وقال حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس: الأسد بالعربية, ويقال له بالحبشية قسورة, وبالفارسية شير, وبالنبطية أوبا. وقوله تعالى: " بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة " أي بل يريد كل واحد من هؤلاء المشركين أن ينزل عليه كتاب كما أنزل الله على النبي صلى الله عليه وسلم, قاله مجاهد وغيره, كقوله تعالى: " وإذا جاءتهم آية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله الله أعلم حيث يجعل رسالته " وفي رواية عن قتادة: يريدون أن يؤتوا براءة بغير عمل, فقوله تعالى: " كلا بل لا يخافون الآخرة " أي إنما أفسدهم عدم إيمانهم بها وتكذيبهم بوقوعها. فما تنفعهم شفاعة الشافعين - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام. ثم قال تعالى: "كلا إنه تذكرة" أي حقاً إن القرآن تذكرة " فمن شاء ذكره * وما يذكرون إلا أن يشاء الله " كقوله: " وما تشاؤون إلا أن يشاء الله ". وقوله تعالى: "هو أهل التقوى وأهل المغفرة" أي هو أهل أن يخاف منه وهو أهل أن يغفر ذنب من تاب إليه وأناب. قاله قتادة. وقال الإمام أحمد: حدثنا زيد بن الحباب, أخبرني سهيل أخو حزم, حدثنا ثابت البناني عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:" قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الاية "هو أهل التقوى وأهل المغفرة" وقال:قال ربكم أنا أهل أن أتقى فلا يجعل معي إله فمن اتقى أن يجعل معي إلهاً كان أهلاً أن أغفر له" ورواه الترمذي وابن ماجه من حديث زيد بن الحباب, و النسائي من حديث المعافى بن عمران, كلاهما عن سهيل بن عبد الله القطعي به, وقال الترمذي: حسن غريب وسهيل ليس بالقوي, ورواه ابن أبي حاتم عن أبيه عن هدبة بن خالد عن سهيل به, وهكذا رواه أبو يعلى والبزار والبغوي وغيرهم من حديث سهيل القطعي به.
فما تنفعهم شفاعة الشافعين - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
واما عن الآيات المشتملة على استثناء الاذن والارتضاء فدلالة قوله: (إلا باذنه)
(١٦٧)
الذهاب إلى صفحة:
««
«...
162
163
164
165
166
167
168
169
170
171
172...
»
»»
القران الكريم |فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ
ثالثًا: شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم لتخفيف العذاب عن أبي طالب عم الرسول الذي مات كافرًا، وخلد في النار، لكن شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ستخفف عنه. رابعًا: الشّفاعة التي بها يخرج الموحدين بالله من النار، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يَخرجُ منَ النَّارِ ، وقالَ شعبةُ: أخرَجوا منَ النَّارِ مَن قالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَكانَ في قلبِهِ منَ الخيرِ ما يزِنُ شعيرةً ، أخرِجوا منَ النَّارِ من قالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَكانَ في قلبِهِ منَ الخيرِ ما يَزِنُ بُرَّةً أخرِجوا منَ النَّارِ من قالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَكانَ في قَلبِهِ ما يزنُ ذرَّةً". خامسًا: الشّفاعة التي ترحم الناس من دخول النار. القران الكريم |فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ. سادسًا: الشّفاعة التي ترفع درجات أهل الجنة وتلك الشفاعة خاصة بالرسل والأنبياء عليهم السلام وبالصديقين والمؤمنين. سابعًا: الشفاعة التي بسببها يدخل جزء من امة رسول الله صلى الله عليه وسلم الحنة دون حساب أو عذاب. النوع الثاني وهو الشفاعة الباطلة مثل اعتقاد البعض بشفاعة غير الله عز وجل، أي هي الشفاعة التي يدعي المشركون والكافرون بالله عز وجل بوجودها. شاهد أيضًا: من شروط الشفاعة المثبتة والفرق بينها وبين الشفاعة المنفية
الشفاعة في القرآن الكريم
ورد لفظ الشفاعة بمعناه المراد به في القرآن الكريم عدة مرات، كالآتي:
قول الله عز وجل في سورة البقرة: "اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ".
وجواب أهل السنة: أن هذا يراد به شيئان:
أحدهما: أنها لا تنفع المشركين؛ كما قال تعالى: { مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ} ؛ فهؤلاء لا تنفعهم شفاعة الشافعين لأنهم كانوا كفارا. والثاني: أنه يراد بذلك الشفاعة التي يثبتها أهل الشرك ومن شابههم من أهل البدع من أهل الكتاب والمسلمين الذين يظنون أن للخلق عند الله من القدر أن يشفعوا عنده بغير إذنه كما يشفع الناس في بعضهم عند بعض". المصدر:
موقع الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله آل فوزان