2- تَمدَّح سبحانه بأنه هو الناصر لرسله صلوات الله عليهم أجمعين، المعز لحزبه الموحدين، لأنهم نصروا دينه بقلوبهم وأقوالهم وأفعالهم، فاستحقوا نصر ربهم، ووعده الصادق إذ يقول: (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) (الحج: 40). ويقول تعالى: (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ) (الصافات: 171، 172). ويقول تعالى: (كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) (المجادلة: 21).
معاني أسماء الله الحسنى ومقتضاها (المتين)
وقوله:"كنزٌ مِنْ كنوز الجنة" قال النووي: ومعنى الكنْز هنا أنه ثوابٌ مُدَّخَر في الجنة، وهو ثوابٌ نفيس؛ كما أنّ الكنز أنْفس أموالكم. وقال الحافظ: وحاصله أنّ المراد أنها من ذخائر الجنة، أو مِنْ محصلات نفائس الجنة. معاني أسماء الله الحسنى ومقتضاها (المتين). قال النووي: قال العلماء: سببُ ذلك أنها كلمةُ اسْتسلام وتفويض إلى الله تعالى، واعتراف بالإذعان له، وأنه لا صانع غيره، ولا رادَّ لأمره، وأنَّ العبد لا يملك شيئاً من الأمر. ثم قال: قال أهل اللغة:"الحول" الحركة والحيلة، أي: لا حركة ولا استطاعة، ولا حيلة إلا بمشيئة الله تعالى. وقيل معناه: لا حول في دفع شر، ولا قوة في تحصيل خير إلا بالله. وقيل: لا حول عن معصية الله إلا بعصمته، ولا قوة على طاعته إلا بمعونته، وحكي هذا عن ابن مسعود رضي الله عنه وكله متقارب. من كتاب النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى للدكتور محمد بن حمد الحمود النجدي
إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ
منهم قوم هود عليه السلام، الذين قال الله تعالى فيهم: (فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ) (فصلت: 15). فماذا كان عاقبة أمرهم (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنصَرُونَ) (فصلت:16). اغتروا بقوة أبْدانهم، وضخامة أجْسَادهم، وعظيم بطشهم في البلاد والعباد، فلم تُغن عنهم مِنْ عذاب الله تعالى مِنْ شَيء: (فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ) (الأحقاف: 25). وأمم غيرهم كثير قَصَّهم الله سبحانه علينا في كتابه، جاءهم النَّذير، فقابلوه بالنَّكير، فأخَذهم العزيزُ القدير، ومأواهم جهنم وبئس المصير. 4- لا قوة للعبد على طاعة الله تعالى، إلا بقوة الله تعالى وتوفيقه، ولا حول له على اجتناب المعاصي، ودفع شرور النفس، إلا بالله تعالى. إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ. وقد نبَّه النبي صلى الله عليه وسلم أمَّته إلى ذلك بقوله لعبد الله بن قيس:"يا عبد الله بن قيس، ألا أُعَلِّمُكَ كَلِمَةً هي من كنوز الجنة؟ لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلاَّ بالله".
إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ - ساحة القرآن الكريم العامة - أخوات طريق الإسلام
معاني أسماء الله الحسنى ومقتضاها
(المتين)
الدليل:
قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾ [الذاريات: ٥٨]. المعنى:
معنى المتين، أي: الشديد القوي، الذي لا تضعف قوتُه، ولا تلحقه في أفعاله مشقةٌ ولا كلفةٌ ولا تعبٌ، وقوته سبحانه تامة كاملة لا تتناقص ولا تضعف، وهذا يدل على التناهي في قوة الله تعالى. قال أبو حامد الغزالي: "والمتانة تدل على شدة القوة لله تعالى". (المقصد الأسنى). مقتضى اسم الله المتين وأثره:
مقتضى اسم الله المتين قريب مما ذُكِر في اسم الله القوي، لأن معنى المتين الشديد القوي، فيتقارب المقتضى والأثر لهذين الاسمين الجليلين.
ب- ورزق البدن بالرزق الحلال الذي لا تبعة فيه، فإن الرزق الذي خص به المؤمنين والذي يسألونه منه شامل للأمرين، فينبغي للعبد إذا دعا ربه في حصول الرزق أن يستحضر بقلبه هذين الأمرين، فمعنى ((اللهم ارزقني)) أي ما يصلح به قلبي من العلم والهدى والمعرفة ومن الإيمان الشامل لكل عمل صالح وخلق حسن ، وما به يصلح بدني من الرزق الحلال الهنيّ الذي لا صعوبة فيه ولا تبعة تعتريه. الرزاق الذى لا تنفد خزائنه ولم يفض ما في يمينه لا يشغله سمع عن سمع ولا تختلف عليه المطالب ولا تشتبه عليه الاصوات يرزق من هذه الدنيا ما يشاء من كافر ومسلم اموال واولاد ولا يرزق الآخرة الا لأهل طاعته واشرف الارزاق في هذه الدار هو الايمان والعلم والعمل والحكمة وتبين الهدى المستنير.