حشرنا الله في زمرة الأخيار. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم. الخطبة الثانية:
حياة أمير المؤمنين -رضي الله عنه- مليئة بالفضائل وحِفْظِ الدين والسنة وكَلِمةِ المسلمين، فقد جمع الناس في التراويح على إمام واحد، وأمر بقطع شجرةِ بيعةِ الرضوان، لخوفه على الناس من الفتنة، ولذا صدق قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: " أرحم أمتي بأمتي أبوبكر، وأشدهم في دين الله عمر "(رواه الترمذي). وفي سيرته إجلال لخليفة رسول الله أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- كما في قصة ضَبَّةَ بنِ مِحْصَن قال: " قدمت إلى عمر بن الخطاب فأدخلني منزله وقَدَّم إليَّ طعامًا فأكلت، ثم ذكرت له أبا بكر الصديق فبكى، فقلت له: أنت خير من أبي بكر، فازداد بكاءً لذلك، ثم قال وهو يبكي: والله لليلة من أبي بكر ويوم، خير من عمر وآل عمر ". سيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه - ملتقى الخطباء. ومع كل هذه الأعمال الجليلة خلال أيام حياته منذ إسلامه وتوليه الولاية إلا أنه يحتقر نفسه أمامها، بل يدعو الله أن يجعل عمله صالحًا، فقد ورد من دعائه -رضي الله عنه-: " اللهم اجعل عملي كله صالحًا، واجعله لوجهك خالصًا، ولا تجعل لأحد فيه شيء ". ومع كل ما ذكر إلا أنه خاف على نفسه النفاق، فقال لحذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- صاحبِ سرِّ رسول الله: " يا حذيفة!
سيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه - ملتقى الخطباء
كان إسلام عمر بن الخطاب بمثابة انتصار كبير للمسلمين، كما كان استجابة لدعاء النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: "اللهم أعز الإسلام بأحب العمرين إليك"، ويقصد في ذلك عمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام، وقد عرف عمر بن الخطاب بعدائه للإسلام على الرغم من أنه كان رقيق القلب، وقد اشتدت عداوته للنبي حين هاجر العديد من المسلمين إلى الحبشة، فعاب عمر هذا الدين الجديد الذي يفرق بين الأهل، واشتد غضبه عندما علم بإسلام أخته وزوجها، فذهب مسرعًا حتى يجعلهما يتراجعا عن هذا الدين. عندما بطش زوج أخته سعيد بن زيد، قامت فاطمة بنت الخطاب بالدفاع عن زوجها، فضربها عمر بشدة حتى سالت الدماء من وجهها، ثم أخذ الصحيفة القرآنية التي كان خبات بن الأرت يقرأها عليهما، ثم قرأ الآيات: "طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى إلا تذكرة لمن يخشى تنزيلا ممن خلق الأرض والسموات العلى الرحمن على العرش استوى"، فاهتز قلب عمر وقال: "ما هذا بكلام البشر"، وما لبث أن توجه إلى النبي ليعلن إسلامه بين يديه. خلافة عمر بن الخطاب خلافة عمر بن الخطاب تولى عمر بن الخطاب الخلافة بعد وفاة أبي بكر الصديق وذلك في الثالث والعشرين من شهر أغسطس عام 634 م، الموافق الثاني والعشرين من شهر جمادى الآخرة عام 13 ه، وقد اشتهر عمر بالعدل والإنصاف ونصرة المظلوم حتى وإن كان كافرًا، وهو السبب وراء تسميته بلقب "الفاروق"، حيث اشتهر بالقضاء العادل والتفريق بين الحق والباطل.
قصة حياة عمر بن الخطاب - كاملة من ميلاده الى وفاته - Youtube
حزن الصحابة -رضي الله عنهم- لوفاته حزنًا شديدًا، وقالوا: لوددنا أن الله زاد في عمرك من أعمارنا. فعُمَرُ -رضي الله عنه- حِصنُ الإسلام، وباب الفتنة انكسر بمقتله. قال حذيفة -رضي الله عنه-: " بينا نحن جلوس عند عمر، إذ قال أيكم يحفظ قول النبي في الفتنة؟ قال: فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره تكفرها الصلاة، والصدقة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال ليس عن هذا أسالك، ولكن التي تموج كموج البحر، قال: ليس عليك منها بأس يا أمير المؤمنين، إن بينك وبينها بابًا مغلقًا، قال عمر: أيكسر الباب أم يفتح؟ قال: بل يكسر، قال عمر: إذًا لا يغلق أبدًا، قلت: أجل، قلنا لحذيفة أكان عمر يعلم الباب؟ قال: نعم كما يعلم أن دون غد ليلة، وذلك أَنِّي حدثته حديثًا ليس بالأغاليط فهبنا أن نسأله من الباب، فأَمَرْنا مسروقًا فسأله، فقال من الباب؟ قال: عمر "(رواه البخاري). وبمقتله -رضي الله عنه- انجرفت الأمة في فتن، كان منها مقتل ما بعده من الخلفاء الراشدين - عثمانَ وعليٍّ وغيرِهما من الصحابة -رضي الله عنهم-. هذه ومضة يسيرة من حياة الرجل الثاني في هذه الأمة، أعز الله به الإسلام، وأهله وأذل به الكفر وأهله. وفقنا الله لاقتفاء أثر نبينا -صلى الله عليه وسلم- وخلفائه الراشدين.
محبةُ الصحابة له ظاهرة قال ابن عمر -رضي الله عنهما-: " كنا نخيّر بين الناس في زمن النبي، فنخير أبا بكر، ثم عمر، ثم عثمان -رضي الله عنهم- "(رواه البخاري). وفي حديث أنس: "أن رجلاً سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الساعة، فقال متى الساعة؟ قال " وما أعددت لها؟ " قال: لا شيء إلا أني أحب الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: " أنت مع من أحببت "، قال أنس: فما فرحنا بشي فرحنا بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: " أنت مع من أحببت "، قال أنس: فأنا أحب النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبا بكر وعمر، وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم، وإن لم أعمل بمثل أعمالهم "(رواه البخاري). مُحبٌّ لرعيته، قاضٍ لحاجاتهم، خرج يومًا ومعه الناس، فمر بعجوز فاستوقفته، فوقف لها، فجعل يُحدثها وتحدثه، فقال رجل: يا أمير المؤمنين! حَبَسْت الناس على هذه العجوز، قال: وَيْحك تدري من هذه؟ هذه امرأة سمع الله شكواها من فوق سبع سموات. وكان -رضي الله عنه- آمرًا بالمعروف، ناهيًا عن المنكر، دالاً الناس على فعل الخير، قال ابن القيم -رحمه الله-: " تزلزلت الأرض بالناس زمن عمر، فقال: يا أيها الناس! ما كانت هذه الزلزلة إلا عن شيء أحدثتموه، والذي نفسي بيده!
[٤]
أبرز الآراء والانتقادات حول الكتاب
تعرض كتاب الكامل في اللغة والأدب إلى العديد من الدراسات والأبحاث التي بينت قيمته، وقُدمت العديد من الانتقادات حوله وأهمها ما يأتي: [٥]
صعوبة اللغة في بعض الأبواب مما اضطر الكثير من الشراح إلى زيادة الهوامش، والعمل على شرح الأبواب بطريقة سهلة. الكامل في اللغة والأدب by أبو العباس المبرد. حاجة الكتاب إلى بعض التصويبات النحوية ذلك لاختلاف المدارس النحوية وتطورها. كونه من أمهات الكتب الأدبية رغم تعدد الشروح إلا أنّ للكتاب قيمةً أدبيةً ونحويةً وتاريخيةً لا يُمكن التقليل منها، فالباحثون في اللغة والأدب اهتموا كثيرًا فيه. أبرز شروحات الكتاب
هنالك العديد من الشروحات لكتاب الكامل في اللغة والأدب، أهمها ما يأتي:
كتاب نكت الكامل، لأبي الوليد الوقشي هشام بن أحمد هو عبارة عن اختصارات وتهذيبات وشروح وردود لم يصلنا منها إلا بعض الشذرات، فلم يبقَ إلا العناوين والأسماء، ووصلتنا هذه المعلومات عن طريق كتب التراجم الأندلسية فالكتاب يُعد مفقودًا. [٦]
كتاب رغبة الآمل من كتاب الكامل، للشيخ سيد بن علي المرصفي هو مصنف أدبي ضخم، يقع في أكثر من 500 صفحة، صدر في مكتبة الأسد في طهران عام 1970م، ويُعد من أهم المراجع التي شرحت كتاب الكامل في اللغة والأدب رغم قدم تصنيفاته.
الكامل في اللغة والأدب By أبو العباس المبرد
[١] تتضمن الكتاب أربعة أجزاء، تناول المبرد في كل جزء فيه قضايا متعددة، وهي على النحو الآتي: [٣]
الجزء الأول يبدأ المبرد في هذا الجزء في باب وصف النبي محمد للأنصار مفصلًا في ذلك، وتضمنت الأبواب الأخرى: الخطب التي ألقاها الصحابة، كما عمل على تثمين عيون الشعر العربي، في العصر الجاهلي، وعصر صدر الإسلام، والعصر العباسي. الجزء الثاني تناول فيه مختارات من الشعر العربي، والشخصيات العربية والإسلامية، وقدمها ضمن سياقها التاريخي، كما تناول أقوال الحكماء، وعمل على تمحيصها. الكامل في اللغة والأدب (كتاب) - ويكيبيديا. الجزء الثالث تناول في هذا الجزء أهم القضايا الأدبية والتاريخية، مثل: باب في أخبار سعيد بن سلم الباهلي، وباب بعض مما قالته العرب في ذم باهلة، وباب في مجلس قتيبة بن مسلم الباهلي، وطرائف من تشبيهات المحدثين، وتناول أقوال العرب التي تجتمع فيها حكم وطرائف من حُسن الكلام، وشخصية الحجاج بن يوسف والوليد بن عبد الملك، تطرق إلى الفرق الدينية، مثل: الخوارج. الجزء الرابع هو الجزء الأخير من الكتاب، واهتم المبرد من خلاله بفن الخطابة، مثل: خطبة لأعرابي بالبادية، خطبة لعمر بن عبد العزيز، باب خطبة لعتبة أيضا بمصر، باب خطبة لمعاوية بن أبي سفيان،و العديد من الأبواب التي ناقشت أهم القضايا الأدبية، مثل: باب في اختصار الخطب والتحميد والمواعظ، وباب في نبذ من كلام الحكماء في الموعظة، وتناول المرثيات في الشعر ، مثل: مراثي الخنساء، ومرثية أعشى باهلة للمنتشر بن وهب.
الكامل في اللغة والأدب (كتاب) - ويكيبيديا
[2]
وكان إسماعيل بن إسحاق القاضي يقول: لم يرَ المبرّد مثلَ نفسه ممَّن كان قبلَه، ولا يوفى بعدَه مثلُه. منهج كتاب الكامل في اللغة والأدب. وظل بالبصرة إلى سنة 246هـ، حيث ورد إلى (سر من رأى) بطلب من الخليفة المتوكل، وعندما قتل المتوكل سنة 247هـ رحل إلى بغداد واتصل بالأمير محمد بن عبد الله بن طاهر فأكرمه وأجرى عليه أرزاقًا، [ولم يكن أبو العباس محمد بن يزيد -على رياسته، وتفرُّده بمذهب أصحابه، وإرْبائه عليهم بفطنتهم وصحَّة قريحته- متخلِّفًا في قول الشعر، وكان لا يَنْتَحل ذلك ولا يَعْتَزِي إليه، ولا يرسُم نفسَه به، وله أشعار كثيرة، منها قوله:...
بنفسي أخٌ شددتُ به أَزْرِي فألقيته حرًّا على العُسْر واليسرِ
أغيبُ فلي منه ثناءٌ ومدحةٌ وأحضرُ منه أحسنَ القول والبِشْر
وتوفي ببغداد سنة 285 هـ ودفن بمقبرة باب الكوفة. قال عنه ابن جني: "يعد جبلاً في العلم، وإليه أفضت مقالات أصحابنا، وهو الذي نقلها وقررها وأجرى الفروع والعلل والمقاييس عليها"
وقال الأزهري: "كان أعلم الناس بمذاهب البصريين في النحو ومقاييسه". أخذ عن كثير من أئمة عصره كأبي عمر الجرمي (ت 225هـ)وقد ابتدأ المبرد قراءة (الكتاب) عليه ثم توفي الجرمي قبل إتمام القراءة ، وأبي محمد التوزي (ت 230هـ)، وأبي عثمان الجاحظ ت 255هـ)، وأبي حاتم السجستاني (ت 255هـ)، وأبي الفضل الرياشي (ت 257هـ)، والقاضي إسماعيل بن إسحاق (ت 282) وكانت وفاته هي الباعث لتأليف المبرد كتاب (التعازي والمراثي) ، وأبي عثمان المازني (ت248هـ) ختم عليه كتاب سيبويه وروى عنه القراءة وروى كتابه في التصريف وقال عنه المبرد: لم يكن بعد سيبويه أعلم من أبي عثمان بالنحو، وأبي إسحاق الزيادي (248هـ)، وغيرهم.
ملخص عن كتاب الكامل - موضوع
قرأتُه على فترات متقطعة لكن الحمد لله أتممته لأنه يستحق رغم بعض العيوب في الخروج عن نهج الكتاب الأساسي وهي مشاهدة في مؤلفات السلف لكن يغفر لها متعة سرد الأحداث وتشويق بعضها حتى كأنك تشاهد فترةً من الزمن تسير الهوينى أمامك عبر الصفحات التي تطؤها عيناك، غير أنها في الوقت نفسه تقطع فيك لحظات استعدادك وتهيئك لأن تنهل ماءً عذباً ترتوي به منها.
قال عنه ابن جني: "يعد جبلاً في العلم، وإليه أفضت مقالات أصحابنا، وهو الذي نقلها وقررها وأجرى الفروع والعلل والمقاييس عليها" وقال الأزهري: "كان أعلم الناس بمذاهب البصريين في النحو ومقاييسه". أخذ عن كثير من أئمة عصره كأبي عمر الجرمي (ت 225هـ)وقد ابتدأ المبرد قراءة (الكتاب) عليه ثم توفي الجرمي قبل إتمام القراءة ، وأبي محمد التوزي (ت 230هـ)، وأبي عثمان الجاحظ ت 255هـ)، وأبي حاتم السجستاني (ت 255هـ)، وأبي الفضل الرياشي (ت 257هـ)، والقاضي إسماعيل بن إسحاق (ت 282) وكانت وفاته هي الباعث لتأليف المبرد كتاب (التعازي والمراثي) ، وأبي عثمان المازني (ت248هـ) ختم عليه كتاب سيبويه وروى عنه القراءة وروى كتابه في التصريف وقال عنه المبرد: لم يكن بعد سيبويه أعلم من أبي عثمان بالنحو، وأبي إسحاق الزيادي (248هـ)، وغيرهم. وأخذ عنه الكثير من العلماء كأبي إسحاق الزجاج (ت 311هـ)، وأبي الحسن علي بن سليمان الأخفش (ت315هـ) -وهو راوية كتابه الكامل-، وأبي بكر ابن السراج( (ت 316هـ)، وأبي محمد ابن درستويه (ت347هـ)، وأحمد بن جعفر الدينوري ختن ثعلب (289هـ)، وابن أبي الأزهر وهو مستمليه، وأبي بكر بن الخياط (ت320هـ)، وأبي بكر بن شقير (ت317هـ)، وابن كيسان (ت299هـ)، والخليفة عبد الله بن المعتز (ت296هـ) ، وغيرهم.