قوله تعالى: الذين يلمزون المطوعين. الآية. أخرج البخاري ، ومسلم ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، وابن مردويه ، وأبو نعيم في "المعرفة" عن أبي مسعود قال: لما نزلت آية الصدقة كنا نتحامل على ظهورنا فجاء رجل فتصدق بشيء كثير فقالوا مرائي وجاء أبو عقيل بنصف صاع فقال المنافقون: إن الله لغني عن صدقة هذا، فنزلت: الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم الآية. وأخرج البزار ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تصدقوا فإني أريد أن أبعث بعثا. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة التوبة - الآية 79. فجاء عبد الرحمن فقال: يا رسول الله عندي أربعة آلاف؛ ألفين أقرضهما ربي وألفين لعيالي، فقال: بارك الله لك فيما أعطيت وبارك لك فيما أمسكت. وجاء رجل من الأنصار فقال: يا رسول الله إني بت أجر الجرير فأصبت صاعين من تمر فصاعا أقرضه ربي وصاعا لعيالي. فلمزه المنافقون، قالوا: [ ص: 461] والله ما أعطى ابن عوف الذي أعطى إلا رياء، وقالوا: أولم يكن الله ورسوله غنيين عن صاع هذا فأنزل الله: الذين يلمزون المطوعين الآية. وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصدقة، فجاء عبد الرحمن بن عوف بصدقته وجاء المطوعون من المؤمنين وجاء أبو عقيل بصاع فقال: يا رسول الله بت أجر الجرير فأصبت صاعين من تمر فجئتك بأحدهما وتركت الآخر لأهلي قوتهم فقال المنافقون: ما جاء عبد الرحمن وأولئك إلا رياء وإن الله لغني عن صدقة أبي عقيل فأنزل الله: الذين يلمزون المطوعين الآية.
- إسلام ويب - تفسير القرطبي - سورة براءة - قوله تعالى الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات - الجزء رقم8
- القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة التوبة - الآية 79
- الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات | موقع البطاقة الدعوي
- منتديات سماحة السيد الفاطمي ــ العلاج الروحي بالقرآن الكريم • مشاهدة الموضوع - ( الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات )
إسلام ويب - تفسير القرطبي - سورة براءة - قوله تعالى الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات - الجزء رقم8
( الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات)
المشرفون: أنوار فاطمة الزهراء, تسبيحة الزهراء
بسم الله الرحمن الرحيم { ٱلَّذِينَ يَلْمِزُونَ ٱلْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ ٱللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} سورة التوبة الآية 79 التفســـــــــــــير { الَّذِينَ يَلْمِزُونَ} يعيبون { الْمُطَّوِّعِينَ} المتطوّعين { مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إلاَّ جُهَْدَهُمْ} إلا طاقتهم فيتصدّقون بالقليل. وفي الحديث أفضل الصدقة جهد المقلّ { فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ} يستهِزؤُن { سَخِرَ اللهُ مِنْهُمْ} جازاهم جزاء السّخرية كذا في العيون عن الرضا عليه السلام { وَلَهُمْ عَذَابٌ ألِيمٌ}. القمّي جاء سالم بن عمير الأنصار بصاع من تمر فقال يا رسول الله كنت ليلتي أجرّ الجرير حتى عملت بصاعين من تمر فامّا أحدهما فأمسكته وامّا الآخر فأقرضته ربّي فأمر رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) أن ينثره في الصدقات فسخر منه المنافقون فقالوا والله إن كان الله لغنيّ من هذا الصاع ما يصنع الله بصاعه شيئاً ولكن ابا عقيل أراد أن يذكر نفسه ليعطى من الصدقات فنزلت.
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة التوبة - الآية 79
وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، والبغوي في "معجمه" والطبراني وأبو الشيخ ، وابن مردويه ، وأبو نعيم في "المعرفة" عن أبي عقيل قال: بت أجر الجرير على ظهري على صاعين من تمر، فانقلبت بأحدهما إلى أهلي يتبلغون به وجئت بالآخر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أتقرب به إلى ربي، فأخبرته بالذي كان فقال: انثره في المسجد، فسخر القوم وقالوا: لقد كان الله غنيا عن صاع هذا المسكين. فأنزل الله: الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين الآيتين. الذين يلمزون المطوعين. [ ص: 462] وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن ابن عباس في قوله: الذين يلمزون المطوعين الآية، قال: جاء عبد الرحمن بن عوف بأربعين أوقية إلى النبي صلى الله عليه وسلم وجاء رجل من الأنصار بصاع من طعام، فقال بعض المنافقين: والله ما جاء عبد الرحمن بما جاء به إلا رياء وقالوا: إن كان الله ورسوله لغنيين عن هذا الصاع. وأخرج ابن جرير عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك قال: الذي تصدق بصاع التمر فلمزه المنافقون، أبو خيثمة الأنصاري. وأخرج البغوي في "معجمه"، وابن قانع، وابن مردويه ، عن سعيد بن عثمان البلوي عن جدته، أن أمها عميرة بنت سهل بن رافع صاحب الصاعين الذي لمزه المنافقون - أخبرتها أنه خرج بصاع من تمر وابنته عميرة، حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فصبه.
الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات | موقع البطاقة الدعوي
[3]
وفي الصحيحين عن أبو مسعود عقبة بن عمرو-رضي الله عنه- قال: (لَمَّا نَزَلَتْ آيَةُ الصَّدَقَةِ، كُنَّا نُحَامِلُ، فَجَاءَ رَجُلٌ فَتَصَدَّقَ بشيءٍ كَثِيرٍ، فَقالوا: مُرَائِي، وجَاءَ رَجُلٌ فَتَصَدَّقَ بصَاعٍ، فَقالوا: إنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عن صَاعِ هذا، فَنَزَلَتْ: (الَّذِينَ يَلْمِزُونَ المُطَّوِّعِينَ مِنَ المُؤْمِنِينَ في الصَّدَقَاتِ والذينَ لا يَجِدُونَ إلَّا جُهْدَهُمْ). [4] [5]
وفي الحديث أنّ بعض الصحابة كان بهم من الفقر والشدة وكانوا يسعون للعمل فيحملون على ظهورهم بمقابل أجره ويهدفون بهذا العمل لكسب بعض الأموال أو المُد ليقوموا بالتصدق بها ويعطيها للنبي- صلى الله عليه وسلم-، وجاء رجل يقال أنه الصحابي عبد الله بن عوف -رضي الله عنه- فتصدق بمقدار كبير من ماله وكان غنياً فبدأ المنافقون يصفونه بالرياء. [6]
واتهموه زوراً أنه لم يقصد وجه الله -تبارك وتعالى- بهذه الصدقة التي قدّمها للنبي -صلى الله عليه وسلم-، وعندما جاء بعده رجل آخر تصدّق بحوالي ثلاثة كيلوغرامات من الطعام قالوا إن الله غني عن هذا الصاع من الطعام سخرية من قلته واستهزاء بالمؤمنين، وفي الحديث حث المؤمنين على التصدق وألّا يحتقر الإنسان ما يمكنه التصدق به وإن قل.
منتديات سماحة السيد الفاطمي ــ العلاج الروحي بالقرآن الكريم &Bull; مشاهدة الموضوع - ( الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات )
انظر أيضا:
معنى السخرية والاستهزاء لغةً واصطلاحًا. الفرق بين الاستهزاء والسخرية وبعض الصفات. ذمُّ السخرية والاستهزاء والنهي عنهما. أقوال السلف والعلماء في السخرية والاستهزاء.
وحُذف مفعول { يجدون} لظهوره من قوله: { الصدقات} أي لا يجدون ما يتصدّقون به إلاّ جهدهم. والمراد لا يجدون سبيلاً إلى إيجاد ما يتصدّقون به إلاّ طاقتهم ، أي جُهد أبدانهم. أو يكونُ وجَدَ هنا هو الذي بمعنى كان ذا جدة ، أي غنىً فلا يقدر له مفعول ، أي الذين لا مال لهم إلاّ جُهدهم وهذا أحسن. وفيه ثناء على قوة البدن والعمل وأنّها تقوم مقام المال. وهذا أصل عظيم في اعتبار أصول الثروة العامة والتنويه بشأن العامل. والسخرية: الاستهزاء. يقال: سخر منه ، أي حصلت السخرية له من كذا ، فمن اتّصالية. واختير المضارع في يلمزون ويسخَرون للدلالة على التكرر. وإسناد سخر إلى الله تعالى على سبيل المجاز الذي حسَّنتْه المشاكلة لفعلهم ، والمعنى أنّ الله عامَلَهم معاملةً تُشبه سخرية الساخر ، على طريقة التمثيل ، وذلك في أنْ أمر نبيه بإجراء أحكام المسلمين على ظاهرهم زمناً ثم أمْرِه بفضحهم. ويجوز أن يكون إطلاق سَخر الله منهم على طريقة المجاز المرسل ، أي احتقرهم ولعنهم ولمّا كان كلّ ذلك حاصلاً من قبل عبّر عنه بالماضي في { سخر الله منهم وجملة: ولهم عذاب أليم} عطف على الخبر ، أي سخر منهم وقضى عليهم بالعذاب في الآخرة. قراءة سورة التوبة