إذًا: (طبقات الشعراء) هذا فيه تعميم كأنه سيذكر الشعراء جميعًا، أما (طبقات فحول الشعراء) ففيه تخصيص، وهو ما وجده الأستاذ شاكر في الكتاب. كما أن هناك إشارة واضحة وردت في ثنايا الكتاب، تفيد أن الكتاب اسمه (طبقات فحول الشعراء)؛ إذ يذكر الشيخ شاكر أن الرجل عندما قال في تقديمه لكتابه: "فاقتصرنا من الفحول المشهورين على أربعين شاعرًا" ففي هذا القول دلالة واضحة ومطابقة لما فعله، فهو يتحدث في كتابه عن الفحول وحدهم، ويخصهم بالذكر دون غيرهم. وهناك أمر ثالث، وهو: أن اسم الكتاب (طبقات فحول الشعراء) بهذه الصيغة ورد ذكره في موضعين من كتاب (الأغاني) لأبي الفرج الأصفهاني؛ في موضع وهو يترجم للشاعر المخبل السعدي، فيقول: "وذكره ابن سلام في الطبقة الخامسة من فحول الشعراء". وفي موضع آخر في ترجمته للشاعر عبيد بن الأبرص يقول: "وجعله ابن سلام في الطبقة الرابعة من فحول الجاهليين"، فالنص على الفحولة أو ذكر لفظ الفحول ورد في كتاب (الأغاني) كما هو واضح في هذين الموضعين، كما أن الأستاذ محمود شاكر وجد هذا الاسم نفسه (طبقات فحول الشعراء) مدونًا على النسخة الخطية التي وقعت تحت يده، وقام بتحقيقها؛ من هنا اطمأن الأستاذ شاكر إلى هذه التسمية واعتمدها، وأصبح الكتاب يُعرف بعد ذلك بـ(طبقات فحول الشعراء).
طبقات فحول الشعراء الراعي النميري
ويغلب على الكتاب الطابع النقديّ، ويظهر هذا جليًّا بدءًا من أُولى صفحاته، وقد ناقش ابن سلّام في طبقات فحول الشعراء مسألة الشعر الموضوع من منظور عقلي، ولم يتردد في انتقاد مشاهير الرُّواة، كما حدد القواعد التي اتبعها لتصنيف الشعراء ولتفضيلاته الشعرية. يقول ابن سلام في مطلع كتابه: "وللشِّعر صناعة وثقافة يعرفها أهل العلم كسائر أصناف العلم والصناعات منها ما تثقفه العين ومنها ما تثقفه الأذن ومنها ما تثقفه اليد ومنها ما يثقفه اللسان". ويقول أيضًا: "وفي الشعر مصنوع مُفتعل موضوع كثير لا خير فيه، ولا حُجة في عربية، ولا أدب يُستفاد، ولا معنى يُستخرج، ولا مثل يُضرب، ولا مديح رائع، ولا هجاء مقذع، ولا نسيب مُستطرف، وقد تداوله قوم من كتاب إلى كتاب، لم يأخذوه عن أهل البادية". صنَّف شعراء الجاهلية على طبقات
أولًا: قضية الشعر المنحول:-
ناقش ابن سلام الجمحي في كتابه طبقات فحول الشعراء قضية انتحال الشعر، ودعا إلى ضرورة تنقية التراث الشعريّ من الزّيف ومن الشعر المنحول الذي نسبه بعض الشعراء والرَّواة – كذبًا – إلى شعراء الجاهلية، وهو ليس من الجاهلية في شيء. وقد اتهم بعض الرواة بعينهم ومنهم الراوية حمّاد الكوفي- من أوائل من جمعوا أشعار العرب – إذ وصفه بأنه غير موثوق به، إذ ينحل الأشعار ويزيد فيها من عنده، مستندًا لقول يونس بن حبيب:"العجب لمن يأخذ عن "حماد"، كان يكذب ويلحن ويكسِر"، وهذا داوود بن مُتمم بن نويرة حينما قدم البصرة، أتاه أبو عبيدة وابن نوح ليسألاه عن شعر أبيه فقالا عنه:"فلما نَفِد شعْرُ أبيه، جعل يزيد في الأشعار ويَصْنعُها لنا، وإذا كلامٌ دون كلام "متمِّم"، وإذا هو يحتذي على كلامه فيذكُر المواضعَ التي ذكرها "مُتمِّم"، والوقائعَ التي شَهِدها، فلمَّا توالى ذلك، عَلِمنا أنه يفتعِلُه".
طبقات فحول الشعراء المكتبة الشاملة
طبقات الشعراء يا لها من مكتبة عظيمة النفع ونتمنى استمرارها أدعمنا بالتبرع بمبلغ بسيط لنتمكن من تغطية التكاليف والاستمرار أضف مراجعة على "طبقات الشعراء" أضف اقتباس من "طبقات الشعراء" المؤلف: محمد بن سلام الجمحي الأقتباس هو النقل الحرفي من المصدر ولا يزيد عن عشرة أسطر قيِّم "طبقات الشعراء" بلّغ عن الكتاب البلاغ تفاصيل البلاغ جاري الإعداد...
طبقات فحول الشعراء لابن سلام الجمحي
77- ذو الرمة واسمه غيلان بن عقبة أبو الحارث. 78- كعب بن جعيل بن قمير بن عجرة. 79- عمرو بن أحمر بن العمرد بن تميم. 80- سحيم بن وثيل بن أعيفر. 81- أوس بن مغراء من قريع. 82- نهشل بن حرى. 83- حميد بن ثور الهلالي. 84- الأشهب بن رميلة. 85- عمر بن لجأ التيمي. 86- أبو زبيد الطائي واسمه حرملة بن المنذر. 87- العجير بن عبد الله بن عبيدة. 88- عبد الله بن همام السلولي. 89- نفيع بن لقيط الأسدي. 90- عبد الله بن قيس بن شريح الرقيات. 91- الأحوص عبد الله بن محمد بن عاصم بن ثابت بن قيس. 92- جميل بن معمر بن خيبري. 93- نصيب مولى عبد العزيز بن مروان بن الحكم. 94- المتوكل بن عبد الله بن نهشل الليثي ويكنى أبا جهمة. 95- يزيد بن ربيعة بن مفرغ. 96- الثالث زياد الأعجم وهو زياد بن سليم العبدي. 97- عدي بن الرقاع وهو عدي بن زيد بن مالك. 98- عقيل بن علفة المري. 99- بشامة بن الغدير المري. 100- شبيب بن البرصاء واسمه شبيب بن يزيد بن جمرة بن عوف. 101- قراد بن حنش بن عمر بن عبد الله بن عبد العزى. 102- الأغلب العجلي وكان مقدما يقال إنه أول من رجز. 103- أبو النجم واسمه الفضل بن قدامة بن عبيد. 104- العجاج واسمه عبد الله بن رؤبة.
طبقات فحول الشعراء Pdf
ولم يكن ابن سلام متعصبًا للقدماء، مفضلًا إياهم دون مبرر، فلم يكن فيه هذا التعصب للقدماء، وقد حاول أن يُخضع النقد الأدبي لأسس محددة، وأن يجعل له قواعد ثابتة بالتفسير، والشرح، والتعليل، والتبويب، والتنظيم؛ من هنا اكتسب هذا الكتاب أهميته.
3- وزهير بن أبى سلمى واسم أبى سلمى ربيعة بن رياح. 4- والأعشى وهو ميمون بن قيس بن جندل ويكنى أبا بصير. ( الطبقة الثانية):
5- أوس بن حجر. 6- بشر بن أبى خازم الأسدى. 7- كعب بن زهير بن أبى سلمى. 8- الحطيئة أبو مليكة جرول بن أوس. ( الطبقة الثالثة):
9- أبو ليلى نابغة بنى جعدة وهو قيس بن عبد الله بن عدس بن ربيعة بن جعدة
10- أبو ذؤيب الهذلى وهو خويلد بن خالد بن محرث. 11- الشماخ بن ضرار بن سنان. 12- لبيد بن ربيعة. ( الطبقة الرابعة):
13- طرفة بن العبد. 14- عبيد بن الأبرص. 15- علقمة بن عبدة. 16- عدى بن زيد. ( الطبقة الخامسة):
17- خداش بن زهير بن ربيعة ذى الشامة. 18- الأسود بن يعفر بن عبد الأسود بن جندل. 19- أبو يزيد المخبل بن ربيعة بن عوف قتال بن أنف الناقة. 20- تميم بن أبى بن مقبل بن عوف بن حنيف بن قتيبة. ( الطبقة السادسة):
21- عمرو بن كلثوم. 22- الحارث بن حلزة. 23- عنترة بن شداد. 24- سويد بن أبى كاهل اليشكري. ( الطبقة السابعة):
25- سلامة بن جندل. 26- حصين بن الحمام المري. 27- المتلمس وهو جرير بن عبد المسيح خال طرفة بن العبد. 28- المسيب بن علس بن عمرو بن قمامة وهو خال الأعشى. ( الطبقة الثامنة):
29- عمرو بن قميئة بن سعد بن مالك بن ضبيعة.
أما مضمون الكتاب فقد قسّم ابن سلام كتابه إلى قسمين؛ تحدث في القسم الأول عن مشاهير شعراء الجاهلية، وفي القسم الثاني عرض لمشاهير شعراء صدر الإسلام حتى عصر بني أمية، واختار من الجاهليين أربعين شاعرًا، واعتبرهم فحول المتقدمين في شعرهم، كما اختار من الإسلاميين أربعين أيضًا، ثم قام بتقسيم كل مجموعة منهم إلى عشر طبقات، وجعل في كل طبقة أربعة شعراء. أما الشعراء المخضرمون، وهم الذين عاشوا جزءًا من حياتهم في الجاهلية وجزءًا في الإسلام، فلم يعتبرهم ابن سلام مرحلة زمنية مستقلة، وإنما أدخل بعضهم في شعراء الجاهلية وبعضهم في شعراء الإسلام. وكلمة الطبقات تعني الدرجات أو المنازل، فقد أنزل ابن سلام -إذًا- كل واحد من هؤلاء الشعراء في منزلته التي رأى أنه يستحقها، معتمدًا في ذلك على ما وجده من شعر لهذا الشاعر، وما قال فيه العلماء والنقاد. وجمع ابن سلام من تشابه شعرهم وجعلهم في طبقة واحدة، وقام بترتيب الشعراء في الطبقة الواحدة حسب أهميتهم، وترجم لكل واحد منهم بذكر نسبه وذكر آراء العلماء فيه، ووازن شعره بشعر غيره.