عــن ســفيان بــن عبــدالله رضي الله عنه قــال: قلــت يــا رســول الله، قــل لي في الإســلام قــولا لا أسأل عنه أحدا غيرك؟فقال صلى الله عليه وسلم: «قل آمنت بالله ثم استقم»
قال تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} [فصلت:30] الحديث: عــن ســفيان بــن عبــدالله رضي الله عنه قــال: قلــت يــا رســول الله، قــل لي في الإســلام قــولا لا أسأل عنه أحدا غيرك؟فقال صلى الله عليه وسلم: « قل آمنت بالله ثم استقم » (1). المعنى: الاستقامة: هي لزوم طاعة الله تعالى. قـال القـاضي عيـاض رحمه الله: هـذا مـن جوامـع كلمـه صلى الله عليه وسلم ، وهـو مطابـق لقولـه تعـالى: { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} [فصلـت: 30] أي: وحـدوا الله وآمنـوا بــه، ثــم اســتقاموا فلــم يحيــدوا عــن التوحيــد، والتزمــوا طاعتــه ســبحانه وتعــالى إلى أن توفـوا علـى ذلـك، وعلـى مـا ذكرنـاه أكثـر المفســرين مـن الصحابـة فمـن بعدهـم، وهـو معنـى الحديـث إن شـاء الله تعـالى.
حديث قل أمنت بالله ثم استقم - جامع العلوم والحكم
#قناة السنة النبويةحديث الرسول صلى الله عليه وسلم في النهي عن الخصام بين المؤمنين أكثر من ثلاث أيام - فيديو Dailymotion
Watch fullscreen
Font
#قناة السنة النبويةحديث الرسول صلى الله عليه وسلم في النهي عن الخصام بين المؤمنين أكثر من ثلاث أيام - فيديو Dailymotion
شرح الأربعين النووية
حديث (قُل: آمنتُ باللهِ ثم استقم)
عن أبي عمرٍو - وقيل: أبي عمرة - سفيان بن عبدالله الثقفي رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولًا لا أسأل عنه أحدًا غيرك، قال: ((قُل: آمنتُ بالله، ثمَّ استقم))؛ رواه مسلم. ترجمة الراوي:
سفيان بن عبدالله بن أبي ربيعة بن مالك بن حطيط الثقفي الطائفي، له صحبة ورواية، وكان عاملًا لعمر بن الخطاب رضي الله عنه على الطائف، استعمله إذ عزل عثمان بن أبي العاص عنها، ونقل عثمان إلى البحرين، روى عنه أبناؤه عاصم وعبدالله وعلقمة وعمرو وأبو الحكم، وابن ابنه محمد، ومروياته خمسة أحاديث [1]. منزلة الحديث:
• هذا الحديث موقعه عظيم، وهو من بديع جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم؛ فإنه جمع لهذا السائل في هاتين الجملتين جميع معاني الإسلام [2]. • قال الأُبِّي رحمه الله: كان من جوامعه؛ لأنه أجمل فيه ما فصله في ثلاث وعشرين سنة [3]. #قناة السنة النبويةحديث الرسول صلى الله عليه وسلم في النهي عن الخصام بين المؤمنين أكثر من ثلاث أيام - فيديو Dailymotion. • قال القاضي عياض رحمه الله: هذا من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم، وهو مطابق لقوله تعالى: ﴿ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا ﴾ [فصلت: 30] [4]. • قال المناوي رحمه الله: وهذا من بدائع جوامع الكلم؛ فقد جمعتا جميع معاني الإيمان والإسلام؛ اعتقادًا، وقولًا، وعملًا [5].
أما البعيد عن ربه -تبارك وتعالى، وعن الاستقامة فمثل: السمكة التي طلعت من الماء، ثم بعد ذلك ما يلبث أنه ينتهي إلى أمراض نفسية، ومشاكل، وانتحار، أو عُقَد، ومصائب، وأمراض، وبلايا، وتظلم الدنيا في عينيه، وأنت تعرف هذا حتى في وجهه، -نسأل الله العافية، نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من السعداء، ووالدينا، وإخواننا المسلمين، وأن يصلح حالنا، وأن يجعلنا من أوليائه، وأهل قربه، وعتقائه من النار، والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه. سبق تخريجه. أخرجه البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب الحراسة في الغزو في سبيل الله، رقم: (2887).
ثم أمر من لم يجد ما يتزوج به أن يستعفف و يصبر حتى يرزقه الله من فضله, و أمر بمساعدة العبيد على التحرر من الرق كما نهى عن تحريض الإماء على البغاء حفظاً لكرامتهن و حتى لا تنتشر الرذيلة في المجتمع.
إعراب قوله تعالى: وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله الآية 32 سورة النور
وقد قيل: يغنيه ؛ أي يغني النفس. وفي الصحيح ليس الغنى عن كثرة العرض إنما الغنى غنى النفس. وقد قيل: ليس وعد لا يقع فيه خلف ، بل المعنى أن المال غاد ورائح ، فارجوا الغنى. وقيل: المعنى يغنهم الله من فضله إن شاء ؛ كقوله تعالى: فيكشف ما تدعون إليه إن شاء ، وقال تعالى: يبسط الرزق لمن يشاء. وقيل: المعنى إن يكونوا فقراء إلى النكاح يغنهم الله بالحلال ليتعففوا عن الزنا. السابعة: هذه الآية دليل على تزويج الفقير ، ولا يقول كيف أتزوج وليس لي مال ؛ فإن رزقه على الله. وقد زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - المرأة التي أتته تهب له نفسها لمن ليس له إلا إزار واحد ، وليس لها بعد ذلك فسخ النكاح بالإعسار ؛ لأنها دخلت عليه ؛ وإنما يكون ذلك إذا دخلت على اليسار فخرج معسرا ، أو طرأ الإعسار بعد ذلك لأن الجوع لا صبر عليه ؛ قاله علماؤنا. إعراب قوله تعالى: وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله الآية 32 سورة النور. وقال النقاش: هذه الآية حجة على من قال: إن القاضي يفرق بين الزوجين إذا كان الزوج فقيرا لا يقدر على النفقة ؛ لأن الله تعالى قال: يغنهم الله ولم يقل يفرق. وهذا انتزاع ضعيف ، وليس هذه الآية حكما فيمن عجز عن النفقة ، وإنما هي وعد بالإغناء لمن تزوج فقيرا. فأما من تزوج موسرا وأعسر بالنفقة فإنه يفرق بينهما ؛ قال الله تعالى: وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته.
وقوله: ﴿ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ ﴾؛ أي: والذين يطلبون المكاتبة من عبيدكم وإمائكم، فكاتبوهم إن تبيَّنتم فيهم رشدًا وسدادًا، وعاونوهم ولو من زكاة أموالكم. والمخاطب بقولهم: ﴿ فَكَاتِبُوهُمْ ﴾ سادة العبيد. وقد اختلف في محمل الأمر:
فقال عكرمة، وعطاء الخراساني، ومسروق، وعمرو بن دينار، والضحاك بن مزاحم، وداود الظاهري: إنه للوجوب؛ لظاهر الأمر، وقد أُثر هذا عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أيضًا، كما يدل لذلك قصة سيرين مع أنس رضي الله عنه، وهذا هو القول القديم من قولي الشافعي. وذهب أكثر الأئمة إلى أن الأمر هنا للاستحباب؛ بدعوى أن الإجماع مُنعَقِد على أن العبد لو سأله أن يبيعه من غيره لم يلزمه ذلك، ولو ضوعف له الثمن؛ ولأنه لو قال لسيده: دبِّرني أو أعتقني أو زوجني - لم يلزمه ذلك بالإجماع، فكذلك الكتابة؛ لأنها عقد معاوضة فلا تصح إلا عن تراضٍ. كما أن قوله: ﴿ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا ﴾ يرشد إلى ذلك؛ لأنه علَّقه على أمر باطن، وهو علم السيد بالخيرية، فلا يجبر عليه لو قال: لا أعلم فيه خيرًا.