المقصود بقوله تعالى: (لا أعبد ما تعبدون) والحكمة من تكرار الخطاب في السورة
الشيخ عبد الحي يوسف: ثم ما المقصود بـ لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ [الكافرون:2]؟ الشيخ محمد الخضيري: أي: ليس هناك التقاء بيني وبينكم، فأنا لا يمكن في حال من الأحوال أن أعبد معبوداتكم؛ لأن هذا يتعارض جملةً وتفصيلاً مع أصل الدين الذي بعثت به، وهو التوحيد الخالص لله رب العالمين، وأنتم لا يمكن أن تعبدوا إلهي ما دمتم مقرين لهذه الأصنام بأن لها حقاً في الألوهية. الكافرون الآية ١Al-Kafirun:1 | 109:1 - Quran O. ثم يعاد الخطاب مرةً ثانية وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدتُّمْ * وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ [الكافرون:4-5]. طبعاً مثلما تفضلتم فضيلة الشيخ في أول الحديث، حيث قلتم: إن هذا التكرار لتأكيد الأمر، ولأجل أن يفهم المسلم أنه لا يوجد نقطة التقاء بين الشرك والتوحيد، وأنه لا يوجد علاقة بين هذا وهذا، بل كل منهما متجه في اتجاه، وهما دائماً متضادان متوازيان لا يلتقيان. الفرق بين الآيتين الأوليين من سورة الكافرون وبين الآيتين الأخريين
الشيخ محمد الخضيري: يأتي السؤال هنا: ما الفرق بين الآيتين الأوليين والآيتين الأخريين؟ شيخ الإسلام ابن تيمية وكثير من المفسرين تكلموا في هذا، وجملة الكلام أنها للتأكيد بلا شك، لكن كيف جاء هذا التأكيد؟ شيخ الإسلام قال: الأولى للحاضر والمستقبل، فلا أعبد الآن ولا فيما يستقبل للزمان ما تعبدونه أنتم، ولا أنتم عابدون ما أعبده، فلن يقع ذلك ما دمتم على هذا الكفر.
قراءة سورة الكافرون مكتوبة كاملة بخط كبير
[2] وتسمى أيضاُ ( المقشقشة) و( العبادة) و( الإخلاص)، [3] وتعتبر هذه السورة من حيث المقدار من السور المفصلات ، أي: السور التي لها آيات متعددة وصغيرة. [4]
ترتيب نزولها
سورة الكافرون، من السور المكية ، [5] ومن حيث الترتيب نزلت على النبي (ص) بالتسلسل (18)، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء (30) بالتسلسل (109) من سور القرآن. [6]
معاني مفرداتها
أهم المعاني لمفردات السورة:
(الْكَافِرُونَ): الكفر: لغة معناه الستر، وكفر النعمة: سترها بعدم أداء شكرها، والكفر أيضاً: جحود الوحدانية أو الشريعة أو النبوة. (أَعْبُدُ): العبودية: إظهار التذلل، والعبادة أبلغ منها؛ لأنها غاية التذلل، ولا يستحقها إلّا من له غاية الإفضال وهو الله تعالى. (دِينُكُمْ): جزاءكم، أو ملتكم. [7]
محتواها
قال المفسرون: من لحن السورة نفهم أنّها نزلت في زمان كان المسلمون في أقلية، والكفار أكثرية، والنبي يعاني من الضغوط التي تطلب منه، أي: أن يهادن المشركين ، وكان النبي يعلن صموده وإصراره على المبدأ. ففي هذا درس وعبرة لكل المسلمين أن لا يساوموا أعداء الإسلام في مبادئ الدين مهما كانت الظروف. قراءة سورة الكافرون مكتوبة كاملة بخط كبير. وفي هذه السورة تكرر مرّتين نفي عبادة الإنسان المسلم لما يعبده الكافرون ، وهو تأكيد يستهدف بّث اليأس في قلوب الكافرين، كما تكرر مرتين نفي عبادة الكافر لما يعبده المسلمون من إله واحد أحد.
الكافرون الآية ١Al-Kafirun:1 | 109:1 - Quran O
قال: " إذا أخذت مضجعك من الليل فاقرأ: " قل يا أيها الكافرون " فإنها براءة من الشرك ". وروى الطبراني من طريق شريك ، عن جابر ، عن معقل الزبيدي ، عن [ عباد أبي الأخضر ، عن خباب] أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه قرأ: " قل يا أيها الكافرون " حتى يختمها. هذه السورة سورة البراءة من العمل الذي يعمله المشركون ، وهي آمرة بالإخلاص فيه ، فقوله: ( قل يا أيها الكافرون) شمل كل كافر على وجه الأرض ، ولكن المواجهين بهذا الخطاب هم كفار قريش. وقيل: إنهم من جهلهم دعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عبادة أوثانهم سنة ، ويعبدون معبوده سنة ، فأنزل الله هذه السورة ، وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم فيها أن يتبرأ من دينهم بالكلية ،
وعبادة الله، لا يمكن أن تكون إلا خالصة، فعن أَبي هريرة - رضي الله عنه - قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: ( قَالَ الله تَعَالَى: أنَا أغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ ، مَنْ عَمِلَ عَمَلاً أشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ) رواه مسلم. ( وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ): جاءت هنا بصيغة، الجملة الاسمية الدالة على الثبوت، وفي الآية الثانية من السورة، جاءت بصيغة الجملة الفعلية. فقوله ( وَلَا أَنَا عَابِدٌ) يعني في المستقبل، والمعنى: اقطعوا الأمل! لا أوافقكم على عبادتكم، لا في الماضي، ولا في الحاضر، ولا في المستقبل. ( وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ) يعني: أنكم أنتم أيضا،لا في الحال، ولا المستقبل، تعبدون ما أعبد، ما دمتم مستمرين، على الشرك. ( لَكُمْ دِينُكُمْ) وهو دين الشرك. ( وَلِيَ دِينِ) وهو دين الإسلام، والتوحيد. هكذا، بحذف الياء، باتفاق القراء السبعة، وإن كان غير السبعة، قد أثبتها، فقرأ: (ديني)
ولو تأملنا في هذه السورة، لوجدنا فيها تكرارًا، وهذا التكرار، في الحقيقة، ليس متطابقًا، بل جاء مرة، بالجملة الفعلية: ( لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ)، ومرة، بالجملة الاسمية: ( وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ)، (وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ) والجملة الاسمية، تدل على: الثبوت، والاستمرار.
دعوت ربك على أربد حتى قتلته; والله لأملأنها عليك خيلا جردا ، وفتيانا مردا; فقال - عليه السلام -: يمنعك الله من ذلك وأبناء قيلة يعني الأوس والخزرج; فنزل عامر بيت امرأة سلولية; وأصبح وهو يقول: والله لئن أصحر لي محمد وصاحبه - يريد ملك الموت - لأنفذتهما برمحي; فأرسل الله ملكا فلطمه بجناحه فأذراه في التراب; وخرجت على ركبته غدة عظيمة في الوقت; فعاد إلى بيت السلولية وهو يقول: غدة كغدة البعير ، وموت في بيت سلولية; ثم ركب على فرسه فمات على ظهره). ورثى لبيد بن ربيعة أخاه أربد فقال: يا عين هلا بكيت أربد إذ قم نا وقام الخصوم في كبد أخشى على أربد الحتوف ولا أرهب نوء السماك والأسد فجعني الرعد والصواعق بالفا رس يوم الكريهة النجد وفيه قال: إن الرزية لا رزية مثلها فقدان كل أخ كضوء الكوكب يا أربد الخير الكريم جدوده أفردتني أمشي بقرن أعضب وأسلم لبيد بعد ذلك - رضي الله عنه -. مسألة: روى أبان عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا تأخذ الصاعقة ذاكرا لله - عز وجل -. التفريغ النصي - تفسير سورة الرعد _ (4) - للشيخ أبوبكر الجزائري. وقال أبو هريرة - رضي الله عنه -: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا سمع صوت الرعد يقول: سبحان من يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته وهو على كل شيء قدير فإن أصابته صاعقة فعلي ديته.
التفريغ النصي - تفسير سورة الرعد _ (4) - للشيخ أبوبكر الجزائري
فقالوا: من أين علمتم فقالوا: أوحى الله إلى النبي صلى الله عليه وسلم: ( ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله). ( وهو شديد المحال) قال علي رضي الله عنه: شديد الأخذ. وقال ابن عباس: شديد الحول. وقال الحسن: شديد الحقد. وقال مجاهد: شديد القوة. وقال أبو عبيدة: شديد العقوبة. وقيل: شديد المكر. والمحال والمماحلة: المماكرة والمغالبة.
قال: فذهب إليه فقال: يدعوك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له: من رسول الله ؟ وما الله ؟ أمن ذهب هو ؟ أم من فضة هو ؟ أم من نحاس هو ؟ قال: فرجع إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره ، فقال: يا رسول الله ، قد أخبرتك أنه أعتى من ذلك ، قال لي كذا وكذا. فقال: " ارجع إليه الثانية ". أراه ، فذهب فقال له مثلها. فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ، قد أخبرتك أنه أعتى من ذلك. قال: " ارجع إليه فادعه ". فرجع إليه الثالثة. قال: فأعاد عليه ذلك الكلام. ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته. فبينا هو يكلمه ، إذ بعث الله ، عز وجل ، سحابة حيال رأسه ، فرعدت ، فوقعت منها صاعقة ، فذهب بقحف رأسه فأنزل الله: ( ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال) ورواه ابن جرير ، من حديث علي بن أبي سارة ، به ورواه الحافظ أبو بكر البزار ، عن عبدة بن عبد الله ، عن يزيد بن هارون ، عن ديلم بن غزوان ، عن ثابت ، عن أنس ، فذكر نحوه. وقال: حدثنا الحسن بن محمد ، حدثنا عفان ، حدثنا أبان بن يزيد ، حدثنا أبو عمران الجوني ، عن عبد الرحمن بن صحار العبدي: أنه بلغه أن نبي الله بعثه إلى جبار يدعوه ، فقال: أرأيتم ربكم ، أذهب هو ؟ أو فضة هو ؟ ألؤلؤ هو ؟ قال: فبينا هو يجادلهم ، إذ بعث الله سحابة فرعدت فأرسل عليه صاعقة فذهبت بقحف رأسه ، ونزلت هذه الآية.