المواجهة
لقد أظهر الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام العلوم والمعارف الإسلامية الأصيلة وحددوا المناهج والاصول والمعالم، وبدأ الإمام الكاظم عليه السلام بدور اخر هو الجهاد والصراع السياسي، وبدأ بخطوات عملية في هذا الإطار، وأما الجهاد العسكري فلم تكن الأمة جاهزة لمثل هذا الخيار ولم يكن هناك الأنصار الكافين والأجواء الملائمة لمثل هذا الأمر، وهذا ما نجده في كلمته لشهيد فخ الحسين بن علي عندما راه عازماً على الخروج: "إنك مقتول فأحدّ الضراب، فإن القوم فساق يظهرون إيماناً ويضمرون نفاقاً وشركاً فإنا لله وإنا إليه راجعون وعند الله أحتسبكم من عصبة". فإن الإمام عليه السلام كان يعلم أن أي عمل جهادي مسلح لن يكتب له النجاح في الظروف الراهنة، وقد عاصر عليه السلام حكم المنصور والمهدي والهادي والرشيد. وقد ارتسم هذا العمل السياسي غير المسلح في العديد من الأمور:
1- بيان حق الإمام عليه السلام بالخلافة:
هذا البيان الذي انتقل من إطاره العلمي إلى إطار التحدي وصناعة الجو السياسي، ومما ينقل أن هارون لما زار قبر النبي صلى الله عليه وآله وقد احتفى به الأشراف والوجوه والوزراء وكبار رجال الدولة، أقبل على الضريح المقدس ووجه للنبي صلى الله عليه وآله التحية قائلاً: السلام عليك يا ابن العم، قاصداً الافتخار على من سواه برحمه الماسة من النبي صلى الله عليه وآله داعماً خلافته من خلال ذلك، وكان الإمام عليه السلام موجوداً فسلم على النبي صلى الله عليه وآله قائلاً: "السلام عليك يا أبتِ".
وبناء على هذا لا
يمكن أن يحكم الله على خاطئ بالعذاب الأبدي، ما لم يكن هذا الإنسان بكامل اختياره
قد شاء لنفسه السلوك الرديء وارتكبه، فأخذ لنفسه جزاء إرادته وعمله. وعلى قدر ما
تكون له إرادة، هكذا تكون عقوبته. ومحال أن يُعاقب
الله إنسانًا مسيرًا، لأنه ما ذنب هذا المسير؟ العقوبة بالأحرى تكون على من
سيَّره نحو الخطأ. ونفس الكلام نقوله
من ناحية الثواب. فالله يكافئ مَنْ فعل الخير باختياره، وبإرادته ورغبته
(اقرأ مقالًا آخرًا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة
والمقالات). الإنسان مخير ام مسير | فضيله الشيخ الشعراوي يُجيب - YouTube. أما
إن كان مسيرًا، فإنه لا يستحق ثوابًا. 4- وأخيرًا، نود
أن نقدم أربع ملاحظات:
أولًا:
إن الله يحث كل إنسان على الخير، ويرشده ليبعده عن الخطأ. سواء عن طريق الضمير
conscience ،
أو المرشدين والآباء والمعلمين، وبكل عمل النعمة. ومع ذلك يتركه إلى اختياره
يقبل أو لا يقبل. ثانيًا:
إن الله يتدخل أحيانًا لإيقاف شرور معينة، ويمنع من ارتكابها. وفي هذه الحالة لا
يكون فضل لمن ترك هذا الشر، ولا يكون له ثواب. هنا، من أجل
الصالح، يسيِّر الله الأمور بنفسه، أو يحوِّل الشر إلى خير. أما في باقي أمور
الإنسان العادية وتصرفاته، فهو مخير ويملك إرادته.
هل الإنسان مخير ام مسير انتداب
يقول ابن تيمية رحمه الله: "واللهُ لا يُجبِر أحدا على فعلٍ، إذ لو جَبَر لكانوا عن التكليف خارجين، كما جُبِرت الملائكة على الطاعة" [6]. وعليه فالخلط بين العلم والجبر هو مكمن الإشكال، وهنا يلزمنا الحديث أولا عن صفة العلم الإلهي، لننتقل بعدها إلى قضية كتابة الأقدار. فالعلم الإلهي علم مطلق لا تصح تسويته بالعلم البشري النسبي، "فعلم الله تعالى كامل شامل لكل صغير وكبير، وقريب وبعيد، لم يسبقه جهل، ولا يلحقه نسيان، كما قال الله تعالى عن موسى حين سأله فرعون: ما بال القرون الأولى: {قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ ۖ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى} وقال: {إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}" [7]. هل الإنسان مخير ام مسير انتداب. فكلمة شيء في هذه الآية جاءت نكرة لتفيد الاستغراق والعموم، فتدخل فيها حتى أعمال العباد المستقبلية، ولذلك نقول سَبَقَ في علم الله أنه سيقع كذا وكذا، ثم إن الله تعالى لم يجعل الشقي شقيا لأنه كتب عليه ذلك، ولكن العكس هو الصحيح، إذ إنه كتب أنه شقي لأنه عَلِمَ مُسْبقا أنه سيكون شقيا، ولأن الله إله، فيجب لزوما أن يكون علمه شاملا للماضي والحاضر والمستقبل، فإذا كان الله لا يعلم المستقبل فإنه سيكون إلها جاهلا، ناقصَ العلم، وهذا مُنتَفٍ عن الله تعالى، لأنه يسلبه صفةً ذاتية له وهي العلم.
هل الإنسان مخير أم مسير مقالة فلسفية
ثانيًا: أنَّه -عز شأنه- من خلالِ عِلمه هذا (كتَبَ) أفعال الخلائق وأقدارهم منذ خلقهم إلى قيام السَّاعة، بناءً على علمه السَّابق فقط بما ستؤول إليه أفعالُ العباد مما هو داخلٌ في صُلب اختيارهم، لا إجبارًا وسَوقًا؛ لكونِ هذا المعنى الأخير مما يطعنُ في العدالةِ الإلهية المعلوم بالعقل والفطرة نزاهتُها. ثالثًا: "المشيئة"، وتدلُّ على أن ما يقعُ من المعاصي والطاعاتِ يقع بمشيئة الله -عزَّ شأنه- لحكمةٍ يعلمها هو؛ لأن الخَلق مهما كانت لهم مشيئةٌ؛ إلاَّ أنها لا تخرج في حقيقتِها عن مشيئة الله -عز شأنه-، وبالإمكاِن الرجوع إلى هذه المقالة لتفصيل الفرق بين المشيئتين وحدودهما:.
هل الإنسان مخير ام مسير ديسمبر
ماذا عن القدر المكتوب؟
يقول قائل إن الله قال: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا} فإذاً ليست لي مشيئة مطلقة، بل أفعالي خاضعة لمشيئة الله، قدرها علينا ونحن نعيش مجبرين على تنفيذها. فهنا أيضا لدينا خلل آخر في فهم الآية، إذ أن الفهم الخاطئ يؤدي إلى هذا المعنى (وما تفعلون إلا أن يشاء الله) وهذا لم يقله الله تعالى، وإنما أثبت لنا مشيئة، وأثبت له مشيئة، "ومعنى الآية أنه لولا أن مشيئة الله شاءت أن تشاؤوا لما شئتم، أنت الآن مخير، وهذا الاختيار سبب سعادتك في الدنيا والآخرة، هذه المشيئة التي تتمتع بها أيها الإنسان لولا أن الله شاء لك أن تكون ذا مشيئة، لما كنت ذا مشيئة.. هل الإنسان مخير ام مسير 1440. " [8]. إذا فهذه المشيئة ليست مسلوبة منك، بل هي فقط منحة من الله لو لم يشأ أن يمنحك إياها ما نِلتها، وبالتالي لا تظُنَّنَّ أن الله يُسَيِّرُك بمشيئته مطلقا، فهذا مخالف لقوله تعالى في مطلع نفس الآية {وَمَا تَشَاءُونَ}. كما أن قول الله تعالى هذا شقي وهذا سعيد يُعتبر حكماً يوجدُه العلم بما سيكون، وليس حكما تُلزم به القدرةُ أن يكون، لأن علم الشيء يكون بصفة العلم، أما الإجبار عليه فيكون بصفة القدرة، ولذلك ختم الله الآية بذكر العلم لا القدرة في قوله {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا}.
هل الإنسان مخير ام مسير 1440
وأما أهل الشقاوة
فييسرون لعمل أهل الشقاوة ". ثم قرأ
{ فأما من أعطى واتقى* وصدق بالحسنى*
فسنيسره لليسرى* وأما من بخل واستغنى*
وكذب بالحسنى* فسنيسره للعسرى}
[ 92 / الليل / 5 - 10]. وفي رواية:
بهذا الإسناد في معناه. وقال: فأخذ عودا. ولم يقل:
مخصرة. وقال ابن أبي شيبة في حديثه
عن أبي الأحوص:
ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم. الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: مسلم -
المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2647
خلاصة حكم المحدث: صحيح
والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، وكلها تدل
على ما ذكرنا. والله ولي التوفيق. [1] سورة القمر الاية 49. [2] سورة الحديد الآية 22. [3] سورة التغابن الآية 11. [4] سورة يونس الآية 22. [5] سورة الليل الآيات 5 – 10. [6] سورة يونس الآية 22. [7] سورة التكوير الايتان 28 – 29. [8] سورة الأنفال الاية 67. [9] سورة النور الآية 53. [10] سورة النور الآية 30. [11] سورة النمل الآية 88. [12] سورة المدثر الآيتان 55 – 56. [13] سورة التكوير الآيتان 28 – 29. [14] سورة البقرة الآية 156. هل الإنسان مسير أم مخير - موضوع. [15] سورة الليل الآيات 5- 10. المصدر موقع الشيخ رحمه الله
11-24-2010, 08:10 PM
مشرفه الملتقى عام
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 742
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
غاليتي أم سليمان جزاااااك الله خيراااااااااااااااا رزقنا الله وإياكن أن نكون من أهل السعادة بالدنيا والآخرة آآآمين اسمحي لي بنقله لمنتدى العقيدة للفائدة
قال: وعرشه على الماء ". وبهذا يتبين لك أن القول بأن القدر خلقه الجهم بن صفوان ، قول لا أساس له من الصحة ، والقدر لا يُخلق ، بل الخلق داخل في الإيمان بالقدر. والجهم إنما غلا في إثبات القدر ، وزعم أن الناس مجبورون على أفعالهم لا اختيار لهم وهو قول باطل. هل الإنسان مخير أم مسير مقالة فلسفية. والذي عليه أهل السنة والجماعة أن العبد له مشيئة واختيار ، ولهذا يثاب ويعاقب ، ولكن مشيئته تابعة لمشيئة الله تعالى ، فلا يقع في الكون شئ لا يريده الله. فما قاله البعض من أن لدينا الخيار في الطريق الذي نسلكه ولكن الذي سوف تجده في نهاية هذا الطريق قد قدره الله لك، قول صحيح. قال الله تعالى: ( إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً) الانسان / 3, وقال: ( وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ) البلد / 10
وقال:)وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُر) الكهف / 29
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مبينا مذهب أهل السنة في أفعال العباد: ( والعباد فاعلون حقيقة ، والله خالق أفعالهم. والعبد هو المؤمن والكافر والبر والفاجر والمصلي والصائم. وللعباد قدرة على أعمالهم ، ولهم إرادة ، والله خالق قدرتهم وإرادتهم ، كما قال تعالى " لمن شاء منكم أن يستقيم.
ولا يجب أيضا إغفال جانب الحكمة، فهي من الأمور الواسعة التي أظهر الله بعضها لعباده وأخفى بعضها، يقول ويليام هاسكر: "إن الحكمة البشرية أضأل من أن تحيط بجميع فعل الله، وذاك هو الفرق بين حكمة المحدود، ضيِّق الآفاق، وحكمة من لا يحده زمان ولا جهة نظر" [9]. تساؤلات..!! نطرح سؤالا هنا، شخص ظلم شخصا ثانيا ظلما شنيعا، واعتذر للقاضي بأنه مجبور وأن الله قدَّر عليه هذا الفعل، هل اعتذاره هذا مقبول يرفع عنه استحقاق العقاب؟
ثم لنفرض أن الشخص الثاني بدوره ظلم الشخص الأول، فهل سيقبل منه العذر الذي اعتذر به سالفا؟ أم أنه سيجره إلى القضاء..!! سؤال آخر: شخص خُيِّرَ من أجل قضاء العطلة الصيفية بين بلدين أحدهما آمنٌ مطمئن فيه أنواع من المآكل والمشارب والنِّعَم، والثاني بلد خائف قلق، فيه أنواع من البؤس والشقاء، فبَدَهِيٌّ أنه سيختار البلد الأول دون الثاني، فلماذا إذا لا يختار الثاني ثم يحتج بالقدر، أم أنه يسعى ويتحرى لاختيار الأفضل في الدنيا، ولا يتحرى ذلك فيما يتعلق بالآخرة.. ؟!! بحجة القدر..!! [10]. سؤال آخر يطرحه د. أحمد إبراهيم في كتابه "اختراق عقل": في حياتنا نحن البشر وبعلمنا القاصر يمكننا أن نتوقع ونعلم أشياء في المستقبل وتقع رغم أننا لم نجبرها على الوقوع، فإذا كان هذا بالنسبة لتقديراتنا وعلمنا نحن كبشر مخلوقين ومحدودين، فما بالنا بتقدير وعلم الله تعالى المحيط؟ [11].