كتب عمر رضي الله عنه إلى سعد بن أبي الوقاص رضي الله عنه: يا سعد ، إن الله إذا أحبّ عبداً حبّبه إلى خلقه، فاعتبر منزلتك من الله بمنزلتك من الناس، واعلم أن ما لَكَ عند الله مثل ما لله عندك. كنتم أذل الناس، فأعزّكم الله برسوله، فمهما تطلبوا العز بغيره يذلّكم الله. لا يعجبكم من الرجل طنطنته، ولكن من أدّى الأمانة وكفّ عن أعراض الناس، فهو الرجل. سأل عمر رضي الله عنه رجلاً عن شيء، فقال: الله أعلم، فقال عمر لقد شقينا إن كنا لا نعلم أن الله أعلم!! لقب الخليفة عمر ابن الخطاب رضي الله عنه - موج الثقافة. إذا سئل أحدكم عن شيء لا يعلمه، فليَقل: لا أدري. مَن كَتم سره كان الخيار بيده. من كَثر ضحكه قلّت هيبته، ومن مَزح استخف به، ومن أكثر من شيء عرف به، ومن كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه قل حياؤه، ومن قل حياؤه قل ورعه، ومن قل ورعه مات قلبه. لا تتعلم العلم لثلاث ولا تتركه لثلاث، لا تتعلمه لتماري به ولا لتباهي به، ولترائي به، ولا تتركه حياء في طلبه ولا زهادة فيه، ولا رضا بالجهل به. لو ماتت شاة على شط الفرات ضائعة لظننت أن الله تعالى سائلي عنها يوم القيامة. ليس العاقل الذي يعرف الخير من الشر، ولكنه الذي يعرف خير الشرّين. أغمِضْ عن الدُّنيا عينَكَ، وولِّ عنها قَلبَكَ، وإيَّاكَ أن تُهلككَ كمَا أهلكَت مَن كان قَبلكَ، فقد رأيتُ مصَارعَها، وعاينتُ سوءَ آثارِهَا على أهلها، وكيف عَريَ مَن كَسَت، وجَاعَ مَن أطعمت، ومات مَن أحيت.
- لقب الخليفة عمر ابن الخطاب رضي الله عنه - موج الثقافة
- فضل صيام التطوع هو صيام
- فضل صيام الستة من شوال
- فضل صيام الست من شوال
- فضل صيام التطوع
لقب الخليفة عمر ابن الخطاب رضي الله عنه - موج الثقافة
قال رَجل لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، إنّ فلان رجل صدق، فقال له: هل سافرت معه؟ قال: لا، قال: فهل كانت بينك وبينهُ معاملة؟ قال: لا، قال: فهل ائتمنته على شيء؟ قال: لا، قال: فأنت الذي لا علم لك به، أراك رأيته يرفع رأسه ويخفضه في المسجد. قال عمر رضي الله عنه: لو نادى مُنادٍ من السماء: أيها الناس، إنكم داخلون الجنة كلّكم أجمعون إلّا رجلاً واحد، لخفت أن أكون هو، ولو نادى منادٍ: أيها الناس، إنّكم داخلون النار إلا رجلاً واحداً، لرجوت أن أكون هو. ترك الخطيئة خير من مُعالجة التوبة. قال عمر رضي الله عنه: الأمور الثلاثة: أمر استبان رشده فاتبعه، وأمر استبان ضره فأجتنبه، وأمر أشكل أمره عليك، فردّه إلى الله. أعقل الناس أعذرهم للناس. اعرف عدوك، واحذر صديقك إلّا الأمين. لا يترك الناس شيئا من أمر دينهم لاصطلاح دنياهم، إلّا فتح الله عليهم ما هو أضر منه. إذا سَمعت الكلمة تؤذيك، فطأطئ لها حتى تتخطاك. أصلحوا سرائركم تصلح علانيتكم. لا خير في قوم ليسوا بناصحين، ولا خير في قوم لا يُحبون الناصحين. لكل صارم نبوة، ولكل جواد كبوة، ولكل عالم هفوة. قال عمر رضي الله عنه: إن الحِكمة ليست عن كبر السن، ولكن عطاء الله يعطيه من يشاء.
تعلّمو المِهنة فإنّه يوشك أن يَحتاج أحدكم إلى مِهنته. إذا كان الشغل مجهدة فإن الفراغ مَفسدة. عليك بالصدق وإن قتلك. من اتّقى اللهَ وقاه، ومن توكل عليه كفاه. لا تتكلم فيما لا يعنيك، واعتزل عدوك، واحذر صديقك إلا الأمين، ولا أمين إلا من يَخشى الله عز وجل، ولا تمشِ مع الفاجر فيعلّمك، ولا تطلعه على سرك، ولا تشاور في أمرك إلا اللذين يخشون الله عز وجل. حمل عمر بن الخطاب رضي الله عنه قربة على عنقه، فقيل له في ذلك فقال: إن نفسي أعجبتني ، فأردت أن أذلها. لا يقعدنّ أحدكم عن طلب الرزق وهو يقول اللّهم أرزقني، فقد علمتم أن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضه. مَكسبة فيها بعض الدناءة خيرٌ من مساءلة الناس. عليكم بذكر الله تعالى فإنّه دواء، وإيّاكم وذكر الناس فإنّه داء. من عرّض نفسه للتهمة، فلا يلومنّ من أساء الظن به. كان عمر رضي الله عنه إذا رأى أحداً يطأطئ عنقه في الصلاة يضربه بالدرة، ويقول له: ويحك، إن الخشوع في القلب. العلم بالله يُوجب الخضوع والخوف، وعدم الخوف دليل على تعطيل القلب من المعرفة، والخوف ثمرة العلم، والرجاء ثمرة اليقين، ومن طمع في الجنة اجتهد في طلبها، ومن خاف من النار اجتهد في العرب منها. ما ندمت على سكوتي مرة، لكنني ندمت على الكلام مراراً.
[٦]
"ْمَن صامَ رمضانَ، وسِتًّا من شوَّالٍ، فكأنَّما صامَ السَّنةَ كلَّها". [٧] حديث في إسناده ضعف، صحيح لغيره، أخرجه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده، وأخرجه المحقق شعيب الأرنؤوط في تخريج المسند وحكم بأنّه صحيح لغيره، من طريق جابر بن عبدالله. [٨]
" مَنْ صام رمضانَ وأتبَعه بستٍّ مِنْ شوالٍ فكأنَّما صام الدَّهْرَ". [٩] حديث صحيح، أخرجه الإمام مسلم في صححه، وكثرت طرقه حتى وصل للتواتر، من طريق أبي أيّوب الأنصاريّ. [١٠]
"من صامَ ستَّةَ أيَّامٍ بعدَ الفطرِ متتابعةً فكأنَّما صامَ السَّنةَ كلَّها". [١١] حديث منكر، رواه الطبرانيّ في المعجم الأوسط، لا يصحّ الاستشهاد به، من طريق أبي هريرة رضي الله عنه. [١٢]
"من صامَ رمضانَ وأتبعَهُ ستًّا من شوَّالٍ صامَ السَّنةَ كلَّها". [١٣] حديث متروك، ففي سنده يحيى بن سعيد وهو راوٍ متروك، من طريق الصحابييْن؛ عبد الله بن عبّاس وجابر بن عبدالله رضي الله عنهما. [١٤]
"مَن صام رمَضانَ وأتبَعه سِتًّا مِن شوَّالٍ خرَج مِن ذُنوبِه كيومَ ولَدَتْه أُمُّه". [١٥] حديث موضوع، أخرجه الطبراني في المعجم الاوسط، من طريق ابن عمر. [١٢] فضل صيام الست من شوال:
اتباع المسلم صيام رمضان بصيام ست أيام من شهر شوّال، يعادل في الأجر والثواب كصيام الدهر كلّه، وزيادة خير على تكفير ذنوب العبد ما بيْن الرمضانيْن، فجعل الله تعالى صيام الستّ من شوال زيادة في الخير والأجر والفضل من الله تعالى.
فضل صيام التطوع هو صيام
فضل صيام الست من شوال: صيام الست من شوال بعد رمضان فرصة غالية يستغلها المؤمن، هناك يقف الصائم على أعتاب طاعة أخرى بعد أن فرغ من صيام رمضان، وقد حرَّض النبي صلى الله عليه وسلم أمَّته على صيام الست، وحثَّهم بأسلوب يرغِّبهم، ويشوِّقهم إلى الاهتمام بهذا الصيام؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « مَن صام رمضان ثم أتبعه ستًّا من شوال، كان كصيام الدهر » "[1]. إن الصيام الست من شوال هو دليل على شكر الصائم لربه عز وجل على توفيقه بطاعة ربه في رمضان، وزيادة في الخير؛ ودليل على حب العبد لطاعات الرب، ورغبته في المواصلة في طريق الأعمال الصالحات.
فضل صيام الستة من شوال
صيام الست من شوال: فضائل وأحكام
رفيع الدين حنيف القاسمي إن الله عز وجل شرَع العبادات والطاعات لأجل تزكيةِ النفس وطهارتها، كلما ازداد المؤمن في الطاعات كان أكثر صلاحًا وتقربًا إلى الله عز وجل، وكلما ازداد في المعاصي كان أغلط قلبًا. موسم الطاعات والعبادات يأتي من حين لآخر، فما إن ينتهي رمضان، حتى يحل بنا شهرُ شوال، وهو أيضًا شهر مبارك، وهو شهر طاعة، فهو بداية أشهر الحج، وفيه صيام الست، فعلى المسلم أن يصوم ستة أيام من هذا الشهر؛ نظرًا لأهمية هذا الصيام الثابثة بالأحاديث الصحيحة الواردة فيه، ولذا يُشرَع للمسلم صيام ستة أيام من شوال بعد رمضان، فهو سنة مستحبَّة غير واجبة، فضلها عظيم وأجرها جسيم. يعلم كل مسلم أن الصوم من العبادات التي تُطهر القلوب مِن أدرانها، وتزكي النفس من أضرارها، وتشفيها من أمراضها، ولذا فرض الله عز وجل صيام رمضان؛ لكي تطهر القلوب وتزكَّى النفوس، فما إن انتهى صيام رمضان، حتى حث النبي صلى الله عليه وسلم أمَّته على صيام الست من شوال، لأهميتها وفضلها زيادة على صيام رمضان. فضل صيام الست من شوال: صيام الست من شوال بعد رمضان فرصة غالية يستغلها المؤمن، هناك يقف الصائم على أعتاب طاعة أخرى بعد أن فرغ من صيام رمضان، وقد حرَّض النبي صلى الله عليه وسلم أمَّته على صيام الست، وحثَّهم بأسلوب يرغِّبهم، ويشوِّقهم إلى الاهتمام بهذا الصيام؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن صام رمضان ثم أتبعه ستًّا من شوال، كان كصيام الدهر"[1].
فضل صيام الست من شوال
تصدرت صلاة القيام اهتمام الكثير من العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم، ولكن ماهي صلاة القيام وكيف نقوم بها، وعدد ركعاتها؟ سنتعرف عن المزيد عن صلاة القيام خلال السطور القادمة. صلاة القيام
نقل الصحابة عن كيفية قيام النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان يصلي مثنى مثنى، أي يسلم بعد كل ركعتين، وأكثر ما صلاّه النبي صلى الله عليه وسلم في قيام الليل ثلاث عشرة ركعة، أو بإحدى عشرة ركعة ويسلم بعد كل اثنتين، ولا حرج إن زاد على ذلك أو قل.
فضل صيام التطوع
إنّ صيام هذه الست بعد رمضان دليل على شُكر الصّائم لربّه تعالى على توفيقه لصيام رمضان، وزيادة في الخير، كما أنّ صيامها دليل على حبّ الطّاعات ورغبة في المواصلة في طريق الصّالحات. وقد أمر الله سبحانه وتعالى عباده بشُكر نِعمة صيام رمضان بإظهار ذِكْره، وغير ذلك من أنواع شُكره، فقال تعالى: "وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" البقرة:185، فمَن جملة شكر العبد لربّه على توفيقه لصيام رمضان وإعانته عليه ومغفرة ذنوبه أن يصوم له شُكرًا عقيب ذلك. غير أنَّ السّادة المالكية كرّهوا صيامها في حقّ مَن يقتدى به، ومَن يخاف عليه اعتقاد وجوبها إن صامها متّصلة برمضان متتابعة مُظهرًا لها معتقدًا سنّية اتصالها. جاء في حاشية الإمام الدسوقي على الشّرح الكبير: "فيُكره لمقتدى به، ولمَن خاف عليه اعتقاد وجوبها إن صامها متّصلة برمضان متتابعة وأظهرها أو كان يعتقد سنية اتصالها". وأمّا عن صيام الستّ من شوال لمَن عليه قضاء، فالأفضل له أن يقضي ما عليه من الأيّام قبل أن يتنفّل، ويجوز له أن يقدّم صيام الست على القضاء لأنّ قضاء رمضان على التّراخي، ويجوز له أن يجمَع بين نية القضاء وصيام الست من شوال بشرط أن تكون نية القضاء هي الأصل، قال الشيخ الدردير في الشرح الكبير على مختصر الشيخ خليل: "وندب تعجيل القضاء لما فات من رمضان لأنّ المبادرة إلى الطّاعة أولى، وإبراء الذمّة من الفرائض أولى من النافلة".
اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وكلماتك التامّاتِ ما علمنا منها وما لم نعلم أن تغفرَ لنا ولأحبابنا أبداً وللمسلمين كلَّ ذنب، وتستر لنا كلَّ عيب، وتكشف عنا كلَّ كرب، وتصرف وترفع عنا كلَّ بلاء، وتُعافينا من كلِّ محنةٍ وفتنةٍ وشِدَّةٍ في الدارين، وتقضي لنا كلَّ حاجةٍ فيهما، يا من هو الله الذي لا إله إلّا هو، يا عالِم الغيب والشَّهادة سبحانك لا إله إلاّ أنت يا ذا الجلال والإكرام، أسألك باسمك الأعلى الأعزِّ الأجلِّ الأكرم، يا ذا الجلال والإكرام، والمواهب العظام.
يقول الإمام النووي مبينًا الأمر في هذا الصدد: قوله صلى الله عليه وسلم: "من صام رمضان ثم أتبعه ستًّا من شوال، كان كصيام الدهر" - فيه دلالة صريحة لمذهب الشافعي وأحمد وداود وموافقيهم في استحباب صوم هذه الست، وقال مالك وأبو حنيفة: يُكره ذلك؛ قال مالك في الموطأ: "ما رأيتُ أحدًا من أهل العلم يصومها". قالوا: فيكره؛ لئلا يُظَنُّ وجوبُه، ودليل الشافعي وموافقيه هذا الحديث الصحيح الصريح، وإذا ثبتت السنة لا تُترك لترْك بعض الناس أو أكثرهم أو كلهم لها، وقولهم: قد يُظَنُّ، يُنتقَض بصوم عرفة وعاشوراء وغيرهما من الصوم المندوب؛ قال أصحابنا: والأفضل أن تصام الست متوالية عقب يوم الفطر؛ فإن فرَّقها أو أخَّرها عن أوائل شوال إلى أواخره، حصَلت فضيلة المتابعة؛ لأنه يصدق أنه أتبعه ستًّا من شوال، قال العلماء: وإنما كان ذلك كصيام الدهر؛ لأن الحسنة بعشر أمثالها، فرمضان بعشرة أشهر، والست بشهرين[8]. يقول ملا علي القاري مبينًا معنى الحديث في ضوء قول الطيبي رحمه الله: "لأنه صيام الدهر حكمًا بناءً على أن الحسنة بعشر أمثالها، كما بيَّنه خبر النسائي بسند حسن: صيام شهر رمضان بعشرة أشهر، وصيام ستة أيام بشهرين، فذلك صيام السنة"[9].