وقوله: ( إنما المؤمنون إخوة) أي: الجميع إخوة في الدين ، كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ". وفي الصحيح: " والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ". وفي الصحيح أيضا: " إذا دعا المسلم لأخيه بظهر الغيب قال الملك: آمين ، ولك بمثله ". والأحاديث في هذا كثيرة ، وفي الصحيح: " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتواصلهم كمثل الجسد الواحد ، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ". وفي الصحيح أيضا: " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا " وشبك بين أصابعه. تفسير سورة الحجرات ابن كثير. وقال أحمد: حدثنا أحمد بن الحجاج ، حدثنا عبد الله ، أخبرنا مصعب بن ثابت ، حدثني أبو حازم قال: سمعت سهل بن سعد الساعدي يحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن المؤمن من أهل الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ، يألم المؤمن لأهل الإيمان ، كما يألم الجسد لما في الرأس ". تفرد به ولا بأس بإسناده. وقوله: ( فأصلحوا بين أخويكم) يعني: الفئتين المقتتلتين ، ( واتقوا الله) أي: في جميع أموركم ( لعلكم ترحمون) ، وهذا تحقيق منه تعالى للرحمة لمن اتقاه.
تفسير سورة الحجرات لابن كثير - موضوع
وقال الضحاك: لا تقضوا أمرا دون الله ورسوله من شرائع دينكم. وقال سفيان الثوري: ( لا تقدموا بين يدي الله ورسوله) بقول ولا فعل. وقال الحسن البصري: ( لا تقدموا بين يدي الله ورسوله) قال: لا تدعوا قبل الإمام. وقال قتادة: ذكر لنا أن ناسا كانوا يقولون: لو أنزل في كذا كذا ، وكذا لو صنع كذا ، فكره الله ذلك ، وتقدم فيه. ( واتقوا الله) أي: فيما أمركم به ، ( إن الله سميع) أي: لأقوالكم) عليم) بنياتكم. الآية 1
وإن النبي - صلى الله عليه وسلم - استغشهم وهم بهم ، فأنزل الله عذرهم في الكتاب ، فقال: ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا) إلى آخر الآية. وقال مجاهد وقتادة: أرسل رسول الله الوليد بن عقبة إلى بني المصطلق ليصدقهم ، فتلقوه بالصدقة ، فرجع فقال: إن بني المصطلق قد جمعت لك لتقاتلك زاد قتادة: وإنهم قد ارتدوا عن الإسلام - فبعث رسول الله خالد بن الوليد إليهم ، وأمره أن يتثبت ولا يعجل. تفسير سورة الحجرات لابن كثير - موضوع. فانطلق حتى أتاهم ليلا فبعث عيونه ، فلما جاءوا أخبروا خالدا أنهم مستمسكون بالإسلام ، وسمعوا أذانهم وصلاتهم ، فلما أصبحوا أتاهم خالد فرأى الذي يعجبه ، فرجع إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره الخبر ، فأنزل الله هذه الآية. قال قتادة: فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " التبين من الله ، والعجلة من الشيطان ". وكذا ذكر غير واحد من السلف ، منهم: ابن أبي ليلى ، ويزيد بن رومان ، والضحاك ، ومقاتل بن حيان ، وغيرهم في هذه الآية: أنها نزلت في الوليد بن عقبة ، والله أعلم. الآية 5
، في قلبه نور الهمة
منقدح ، وفي نفسه زند الحرص الصادق
محترق ، فهنيئاً له سمّوه وتقدمه
وتميزه. قال
ابن عثيمين رحمه الله حول هذا
الحديث وهو قوله صلى الله عليه وسلم
عند مسلم: "المؤمن
القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن
الضعيف وفي كل خير. احرص على ما
ينفعك ، واستعن بالله و لا تعجز. و
إن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت
كان كذا وكذا ، ولكن قل قدّر الله و
ما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل
الشيطان ". رحمه الله: وهذا حديث عظيم ينبغي
للإنسان أن يجعله نبراساً له في
عمله الديني و الدنيوي.
" على
ما ينفعك ": وهذه الكلمة جامعة عامة، فتشمل
منافع الدين و الدنيا.
" واستعن
بالله ": ما أروع هذه الكلمة بعد قوله احرص
على ما ينفعك لأن الإنسان إذا كان
عاقلاً ذكياً فإنه يتتبع المنافع و
يأخذ بالأنفع ، وربما تغره نفسه حتى
يعتمد على نفسه وينسى الاستعانة
بالله فقوله "واستعن بالله "
أي لا تنس الاستعانة بالله ولو
على الشيء اليسير.
" و
لاتعجز "
أي لا تكسل وتتأخر في العمل إذا
شرعت فيه مادام أن هذا هو الأنفع لك
بل استمر لأنك إذا تركت ثم شرعت في
عمل آخر ، ثم تركت ثم شرعت في عمل
آخر ثم تركت ، ما تم لك عمل. احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز. إن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت
لكان كذا وكذا ": يعني بعد أن تحرص وتبذل الجهد
وتستعين بالله وتستمر ، ثم يخرج
الأمر على خلاف ما تريد فلا تقل لو
أني فعلت لكان كذا ، لأن هذا أمر فوق
إرادتك ، أنت فعلت الذي تؤمر به و
لكن الله عز وجل غالب على أمره.
"
احرص على ما ينفعك - حسين عبد الرازق - طريق الإسلام
مطوية (احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ)
اللَّهُمَّ أَثِبْنِي على عَمَلِي هذا أَحْسَنَ الثَّوَابِ واجعل ثواب هذه المطوية في ميزان حسناتي وحسنات والديَ ولمن يقرأ وينشر هذه المطوية آمين والدال على الخير كفاعله فاحرص على نشر هذه المطوية عسى ان تكون لك صدقة جارية
لقراءة المطوية اضغط هنا
لرفع ملف المطوية اضغط هنا
وداعاً لفشل وهبوط الكيك .. مـكون سـري رهيب اضيفيه على الكيك هيخليه أبيض وهش كالقطن وعمره ما يهبط منك ابداً .. جـربيه ولن تندمي؟ | إثراء نت
ولا شك أن الاستقامة على الطاعة والتقوى والبعد عن المعاصي هي أنجح الوسائل في تحقق المطلوب فقد قال الله تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ. { سورة الطلاق2،3}
فعليك أن تواظبي على الطاعات والاستغفار والدعاء بتسهيل الأمور فقد قال الله تعالى: { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ. احرص على ما ينفعك - حسين عبد الرازق - طريق الإسلام. {سورة غافر60}
وعليك أن تحسني الظن بالله دائما فهو أرحم بك من أمك، وأعلم بمصالحك، وفي الحديث القدسي: أنا عند ظن عبدي بي، فإن ظن بي خيرا فله، وإن ظن بي شرا فله. رواه أحمد وصححه الألباني. والله أعلم.
عباد الله: إنه ليحز في النفس، ويوجع القلبَ، أن نرى -أحياناً- بعض خريجي الثانوية العامة، بل والجامعيين، لا يحسن تلاوة آيةٍ من كتاب الله -تعالى- على الوجه الصحيح! احرص علي ما ينفعك واستعن بالله. تُرى؛ مَن يتحمل هذا الخطأ؟ وعلى من يقع اللوم؟. إن الأب إذا استفرغ جهده في دفع ابنه إلى حلق التحفيظ أصبح معذوراً عند الله -تعالى-، وعند الناس، وعند ابنه نفسه الذي سوف يتوجه باللوم فيما بعد لوالده: لِمَ لَمْ تعلمني وتحضني على حفظ القرآن وتلاوته؟ سيقع الشاب فيما بعد في مواقف حرجة، وسيلقى باللوم على نفسه وعلى والده، لأنهما فرطا في صباه، وأول شبابه؛ لكن الوالد سيخرج من اللوم إذا كان قد بذل جهده، واستفرغ طاقته في محاولة تعليم ابنه وتربيته. أيها الأب المشفق: أذكرك بأن جهدك، وتعبك خلف ابنك في سبيل تعليمه لكتاب الله -تعالى- لن يضيع سدى، وستجني ثماره في الدنيا، كما تجني ثماره في الآخرة أيضاً، فعن سهل بن معاذ عن أبيه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: " من قرأ القرآن وعمل بما فيه ألبس والداه تاجاً يوم القيامة ضوءه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا لو كانت فيكم، فما ظنكم بالذي عمل بهذا ؟" رواه أبو داود. أسأل الله -عز وجل- بمنه وكرمه، أن يقرَّ أعيننا بصلاح ذرياتنا، وحفظهم لكتابه وسنة ورسوله والعمل بهما.