وفي تعليقه، استشهد بقول النبي صلى الله عليه وسلم في حق من يفعل ما وصفه بـ الجريمة الشنعاء: (من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط، فاقتلوا الفاعل والمفعول به) رواه أهل السنن وصححه ابن حبان وغيره. وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لعن الله من غير تخوم الأرض، لعن الله من ذبح لغير الله، لعن الله من لعن والديه، لعن الله من تولى غير مواليه، لعن الله من كمه أعمى عن السبيل، لعن الله من وقع على بهيمة، لعن الله من عمل عمل قوم لوط، لعن الله من عمل عمل قوم لوط) ثلاثا، أخرجه الإمام أحمد وإسناده حسن.
- اقتلوا الفاعل والمفعول به عقد المكاره
- اقتلوا الفاعل والمفعول به التسلية أو الألغاز
- اقتلوا الفاعل والمفعول به خلق رسول الله
اقتلوا الفاعل والمفعول به عقد المكاره
"والَّذي يأْتي البَهيمةَ"، أي: إنَّ عُقوبةَ مَن جامَعَ البَهيمةَ القَتلُ، وقِيل: إنْ كان الفاعِلُ مُحصَنًا فحَدُّه القَتلُ، وإنْ كان غيرَ مُحْصَنٍ فحَدُّه الجَلْدُ؛ حُكمُه كحُكمِ الزَّاني، وقِيل: يُقتَلُ إنْ عمِلَ ذلك مع العِلْمِ بالنَّهْيِ، والـمُرادُ بالبَهيمةِ كُلُّ حيوانٍ يُؤْكَلُ لَحْمُه، وقيل: الدَّوابُّ بأنواعِها. الدرر السنية. وأمَّا البهيمةُ المفعولُ بها فقد ورَدَ في رِوايةِ أبي داودَ أنَّها تُقْتَلُ أيضًا، وقال عِكرمةُ مَوْلى ابنِ عبَّاسٍ: "قُلْتُ له: ما شأْنُ البَهيمةِ؟" أي: لِـمَ تُقتَلُ البَهيمةُ وليس لها مِن أمْرِها شيءٌ؟! قال: "ما أُراهُ إلَّا أنْ قال ذلك"، أي: ما أظُنُّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أمَرَ بقَتْلِ البَهيمةِ إلَّا "أنَّه كرِهَ أنْ يُؤْكَلَ لَحْمُها، وقد عُمِلَ بها ذلك العملُ". وفي الحديثِ: اجْتِثاثُ أُصولِ الفاحشةِ، والدَّاعينَ إليها، والواقِعينَ فيها.
اقتلوا الفاعل والمفعول به التسلية أو الألغاز
لماذا حرّم الله الشذوذ؟
الله عز وجل هو الذي خلق الناس ويعلم ما يصلح معاشهم ومعادهم، وجميع ما حرّمه الله عز وجل فيه الخير والنفع للبشرية، يقول الله عز وجل: {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [سورة الملك: 14]. والشذوذ الجنسي مُحرّم لأسباب كثيرة منها: مخالفة الفطرة السوية التي فطر الله الناس عليها، ومنها ميل الذكر إلى الأنثى وميل الأنثى إلى الرجل، وسنّة الزوجية التي وضعها الله عز وجل في الكون، والتزواج بين الذكر والأنثى. ومنها الأمراض النفسية، فالشواذ جنسيًّا يعانون من أمراض واضطرابات نفسية خطيرة، ومنها الأمراض العضوية التي تصيب الشواذ جنسيًّا مثل: الإيدز والهربس والكلاميديا والزهري والسيلان وسرطان الشرج وغيرها من الأمراض. الفاعل والمفعول به. ومنها الأمراض السلوكية والجريمة، فانحرافات الشواذ جنسيًّا لا تقتصر على الجانب الجنسي، فقد رصدت العديد من الدراسات وجود انحرافات أخرى تتعلق بالسلوك والميول العدوانية تجاه الآخرين. حكم الشذوذ في الإسلام
افتراءات بعض المسلمين الذين يعيشون في الغرب على الإسلام ومحاولة علمنته أو أمركته، بخاصة في ما يتعلق بمخالفة الفطرة السوية كالشذوذ الجنسي، يردّ عليها القرآن الكريم بتحريم الفاحشة بكل صورها، ووصف مرتكبيها بالعادين، يقول الله عز وجل: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7)} [سورة المؤمنون: 5-7].
اقتلوا الفاعل والمفعول به خلق رسول الله
مفتي السعودية يرفض قرار المثلية الجنسية وأضاف: ولقد ابتلي العالم بأسره في هذا الزمن بجرأة ماجنة، ودعاوى باطلة، وشعارات فاسدة، وانحراف مقيت، يراد منه تجريد الإنسان من إنسانيته، ومن أرقى خصائصه التي أكرمه الله تعالى بها، وفضّله بها على كثير ممن خلق تفضيلا، فقال سبحانه: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا). وأشار مفتي السعودية ورئيس كبار العلماء، إلى أن الله تعالى بيّن في كتابه الكريم ما فعل بقوم لوط لما ارتكبوا أبشع الجرائم وأقبحها عند الله تعالى، فأنزل تعالى عليهم سخطه وعذابه الشديد لشناعة جريمتهم النكراء، مستشهدًا بقوله تعالى: (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ)، وقوله تعالى: (أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِين)، وقوله تعالى: (فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا جَعَلْنا عالِيَها سافِلَها وَأَمْطَرْنا عَلَيْها حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ، مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَما هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيد).
ويقول الله عز وجل: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30) فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ}[سورة المعارج: 29-31]. وابتغاء {وَرَاءَ ذَٰلِكَ} في الآيتين، الذي عدّه القرآن الكريم اعتداء وظلمًا ومجاوزة للحدود يشمل جميع الانحرافات الجنسية والممارسات غير السوية كالاستمناء والزنا والسحاق واللواط وغيرها. اقتلوا الفاعل والمفعول به.. ماذا قال مفتي السعودية عن قرار الأمم المتحدة بشأن المثلية الجنسية؟. وفي التشنيع على قوم لوط، يقول الله عز وجل: {أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ (165) وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ (166)} [سورة الشعراء: 165-166]. والتراضي بين الطرفين لا يُحلّ الحرام، ولا يُعفي من العقوبة، فقد أهلك الله قوم لوط مع أنهم تراضوا فيما بينهم على فعل الفاحشة، يقول الله عز وجل: {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ (82) مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ ۖ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ (83)} [سورة هود: 82-83].