يتحلى عباد الرحمن بأجمل الصفات وأحسنها، كما انهم يُزينون شخصيتهم بمكارم الأخلاق التي جعلتهم مُستحقين لنسبهم الى الله، من صفات عباد الرحمن في الانفاق كونهم متوسطين، لا يسرفون ولا يقترون، وقد ذكر الله صفات عباد الرحمن في سورة المؤمنون ونهاية سورة الفرقان، وتبعاً لفضائل عباد الرحمن وما يرزقون به في الدنيا والاخرة يجب أن يكون هذا الامر حافزاً للمسلمين بأن يتحلوا بكل الصفات التي تحلى بها عباد الرحمن، لكي يرزقوا خير الدنيا والآخرة.
- من صفات عباد الرحمن أنهم
- من صفات عباد الرحمن 1 ثانوي
- من صفات عباد الرحمن انهم يكثرون الدعاء بصلاح
- شرع لكم من الدين ما
- شرع لكم من الدين ما وصى به
من صفات عباد الرحمن أنهم
- أنهم إذا سفه عليهم السفهاء بالقول السيئ لم يقابلوهم بمثله، بل يعفون ويصفحون ولا يقولون إلا خيرًا. - أنهم يبيتون ساجدين قائمين لربهم، أى يحيون الليل كله أو بعضه بالصلاة، وخص العبادة بالبيتوتة، لأن العبادة بالليل أبعد عن الرياء. من صفات عباد الرحمن أنهم. - أنهم يدعون ربهم أن يصرف عنهم عذاب جهنم وشديد آلامها، وفى هذا مدح لهم ببيان أنهم مع حسن معاملتهم للخلق واجتهادهم فى عبادة الخالق وحده لا شريك له، يخافون عذابه ويبتهلون إليه فى صرفه عنهم غير محتفلين بأعمالهم. - أنهم ليسوا بالمبذّرين فى إنفاقهم، فلا ينفقون فوق الحاجة، ولا ببخلاء على أنفسهم وأهليهم، فيقصّرون فيما يجب نحوهم، بل ينفقون عدلًا وسطًا، وخير الأمور أوسطها، ثم بين سبحانه جزاء هؤلاء المخلصين وذكر إحسانه إليهم بقوله: «أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيها تَحِيَّةً وَسَلامًا» أى: أولئك المتصفون بصفات الكمال، الموسومون بفضائل الأخلاق والآداب، يجزون المنازل الرفيعة، والدرجات العالية، بصبرهم على فعل الطاعات، واجتنابهم للمنكرات.
من صفات عباد الرحمن 1 ثانوي
الإعراض عن الجاهلين وعدم مقابلة السيئة بمثلها: فهم يترفعون عن سفاهة الحمقى وجدالهم والعراك معم، ليس عجزا أو ضعفا، بل لأن لديهم أهداف واهتمامات كبيرة تشغلهم عن الخوض في سفاهات الأمور، ولا يُضيعون وقتهم الثمين في الجدال، وأيضا يصفحون ويعفون عن الإساءة ويدفعون السيئة بالحسنة، قال تعالى: ﴿وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا﴾. قيام الليل والتهجد والدعاء: فهم يقضون ليلهم بالصلاة، ومحاسبة النفس ومراقبة الله في أعمالهم، والتضرع إلى الله عز وجل بأن يقيهم عذاب النار، كما تُعبر الآيات عن خوفهم وفزعهم من النار، وقدرة تصورهم للنار وسوء العاقبة، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا﴾. الاعتدال في الإنفاق: فهم يتصفون بصفة التوسط والاقتصاد في الإنفاق، فالمسلم مُلزم بالتوسط بين الإسراف والتقتير، فلا يحبس ماله عنه ولا ينتفع به، ولا يُسرف بغير حساب، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا﴾. من صفات عباد الرحمن انهم يكثرون الدعاء بصلاح - المصدر. توحيد الله عز وجل: عباد الرحمان يخلِصون في عبوديتهم وتوحيدهم لله عز وجل، وهذه الصفة هي أساس العقيدة السليمة، وأهم ثمرات الإيمان وأعظمها، وسبب لمغفرة الذنوب ودخول الجنة، قال تعالى: ﴿والَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ الله إِلَهًا آَخَرَ﴾.
من صفات عباد الرحمن انهم يكثرون الدعاء بصلاح
كسب مُجتمع خالٍ من الانحطاط والتّردي: فالمُجتمع المُدعّم المُتواصي بالحق والمُتواصي بالصّبر يحظى ببُنية أساسية قوية، حتّى لو كانت إمكانيات المُجتمع الماديّة ضعيفة، فالأخلاق تبنيه بالحب والمودّة بين النّاس. [١٨]
العيش بسعادة وراحة: لا يستطيع المجتمع العيش بسعادة وهناء دون وجود رابط الأخلاق الكريمة فيما بينهم. [١٨]
التّفاهم والتعاون: يحث التحلّي بصفات عباد الرّحمن على تعاون وتفاهم المُسلمين في المُجتمع. [١٨]
المراجع
↑ "صفات عباد الرحمن في القرآن الكريم" ، إسلام ويب ، اطّلع عليه بتاريخ 24/12/2020. بتصرّف. ^ أ ب ت سورة الفرقان، آية:63
↑ سورة الفرقان، آية:64
↑ سورة الفرقان، آية:65-66
↑ سورة الفرقان، آية:67
↑ سورة الفرقان، آية:68
^ أ ب ت ث ج ح سورة الفرقان، آية:74
↑ سورة الفرقان، آية:76-75
↑ "جزاء عباد الرحمن " ، طريق الإسلام ، اطّلع عليه بتاريخ 24/12/2020. من صفات عباد الرحمن انهم يكثرون الدعاء بصلاح. بتصرّف. ↑ سورة الفرقان، آية:75
↑ سورة الرعد، آية:23-24
^ أ ب "الآثار الطيبة للأخلاق الحسنة" ، إسلام ويب ، اطّلع عليه بتاريخ 24/12/2020. بتصرّف. ↑ سورة فصلت، آية:34
↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:4798 ، صحيح.
تاريخ النشر: الأربعاء 19 ذو القعدة 1428 هـ - 28-11-2007 م
التقييم:
رقم الفتوى: 101956
100901
0
644
السؤال
ما هي صفات عباد الرحمن؟ وأين نجدها في القرآن الكريم؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ذكر الله سبحانه وتعالى في عدة مواطن من كتابه صفات عباده المؤمنين، كما في أول سورة المؤمنون، وآخر سورة الفرقان، ومن تلك الصفات العظيمة التي اتصف بها عباد الله سبحانه وتعالى والتي ورد ذكرها في آخر سورة الفرقان:
أولا: التواضع وحسن السمت والسكينة والوقار، قال تعالى: وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا. { الفرقان63}. ثانيا: الإعراض عن الجاهلين وعدم مقابلة السيئة بمثلها' قال تعالى: وَإِذَاخَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا. { الفرقان63}. ثالثا: أنهم يكثرون من صلاة الليل مخلصين فيها لربهم متذللين له' قال تعالى: وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا. من صفات عباد الرحمن 1 ثانوي. { الفرقان 64}. رابعا: أنهم يخافون عذاب جهنم ويسألون الله أن يصرفه عنهم' قال تعالى: وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا { الفرقان 65}
خامسا: أنهم أهل عدل في باب الإنفاق' فلا يبخلون عن النفقات الواجبة والمستحبة' ولايزيدون على الحد فيدخلون في قسم التبذير' قال تعالى: وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا { الفرقان67}.
حدثني محمد بن سعد قال: ثني أبي ، قال: ثني عمي ، قال: ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله: ( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا).... إلى آخر الآية ، قال: حسبك ما قيل لك. وعنى بقوله: ( أن أقيموا الدين) أن اعملوا به على ما شرع لكم وفرض ، كما قد بينا فيما مضى قبل في قوله: ( أقيموا الصلاة). حدثنا محمد قال: ثنا أحمد قال: ثنا أسباط ، عن السدي ، في قوله: ( أن أقيموا الدين) قال: اعملوا به. وقوله: ( ولا تتفرقوا فيه) يقول: ولا تختلفوا في الدين الذي أمرتم بالقيام به ، كما اختلف الأحزاب من قبلكم. كما حدثنا بشر قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد ، عن قتادة قوله: ( ولا تتفرقوا فيه) تعلموا أن الفرقة هلكة ، وأن الجماعة ثقة. وقوله: ( كبر على المشركين ما تدعوهم إليه) يقول - تعالى ذكره - لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم -: كبر على المشركين بالله من قومك يا محمد ما تدعوهم إليه من إخلاص العبادة لله ، وإفراده بالألوهية والبراءة مما سواه من الآلهة والأنداد. حدثنا بشر قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد ، عن قتادة ( تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه) قال: أنكرها المشركون ، وكبر عليهم شهادة أن لا إله إلا الله ، فصادمها إبليس وجنوده ، فأبى الله تبارك وتعالى إلا أن يمضيها وينصرها ويفلجها ويظهرها على من ناوأها.
شرع لكم من الدين ما
شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ فيه مسألتان: الأولى: قوله تعالى: {شرع لكم من الدين} أي الذي له مقاليد السماوات والأرض شرع لكم من الدين ما شرع لقوم نوج وإبراهيم وموسى وعيسى؛ ثم بين ذلك بقوله تعالى: {أن أقيموا الدين} وهو توحيد الله وطاعته، والإيمان برسله وكتبه وبيوم الجزاء، وبسائر ما يكون الرجل بإقامته مسلما. ولم يرد الشرائع التي هي مصالح الأمم على حسن أحوالها، فإنها مختلفة متفاوتة؛ قال الله تعالى: {لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا} [المائدة: 48] وقد تقدم القول فيه. ومعنى {شرع} أي نهج وأوضح وبين المسالك. وقد شرع لهم يشرع شرعا أي سن. والشارع: الطريق الأعظم. وقد شرع المنزل إذا كان على طريق نافذ. وشرعت الإبل إذا أمكنتها من الشريعة. وشرعت الأديم إذا سلخته. وقال يعقوب: إذا شققت ما بين الرجلين، قال: وسمعته من أم الحمارس البكرية.
شرع لكم من الدين ما وصى به
وقال في سورة البقرة: {فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به} [البقرة: 89] على ما تقدم بيانه هناك. وقيل: أمم الأنبياء المتقدمين؛ فإنهم فيما بينهم اختلفوا لما طال بهم المدى، فأمن قوم وكفر قوم. وقال ابن عباس أيضا: يعني أهل الكتاب؛ دليله في سورة المنفكين {وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة} [البينة: 4]. فالمشركون قالوا: لم خُص بالنبوة! واليهود حسدوه لما بعث؛ وكذا النصارى. {بغيهم بينهم} أي بغيا من بعضهم على بعض طلبا للرياسة، فليس تفرقهم لقصوره في البيان والحجج، ولكن للبغي والظلم والاشتغال بالدنيا. {ولولا كلمة سبقت من ربك} في تأخير العقاب عن هؤلاء. {إلى أجل مسمى} قيل: القيامة؛ لقوله تعالى: {بل الساعة موعدهم} [القمر: 46]. وقيل: إلى الأجل الذي قضي فيه بعذابهم. {لقضي بينهم} أي بين من آمن وبين من كفر بنزول العذاب. {وإن الذين أورثوا الكتاب} يريد اليهود والنصارى. {من بعدهم} أي من بعد المختلفين في الحق. {لفي شك منه مريب} من الذي أوصى به الأنبياء. والكتاب هنا التوراة والإنجيل. وقيل: {إن الذين أورثوا الكتاب} قريش. {من بعدهم} من بعد اليهود النصارى. {لفي شك} من القرآن أو من محمد. وقال مجاهد: معنى {من بعدهم} من قبلهم؛ يعني من قبل مشركي مكة، وهم اليهود والنصارى.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ السُّدِّيِّ في قَوْلِهِ: ﴿ويَهْدِي إلَيْهِ مَن يُنِيبُ﴾ قالَ: مَن يُقْبِلُ إلى طاعَةِ اللَّهِ. وفي قَوْلِهِ: ﴿وإنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الكِتابَ مِن بَعْدِهِمْ﴾ (p-١٣٨)قالَ: اليَهُودَ والنَّصارى. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ كَعْبٍ: ﴿وما تَفَرَّقُوا إلا مِن بَعْدِ ما جاءَهُمُ العِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ﴾ قالَ: في الدُّنْيا.