الفتوحات المكية لمحي الدين ابن عربي ( كتاب صوتي) - YouTube
محي الدين بن عربي المهدي المنتظر
لكن رجلا جميلا، صبوح المحيا، وقور المظهر، باغتهم على حين غرة فهجم عليهم وارتدوا عنه. اقرأ أيضا: "التاريخ الإسلامي لإسبانيا… من حضارة غير مسبوقة إلى محنة الدم والدين والطرد 1\10"
في غمرة تنفسه للصعداء، سأل ابن عربي الرجلَ عمن يكون، فقال له: "أنا سورة يس"، وحين استيقظ، وجد أباه يتلو عليه هذه السورة، فلم يمكث على حاله حتى تحسن وتعافى، فاعتقد بعد هذه القصة بفكرة أنه معد للحياة الروحية وأنه ينبغي عليه أن يسلك دربها إلى النهاية. لم يكمل ابن عربي عامه العشرين، حتى كشف للآخرين عما اعتبر أنه قد جُعل يسير فيه… الطريق الروحاني! جاب بغرض ذلك عددا لا يعد من المدن، كغرناطة وفاس والقاهرة ومكة وبغداد وحلب وقونية ودمشق… متبعا في ذلك مرشده السماوي. قصة المرشد السماوي هذا، قد تكون لبعضهم أقرب إلى الخيال من التصديق؛ إذ يحكى أن ابن عربي قد ادعى أنه رأى في ما يرى اليقظان هذه المرة، أنه أمام العرش الإلهي محمولا على أعمدة من اللهب المتفجر، فحلق حوله طائر بديع الخلق فأمره بأن يرتحل إلى الشرق، مخبرا إياه بأنه سيكون مرشده السماوي. بالحبّ يَدِينُ… أنّى كانت ركائبه! يقول ابن عربي، ولعله البيت الشعري الذي اشتهر به إلى اليوم: "أدين بدين الحب أنى توجهتْ ركائبه، فالحب ديني وإيماني".
محي الدين بن عربي الفتوحات المكية
[١٢]
كتب ابن عربي
ترك ابن عربي الكثير من المؤلفات والكتب القيمة والنفيسة، ولعل من أهم تلك الكتب ما يأتي:
الوصايا كتاب مطبوع ومنشور عام 1982م وهو أحد أبواب كتاب الفتوحات المكية الشهير، بل هو حقيقة الأمر فصل منه جرى طباعته بشكل منفرد لأهمية ما جاء فيه من وصايا تربوية تهدف إلى التعريف بالطريق إلى طاعة الله عز وجل. [١٣]
فصوص الحكم كتاب مطبوع ومنشور عام 2016م، وهو أحد الكتب القيمة لابن عربي، حيث ناقش فيه كل ما يتعلق بالعقيدة الصوفية في عصر ابن عربي والأجيال التالية له، كما طرح للنقاش كل ما يتعلق بمبدأ وحدة الوجود. [١٤]
شجرة الكون كتاب مطبوع ومنشور عام 1985م، ويعد من الكتب القيمة والنفيسة، وفيه بحث ابن عربي عن حقيقة الكون الواسع بما فيه وما عليه، فسبر أغواره العميقة محاولًا الوصول إلى وضع صورة شاملة وعامة عنه. [١٥]
أبرز الآراء النقدية حول ابن عربي
تعرّض ابن عربي للكثير من الانتقادات التي طالت منهجه الفكري وعقيدته، ولعل من أهم تلك الآراء ما يأتي:
أبو حامد الغزالي وهو من المعارضين لفكر ابن عربي في كثير من الجزئيات، إذ كان يرى أنّ الله ينبغي أن يُعرف بالعقل، وكان مخالفًا لما ذهب إليه ابن عربي الذي يرى أن الله عز وجل ينبغي أن يُعرف بالحواس والذوق.
هذا البيت لم يكن مجرد تصوير شعري بديع، بل إن ابن عربي كان، كما أوردنا سابقا، دائم الترحال، وترحاله المستمر هذا مكنه من لقاء كبار علماء الصوفية كشهاب الدين عمر السهروردي وجلال الدين الرومي وصدر الدين القونوي وغيرهم، فكان ابن عربي حريصا على المتح من عصارة هذا التلاقح الصوفي. من أهم الكتب التي ألفها ابن عربي، "الفتوحات المكية"، وقد ضَمّنَه أهم آرائه الصوفية والعقلية ومبادئه الروحية، وادعى أنه كتبه بأمر من "مرشده السماوي". غير أن دمشق، ستكون المدينة التي استعذب ابن عربي مقامه الأخير فيها، حيث عاش، وفقا للمصادر التاريخية، معززا مكرما بل وكان أميرُها من تلاميذه ومن المؤمنين بعلمه. فتابع هناك ما تبقى من حياته يؤلف تارة ويعلم مريديه تارة أخرى منهجه في التصوف، حتى صار واحدا من كبار العلماء بين أهل العلم والفقه آنذاك، فحق عليه، في نظر محبيه، لقب "البحر الزاخر" و"سلطان العارفين". اقرأ أيضا: "أبو القاسم الجنيد، منبع الصوفية في المغرب"
عُرف ابن عربي بكونه شجرة وافرة العلم والمعرفة. وفرة كانت ثمارها كتب غزيرة، لعل من أهمها "فصوص الحكم" و"ترجمان الأشواق و"الفتوحات المكية". هذا الأخير يقول ابن عربي إنه قد كتبه بأمر من "مرشده السماوي"، وهو الكتاب الذي ضَمّنَه أهم آرائه الصوفية والعقلية ومبادئه الروحية.