تتحدث المصادر عن إنتشار الإسلام في الهند ذات الأغلبية الهندوسية عن طريق التجار المسلمين قبل أن يفتحها محمد بن القاسم الثقفي، وهو ما حدث أيضا في زنجبار وسريلانكا والفلبين. أما الولايات المتحدة وأستراليا فنسبة المسلمين في زيادة واضحة جراء الهجرات المتتالية للمسلمين واستوطانهم هذه الأراضي. وقد تم تصنيف الإسلام كأسرع الأديان نمواً في العالم وهو ما يظهر جليا في مقارنة بسيطة حيث سجلت الإحصائيات في الولايات المتحدة عدد المسلمين عام 1970 قرابة مائة ألف زادوا إلى تسعة ملايين بحلول عام 2010، كذلك تضاعف عدد المسلمين في القارة الأوروبية ثلاث مرات خلال الـثلاثين سنة الماضية. الم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها. منذ أن خبت شعلة الربيع العربي وانطفأت جذوتها، ومعها فقد الملايين من العرب، المسلمين بصفة خاصة، الأمل في العيش في أمان في عالم يسبح فوق حمم من الجنون، بدا للكثيرون أن الحل ربما يكمن في الهجرة إلى أرض جديدة، أرض لا يزال للإنسان فيها قدرا من الإحترام، أرض مازال يحكمها العقل. على الجانب الآخر، ظهرت أصوات مضادة تندد بالهجرة إلى أراض لا يحكمها الإسلام، أراضٍ لا يُرفع فيها الأذان ولا ينال فيها يوم الجمعة تقديرا خاصا. تعللت هذه الأصوات بصعوبة تأقلم المهاجرين في الغرب وإستحالة حفاظهم على دينهم وسط ضجيج الديانات والقناعات الأخرى.
تفسير قوله تعالى: (إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم ...)
استفهام يراد به ( التعجب)، والمراد منه التعجب من فعل ما، كقوله تعالى: { كيف تكفرون بالله} (البقرة:28). ونحوه قوله سبحانه: { ما لي لا أرى الهدهد} (النمل:20). استفهام يراد به ( العتاب)، والمراد منه معاتبة المخاطَب على فعل ما، كقوله تعالى: { ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله} (الحديد:16)، قال ابن مسعود رضي الله عنه: ما كان ببن إسلامنا وبين أن عاتبنا الله بهذه الآية إلا أربع سنين. ومنه قوله سبحانه معاتباً رسوله صلى الله عليه وسلم: { عفا الله عنك لم أذنت لهم} (التوبة:43). استفهام يراد به ( التذكير)، والمراد بهذا الاستفهام تذكير المخاطَب بأمر ما، نحو قوله تعالى: { ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض} (البقرة:33). وعلى هذا النحو، قوله سبحانه: { هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه} (يوسف:89). معنى قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ). استفهام يراد به ( الافتخار)، كقوله تعالى: { أليس لي ملك مصر} (الزخرف:51)، قصد بذلك الافتخار على موسى عليه السلام. استفهام يراد به ( التهويل والتخويف)، كقوله تعالى: { الحاقة * ما الحاقة * وما أدراك ما الحاقة} (الحاقة:1-3)، فالاستفهام هنا تخويف لما يكون في هذا اليوم. ومنه قوله سبحانه: { ماذا يستعجل منه المجرمون} (يونس:50)، تهويل للعذاب الذي يستعجلونه.
وقال أيضاً: ونحن علينا أن نقاتل العسكر جميعه، إذ لا يتميَّز المكره من غيره(6). وقال أيضاً: والمقصود أنَّه إذا كان المكره على القتال في الفتنة ليس له أن يُقاتل؛ بل عليه إفساد سلاحه، وأن يصبر حتى يُقتل مظلوماً، فكيف بالمكره على قتال المسلمين مع الطَّائفة الخارجة عن شرائع الإسلام، كمانعي الزكاة والمرتَّدين ونحوهم، فلا ريب أنَّ هذا يجب عليه إذا أكره على الحضور ألا يُقاتل، وإن قتله المسلمون، كما لو أكرهه الكفَّار على حضور صفِّهم ليقاتل المسلمين، وكما لو أكره رجل رجلاً على قتل مسلم معصوم، فإنَّه لا يجوز له قتله باتِّفاق المسلمين، وإن أكرهه بالقتل؛ فإنَّه ليس حفظ نفسه بقتل ذلك المعصوم أولى من العكس(7). ___________________________
(1) الجامع لأحكام القرآن، للإمام القرطبي: [5/345]. (2) رواه البخاري برقم: (2783)، ورواه مسلم برقم: (1864). الأرض أرض الله في القرآن الكريم. (3) رواه أبو داود في سننه برقم: (2479)، وصححه الألباني. (4) انظر فتوى الشيخ ابن باز رحمه الله، في موقع: " ن " للقرآن وعلومه. (5) مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية: [28/547]. (6) مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية: [28/535]. (7) مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية: [28/539].
معنى قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ)
هاتان الآيتان الكريمتان ذكر العلماء أنَّهما نزلتا في أناس تخلَّفوا في مكَّة، ولم يهاجروا مع النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فلمَّا كانت غزوة بدر أجبرهم الكفَّار على الخروج معهم، وحضروا القتال، فنزلت الآية الكريمة فيهم لما قتل من قتل منهم(1)، وإنَّ قوله جلَّ وعلا: { إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ} معنى ظالمي أنفسهم: أي بالإقامة بين أظهر المشركين، وهم قادرون على الهجرة، { قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ} يعني قالت لهم الملائكة فيم كنتم؟. تفسير قوله تعالى: (إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم ...). { قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ}، يعني في أرض مكَّة، { قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً}، يعني قالت لهم الملائكة: { قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا. إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ}.. الآية. فهم متوعَّدون بالنَّار؛ لأنَّهم أقاموا بين أظهر الكفَّار من دون عذر، وكان الواجب عليهم أن يهاجروا إلى بلاد الإسلام، إلى المدينة المنورة، فلمَّا أجبروا على الخروج وأكرهوا، صار ذلك ليس عذرًا لهم، وكان عملهم سببًا لهذا الإكراه، وسببًا لهذا الخروج؛ فجاء فيهم هذا الوعيد.
سعد العثمان 5/6/1433 هـ
الأرض أرض الله في القرآن الكريم
نعم. المقدم: الله المستعان، جزاكم الله خيراً. فتاوى ذات صلة
يقول الله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا * إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا} النساء: 97 – 98. هاتان الآيتان الكريمتان ذكر العلماء أنَّهما نزلتا في أناس تخلَّفوا في مكَّة، ولم يهاجروا مع النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فلمَّا كانت غزوة بدر أجبرهم الكفَّار على الخروج معهم، وحضروا القتال، فنزلت الآية الكريمة فيهم لما قتل من قتل منهم(1)، وإنَّ قوله جلَّ وعلا: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ} معنى ظالمي أنفسهم: أي بالإقامة بين أظهر المشركين، وهم قادرون على الهجرة، {قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ} يعني قالت لهم الملائكة فيم كنتم؟. { قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ}، يعني في أرض مكَّة، {قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً}، يعني قالت لهم الملائكة: {قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا * إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ}.. قالوا الم تكن ارض الله واسعه فتهاجروا فيها. الآية.