سأبدأ بأشدها عنصرية، والذي "فرّق أصحابه بين الأب والأم فقالوا: لا يقاد بالأب، ولكن يقاد بالأم، وبهذا قال الإمامية ورواية عن أحمد،" أدلتهم: قوله تعالى "كتب عليكم القصاص"، و"النفس بالنفس"، فالأب لا يقتل بولده سواء قتله بالسيف حذفاً وذبحاً، وعلى أي وجه كان، لقوله صلى الله عليه وسلم "لا يقتل والد بولده "، فالأب أخرجه الدليل من العموم، والأم تقتل بولدها، لأنه لا ولاية لها عليه، فتقتل به كالأخ. بالنسبة للاستدلال فلعل أي إنسان يمتلك أدنى وجوهه يعلم أنه هنا ملفق ومستهجن ومنكر، فالآيات في الحدود واضحة وعامة ومفصلة.. وحرمة الدماء يتكافأ فيها الجميع. ص358 - كتاب رفع النقاب عن تنقيح الشهاب - الفصل الخامس في وقته - المكتبة الشاملة. أما الأم فحكايتهم معها كما هي عادة العبث الذكوري الذي سبب اندثار القيم الإنسانية فابتلينا به كمجتمعات إسلامية وبواقع مشهود بالغبن والقهر، وكسبنا منه شهادة عالمية ظللنا نرزح تحت غيها؛ بأن الإسلام هضم حق المرأة، وما زال صخب رواية "الإسلام كرم المرأة" يدّوي في واقع يستحي منه أقل الناس عقلاً وإنسانية.. فإسقاط ولاية الأم عن أبنائها تبرير يفقد أهليته بترهات ذكورية أقل ما توصف به بأنها غاية في الحمق والعبث، فالآيات فصلت فضل الأم بعد أمر البر بالوالدين، لكن الفقهاء يصرون على انتقاص المرأة "الأم" فيشككون في أهليتها ويمنعون ولايتها على أبنائها بلا وجه حق.
- أرشيف الإسلام - شرح وتخريج حديث ( لا يقتل والد بولده لقتلتك ... ) من مسند أحمد بن حنبل
- اليمن: ضحايا "قتل الشرف" بين القانون وحكم القبيلة | Daraj
- ص358 - كتاب رفع النقاب عن تنقيح الشهاب - الفصل الخامس في وقته - المكتبة الشاملة
أرشيف الإسلام - شرح وتخريج حديث ( لا يقتل والد بولده لقتلتك ... ) من مسند أحمد بن حنبل
ومثل قوله ، - صلى الله عليه وسلم -، " المؤمنون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم ". قالوا فهذه العمومات تقتضي أن الوالد إذا علم أنه قصد قتل ابنه عمداً يقتل بولده ، وأما الحديث المشهور " لا يقتل والد بوالده ". أرشيف الإسلام - شرح وتخريج حديث ( لا يقتل والد بولده لقتلتك ... ) من مسند أحمد بن حنبل. فهو ضعيف عندهم. وأما التعليل فهو غير صحيح ، لأن قتل الوالد بولده ليس بسبب من الولد ، وإنما السبب من الوالد فهو الذي جنى على نفسه في الحقيقة ، لأن هو السبب في قتل نفسه حيث قتل نفساً محرمة. قالوا ولنا أن نقلب الدليل فنقول إن قتل الوالد بولده من أعظم القطيعة وأنكر القتلة إذ أنه لا يجرؤ والد على قتل ولده حتى البهائم العجم ترفع البهيمة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه.
اليمن: ضحايا &Quot;قتل الشرف&Quot; بين القانون وحكم القبيلة | Daraj
والراجح في هذه المسألة: أن الوالد يقتل بالولد، والأدلة التي استدلوا بها ضعيفة لا تقاوم النصوص الصحيحة الصريحة الدالة على العموم ، ثم إنه لو تهاون الناس بهذا لكان كل واحد يحمل على ولده ، لا سيما إذا كان والدا بعيدا، كالجد من الأم ، أو ما أشبه ذلك ويقتله ما دام أنه لن يقتص منه " انتهى من "الشرح الممتع" (14/ 43). وقال رحمه الله: " وعلى كل حال فهذه المسألة ترجع إلى المحاكم الشرعية فليحكم الحاكم بما يرى أنه أقرب إلى الصواب من أقوال أهل العلم " انتهى من "فتاوى نور على الدرب". والله أعلم.
ص358 - كتاب رفع النقاب عن تنقيح الشهاب - الفصل الخامس في وقته - المكتبة الشاملة
حكم قتل الاب لابنه، والقتل هو واحدة من الجرائم التي نبذها الإسلام وأنكرها، والفاعل منها قاتِل والمفعول منها مقتُول وفلانٌ قتل فلان أي أماته وأزهق روحه وفتك به، ويُقال قُتِل الرَّجل إذا مات وأُنهيت حياته، ووسائل القتل كثيرةٌ لا عدَّ لها ولا حصر، وتتنوع أنواع القتل فقد يكون القتل خطأً وقد يكون شبه عمدٍ وقد يكون عمدًا فيُسمَّى بالقتل العمد، ونتعرّف في هذا المقال على حكم قتل الأب لابنه.
ولقد قال المذهب المالكي أن الأب إذا قام بقتل ابنه قتل به لو كان قصده لإزهاق روحه واضحًا، فإن لم يكن واضحًا لم يقتل به. وقال الحنابلة أن الوالد من الرضاع فإنه يقتل بولده من الرضاع لعدم الجزئية الحقيقية. شاهد أيضًا: حكم الإجهاض قبل نفخ الروح
ما يلزم من قتل ابنه خطأ
الإلزام في هذا هو الدية والكفارة، فهي تلزم الأب الدية لأمه ولإخوته، وذلك بعد سماح الأم والإخوة بهذا وعليه كفارة وهي عتق عبد أو أمة، وهذا معناه عتق عبد مؤمن أو أمة مؤمنة، ويوجد هذا في بعض الدول الأفريقية مثل موريتانيا فهناك عبيد يباعون بثمن مناسب، فإن لم يستطع وجب عليه الصوم شهرين متتابعين، وهذا ما أمر به الله عز وجل، حيث أنه يسمى قتل الخطأ وليس متعمد، والقتل الخطأ يجب فيه الكفارة والدية.