ونحن نستمع إلى ما يسمى «أغاني» تُكتب على ورق أصفر تذروه ريح الشتاء فلا يبقى منه شيء، نتوق إلى زمن ذات الخمار الأسود وإلى القصائد المعلقة على صدر لغتنا العربية. Ⅶ كاتب أردني
- ذات الخمار الأسود ليس جديداً وهذه
- ذات الخمار الأسود يسجل 67 97
- ذات الخمار الأسود الفخري
- ذات الخمار الأسود إلى
ذات الخمار الأسود ليس جديداً وهذه
الخطاب الاعلاني والاشهاري
ذات الخمار الأسود ذكر الأصمعي
كما ورد في العقد الفريد: أنَّ تاجرًا عراقيًّا قَدِم المدينة بتجارةٍ من خُمُر (
جمع خمار) ، فباعها كُلَّها إلَّا السُّود ، فَشَكَا ذلِكَ إلى الدارمي ، وكان قد
تنسَّكَ وترك الشِّعر ولَزِمَ المَسْجِد ، فقال: ما تجعل لي على أن أحتال لك بحيلةٍ
حتى تبيعها كُلَّها على حكمك ؟
قال: ما شئت. قال: فَعمد
الدارمي إلى ثيابِ نُسكه ، فألقاها عنه ، وعاد إلى مِثْلِ شأنه الأول ، وقال شِعرًا
، ورفعه إلى صديقٍ له من المُغنين ، فغنَّى به ، وكان الشِّعر:
قُل لِلمليحةِ
في الخِمارِ الأسودِ ماذا فعلتِ بِزاهدٍ
مُتعبِّدِ ؟! قد كان شمَّر
للصلاة ثيابه حتى خَطَرتِ
له بِبابِ المسجدِ! رُدِّي عليه
صلاته وصيامه لا تَقْتُلِيه
بِحقِّ دين مُحمّدِ. فَشَاعَ هذا
الغِناء في المدينة ، وقالوا: قد رجع الدارمي ، وتعشّق صاحبة الخمار الأسود. فَلَم تَبْقَ
مليحة بالمدينةِ إلَّا اشترت خمارًا أسودًا! وباع التاجر
جميع ما كان معه ، فجعل إخوان الدارمي من النُسَّاكِ يَلقون الدارمي فيقولون: ماذا
صَنَعت؟
فيقول: ستعلمون
نبأه بعد حين. فلمَّا أنفذ العراقي ما كان معه ، رجع الدارمي إلى
نُسكه ، ولبس ثيابه!
ذات الخمار الأسود يسجل 67 97
في فيلم قصير ضمن سلسلة حكاية أغنية، تعود الجزيرة الوثائقية إلى أسواق ومقاهي العراق لتناقش مع الشعراء والفنانين عن هذه الأغنية التي تعود لأكثر من 1300 عام. القصة
في المقهى رجال في الستينيات والسبعينيات من أعمارهم، يتحدثون عن قصة هذه الأغنية في المخيال العراقي والفنانين الذين غنوها والشعراء الذين حاكوها وعارضوها. تروي القصص الشعبية العراقية، حكاية أول إعلان تسويقي في التاريخ الإسلامي في عهد الدولة الأموية وتحديداً في ثمانينيات القرن الهجري الأول. حكاية المليحة والخمار الأسود
ترجع حكاية الأغنية إلى رواية تقول أنّ تاجرا حجازياً قدم إلى الكوفة لبيع الخُمر النسائية، فباعها ما عدا ذات اللون الأسود منها، إذ أعرضت بنات الرافدين عن شرائها. لم يرض التاجر الحجازي بمغادرة سوق الكوفة قبل بيع بضاعته، وعندها فكر في حيلة لإقناع النساء بشراء الخمار الأسود. ويومها كان الشاعر مسكين الدارمي قد اعتزل الشعر ومجالس الغناء واللهو واختلى في زاوية بأحد المساجد يرجو رحمة ربه. وعندما طلب منه التاجر الحجازي أن يساعده في إنقاذ بضاعته من الكساد رفض التفاعل معه، ولكنه رقّ له حين أكد له أنه سيعجز عن إعالة أسرته إذا لم يتمكن من بيع الخُمر السود.
ذات الخمار الأسود الفخري
قصة قل للمليحة في الخمار الأسود كلمات تروى قصيدة (قل للمليحة في الخمار الأسود) إنَّ هناك تاجر من العراق كان يبيع " الأخمرة وهي جمع خمار " أتى إلى المدينة المنورة لكّي يبع " الأخمِرةَ " ومنها الأسود والأحمر والأبيض فقد باعها جميعها إلّا اللون الأسود لم بيع منه شيء وقد غضب التاجر لما جرى.
ذات الخمار الأسود إلى
بعد هذه القصيدة التي تعد اول إعلان تجاري غير مسبوق لم يبق من الخمار الاسود قطعه واحده وباع التاجر على مليحات المدينه كل ما لديه ولما نفذت بضاعة هذا التاجر العراقي (( عاد الدارمي لمسجده ونسكه))
ت + ت - الحجم الطبيعي
التاريخ لا يكتبه المحاربون، ولا السياسيون فقط، بل الشعراء والأدباء والفنانون أيضاً. الرصاص قد يحرق قرية، لكنه لا يحرق قصيدة نظمت قبل ألف وألفي عام. الكلمة بداية الخلق. «اقرأ»، رئة ثالثة يتنفس منها الشاعر والكاتب، وكم من حضارة دلت عليها حروف ناطقة نقشت على حجر أصم. لقد اختار الله سبحانه وتعالى، لغتنا العربية لتكون لغة القرآن الكريم، كتابه المحكم الذي أنزله على محمد النبي العربي الأمين، آخر الرسل والأنبياء. وقبله كانت لغة العرب الأكثر إعجازاً وجمالاً بين لغات البشر. السماء الصافية تمنحهم صفاء الذهن ورمال الصحراء تمدهم بالكلمات. فنظموا من القصائد ما نزال نحفظه حتى اليوم، وستظل تحفظه الأجيال القادمة، بل ونغني بعضه أيضاً لما تحمله من قصص وحكايات وحكم. حسب روايتيْ ابن حجّة الحموي في كتابه «ثمرات الأوراق»، وأبو الفرج الأصفهاني في كتابه الشهير «الأغاني»: «قَدِمَ تاجرٌ إلى المدينة (المنورة) يَحمِلُ مِن خُمُرِ العراق، فَباعها كُلَّها إلا السود، فشكا إلى الدارِمي ذلك. وكان الدارِمي قَد نَسكَ وتَعبَّدَ، فَنظم أبياتاً وأُمِرَ مَن يملك صوتاً رائعاً، يُغَنِّي بِهما في المدينة:
قُلْ للمَليحَةِ في الخِمارِ الأسودِ.... ماذا فَعَلتِ بِزاهِدٍ مُتَعبِّدِ
قَد كان شَمَّرَ للصـــلاةِ إزارَهُ.... حَتى قَعَدتِ لَه بِبابِ المَسجدِ
رُدِّي عَلَيهِ صَلاتَهُ وصـــيامَهُ.... لا تَقتُليهِ بِحَـــقِّ دِيــنِ مُحَــمَّدِ
فشاعَ الخبرُ في المدينة أنَّ الدارِمي رَجعَ عَن زُهدِه وعشق صاحِبةَ الخِمارِ الأسود، فَلم يَبقَ في المدينة المنوّرة فتاة أو سيّدة، إلّا اشترت لها خماراً أسود.