هذه العبارة الشهيرة حقيقية بكل ما تحمله من معنى، وهي نتاج قصة حقيقية وقعت في عهد الدولة العباسية، وجاءت بعد إنشاد المتنبي لقصائده العصماء، كان ذا ذيع واسع بين الجميع، فتارة كان يهجو وتارة كان يمدح. لقد انتاب المتنبي الكبر والعجرفة، فقد كان يقول: "أنا الذي نظر الأعمى لأدبي، وكلماتي أسمعت من به صمم". الخيل والليل والبيداء تعرفني شرح - تلميذ. وقال أيضا: "الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم"، وكان هذا البيت سببا في قتله. نبذة مختصرة عن المتنبي:
"أبو الطيب المتنبي" هو "أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي المذحجي" ولد عام 303 هجريا، ووافته المنية عام 354 هجريا. عاش أفضل أيام عمره كاملة وأكثرها عطاء في عهد سيف الدولة الحمداني بحلب. كان المتنبي من أعظم شعراء العرب، وأكثرهم تمكناً من اللغة العربية، وأعلمهم بقواعدها النحوية ومفرداتها اللغوية؛ لقد كان ذا مكانة فريدة لم تتح لغيره من كل شعراء العرب، لقد تم وصفه بأنه نادرة زمانه وأعجوبة عصره، كان ولازال شعره حتى يومنا هذا مصدر إلهام لكل الشعراء والأدباء بلا استثناء. إن المتنبي شاعر عظيم وأحد مفاخر الأدب العربي على مر العصور والأزمان، اشتهرت موهبته الشعرية في سن صغير للغاية، فقد نظم أولى أشعاره وهو في سن التاسعة من عمره.
الخيل والليل والبيداء تعرفني شرح - تلميذ
عصر أبي الطيب
شهدت الفترة التي نشأ فيها أبو الطيب تفكك الدولة العباسية وتناثر الدويلات الإسلامية التي قامت على أنقاضها. من اشهر ابياته
عيد بأية حال عدت يا عيـد
بما مضى أم لأمر فيك تجديد
ومن قصائده في مدح سيف الدولة:
وقفت وما في الموت شكٌّ لواقف
كأنك في جفن الرَّدى وهو نائم
تمر بك الأبطال كَلْمَى هزيمـةً
ووجهك وضاحٌ ، وثغرُكَ باسم
مقتله
كان المتنبي قد هجا ضبة بن يزيد الأسدي العيني بقصيدة شديدة مطلعها:
مَا أنْصَفَ القَوْمُ ضبّهْ وَأُمَّهُ الطُّرْطُبّهْ
وَإنّمَا قُلْتُ ما قُلْـتُ رَحْمَةً لا مَحَبّهْ
فلما كان المتنبي عائدًا يريد الكوفة، وكان في جماعة منهم ابنه محشد وغلامه مفلح، لقيه فاتك بن أبي جهل الأسدي، وهو خال ضبّة، وكان في جماعة أيضًا. فاقتتل الفريقان وقُتل المتنبي وابنه محشد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول غربيّ بغداد. قصة قتله أنه لما ظفر به فاتك... مونتاج : الخيل والليل والبيداء تعرفني | مشاري راشد العفاسي - YouTube. أراد الهرب فقال له ابنه... اتهرب وأنت القائل
الخيل والليل والبيـداء تعرفنـي
والسيف والرمح والقرطاس والقلم
فقال المتنبي: قتلتني ياهذا, فرجع فقاتل حتى قتل
ولهذا اشتهر بأن هذا البيت هو الذي قتله. بينما الأصح أن الذي قتله هو تلك القصيدة
قصة البيت الذي قتل صاحبه | قصص
وما انتفاع اخي الدنيا بناظره ****إذا استوت عنده الأنوار و الظلم
15. سيعلم الجمع ممن ضم مجلسنا **** بانني خير من تسعى به قدم
16. انا الذي نظر العمى إلى ادبي **** و أسمعت كلماتي من به صمم
17. انام ملء جفوني عن شواردها **** ويسهر الخلق جراها و يختصم
18. و جاهل مده في جهله ضحكي **** حتى اتته يد فراسة و فم
19. إذا رايت نيوب الليث بارزة **** فلا تظنن ان الليث يبتسم
20. و مهجة مهجتي من هم صاحبها **** أدركته بجواد ظهره حرم
21. رجلاه في الركض رجل و اليدان يد ***** وفعله ماتريد الكف والقدم
22. ومرهف سرت بين الجحفلين به **** حتى ضربت و موج الموت يلتطم
23. الخيل والليل والبيداء تعرفني **** والسيف والرمح والقرطاس و القلم
24. صحبت في الفلوات الوحش منفردا ****حتى تعجب مني القور و الأكم
25. يا من يعز علينا ان نفارقهم **** وجداننا كل شيء بعدكم عدم
26. ما كان أخلقنا منكم بتكرمة **** لو ان أمركم من أمرنا أمم
27. قصة البيت الذي قتل صاحبه | قصص. إن كان سركم ما قال حاسدنا **** فما لجرح إذا أرضاكم ألم
28. و بيننا لو رعيتم ذاك معرفة **** غن المعارف في اهل النهى ذمم
29. كم تطلبون لنا عيبا فيعجزكم **** و يكره الله ما تأتون والكرم
30. ما أبعد العيب و النقصان عن شرفي **** أنا الثريا و ذان الشيب و الهرم
31.
قصيدة ابو الطيب المتنبي ( الخيل والليل والبيداء تعرفني )
مونتاج: الخيل والليل والبيداء تعرفني | مشاري راشد العفاسي - YouTube
مونتاج : الخيل والليل والبيداء تعرفني | مشاري راشد العفاسي - Youtube
وَمُرْهَفٍ سرْتُ بينَ الجَحْفَلَيـنِ بـهِ حتَّى ضرَبْتُ وَمَوْجُ المَـوْتِ يَلْتَطِـمُ الخَيْـلُ وَاللّيْـلُ وَالبَيْـداءُ تَعرِفُنـي وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَـمُ صَحِبْتُ فِي الفَلَواتِ الوَحشَ منفَـرِداً حتى تَعَجّبَ منـي القُـورُ وَالأكَـمُ — المتنبي شرح أبيات المتنبي: 1 – (الجحفلين) أي العسكرين، والموجتين: هما صفتا العسكرين وأراد بالموج. الأمواج، فهو واحد من معنى الجمع، ولهذا قال: يلتطم، والالتطام لا يكون من واحد، ويجوز أن يكون الموج: جمع موجة. يقول: رب سيف محدد شققت به الصفين، وضربت به الأعداء في حال اشتداد الحرب، والتطام موج الموت. وأراد به مقدمات الموت، من الضرب والطعن. 2 – البيداء: الفلاة البعيدة عن الماء. والقرطاس: الكتاب فيه الكتابة. يقول: أنا الجامع بين آداب السيف والقلم: فالخيل تعرفني بالفروسية لإدماني ركوبها، والليل يعرفني لدوام سيري في ظلامه، والبيداء تعرفني لإدماني قطعي إياها، ودوام سكناي فيها، والحرب يعرفني لكثرة مباشرتي له، والقرطاس والقلم يعرفاني لأني كاتب أديب. وقيل: أراد به أهل الخيل، وأهل البيداء الخ يعرفني. 3 – القور: جمع قارة، وهي صرة من الأرض، فيها حجارة سود، وقيل: جبل صغير أسود كأنه مطلي بالقار، والأكمة: الجبل الصغير، وجمعها الأكم، والآكام، وقيل: هي ما أرتفع من الأرض.
صفات المتنبي:
تميز بحكمته، وكان شعره ذا مضمون كثيف، فالبيت الواحد قد يضم تجارب العديد من الحكماء. اتصف بطموحه الكبير، والشجاعة اللامتناهية، وحب المغامرات. كان شخصية متشائمة وتحب الافتخار بنفسها. حياة المتني:
البدايات
كان والده يعمل حامل في خزانات المياه، وكان يفتخر والده بأن له أصول عربية قديمة ونبيلة، فهم من أصل قبائل كندة، وساعده والده على إتمام تعليمه لما رأى من موهبة موجودة داخل ابنه. وعام 924 م عندما قام القرامطة بطرد جماعة الشيعة من الكوفة، عاش المتنبي وعائلته بين قبائل البدو عندما التحقوا بهم، وخلال تلك الفترة تعلم المتنبي اللغة العربية وأتقنها وكذلك الأدب، ثم قاد المتنبي ثورة قرمطية عام 932 م في سوريا، مما تسبب له بالسجن لمدة عامين، ثم خرج من السجن وعمل شاعرًا متجولًا. النهايات
عندما عاد إلى الكوفة أكمل دراسة العر العربي، وتتلمذ على يد مجموعة من شعراء عصره منهم أبو نواس، ابن المعتز، ابن الرومي، وكان مهتم كثيرًا بدراسة شعر أبي تمام والبحتري. التحق كذلك بالكتاب ليتلقى مزيد من دروس اللغة العربية وأشعارها وأدبها، وظل في الكوفة حتى عام 928 م، ثم رحل خارجها. عندما أتم الرابعة عشرة انتقل مع والده إلى بغداد وظل بها لمدة عام، وخلالها حضر العديد من جلقات ودروس اللغة والأدب، وتعرف بعمق على الوسط الأدبي، فاحترف نظم الأشعار.
كان معظم شعره يدور حول مدح الملوك والأمراء، كان المتنبي معتزاً بعروبيته ومفتخرا بذلك كثيرا، كما أنه كان محب للمغامرات ومفتخرا بنفسه. علاقة المتنبي بسيف الدولة الحمداني:
عندما ذاع صيت المتنبي دعاه سيف الدولة الحمداني وقربه منه كثيرا، فكان على مقربة منه جعلت النيران تشتعل في قلوب كل من حولهم، لقد انهال سيف الدولة الحمداني بالهدايا والعطايا على المتنبي. مدحه المتنبي من كل قلبه حيث أنه أحبه حبا كثيرا، قدر مدحه لسيف الدولة الحمداني والقصائد التي نظمها في ذلك بأكثر من ثلثي أعماله الأدبية. ازدادت المكائد ووشوا بينهما، فكانوا يتناقلون الكلام الخاطئ المفرق بينهما، وكانت هذه المكائد تزداد وتتسع بينهما بسبب الواشيين والحاقدين يوما بعد الآخر؛ وبيوم من الأيام حدثت مشادة بين المتنبي و "ابن خالويه" ببلاط سيف الدولة الحمداني، وكان نتيجة الخلاف أن "ابن خالويه" ألقى بدواة الحبر على المتنبي، وكانت خيبة الأمر قوية بقلبه للغاية عندما لم ينتصف له سيف الدولة الحمداني ولم يثأر له. وبعد الحزن الكبير الذي ألم به علاوة على خيبة الأمل والرجاء ترك حلب واتجه لمصر، وهناك مدح كافور الإخشيدي ولكنه لم يحظى بالقرب منه ولا بعطايا كما كان يفعل الحمداني، غادر مصر ومر على بلاد كثيرة ومدح كثير من الحكام وذم آخرين، ولكنه لم يمدح حاكما من قلبه ولم يحب أحدا كما فعل مع سيف الدولة الحمداني.
يقول المولى سبحانه وتعالى في سورة الزمر: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. فما هي مناسبة نزول هذه الآية ؟ وقال البخاري: حدثنا إبراهيم بن موسى ، أخبرنا هشام بن يوسف; أن ابن جريج أخبرهم: قال يعلى: إن سعيد بن جبير أخبره عن ابن عباس [ رضي الله عنهما]; أن ناسا من أهل الشرك كانوا قد قتلوا فأكثروا ، وزنوا فأكثروا. فأتوا محمدا - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: إن الذي تقول وتدعو إليه لحسن لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة. فنزل: ( والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون) [ الفرقان: 68] ، ونزل قوله تعالى: ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله). ويقول ابن كثير في تفسير هذه الآية الكريمة دعوة لجميع العصاة من الكفرة وغيرهم إلى التوبة والإنابة ، وإخبار بأن الله يغفر الذنوب جميعا لمن تاب منها ورجع عنها ، وإن كانت مهما كانت وإن كثرت وكانت مثل زبد البحر. ولا يصح حمل هذه الآية على غير توبة; لأن الشرك لا يغفر لمن لم يتب منه.
قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا
وجملة: (خوّلناه) في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: (قال) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: (أوتيته) في محلّ نصب مقول القول. وجملة: (هي فتنة) لا محلّ لها استئنافيّة- أو اعتراضيّة- وجملة: (لكنّ أكثرهم) لا محل لها معطوفة على جملة هي فتنة. وجملة: (لا يعلمون) في محلّ رفع خبر لكنّ. (50) (قد) حرف تحقيق (من قبلهم) متعلّق بمحذوف صلة الموصول الفاء عاطفة (ما) نافية (عنهم) متعلّق ب (أغنى) (ما) حرف مصدريّ. والمصدر المؤوّل (ما كانوا.... ) في محلّ رفع فاعل أغنى.. وجملة: (قالها الذين) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (ما أغنى ما كانوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة قالها... وجملة: (كانوا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما). وجملة: (يكسبون) في محلّ نصب خبر كانوا. (51) الفاء عاطفة (ما) حرف مصدريّ في الموضعين الواو عاطفة (من هؤلاء) متعلّق بحال من فاعل ظلموا السين حرف استقبال الواو حاليّة (ما) نافية عاملة عمل ليس (معجزين) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما. وجملة: (أصابهم سيّئات) لا محلّ لها معطوفة على جملة ما أغنى.. وجملة: (كسبوا) في الموضعين لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) الأول والثاني. والمصدر المؤوّل الأول (ما كسبوا.. ) في محلّ جرّ مضاف إليه.
قال ابن كثير: «هذه الآية الكريمة دعوة لجميع العصاة من الكفرة وغيرهم إلى التوبة والإنابة، وإخبار بأن الله يغفر الذنوب جميعا لمن تاب منها ورجع عنها، وإن كانت مهما كانت، وإن كثرت وكانت مثل زبد البحر»[3]. قال تعالى: ﴿وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا﴾ [النساء: 110]
وقال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾ [الشورى: 25]
وقال تعالى: ﴿أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ [المائدة: 74]. الهوامش:
[1] رواه الترمذي، رقم: 2499 وابن ماجه، رقم: 4251، والدارمي وأحمد، رقم: 13049. [2] صحيح البخاري، رقم: 6069. [3] تفسير ابن كثير ج12 ص 138.