مرحباً بكم في موقع سواح هوست، نقدم لكم هنا العديد من الإجابات لجميع اسئلتكم في محاولة منا لتقديم محتوى مفيد للقارئ العربي
في هذه المقالة سوف نتناول كانوا لا يتناهون عن منكر ونتمنى ان نكون قد اجبنا عليه بالطريقة الصحيحة التي تحتاجونها. القول في تأويل قوله: كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79) قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: كان هؤلاء اليهود الذين لعنهم الله= " لا يتناهون " ، يقول: لا ينتهون عن منكر فعلوه، ولا ينهى بعضهم بعضًا. في إشراقة أية : ( كَانُوا لاَ يَتَنَاهَونَ عَن مٌّنكَرٍ, فَعَلُوهُ ). (19) ويعني بـ " المنكر " ، المعاصي التي كانوا يعصون الله بها. (20) * * * فتأويل الكلام: كانوا لا ينتهون عن منكر أتوه= " لبئس ما كانوا يفعلون ". وهذا قسم من الله تعالى ذكره يقول: أقسم: لبئس الفعل كانوا يفعلون، في تركهم الانتهاء عن معاصي الله تعالى ذكره، وركوب محارمه، وقتل أنبياء الله ورسله، (21) كما: 12313 حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج: " كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه " ، لا تتناهى أنفسهم بعد أن وقعوا في الكفر. الهوامش: (19) انظر تفسير "انتهى" فيما سلف قريبًا ص: 482 ، تعليق: 2 ، والمراجع هناك.
- في إشراقة أية : ( كَانُوا لاَ يَتَنَاهَونَ عَن مٌّنكَرٍ, فَعَلُوهُ )
في إشراقة أية : ( كَانُوا لاَ يَتَنَاهَونَ عَن مٌّنكَرٍ, فَعَلُوهُ )
ولعل من أسوأ مستويات فكر الإنسان المسلم هذا البرود والجمود والسلبية، حين يعيش لِذاته ولا يهمه شيء في الحياة إلا نفسه. فعلاوة على أنها علامة أنانية، فهي مشكلة في إيمانه؛ إذ الأصل أن يقوده إيمانه إلى ما هو إيجابي في حياته. فهذا الدين بحاجة إلى أبنائه وبناته، لا ينتصر بمعجزة، بل قضى سبحانه: "... كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه اسلام ويب. ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم، ولكن ليبلو بعضكم ببعض... " (محمد، الآية 4). فالله قادر على محو الظلم ودحر الباطل وإنهاء الكفر، ولكنه يبتلي عباده ببعضهم فيما يُعرَف بسنة المدافعة. ولا بد لأهل الحق أن ينهضوا ويدافعوا عن حقهم، وإلا فسدت الأرض، وهُدِّم الدين كله، علامة على انتكاسة الناس في كل ما لا يحبه الله تعالى، وحينها يكون العذاب. ذكر الله لنا أيضا في كتابه في سورة المائدة قوله: "لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ * كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ" (المائدة، الآيتان 78 و79). فهذا اللعن استحقوه بسبب عصيانهم واعتدائهم، وأيضا لأنهم لم يكونوا حريصين على دينهم، ولم يتواصوا بالحق أمرا بمعروف ونهيا عن منكر؛ فبئس الحال حالهم، وبئس الإيمان الذي سلكوه، حين لم يتمعّر وجه أحدهم لله، ولم يغضب لله، ولم يتفاعل مع دين الله.
ولكن نظراً للأخطار التي تهدد الأمة بخلوِّها من هذه الشريحة المباركة التي تعد قلبها النابض وبصيرتها النافذة فإن الله تعالى قرن محاربة هذه الفئة بالكفر به وقتل رسله حيث قال جلَّ وعلا:] إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ. أُوْلَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ [ [آل عمران: 21-22].