وقرأ ذلك جماعة من قراء أهل الكوفة والبصرة: ( يرثني ويرث) بجزم الحرفين على الجزاء والشرط ، بمعنى: فهب لي من لدنك وليا فإنه يرثني إذا وهبته لي. وقال الذين قرءوا ذلك كذلك: إنما حسن ذلك في هذا الموضع ، لأن يرثني من آية غير التي قبلها. النوال... (191) (فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ) - ملتقى أهل التفسير. قالوا وإنما يحسن أن يكون مثل هذا صلة ، إذا كان غير منقطع عما هو له صلة ، كقوله: ( ردءا يصدقني). قال أبو جعفر: وأولى القراءتين عندي في ذلك بالصواب قراءة من قرأه برفع الحرفين على الصلة للولي ، لأن الولي نكرة ، وأن زكريا إنما سأل ربه أن يهب له وليا يكون بهذه الصفة ، كما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا أنه سأله وليا ، ثم أخبر أنه إذا وهب له ذلك كانت هذه صفته ، لأن ذلك لو كان كذلك ، كان ذلك من زكريا دخولا في علم الغيب الذي قد حجبه الله عن خلقه. وقوله ( واجعله رب رضيا) يقول: واجعل يا رب الولي الذي تهبه لي مرضيا ترضاه أنت ويرضاه عبادك دينا وخلقا وخلقا. والرضي: فعيل صرف من مفعول إليه.
- يرثني ويرث من آل يعقوب – e3arabi – إي عربي
- النوال... (191) (فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ) - ملتقى أهل التفسير
- القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة آل عمران - الآية 38
يرثني ويرث من آل يعقوب – E3Arabi – إي عربي
وأما وراثة المال فلا يمتنع ، وإن كان قوم قد أنكروه لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا نورث ، ما [ ص: 11] تركنا صدقة فهذا لا حجة فيه ؛ لأن الواحد يخبر عن نفسه بإخبار الجمع. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة آل عمران - الآية 38. وقد يؤول هذا بمعنى: لا نورث ، الذي تركناه صدقة ؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يخلف شيئا يورث عنه ؛ وإنما كان الذي أباحه الله - عز وجل - إياه في حياته بقوله تبارك اسمه: واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول لأن معنى لله لسبيل الله ، ومن سبيل الله ما يكون في مصلحة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ما دام حيا ؛ فإن قيل: ففي بعض الروايات إنا معاشر الأنبياء لا نورث ، ما تركنا صدقة ففيه التأويلان جميعا ؛ أن يكون ( ما) بمعنى الذي. والآخر لا يورث من كانت هذه حاله. وقال أبو عمر: واختلف العلماء في تأويل قوله - عليه السلام -: لا نورث ما تركنا صدقة على قولين: أحدهما: وهو الأكثر وعليه الجمهور أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يورث وما ترك صدقة. والآخر: أن نبينا - عليه الصلاة والسلام - لم يورث ؛ لأن الله تعالى خصه بأن جعل ماله كله صدقة زيادة في فضيلته ، كما خص في النكاح بأشياء أباحها له وحرمها على غيره ؛ وهذا القول قاله بعض أهل البصرة منهم ابن علية ، وسائر علماء المسلمين على القول الأول.
النوال... (191) (فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ) - ملتقى أهل التفسير
﴿ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا ﴾؛
أي: بَرًّا تقيًّا مرضيًّا. والله اعلم.
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة آل عمران - الآية 38
الثالثة: قوله تعالى: من آل يعقوب قيل: هو يعقوب بن إسرائيل ، وكان زكريا متزوجا بأخت مريم بنت عمران ، ويرجع نسبها إلى يعقوب ؛ لأنها من ولد سليمان بن داود وهو من ولد يهوذا بن يعقوب ، وزكريا من ولد هارون أخي موسى ، وهارون وموسى من ولد لاوي بن يعقوب ، وكانت النبوة في سبط يعقوب بن إسحاق. وقيل: المعني بيعقوب هاهنا يعقوب بن ماثان أخو عمران بن ماثان أبي مريم أخوان من نسل سليمان بن داود - عليهما السلام - ؛ لأن يعقوب وعمران ابنا ماثان ، وبنو ماثان رؤساء بني إسرائيل ؛ قاله مقاتل وغيره. وقال الكلبي: وكان آل يعقوب أخواله ، وهو يعقوب بن ماثان ، وكان فيهم الملك ، وكان زكريا من ولد هارون بن عمران أخي موسى. وروى قتادة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يرحم الله - تعالى - زكريا ما كان عليه من ورثته. يرثني ويرث من آل يعقوب – e3arabi – إي عربي. ولم ينصرف يعقوب لأنه أعجمي. الرابعة: قوله تعالى: واجعله رب رضيا أي مرضيا في أخلاقه وأفعاله. وقيل: راضيا بقضائك وقدرك. وقيل: رجلا صالحا ترضى عنه. وقال أبو صالح: نبيا كما جعلت أباه نبيا.
(يرثني و يرث من آل يعقوب). يقصد بالميراث هنا بكل سرور وابتهاج نعود لكم من جديد على موقع كنز الحلول لنسعى دائما على مدار الساعة لنكسب رضاكم ونفيدكم بكل ما تحتاجونه لحل اسئلتكم المهمة والصعبة، ما عليكم سوى متابعتنا لمعرفه كل ماهو جديد. يقصد بالميراث هنا الاجابة الصحيحة هي: النبوة.