وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ عَنْ فَرَقَدٍ ﴿كَلا إنَّ كِتابَ الفُجّارِ لَفي سِجِّينٍ﴾ قالَ: الأرْضُ السّابِعَةُ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ عَنْ مُغِيثٍ ﴿كَلا إنَّ كِتابَ الفُجّارِ لَفي سِجِّينٍ﴾ قالَ: تَحْتَ الأرْضِ السُّفْلى. وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ وعَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ عَنْ قَتادَةَ ﴿كَلّا إنَّ كِتابَ الفُجّارِ (p-٢٩٥)لَفِي سِجِّينٍ﴾ قالَ: هو أسْفَلُ الأرْضِ السّابِعَةِ ﴿كِتابٌ مَرْقُومٌ﴾ قالَ: مَكْتُوبٌ، قالَ قَتادَةُ: ذُكِرَ لَنا أنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو كانَ يَقُولُ: الأرْضُ السُّفْلى فِيها أرْواحُ الكُفّارِ وأعْمالُهُمُ السُّوءُ. وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهَ عَنْ عائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «سِجِّينٌ الأرْضُ السّابِعَةُ السُّفْلى». وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ عَنِ ابْنِ جَرِيجٍ في قَوْلِهِ: ﴿لَفِي سِجِّينٍ﴾ قالَ: بَلَغَنِي أنَّ "سَجِينٌ" الأرْضُ السُّفْلى وفي قَوْلِهِ: ﴿مَرْقُومٌ﴾ قالَ: مَكْتُوبٌ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ عَنْ قَتادَةَ ﴿كِتابٌ مَرْقُومٌ﴾ قالَ: رُقِمَ لَهم بِشَرٍّ. وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ عَنْ عِكْرِمَةَ ﴿لَفِي سِجِّينٍ﴾ قالَ: لَفي خَسارٍ. بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٤ - الصفحة ٥. وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهَ، عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قالَ: حَدَّثَنِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «أنَّ المَلَكَ يَرْفَعُ العَمَلَ لِلْعَبْدِ يَرى أنَّ في يَدَيْهِ مِنهُ سُرُورًا حَتّى يَنْتَهِيَ إلى المِيقاتِ الَّذِي وصَفَ اللَّهُ لَهُ فَيَضَعُ العَمَلَ فِيهِ فَيُنادِيَهُ الجَبّارُ مِن فَوْقِهِ ارْمِ بِما مَعَكَ في سِجِّينٍ وسِجِّينٌ الأرْضُ السّابِعَةُ، فَيَقُولُ المَلَكُ: ما رَفَعْتُ إلَيْكَ إلّا حَقًّا (p-٢٩٦)فَيَقُولُ: صَدَقْتَ اِرْمِ بِما مَعَكَ في سِجِّينٍ».
- الباحث القرآني
- كلا إن كتاب الفجار لفي سجين - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
- بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٤ - الصفحة ٥
الباحث القرآني
17 - تفسير علي بن إبراهيم: أبي عن محمد بن إسماعيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال:
إن الله خلقنا من أعلى عليين وخلق قلوب شيعتنا مما خلقنا منه، وخلق أبدانهم من دون ذلك، فقلوبهم تهوي إلينا لأنها خلقت مما خلقنا منه، ثم تلا قوله: (كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين * وما أدراك ما عليون) إلى قوله: (يشهده المقربون
(١) كنز الفوائد: ٣٢٨ ، والآيات في الواقعة: 88 و 90 و 92. (2) في نسخة: عن معروف بن محمد. (3) تفسير للموصول. (4) تفسير للمخاطب بقوله: كنتم به تكذبون. (5) زاد في المصدر: والأئمة. الباحث القرآني. (6) في نسخة: [إلى آخر السورة فيهما] أقول: يعنى نزل فيهما. (7) تفسير القمي: 716 و 717. والآيات في سورة المطففين. (٥)
كلا إن كتاب الفجار لفي سجين - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
[ ص: 282] القول في تأويل قوله تعالى: ( كلا إن كتاب الفجار لفي سجين ( 7) وما أدراك ما سجين ( 8) كتاب مرقوم ( 9) ويل يومئذ للمكذبين ( 10) الذين يكذبون بيوم الدين ( 11)). يقول تعالى ذكره: ( كلا) ، أي ليس الأمر كما يظن هؤلاء الكفار ، أنهم غير مبعوثين ولا معذبين ، إن كتابهم الذي كتب فيه أعمالهم التي كانوا يعملونها في الدنيا ( لفي سجين) وهي الأرض السابعة السفلى ، وهو " فعيل " من السجن ، كما قيل: رجل سكير من السكر ، وفسيق من الفسق. وقد اختلف أهل التأويل في معنى ذلك ، فقال بعضهم: مثل الذي قلنا في ذلك. ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن بشار ، قال: ثنا أبو أحمد ، قال: ثنا سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ، عن مغيث بن سمي: ( إن كتاب الفجار لفي سجين) قال: في الأرض السابعة. كلا إن كتاب الفجار لفي سجين - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام. حدثنا ابن حميد ، قال: ثنا مهران ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ، عن مغيث بن سمي ، قال: ( إن كتاب الفجار لفي سجين) قال: الأرض السفلى ، قال: إبليس موثق بالحديد والسلاسل في الأرض السفلى. حدثني يونس ، قال: أخبرنا ابن وهب ، قال: أخبرني جرير بن حازم ، عن سليمان الأعمش ، عن شمر بن عطية ، عن هلال بن يساف ، قال: كنا جلوسا إلى كعب أنا وربيع بن خثيم وخالد بن عرعرة ، ورهط من أصحابنا ، فأقبل ابن عباس ، فجلس إلى جنب كعب ، فقال: يا كعب أخبرني عن سجين ، فقال كعب: أما سجين: فإنها الأرض السابعة السفلى ، وفيها أرواح الكفار تحت حد إبليس.
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٤ - الصفحة ٥
{كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ (7) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ (8) كِتَابٌ مَّرْقُومٌ (9)} [المطففين]
{ كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ}: هذا مقام الفجار, مقامهم جهنم وكتابهم في سجن ضيق أسفل سافلين. كتابهم مدون فيه كل كبير وصغير, أحصاه الله ونسوه. قال تعالى: { كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ (7) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ (8) كِتَابٌ مَّرْقُومٌ (9)} [المطففين] قال ابن كثير في تفسيره: يقول تعالى حقا" { إن كتاب الفجار لفي سجين} "أي أن مصيرهم ومأواهم لفي سجين فعيل من السجن وهو الضيق كما يقال فسيق وشريب وخمير وسكير ونحو ذلك. ولهذا عظم أمره فقال { وما أدراك ما سجين} ؟ أي هو أمر عظيم وسجن مقيم وعذاب أليم ثم قد قال قائلون هي تحت الأرض السابعة وقد تقدم في حديث البراء بن عازب في حديثه الطويل يقول الله عز وجل في روح الكافر اكتبوا كتابه في سجين وسجين هي تحت الأرض السابعة وقيل صخرة تحت السابعة خضراء وقيل بئر في جهنم. وقوله { كتاب مرقوم} ليس تفسيرا لقوله { وما أدراك ما سجين} وإنما هو تفسير لما كتب لهم من المصير إلى سجين أي مرقوم مكتوب مفروغ منه لا يزاد فيه أحد ولا ينقص منه أحد قاله محمد بن كعب القرظي.
كان من المكذبين الضالين) قال: الجاحدين للامام (1).