وأما القائلون بصحته فاختلفت توجيهاتهم للحديث والتوفيق بينه وبين الأحاديث الأخرى فمن قائل بالنسخ ومن قائل بالترجيح ومن قائل بالجمع. فذهب الإمام أبو داود السجستاني إلى أنه من باب الناسخ والمنسوخ فجعل حديث النهي عن صيام يوم السبت إلا فيما افترض منسوخا بما صح من الأحاديث المعارضة له، وحمله بعض أهل العلم على تخصيصه بالصوم من غير أن يرد فيه ندب ولا استحباب، قال الترمذي: ومعنى كراهته فى هذا أن يخص الرجل يوم السبت بصيام لأن اليهود تعظم يوم السبت.
صيام يوم السبت للالباني
السؤال: وافق هذا العام يوم التاسع من محرم 1415هـ يوم السبت، وكان اليوم العاشر يوم الأحد -حسب تقويم أم القرى- وعملاً بالحديث « لأن عشت إلى قابل لأصومن التاسع والعاشر... »، أو كما قال صلى الله عليه وسلم، صمت يوم السبت والأحد (9-10/1). ولكن أحد الإخوة اعترض على صيام يوم السبت وقال: إن صيامه تطوعاً منهي عنه لما ورد في الحديث، وذكر معناه ولم يذكر نصه. ولرغبتي في استجلاء الموضوع، وعملاً بقوله تعالى: { فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} [النحل من الآية: 43] أرجو من سماحتكم إيضاح هذا الإشكال مع ذكر الحديث ومدى صحته؟
الإجابة: الحديث المذكور معروف وموجود في (بلوغ المرام) في كتاب ( الصيام) وهو حديث ضعيف شاذ ومخالف للأحاديث الصحيحة، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: « لا تصوموا يوم الجمعة إلا أن تصوموا يوماً قبله أو يوماً بعده » [1]، ومعلوم أن اليوم الذي بعده هو يوم السبت والحديث المذكور في الصحيحين. وكان صلى الله عليه وسلم يصوم يوم السبت ويوم الأحد ويقول: « إنهما يوما عيد للمشركين فأحب أن أخالفهم » [2]، والأحاديث في هذا المعنى كثيرة كلها تدل على جواز صوم يوم السبت تطوعاً. وفق الله الجميع.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ [1] (أخرجه البخاري في كتاب (الصوم)، باب: صوم الجمعة فإذا أصبح صائماً يوم الجمعة، برقم: [1849]، بلفظ: « لا يصومّن أحدكم... »، ومسلم في كتاب (الصيام)، باب: كراهة صيام يوم الجمعة منفرداً، برقم: [1929]). [2] (أخرجه الإمام أحمد في باقي مسند الأنصار، برقم: [25525]). 1
0
14, 888
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا فيه ست مسائل: الأولى: قوله تعالى {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم} قد مضى في "البقرة" اشتقاق الناس ومعنى التقوى والرب والخلق والزوج والبث، فلا معنى للإعادة. وفي الآية تنبيه على الصانع. وقال {واحدة} على تأنيث لفظ النفس. ولفظ النفس يؤنث وإن عني به مذكر. ويجوز في الكلام {من نفس واحد} وهذا على مراعاة المعنى؛ إذ المراد بالنفس آدم عليه السلام؛ قاله مجاهد وقتادة. وهي قراءة ابن أبي عبلة {واحد} بغير هاء. ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ﴾ أحمد العجمي - YouTube. {وبث} معناه فرق ونشر في الأرض؛ ومنه {وزرابي مبثوثة} [الغاشية:16] وقد تقدم في "البقرة". و{منهما} يعني آدم وحواء. قال مجاهد: خلقت حواء من قصيرى آدم. وفي الحديث: (خلقت المرأة من ضلع عوجاء)، وقد مضى في البقرة. {رجالا كثيرا ونساء} حصر ذريتهما في نوعين؛ فاقتضى أن الخنثى ليس بنوع، لكن له حقيقة ترده إلى هذين النوعين وهي الآدمية فيلحق بأحدهما، على ما تقدم ذكره في "البقرة" من اعتبار نقص الأعضاء وزيادتها.
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ﴾ أحمد العجمي - Youtube
{ يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة... } - تلاوة خاشعة 🕊 - YouTube
وخلق منها زوجها - موضوع
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ﴾ أحمد العجمي - YouTube
إسلام ويب - تفسير أبي السعود - تفسير سورة النساء - تفسير قوله تعالى يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة- الجزء رقم2
إن الله كان عليكم رقيبا هذا ختام للآية الكريمة فيه حث على المبالغة في التقوى ورعاية الرحم، والصلات الإنسانية التي تربط بين الناس بعضهم للوحدة الإنسانية الشاملة، وكان الحث على التقوى لإشعارهم جميعا بقوة رقابة الله سبحانه وتعالى. وقد ذكر العلي القدير رقابته مؤكدة بأوثق توكيد، فأكدها بـ " إن " وبتكرار لفظ الجلالة الذي يربي في نفس المؤمن كل معاني العبودية، وبالتعبير بـ " كان " الدالة على الدوام والاستمرار، وبذكر الفوقية في قوله تعالى " عليكم " وهي دالة على معنى الاطلاع الدائم مع السيطرة والقهر، وأخيرا بصفة المبالغة إذ قال: " رقيبا " وإن الله يؤكد صلة الأرحام بهذا وباقترانها به في الذكر وباقترانها به عند السؤال باسم الله تعالى، ويقول الزمخشري: " وقد آذن عز وجل إذ قرن الأرحام باسمه - أن صلتها منه بمكان كما قال تعالى: ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا وعن الحسين: إذا سألك بالله فأعطه، وإذا سألك بالرحم فأعطه.
وقرئ "تسلون" بنقل حركة الهمزة إلى السين. والأرحام بالنصب عطفا على محل الجار والمجرور كقولك: "مررت بزيد وعمرا" وينصره قراءة تساءلون به وبالأرحام فإنهم كانوا يقرنونها في السؤال والمناشدة بالله عز وجل ويقولون: أسألك بالله وبالرحم، أو عطفا على الاسم الجليل،أى: اتقوا الله والأرحام وصلوها ولا تقطعوها فإن قطيعتها مما يجب أن يتقى وهو قول مجاهد وقتادة والسدي والضحاك والفراء والزجاج. وقد جوز الواحدي نصبه على الإغراء، أي: والزموا الأرحام وصلوها. وقرئ بالجر عطفا على الضمير المجرور وبالرفع على أنه مبتدأ محذوف الخبر تقديره و"الأرحام" كذلك، أي: مما يتقى أو يتساءل به ولقد نبه سبحانه وتعالى حيث قرنها باسمه الجليل على أن صلتها بمكان منه كما في قوله تعالى: ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا. وعنه عليه السلام "الرحم معلقة بالعرش تقول من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله". إسلام ويب - تفسير أبي السعود - تفسير سورة النساء - تفسير قوله تعالى يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة- الجزء رقم2. إن الله كان عليكم رقيبا أي: مراقبا، وهي صيغة مبالغة من رقب يرقب رقبا ورقبانا إذا أحد النظر لأمر يريد تحقيقه، أي: حافظا مطلعا على جميع ما يصدر عنكم من الأفعال والأقوال وعلى ما في ضمائركم من النيات مريدا لمجازاتكم بذلك، وهو تعليل للأمر ووجوب الامتثال به وإظهار الاسم الجليل لتأكيده وتقديم الجار والمجرور لرعاية الفواصل.
قوله تعالى: ( وآتوا اليتامى أموالهم) قال مقاتل والكلبي: نزلت في رجل من غطفان كان معه مال كثير لابن أخ له يتيم ، فلما بلغ اليتيم طلب المال فمنعه عمه فترافعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فنزلت هذه الآية ، فلما سمعها العم قال: أطعنا الله وأطعنا الرسول نعوذ بالله من الحوب الكبير ، فدفع إليه ماله فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " من يوق شح نفسه ويطع ربه هكذا فإنه يحل داره " ، يعني: جنته ، فلما قبض الفتى ماله أنفق في سبيل الله ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ثبت الأجر وبقي الوزر " فقالوا: كيف بقي الوزر؟ فقال: " ثبت الأجر للغلام وبقي الوزر على والده ". وقوله ( وآتوا) خطاب للأولياء والأوصياء ، واليتامى: جمع يتيم ، واليتيم: اسم لصغير لا أب له ولا جد ، وإنما يدفع المال إليهم بعد البلوغ ، وسماهم يتامى هاهنا على معنى أنهم كانوا يتامى. [ ص: 160]
( ولا تتبدلوا) أي: لا تستبدلوا ، ( الخبيث بالطيب) أي: مالهم الذي هو حرام ، عليكم بالحلال من أموالكم ، واختلفوا في هذا التبدل ، قال سعيد بن المسيب والنخعي والزهري والسدي: كان أولياء اليتامى يأخذون الجيد من مال اليتيم ويجعلونه مكان الرديء ، فربما كان أحدهما يأخذ الشاة السمينة من مال اليتيم ويجعل مكانها المهزولة ، ويأخذ الدرهم الجيد ويجعل مكانه =الزيف ، ويقول: درهم بدرهم ، فنهوا عن ذلك.