ومن حيث النوع فالتطور السياسي في الجزيرة العربية مرّ من العصور الحجرية القديمة إلى العصر الحجري الحديث، حيث ظهرت العديد من المستوطنات التي تمثلت بالقرى ثم بدأت تظهر الممالك مثل ثمود ومدين وطسم وجديس. بل يحدثنا السجل الأثري والنقوش القديمة عن مملكة دلمون التي جاء نعت أحد ملوكها بصفة ملك في النقوش المسمارية القديمة بصيغة صريحة، ويرقى تاريخ تلك المملكة إلى ألفين وأربعمائة سنة قبل الميلاد وبهذا تكون معاصرة للمملكة الأكادية في بلاد الرافدين. قالب:ممالك عربية قديمة - ويكيبيديا. ويظن بعض الباحثين أن الظروف السياسية القديمة عملت على زعزعة الأنظمة السياسية في الجزيرة العربية خلال الربع الأخير من الألف الثاني قبل الميلاد، أي قبل ألف ومائتين وخمسين سنة قبل ميلاد المسيح، وأن التشكل في حياة سياسة جديدة ظهرت فيما عُرف بالممالك العربية القديمة استغرق قرناً من الزمان. وبعد دراسة الآثار والسجلات التاريخية طرح الباحثون مقترحاً لتقسيم تلك الممالك إلى ممالك مبكرة وممالك متوسطة وممالك متأخرة استناداً إلى الزمن الذي سيطرت خلاله كل مملكة. فوضعوا ممالك معين وسبأ وقتبان وحضرموت وآدوم وقيدار وديدان في المرحلة المبكرة. أما ممالك المرحلة المتوسطة فهي أوسان وحمير في جنوب الجزيرة العربية ولحيان والأنباط في شمال غربي الجزيرة العربية، والجرهائيون في شرقيها.
- قالب:ممالك عربية قديمة - ويكيبيديا
قالب:ممالك عربية قديمة - ويكيبيديا
مملكة تنوخ هي مملكة جاهلية بدأت كحلف لعدة عشائر هاجرت من اليمن بسبب حادثة انهيار سد مأرب، حيث تم تشكيل الحلف وأعلن مالك بن فهم ملكا عليهم وقام هذا الحلف بالسيطرة على مناطق متعددة أثناء زحفه شمالا حيث تمكن من اخضاع عمان وشرق الجزيرة العربية ومناطق أخرى في الجزيرة العربية وكذلك أجزاء من العراق وسوريا وجنوب إيران وذلك في أقصى تمددها، دامت المملكة من بداية القرن الثاني الميلادي حتى منتصف القرن الثالث الميلادي. ورد ذكر تنوخ في النصوص السبئية والحميَرية وفي الكتابات الحسائية وفي كتب بطليموس, وهي نفس قبيلة الملكة ماوية التي ثارت ضد الرومان, ونفس القبيلة التي ساعدت الرومان على هزيمة الملكة زنوبيا. تشكلت قبيلة تنوخ من اتحاد قبلي شمل أكبر القبائل العربية، ضمت:الأزدوقضاعة بالدرجة الأولى وخرج من رحمهم قبيلة كندة التي أسست مملكة في نجد والبحرين وجنوبي اليمن وشملت وجذام، وإياد و عاملة. واتفق زعماء هذه القبائل على تمليك زعيمهم مالك بن فهم الدوسي الأزدي والمناداة به ملكاً على المنطقة المحصورة بين نجد غرباً والخليج العربي شرقاً وحدود عُمان جنوباً، وحدود البصرة شمالاً، وقد سميت هذه المنطقة الجغرافية الشاسعة البحرين.
ومع الإقامة بدأت الأعداد البشرية بالتكاثر فتعددت القرى وبدأ التنافس الذي تتوج بظهور القرى المركزية أو ما يطلق عليه اسم دويلة المدينة، لأن القرية المركزية أصبحت مركزاً لأمور تهم قرى عدة، ففيها يوجد حاكم الدويلة، وفيها يوجد مكان التعبد الرئيسي، وفيها توجد القوة المقاتلة التي تدافع عن مصالح القرى التابعة للدويلة. ومع مرور الوقت بدأ الصراع بين دويلات المدينة من أجل السيطرة ونتج عن ذلك الصراع ظهور الممالك التي ضمت عدداً من دويلات المدينة والقرى التابعة لكل دويلة، وربما أن أقدمها في بلاد الشرق الأدنى القديم هي المملكة الأكادية في بلاد الرافدين والتي أصبحت مملكة مترامية الأطراف في عهد ملكها سرجون الأكادي، ويقابل هذا قيام ممالك في بلاد الأناضول وفي مصر القديمة وبلاد الشام، واستمر التطور السياسي في أشكال متعددة حتى ظهر عصر الامبراطوريات مترامية الأطراف التي حكمت بلداناً تنتشر في أكثر من قارة من قارات العالم القديم. وعندما ننظر إلى التطور السياسي في مجتمع الجزيرة العربية نجده لا يختلف عن ما ذكرنا في الأقطار المجاورة، بل يماثله في القدم والنوع. فمن حيث القدم فأمم الجزيرة العربية مثل أمة ثمود يرقى تاريخها إلى نهاية الألف الثالث قبل الميلاد وهو التاريخ الذي تعود إليه المملكة الأكادية أولى ممالك بلاد الرافدين.