قال ابن جني في شرح مشكل الحماسة عند قول الأحوص: فإذَا تزولُ تزول عن مُتَخَمِّطٍ ** تُخْشَى بَوَادِرُه على الأَقرانِ محال أن تقول إذا قُمتَ قُمتَ وإذا أقْعُدُ أقعد لأنه ليس في الثاني غير ما في الأول وإنما جاز أن يقول فإذَا تزولُ تزوللِ لما اتصل بالفعل الثاني من حَرْف الجر المفادة منه الفائدةُ، ومثله قول الله تعالى: {هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم كما غوينا} وقد كان أبو علي يعني الفارسي امتنع في هذه الآية مما أخذناه اهـ. قلت ولم يتضح توجيه امتناع أبي علي فلعله امتنع من اعتبار: {أغويناهم} بدلًا من: {أغوينا} وجعله استئنافًا وإن كان المآل واحدًا. وفي استحضار المنعم عليهم بطريق الموصول، وإسناد فعل الإنعام عليهم إلى ضمير الجلالة، تنويه بشأنهم خلافًا لغيرهم من المغضوب عليهم والضالين.
فصل: فوائد: معنى قوله: {غَيْرِ المغضوب عَلَيْهِمْ}:|نداء الإيمان
سُمّيت سورة الفاتحة بهذا الاسم منذ عصر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، فهي فاتحة الكتاب، وبها ابتدأ الله -تعالى- القرآن الكريم لفظاً وكتابةً، وبالفاتحة تُفتتح الصّلاة، وقد قيل إنّها أوّل سورةٍ نزلت من السّماء كسورةٍ كاملة، ويتساءل الكثيرون عن معنى آيات سورة الفاتحة وخاصةً معنى آية غير المغضوب عليهم والضالين الواردة في نهاية السورة. إنّ معنى آية غير المغضوب عليهم والضالين هو إيضاح الفئة التي ستُرشَد للصّراط المستقيم؛ وهو طريق الهداية والصّلاح، وهم الذين أنعم الله -تعالى- عليهم بفضله، وهم أهل الصّراط من الأنبياء والصِدّيقين والصالحين من المؤمنين. وأمّا المغضوب عليهم فهم الذين عصوا الله -تعالى-، واسْتخَفّوا بعقابه، والتفتوا للدنيا ونسوا الآخرة، فاستحقّوا غضب الله -تعالى- عليهم، وفي الآية نوعٌ من التأدّب مع الله -تعالى- من خلال إلحاق أفعال الإحسان والخير لاسم الله -تعالى-، وفِعل الغضب باسم المفعول "مغضوب". معنى غير المغضوب عليهم ولا الضالين. ثم تنتهي الآية بحرف النّفي "لا" للتأكيد بأنّ من هُدي للصّراط هم عكس المغضوب عليهم والضالين، وقد ذَكر العديد من المفسّرين أنّ المغضوب عليهم هم اليهود، والضالين هم النّصارى، وقد ورد بتفاسير أخرى أنّ المغضوب عليهم من جَحَد الحقّ رغم علمه به وقرّر تركه وعدم العمل به، والضالين هم الذين انحرفوا عن الطريق فانغمسوا بالضّلال.
المقصود من ﴿غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ﴾ | مركز الهدى للدراسات الإسلامية
والنعمة بالكسر وبالفتح مشتقة من النعيم وهو راحة العيش ومُلائم الإنسان والترفه، والفعل كسمع ونصر وضرب. والنعمة الحالة الحسنة لأن بناء الفعلة بالكسر للهيئات ومتعلق النعمة اللذاتُ الحسية ثم استعملت في اللذات المعنوية العائدة بالنفع ولو لم يحس بها صاحبها. فالمراد من النعمة في قوله: {الذين أنعمت عليهم} النعمةُ التي لم يَشُبْها ما يكدرها ولا تكون عاقبتها سُوأَى، فهي شاملة لخيرات الدنيا الخالصة من العواقب السيئة ولخيرات الآخرة، وهي الأهم، فيشمل النعم الدنيوية الموهوبيَّ منها والكسبيَّ، والرُّوحانيَّ والجثماني، ويشمل النعم الأخروية. فصل: فوائد: معنى قوله: {غَيْرِ المغضوب عَلَيْهِمْ}:|نداء الإيمان. والنعمة بهذا المعنى يرجع معظمها إلى الهداية، فإن الهداية إلى الكسبي من الدنيويّ وإلى الأخرويّ كلِّه ظاهرة فيها حقيقة الهداية، ولأن الموهوب في الدنيا وإن كان حاصلًا بلا كسب إلا أن الهداية تتعلق بحسن استعماله فيما وُهب لأجله. فالمراد من المنعم عليهم الذين أفيضت عليهم النعم الكاملة ولا تخفى تمام المناسبة بين المنعم عليهم وبين المهديين حينئذٍ فيكون في إبدال: {صراط الذين} من: {الصراط المستقيم} معنى بديع وهو أن الهداية نعمة وأن المنعَم عليهم بالنعمة الكاملة قد هُدوا إلى الصراط المستقيم.
والقول في المطلوب من: {اهدنا} على هذه التقادير كلها كالقول فيما تقدم من كون: {اهدنا} لطلب الحصول أو الزيادة أو الدوام. والدعاء مبني على عدم الاعتداد بالنعمة غير الخالصة، فإن نعم الله على عباده كلهم كثيرة والكافر منعم عليه بما لا يمترَى في ذلك ولكنها نعم تحفها آلام الفكرة في سوء العاقبة ويعقبها عذاب الآخرة، فالخلاف المفروض بين بعض العلماء في أن الكافر هل هو منعم عليه خلاف لا طائل تحته فلا فائدة في التطويل بظواهر أدلة الفريقين. اهـ.. من أقوال المفسرين في قوله: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}.. قال الفخر: فصل في قوله تعالى: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين}:. فوائد: معنى قوله: {غَيْرِ المغضوب عَلَيْهِمْ}:.
وقال البخاري: قال ابن عباس: كل ما شئت ، والبس ما شئت ، ما أخطأتك خصلتان: سرف ومخيلة. وقال ابن جرير: حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن ابن طاوس ، عن أبيه ، عن ابن عباس قال: أحل الله الأكل والشرب ، ما لم يكن سرفا أو مخيلة. إسناده صحيح.
بطلان القول بأن الله يحب الجميع ولا يكره أحدا وبيان أن العاصي محبوب من وجه مبغوض من وجه - الإسلام سؤال وجواب
۞ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) هذه الآية الكريمة رد على المشركين فيما كانوا يعتمدونه من الطواف بالبيت عراة ، كما رواه مسلم والنسائي وابن جرير - واللفظ له - من حديث شعبة ، عن سلمة بن كهيل ، عن مسلم البطين ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال: كانوا يطوفون بالبيت عراة ، الرجال والنساء: الرجال بالنهار ، والنساء بالليل. الله لا يحب المسرفين. وكانت المرأة تقول: اليوم يبدو بعضه أو كله وما بدا منه فلا أحله فقال الله تعالى: ( خذوا زينتكم عند كل مسجد). وقال العوفي ، عن ابن عباس في قوله تعالى ( خذوا زينتكم عند كل مسجد) الآية ، قال: كان رجال يطوفون بالبيت عراة ، فأمرهم الله بالزينة - والزينة: اللباس ، وهو ما يواري السوأة ، وما سوى ذلك من جيد البز والمتاع - فأمروا أن يأخذوا زينتهم عند كل مسجد. وكذا قال مجاهد ، وعطاء ، وإبراهيم النخعي ، وسعيد بن جبير ، وقتادة ، والسدي ، والضحاك ، ومالك عن الزهري ، وغير واحد من أئمة السلف في تفسيرها: أنها أنزلت في طوائف المشركين بالبيت عراة. وقد روى الحافظ بن مردويه ، من حديث سعيد بن بشير والأوزاعي ، عن قتادة ، عن أنس مرفوعا; أنها أنزلت في الصلاة في النعال.
الشيخ عبد الحليم محمود يكشف حكمة فرض الصيام في رمضان
س: ما يُروى عن عمر أنَّه كان لا يأكل ما يشتهيه؟
ج: لا أذكر، المقصود أنَّه ينبغي للمؤمن أن يتحرَّى القصد وعدم الإسراف: كُلْ، واشرب، والبس، وتصدَّق بغير إسرافٍ ولا مخيلةٍ؛ ولهذا قال جلَّ وعلا: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا [الأعراف:31]، كون الإنسان يأكل ويشرب ويُسرف بتعاطي أطعمة لا حاجةَ لها، بل تُطرح في القمامة أو في غيرها، والناس في حاجةٍ إليها، والمصلحة تقتضي حفظها، المقصود أن يتعاطى الشَّيء الذي ينفعه، ويدع الشَّيء الذي يضرّه، ويدع الشَّيء الذي يكون إضاعةً للمال، أما لو كان يزيد في الطَّعام، لكن الزائد ما يضيع، يُعطيه الفقراء والمساكين، ما يُسمَّى: سرفًا. وَقَالَ السُّدِّيُّ: كَانَ الَّذِينَ يَطُوفُونَ بِالْبَيْتِ عُرَاةً، يُحَرِّمُونَ عَلَيْهِمُ الْوَدَكَ مَا أَقَامُوا فِي الْمَوْسِمِ، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى لهم: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا الآية، يَقُولُ: وَلَا تُسْرِفُوا فِي التَّحْرِيمِ. ان الله لا يحب المسرفين. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: أَمَرَهُمْ أَنْ يَأْكُلُوا وَيَشْرَبُوا مِمَّا رَزَقَهُمُ اللَّهُ. وَقَالَ عَبْدُالرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ: وَلَا تُسْرِفُوا يَقُولُ: وَلَا تَأْكُلُوا حَرَامًا، ذَلِكَ الْإِسْرَافُ.
الله لا يحب المسرفين
كالذي حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله (إِنَّ المُبَذّرِينَ): إن المنفقين في معاصي الله ( كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا).
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الأعراف - الآية 31
وفي الثلاجات: تقليل فتح باب الثلاجة يخفض حتى نسبة خمس عشرة في المائة من استهلاك الثلاجة للكهرباء، ووضع الثلاجة على بعد خمسة عشر سنتمترا تقريبًا من الجدار الخلفي من أجل التهوية يُخفض حتى نسبة ثمان في المائة من استهلاك الثلاجة، وتَجنب وضع الأغذية الساخنة مباشرة في الثلاجة يُسْهِم في تخفيض استهلاك الكهرباء. وختامًا، استخدام العزل الحراري في المباني القائمة والجديدة يوفر حتى أربعين في المائة من استهلاك التكييف للكهرباء. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ( وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا) [الإسراء:26-27].
إنه لا يحب المسرفين
الكاتب:
أضيف بتاريخ: 30-06-2015
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه، ولا يعبر بالضرورة عن رأي دائرة الإفتاء العام
المفتي الدكتور رضوان الصرايرة
الحمد لله الذي شرع لنا من الدين، ما فيه قوام الدنيا والآخرة، وهو القائل سبحانه وتعالى: (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) الملك/14، وأرسل لنا نبيه صلى الله عليه وآله وسلم رحمة للعالمين. الشيخ عبد الحليم محمود يكشف حكمة فرض الصيام في رمضان. أما بعد: فإن الله عز وجل لما أراد لنا حياة مستقيمة لم يحب لنا الإسراف ولا يحب منا المسرفين، وامتدح عباده المؤمنين بقوله تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا) الفرقان/67، والإسراف هو تجاوز الحدّ المسموح به. والمسرفون في كتاب الله من غير أهل المعصية على قسمين:
القسم الأول: المسرفون في العبادة. فقد نهى الله عزّ وجل عن الإسراف في العبادات، وتحميل النفس ما لا طاقه لها به، فيكون المرء كالمنبت -الذي تقطعت به السبل- كما وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: (إنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ، فَأَوْغِلْ فِيهِ بِرِفْقٍ، وَلَا تُبَغِّضْ إِلَى نَفْسِكَ عِبَادَةَ اللَّهِ تَعَالَى، فَإِنَّ الْمُنْبَتَّ لَا أَرْضًا قَطَعَ، وَلَا ظَهْرًا أَبْقَى) [أخرجه البيهقي].
ناهيك
عن تبعات ذلك من العادات والتقاليد السيئة التي ما أنزل الله بها من سلطان. فقد وصلت قيمة بطاقة الدعوة إلى خمسين ريالاً للبطاقة الواحدة لما تشتمل عليه من زخرفة وغلاف
وخط جميل ثم مصيرها إلى سلة المهملات، علماً أن الغاية واحدة هي الإبلاغ الذي يتحقق بأدنى وسيلة
حتى بالرسالة الهاتفية التي لا تتجاوز بضع هللات. * أما الإسراف في الموائد فحدث ولا حرج فمائدة الرجال تكفي لأضعاف العدد بل حدث تطوّر في العرض
وتقديم المائده من خلال تبريك الحاشي لاينقص منه إلا قوائمه السفليه والرقبه فقط وبهذا الأسلوب تشابهة
عقول الرجال بقعول النساء من خلال التباهي وكأن صاحب الحفل يريد إن يكون زواجه حديث المجالس...
وإليكم الشاهد وأقبح صور التبذير في نعمة الله......
انظروا إلى أين تذهب هذه النعمه..........
تم تصغير هذه الصورة آليا. إضغط على هذا الشريط لتشاهدها بحجمها الحقيقي. الأبعاد الأصلية 650x488 والحجم 45KB. تم تصغير هذه الصورة آليا. الأبعاد الأصلية 800x600 والحجم 77KB.