أحمد عمر هاشم، أستاذ السنة النبوية وعضو هيئة كبار العلماء: يجب على المسلم أن يعود لسانه على الألفاظ الجميلة، والتعبير الحسن، والكلمة الرقيقة، لأن الكلمة الطيبة تأسر القلوب، فكم من حروب وفتن ومصائب حدثت بسبب كلمة منفلتة ألقاها صاحبها من دون أن يلقي لها بالاً، ولذلك حذرنا الإسلام من الكلمات غير المسؤولة التي تجلب لصاحبها وللآخرين كثيراً من المصائب وأمرنا الحق سبحانه وتعالى بأن نقول للناس كل ما هو حسن وجميل. والقصد في الكلام - كما يقول د. من آداب المجلس بيت العلم. هاشم - سمة الشخصية المعتدلة التي يتخلق صاحبها بالخلق الإسلامي النبيل، فيبدو رزيناً في مجلسه هادئاً في مشاعره، يكسوه الوقار، وتعلوه الهيبة، فلا ينطق لسانه بالقول في أي مجال، ولا يقحم نفسه في أحاديث الناس، فإن الكلام عند كثير من الناس شهوة من الشهوات إذا استبدت بالإنسان أوردته موارد الهلاك، ولذلك فإن من آداب الحديث التي جاء بها الإسلام وربى أتباعه عليها «القصد في الكلام» ومحاسبة الإنسان على ما ينطق به، يقول الحق سبحانه وتعالى: «وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد»، (ق: 18). وقال سبحانه: «لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً»، (النساء: 114).
ماهي اهم آداب المجلس في الإسلام | آداب المجلس مع الدليل - Dal4You
إن التخول نهج نبوي، وترقب الفرص ذكاء دعوي، ومع ذلك فما جلس قوم مجلساً يقرؤون فيه القرآن، ويذكرون السنن، ويتعلمون العلم، ويتدارسونه بينهم، إلا حفتهم الملائكة، ونزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وذكرهم الله فيمن عنده. 5/ عدم المبالغة في الإطعام والإكرام: معلوم أن الكرم سمة عظيمة، ومنزلة رفيعة، ولكن بقدر؛ أما ما يحدث في بعض المجالس فهو تبذير ومفاخرة، ومبالغات ومكاثرة. ماهي اهم آداب المجلس في الإسلام | آداب المجلس مع الدليل - dal4you. 6/ احترام الأكبر والأعلم وتقديمه في الحديث: فإن كثيراً ممن يحضر المجالس لا يقدر من هو أولى منه بالحديث، وأجدر بالكلام، فتجده أخذ على لسانه عهدا أن لا تأخذه سنة ولا نوم! وأكثره حديث ممل، أو كلام مخل، أو ممازحات ممجوجة. إن على صاحب العلم والحكمة والأدب والفضل أن يعمر المجالس ببعض من عبق علمه، وشيء من أريج أدبه، وذلك بقدر معلوم؛ وعلى الذي يحترم نفسه أن لا يكثر الكلام في غير فائدة، ولا أن يتعدى على صاحب المجلس إلا بإذنه، وأن لا يزري بنفسه، فإن السكوت في أحيان كثيرة هو الأفضل. وحتى السكوت فلا بد أن يكون له هيئة مخصوصة، وسمة مقبولة، ينصت المرء ولكن بوجه حسن، وابتسامة مشرقة، وإنصات للمتحدث، وبشاشة في المحيا؛ أما بعض الساكتين فإنك تقول: ليته ما جاء!
من آداب المجالس في الإسلام
و قد تُخَصص أماكن للغير لعُرْفٍ أو لعادةٍ ما، ولذا يفضل عدم الجلوس في هذه الأماكن لمن لم تخصص له، فقد روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام): " لا تسرعن إلى أرفع موضع في المجلس، فإنّ الموضع الذي ترفع إليه خير من الموضع الذي تحط عنه "(18). آداب المجالس - ملتقى الخطباء. وإذا قُدِّم أَهلُ المناصب الدُنْيويَّة، كالسِّياسيّين والرَّسميّين والدبلوماسيين... لاَ بُدَّ حِينَئِذٍ من تقديم المؤمن، لا سيما إن كان معروفاً، بل ويحرم ترك تقديمه فيما لو شكل ذلك إهانة له وهتك لحرمته. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) بحار الأنوار ج90 ص162
(2) المصدر السابق ج1 ص201
(3) القصص 77
(4) غرر الحكم و درر الكلم ج1 ص101
(5) المصدر السابق ج1 ص10
(6) النساء 140
(7) ــ (9) ميزان الحكمة ج1 ص383
(10)المصدر السابق ج1 ص381
(11) المصدر نفسه ج1 ص384
(12) المصدر نفسه ج2 ص43
(13) المصدر نفسه ج2 ص42
(14) المصدر نفسه ج1 ص381. (15)مجموعة ورام ج2 ص31
(16)عوالي اللآلي ج4 ص28
(17)المحادلة 11
(18)غرر الحكم و درر الكلم ج1 ص164
آداب المجالس - ملتقى الخطباء
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم، فإذا أراد أن يقوم فليسلم، فليست الأولى بأحق من الآخرة) هنا تتبين أهمية إفشاء السلام وأثرها على النفوس، فأنت إذا كنت في مجلس لا تعرف في أحد وكلكم أخوة في الله ثم سلم عليك القادم فذلك أدعى أن يُشعرك بالسكينة والطمأنينة والانتماء. 2 الجلوس حيث انتهى المجلس ولا تتخطى الرقاب إذا دخلت لمجلس متأخرًا أو سبقك الناس للصفوف الأولى فلا تتخطى الرقاب لتصل للصف الأول أو تجلس جوار شخص بعينه. من آداب المجالس. من المهم أيضًا الالتزام بذلك في مجالس العلم لأن هذا قد يتسبب بالإزعاج للكثير كما سيتسبب في التشتت وانشغال الناس بك عن الشيخ أو المعلم، وربما تشتت المعلم نفسه، بجانب هذا فهو يعد تقليلًا من احترام الشيخ والمجلس. فعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: كنا إذا أتينا النبي صلى الله عليه وسلم جلس أحدنا حيث ينتهي 3- لا تجلس في مجلس أحد إلا حين تتأكد من عدم رجوعه مرة أخرى في بعض الأحيان قد يقوم أحدهم من المجلس ليشرب أو لأي شيء، وربما كان مكان جلوسه أفضل منك فتبادر للجلوس مكانه فإذا رجع لم يجد لنفسه مكان، وهذا منهي عنه فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا قام أحدكم من مجلس ثم رجع إليه فهو أحق به) ذلك أدعى لحفظ النفوس من الضغينة والكره ودوام الود والأخوة بين المسلمين.
الإنسان كائن إجتماعي لا يمكنه الاستغناء عن مجالسة الآخرين ومؤانستهم والاقتصار على نفسه وحسب، ولهذا فلقد اهتم الشرع المقدَّس بالجانب الاجتماعي للإنسان أيما اهتمام، بدأً من توضيح سمات المجالس التي يجدر بالمؤمن قصدها والتحذير من المجالس التي لا يحبذ جلوسه فيها، إلى تفصيل صفات الشخص الذي يرتقي بمجالسته، مروراً بالآداب التي يجب التحلّي بها في المجالس وبيان ما ينبغي تناوله من الأحاديث وما لايجمل التعرض لها، وضرورة مراعاة حقوق الجليس، وإنتهاءً بكفارة المجلس. من آداب المجالس في الإسلام. سنحاول توضيح كلاً منها تباعاً:
أولاً: إختيار المجلس:
تنقسم المجالس بصفة عامة إلى مجالس جادّة وأخرى بطّالة إن صح التعبير. فأما المجالس الجادّة فهي التي تتناول أموراً مهمة تدفع بعجلة حياة الإنسان إلى التقدم، فإن كانت تسعى إلى رُقيّه الروحي وتقوية الجانب المعنوي فيه فتلك نعم المجالس وخيرها. و من أوضح مصاديق المجالس الروحية هي ما انطوت على ذكر الله (تعالى) والصالحين من الأنبياء والاوصياء (عليهم السلام)، ومن إستن بسنتهم وسلك سبيلهم من المؤمنين وقد روي عن النبي الأكرم( صلى الله عليه وآله وسلم): " ما جلس قوم يذكرون الله إلا ناداهم مناد من السماء: قوموا فقد بدلت سيئاتكم حسنات وغفر لكم جميعاً، وما قعد عدة من أهل الأرض يذكرون الله إلا قعد معهم عدة من الملائكة.
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي نبيه محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. أيها المسلمون، لقد كان الحديث في خطبة الجمعة الماضية عن الجليس وأثره على جليسه، وفي هذا اليوم - بعون الله تعالى - يكون الحديث عن المجالس، فإذا كان اختيار الجليس مهماً فاختيار المجالس كذلك؛ إذ ليست كل المجالس صالحة لأن يجلس فيها المسلم الحريص على دينه وأخلاقه. إذا تكلمنا اليوم عن المجالس وآدابها وآفاتها فلا نعني بالمجلس ذلك المكان الذي يجتمع فيه الناس في بيت من البيوت فحسب، وإنما يراد بالمجلس كل مكان يجلس فيه الإنسان سواء كان في البيوت أم الطرقات أم الأسواق أم أماكن العمل أم الحدائق والمتنزهات. عباد الله، إن مما يدعو المتكلم للحديث عن هذا الموضوع رؤية كثير من مجالس المسلمين تحولت من مجالس خير وفائدة إلى مجالس شر ومضرة. فبدل أن تكون مجالس نفع وذكر لله تعالى وتداول للكلمة الطيبة وحلول لمشكلات الواقع الخاص والعام، أصبحت مجالس قيل وقال وضياع للأعمار والأموال والأوقات، هذا إذا لم تصل إلى مجالس سخط وإثم في الأقوال والأفعال. إن الإسلام يريد للمسلم أن يكون في منزلة رفيعة تقوم على أماكن الفضيلة والارتقاء بالروح والقلب والعقل إلى درجات الصفاء والبهاء لتحلق في آفاق السعادة الدنيوية والأخروية.