ثبت بالأدلة الصحيحة الصريحة وقوع السحر للكثير من الناس، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم سحر، وتعاطى الأسباب لإبطال أثر هذا السحر مشرعاً لأمته من بعده، ومبيناً الوسائل المطلوبة والأسباب الشرعية التي يلزم اتباعها من أجل التداوي من السحر وآثاره.
والله يعصمك من الناس - ملتقى الخطباء
ومن هذه المواقف العظيمة وغيرها يستفيد المؤمن: أن هذا الدين أمره عظيم، وأنه منصور ومحفوظ، وأن عزت الإنسان في نصره لهذا الدين، ويحذر الإنسان كل الحذر من الوقوف أمام حكم شرعي من أحكام الله -سبحانه-، أو الإعانة على إيقاف الخير والدعوة، أو تحجيم ذلك، أو الجلوس والمصاحبة لمن يفعل ذلك، فإن هذا من أخطر الأمور على الإنسان.
رواه البخاري ( 2474) ومسلم ( 2190). ثانياً:
يجب أن يَعلم المسلم أنه ليس ثمة تعارض بين نصوص الوحي ، وما يظنه بعض الناس من
وجود تعارض بين نصوص الوحي بعضها مع بعض: فهو تعارض في ظاهر الأمر بالنسبة له ،
وليس تعارضاً في واقع الأمر ، ولذا فإن علماء الإسلام الراسخين لا يعجزهم – بفضل
الله وتوفيقه – من بيان أوجه التوفيق بين ما ظاهره التعارض بالنسبة لمن يرى ذلك ممن
يخفى عليه وجه الجمع بين تلك النصوص. قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -:
لا يجوز أن يوجد في الشرع خبران متعارضان من جميع الوجوه ، وليس مع أحدهما ترجيح
يقدم به. " المسودة " ( 306). وقال ابن القيم - رحمه الله -:
وأما حديثان صحيحان صريحان متناقضان من كل وجه ليس أحدهما ناسخاً للآخر: فهذا لا
يوجد أصلاً ، ومعاذ الله أن يوجد في كلام الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم الذي
لا يخرج من بين شفتيه إلا الحق. " زاد المعاد " ( 4 / 149). والله يعصمك من الناس. وقال ابن القيم - رحمه الله – أيضاً -:
فصلوات الله وسلامه على مَن يصدّق كلامُه بعضه بعضاً ، ويشهد بعضه لبعض ، فالاختلاف
، والإشكال ، والاشتباه إنما هو في الأفهام ، لا فيما خرج من بين شفتيه من الكلام ،
والواجب على كل مؤمن أن يَكِلَ ما أشكل عليه إلى أصدق قائل ، ويعلم أن فوق كل ذي
علم عليم. "